آلة الربابة: أصلها، تاريخها، واستخدامها في الدول المشهورة

الكاتب : آية زيدان
19 يونيو 2025
عدد المشاهدات : 84
منذ 6 أيام
آلة الربابة
ما أصل آلة الربابة؟
ماهي الدولة التي تشتهر في آلة الربابة؟
كيفية صناعة واستخدام الربابة
أهمية الربابة في الموسيقى التقليدية
تطور الربابة عبر الزمن

آلة الربابة هي آلة موسيقية وترية قديمة تُعد جزءًا أصيلًا من التراث العربي والبدوي، وقد ارتبطت منذ القدم بالشعر والغناء والسمر في المجالس الريفية والصحراوية. تتميز آلة الربابة بصوتها العاطفي العذب، وتصميمها البسيط الذي يعكس بساطة الحياة البدوية، وتُستخدم غالبًا لعزف الألحان الحزينة أو القصائد الشعبية، مما يجعلها وسيلة للتعبير عن المشاعر والحنين.

ما أصل آلة الربابة؟

تعدّ آلة الربابة من أعرق الآلات الوترية في العالم، وقد تعددت الروايات حول أصل الربابة نظرًا لانتشارها الواسع وتنوع استخداماتها في بقاع الأرض.

تشير بعض الدراسات إلى أن الربابة قد ظهرت في شبه الجزيرة العربية، حيث استخدمها البدو الرحل في الصحراء، وكانت تصنع من مواد بسيطة مثل خشب الشجر وجلد الماعز وشعر ذيل الحصان، مما جعلها مناسبة لظروف الصحراء ومصاحبة للشعراء في إلقاء الأشعار والمدائح.
مركز الاتحاد للأخبار

في المقابل، يظن البعض أن الربابة قد نشأت في بلاد الرافدين، حيث عُثر على رسومات لها ترجع إلى زمن السومريين، وتناقلها العراقيون وطوروها عبر العصور، حتى وصلت إلى ما يعرف لديهم اليوم بـ “الجوزة”.

وعلى صعيد آخر، تذكر بعض الأبحاث أن الربابة قد تكون تطورت من آلة “رافانا سترون” الهندية، التي يعود تاريخها إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، غير أن هذه النظرية تواجه صعوبات بسبب اختلاف شكل الآلتين.

فضلاً عن ذلك، يرى البعض أن الربابة انتقلت إلى أوروبا عن طريق الأندلس في العصور الوسطى، وأسهمت في تطور آلات وترية أوروبية مثل الكمان والفيولا.

بصرف النظر عن تحديد منشئها بدقة، فإن الربابة تمثل رمزاً ثقافياً هاماً في العديد من الثقافات، وتركت بصمة كبيرة في تطور الموسيقى الشعبية والتقليدية في مناطق مختلفة من العالم. [1]

تعرف أيضًا على: كيف تعزف على الجيتار خطوات تعلم العزف ونصائح للمبتدئين

ماهي الدولة التي تشتهر في آلة الربابة؟

آلة الربابة

تُعد آلة الربابة من أقدم الآلات الوترية الموجودة على ظهر البسيطة، وتُعرف بوترها الواحد وصوتها الرخيم الذي ينقل مشاعر الشوق والحنين. تُصنع هذه الآلة من مواد بدائية كأخشاب الأشجار، وجلود المعز أو الغزال، وشعر ذيل الحصان.

كما تستخدم الربابة في دول عربية عديدة، وتمثل جزءًا حيويًا من إرثها الثقافي. ومن بين هذه الدول:

  • الربابة السعودية: تنتشر في مناطق متعددة من شبه الجزيرة، وتمثل جزءًا لا يتجزأ من الثقافة البدوية، حيث تستخدم في إنشاد القصائد والأغاني الشعبية.
  • مصر: تُعتبر الربابة جزءًا أساسيًا من التراث المصري، خاصة في صعيد مصر، حيث يستعملها الشعراء المنشدون في تلاوة الأشعار.
  • الأردن: تحتل الربابة مكانة رفيعة كأصيلة الآلات في الأردن، مُجسدةً قيماً جمالية راسخة في المجتمع الأردني، وتُستخدم في الديوانيات والمجالس البدوية والريفية.

علاوةً على ذلك، تشير بعض الدراسات إلى انتقال الربابة من شبه الجزيرة العربية إلى مناطق أخرى، كالاندلس وأوروبا، حيث تطورت وأخذت أسماء مختلفة، مثل “رابلا” في فرنسا و”ريبك” في إيطاليا.

تعرف أيضًا على: دليلك الشامل إلى أنواع الموسيقى الغربية والآلات المستخدمة فيها

كيفية صناعة واستخدام الربابة

آلة الربابة

تُبنى آلة الربابة من صندوق صوتي، هو بالغالب مصنوع من خشب الزان. يوجد العديد من أجزاء آلة الربابة، يقوم الحرفي بتقطيع إطار الخشب وفقًا للحجم المرغوب. بعد ذلك، تُغطى كافة جوانب الصندوق بقطعة من جلد الماعز أو الغزال، تُعرف بـ “الطارة”. هذه الطارة تُنظف وتُصقل، ثم تُثبت بحرص عبر المسامير أو الدبابيس حول محيط الخشب.

يرتبط بصندوق الربابة عنق خشبي، يسمى أيضًا بـ “رقبة الربابة” أو “عصا الربابة”. ثم يبدأ الحرفي بتجهيز “السبيب” أو “الشبيب”، وهو شعر مأخوذ من ذيل الحصان، ليُستخدم كوتر للآلة. هذا الاختيار يرجع لجودة الشعر العالية. يوضع كذلك مشد في الطرف العلوي للعنق، يسمى “الكراب” أو “المفتاح”، وظيفته ضبط حدة صوت الوتر. يثبت هذا المشد في أعلى العنق.

أخيرًا، وعلى حدة، يصنع الحرفي قوس الربابة أو “السوّاق”. هذا القوس عادة ما يكون من خشب مرن، مثل خيزران أو عسب النخيل أو حتى عود الرمان. تجدر الإشارة إلى أن الربابة تأتي بأشكال متنوعة، تتغير بحسب الثقافة. كما أن صانعي الربابة يضيفون زخارف ونقوشًا، ليحوّلوها إلى قطعة فنية. [2]

تعرف أيضًا على: تقنيات إستخدام الإضاءة في المسرح

أهمية الربابة في الموسيقى التقليدية

آلة الربابة

فيما يلي أبرز ما يميز آلة الربابة الموسيقية:

أ- تحتل الربابة مكانة مرموقة في احتفالات البدو وأهل القرى، بالإضافة إلى أمسيات السمر.

ب- تتميز بتنوع تصاميمها واستخداماتها لخامات مختلفة.

ج- تلعب دورًا رئيسيًا في الأعمال التراثية العربية التي قدمها كبار الباحثين والعلماء.

د- نالت شهرة واسعة فاقت شهرة العود في العصر العباسي، على الرغم من انتشار العود آنذاك.

ه- تنْفَردُ بعطائها الفريد، فهي الآلة الوترية الوحيدة التي يدوم صوتها باستمرار نتيجة تحريك القوس على وترها، على عكس الآلات الوترية الأخرى التي يزول صوتها لأنها تُعزف بالقرع.

و- تُعدّ آلةً تُعبّر عن المشاعر والأشجان، حيث تكون رفيقة الدرب لصاحبها باستمرار، وتخلق إيقاعًا خاصًا يجمع بينهما.

تعرف أيضًا على: عناصر المسرح الأساسية وأجزاءه التي تجعل العمل المسرحي ناجحًا

تطور الربابة عبر الزمن

آلة الربابة

الربابة آلة وترية عريقة، تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، وقد شهدت تحولات جمة، انعكست على شكلها وطريقة عزفها وانتشارها.

في عصورها الأولى، ارتبطت الربابة بالقبائل الرحل، حيث كانت تصنع من مواد متوفرة كأخشاب الأشجار، وجلود الماعز أو الغزال، وشعر ذيل الحصان. كانت وسيلة للتعبير عن القصائد والألحان الشعبية، حاملةً في طياتها معاني الجمال في حياة البادية.

مع تعاقب السنين، تنوعت أنواع الربابة، فظهرت بتصاميم مختلفة مثل المربع والدائري والقارب والكمثرى والنصف كروي والطنبوري والصندوق المفتوح. كما أضيفت إليها أوتار إضافية أحيانًا، مما عزز صوت آلة الربابة ووسع آفاق استخدامها في فنون الغناء والإنشاد الديني ومدح الرسول.

عبر الأندلس، انتقلت الربابة إلى أوروبا في العصور الوسطى، وألهمت صناعة آلات وترية أوروبية كآلات الكمان والفيولا. حملت أسماء مختلفة كـ”رابلا” في فرنسا و”ريبك” في إيطاليا و”رابيل” أو “أربيل” في إسبانيا.

في العصر الحالي، ما زالت الربابة البدوية تحافظ على مكانتها في التراث الشعبي، تحديدًا في مصر والأردن ودول الخليج. تُستخدم في الاحتفالات التقليدية والمهرجانات الثقافية، وهي رمز للفن البدوي الأصيل. على الرغم من بساطتها. لا يزال صوت آلة الربابة يأسر المستمعين بقدرته على تقليد صوت الإنسان ونقل مشاعر الشوق والحنين. مؤكدًا قدرة هذه الآلة على التطور مع الحفاظ على جوهرها الأصيل.

تعرف أيضًا على: تطور تقنية التصوير في السينما

في الختام، لا يمكن إنكار تأثير آلة الربابة في الموسيقى العربية والعالمية. فقد كانت صوت الصحراء ولسان الشعراء. وحملت عبر أوتارها مشاعر الحنين والحزن والفرح. ورغم بساطة تكوينها، إلا أنها تركت بصمة فنية عميقة. وأسهمت في تشكيل هوية الموسيقى الشعبية والفلكلورية. ولا تزال الربابة حتى اليوم تُعزف في كثير من المهرجانات والاحتفالات التراثية، شاهدة على غنى التراث العربي وقدرته على الإلهام والتأثير عالميًا.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة