أبرز مميزات قوانين حمورابي

عناصر الموضوع

1- الملك حمورابي؟

2- شريعة حمورابي؟

3- طبقية حمورابي ؟

4- أبرز مميزات قانون حمورابي

5- أهمية قانون حمورابي

6- تأثير حمورابي علي الحضارة البابلية؟

حمورابي، ملك بابل العظيم، شخصية تاريخية فريدة تُجسّد مزيجًا ثقافيًا غنيًا. اسمه ذاته يعكس هذا التنوع، حيث تعني “حمو” في اللغة العمورية “عائلة”، بينما تعني “رابي” في اللغة الأكدية “عظيم”.

1- الملك حمورابي؟

حكم حمورابي بابل من عام 1792 إلى 1750 قبل الميلاد، وخلال فترة حكمه، توسّع نفوذ مملكته بشكل ملحوظ. في السنة الثلاثين من حكمه، بدأ في غزو الدول المجاورة، مثل آشور ولارسا وإشنونة وماري، حتى سيطر على بلاد الرافدين بأكملها، وامتدّ حكمه إلى سواحل البحر المتوسط في بلاد الشام.

لم يقتصر حمورابي على التوسع العسكري، بل اهتم أيضًا بالتنمية الداخلية. شملت مشاريعه بناء قنوات الريّ وتحصين المدن، بالإضافة إلى إقامة معابد تكريماً لإله بابل، مردوخ.

على الرغم من أن بابل، التي ازدهرت تحت حكم حمورابي، غرقت الآن تحت منسوب المياه الجوفية، إلا أن الألواح الطينية التي عُثر عليها في المواقع الأثرية القديمة تُسلط الضوء على شخصية هذا الملك وفنونه في الحكم.

أبرز إنجازات حمورابي هو إصداره لشريعة حمورابي، التي تُعدّ من أقدم وأهم القوانين في تاريخ البشرية. تضمّ هذه الشريعة 282 قانونًا تغطي جميع جوانب الحياة، من السياسية والاجتماعية والعسكرية إلى التجارة، وتُحدّد العقوبات والغرامات لضمان العدالة.

تمّ نقش شريعة حمورابي على مسلة أسطوانية الشكل من الحجر البازلتي الأسود، وهي عبارة عن عمود طويل ونحيف، قبل أن تُسرق وتضيع لقرون عديدة. بفضل جهود علماء الآثار، تم العثور على هذه المسلة عام 1901، لتصبح شاهداً حياً على عظمة الإنجازات القانونية والهندسية لحضارة بابل في عهد الملك حمورابي.[1]

2- شريعة حمورابي

شريعة حمورابي، التي تُعدّ من أقدم وأهم القوانين في تاريخ البشرية، تُنظّم مختلف جوانب الحياة في بابل القديمة، تنقسم شريعة حمورابي إلى 282 مادة، تُغطي مجالات متعددة هي:

• القضاء والشهود (المواد 1-5):

تُركز هذه المواد على القضاء والشهود، حيث تُحدد عقوبة الإعدام لمن يدلي بشهادة كاذبة في دعوى جنائية.

• السرقة والنهب (المواد 6-25):

تُعنى هذه المواد بمعاقبة السرقة والنهب، حيث تُحدد الغرامات والعقوبات بحسب قيمة المسروق وطبيعة المالك (إله، ملك، أو مواطن عادي).

• الجيش (المواد 26-39):

تُركز هذه المواد على تنظيم الجيش وتحديد العقوبات على الجنود الذين يرتكبون مخالفات.

• الحقل والبساتين والبيت (المواد 40-89):

تُعنى هذه المواد بملكية الأراضي والبيوت، وتُحدد حقوق وواجبات المالكين.

• التجار (المواد 90-107):

تُركز هذه المواد على تنظيم التجارة وتحديد شروط الشراكة، كتقسيم الأرباح والخسائر بين الشركاء بشكل متساوٍ.

• ساقية الخمر (المواد 108-111):

تُعنى هذه المواد بتنظيم ساقية الخمر، وتُحدد عقوبة الإعدام لصاحبة ساقية الخمر التي لا تُسلم المجرمين.

• البيع (المواد 112-126):

تُركز هذه المواد على تنظيم البيع والشراء، وتُحدد حقوق وواجبات البائع والمشتري.

• الأسرة (المواد 127-195):

تُعنى هذه المواد ب تنظيم العلاقات الأسرية، مثل الزواج والطلاق والتبني، وتُحدد حقوق وواجبات الأزواج.

• نقض العهود والعقود (المواد 196-227):

تركز هذه الأحكام على تكوين العقود والاتفاقيات، وتحدد العقوبات المفروضة على خرق العقد أو الاتفاق.

• الأسعار (المواد 228-240):

تتضمن هذه المعلومات أسعار السلع والخدمات، مثل تكلفة بناء المنازل والقوارب.

• أجور الحيوانات والأشخاص (المواد 241-277):

تُركز هذه المواد على تحديد أجور الحيوانات والأشخاص، مثل أجور استئجار الحيوانات أو العمل في منزل شخص آخر.

• حقوق وواجبات العبيد (المواد 278-282):

تُعنى هذه المواد بتحديد حقوق وواجبات العبيد، مثل إمكانية رد العبد المصاب بالصرع إلى البائع.

وتُعدّ شريعة حمورابي وثيقة تاريخية مهمة تُسلط الضوء على النظام القانوني والاجتماعي في بابل القديمة.[2]

3- طبقية حمورابي

قسم قانون حمورابي المجتمع البابلي إلى أربع طبقات رئيسية، لكل منها حقوق وواجبات محددة:

• الأحرار:

تمتعوا بحقوق واسعة، بما في ذلك امتلاك الممتلكات، وممارسة التجارة، والمشاركة في مجلس الشيوخ مقابل هذه الحقوق، تحملوا واجبات مثل دفع الضرائب وأداء السخرة.

• الكهنة:

حظوا بامتيازات اجتماعية ودينية رفيعة، شبيهة بامتيازات الأمراء، كانت لهم مكانة مرموقة في المجتمع، وقاموا بحماية المعابد وتقديم المشورة للملك.

• الأتباع (أو عامة الشعب):

شملت هذه الطبقة العمال، والحرفيين، والمعتقلين بسبب الديون، كانت حقوقهم وواجباتهم محددة وفقًا لطبيعة عملهم والتزاماتهم.

• العبيد:

كانت هذه الطبقة في أدنى السلم الاجتماعي، وضمت أسرى الحروب، والمدينين العاجزين عن سداد ديونهم، وكانت حقوقهم محدودة للغاية، وعاشوا تحت رحمة أسيادهم.[3]

4- أبرز مميزات قانون حمورابي

• شموليته: رغم قلة نصوصه، إلا أنه نظّم معظم فروع القانون، بما في ذلك قانون الأسرة، والعقود، والملكية، والجنايات.
• تنظيم الأسرة: أوجب العقد في الزواج، ووضع ضوابط له، وخفف من سطوة السلطة الأبوية، ونظم الإرث، وأجاز التبني.
• تنظيم العقود: نظم عقود البيع، والإيجار، والقروض، والشراكة، والعارية، والوديعة.
• مبدأ الجزاء بالمثل: اعتمد مبدأ “العين بالعين، والسن بالسن” في بعض العقوبات، مع مراعاة الفوارق الطبقية.
• تنظيم المهن: حدد مسؤوليات كل من الطبيب والبناء تجاه مرضاه وملاك البناء، وحدد أجورهم وإجازاتهم.[4]

5- أهمية قانون حمورابي

• يُعد أشهر القوانين المكتشفة حتى الآن، وأكثرها اكتمالًا ونضجًا.
• يُعتبر الأساس الذي بُنيت عليه الدراسات التاريخية والقانونية عن القوانين في العصور القديمة.
• تميز بتنظيمه وتنسيقه، مقارنة بالقوانين التي سبقته، مثل قوانين أورنمو، وليبت عشتار، وإشنونا.
• يُفضل استخدام مصطلح “قانون حمورابي” بدلاً من “شريعة حمورابي”، لكونه أقرب إلى مفهوم القانون الحديث.
• يُعد إنجازًا حضاريًا وإنسانيًا خالدًا في تاريخ البشرية.

6- تأثير حمورابي علي الحضارة البابلية حمورابي

يعد سقوط بابل عام 539 قبل الميلاد حدثًا تاريخيًا هامًا. شهد هذا الحدث غزو الإمبراطورية الأخمينية لبابل تحت قيادة قورش الكبير. تقع مدينة بابل في العراق الحديث، ويعود تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، عندما كانت بلدة ساحلية صغيرة على نهر الفرات.

• صعود بابل:

في بداياتها، كانت مدينة بابل جزءًا من الإمبراطورية الأكادية. إلا أن هذه المدينة الصغيرة سرعان ما تطورت وازدهرت، لتصبح مركزًا حضاريًا واقتصاديًا مهمًا في بلاد ما بين النهرين. وفي القرن الثامن عشر قبل الميلاد، بلغت بابل أوج قوتها تحت حكم الملك حمورابي الذي وحد البلاد وقام بوضع القوانين الشهيرة التي سميت باسمه.

• حمورابي حاكم عظيم

كان حمورابي هو الحاكم السادس للإمبراطورية البابلية الأولى. خلال فترة حكمه الطويلة، أشرف على توسع واسع في إمبراطوريته، وفتح العديد من البلدان. واعتبر حمورابي هذه الفتوحات جزءا من مهمة مقدسة لنشر الحضارة في جميع البلدان.

• إنجازات حمورابي:

بعد توسيع إمبراطوريته، تميز عهد حمورابي بالعديد من الإنجازات:

• مشاريع البناء: تعددت المشاريع، مثل تحسين الزراعة والإصلاحات والتعمير، وتوسيع ورفع أسوار المدينة، وبناء المعابد الرائعة المخصصة للآلهة.
• التركيز العسكري: كان حمورابي مهتمًا بالشؤون العسكرية، وهدفه الرئيسي كان تحسين حياة شعبه.
• قانون حمورابي: أشهر إنجازات حمورابي هو قانون حمورابي، وهو مجموعة من القوانين المنقوشة على الأعمدة.

وفي نهاية شريعة حمورابي التي تمثل النهاية، تم التأكيد على أهمية تنفيذ قوانينه والحفاظ عليها، بينما بقي النهج في المقدمة، حيث ذكرت إنجازاته وسرد جميع أعماله. وطالب في هذا البيان جميع آلهة البلاد بإزالة أي شخص تجاهل هذا القانون أو سعى إلى إلغائه وتدميره أو حتى حاول إضافة اسمه إليه.[5]

• تشريعات حمورابى و حورمحب دراسة مقارنة: الملك حمورابي
• مصطفى فاضل كريم، قانون حمورابي - أسباب وضعه وتقسيمه الطبقات: شريعة حمورابي
• نادية محمود فرحان، محاضرات في تاريخ العراق القديم: طبقية حمورابي
• إسراء جاسم العمران، خصائص قانون حمورابي: أبرز مميزات قانون حمورابي
• مدينة بابل القديمة.. كيف صعدت الإمبراطوية وكيف سقطت: تأثير حمورابي علي الحضارة البابلية حمورابي

مشاركة المقال