أبيات شعرية تعبر عن عزة النفس

الكاتب : هبه وليد
22 نوفمبر 2024
عدد المشاهدات : 55
منذ 3 أسابيع
عزة النفس
عناصر الموضوع
1- يقولون لي فيك انقباض.
2- العزم وأبناؤه
3- حكم سيوفك في رقاب العذل
4- كفى بك داءً أن ترى الموت شافياً

عناصر الموضوع

1- يقولون لي فيك انقباض

2- العزم وأبناؤه

3- حكم سيوفك في رقاب العذل

4- كفى بك داءً أن ترى الموت شافيًا

عزة النفس تعبر عن الارتفاع عن مواقف الإهانة وكل ما يسيء إلى الكرامة. الشخص الذي يمتلك عزة النفس لا يسمح لأحد بإهانة كرامته، ويعمل دائماً على الحفاظ على كرامته وراحة ضميره، مرفوع الرأس وعيناه تتلألأ بالفخر. كما أنه يتحرر من ذل الطمع، ولا يسير إلا وفق ما يمليه عليه إيمانه والحق الذي يؤمن به ويدعو إليه.

1- يقولون لي فيك انقباض.

هذه القصيدة للشاعر علي بن عبد العزيز بن الحسن بن علي القاضي الجرجاني، وهي من أجمل قصائده التي تعبر عن عزة النفس:

يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما

رأوا رجلاً عن موقفِ الذلِّ أحجما

أرى الناسَ من داناهُمُ هان عندهم

 ومن أكرَمته عزةُ النفسِ أكرِما

 ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن كان كُلَّمَا

بدا طَمَعٌ صَيَّرتُه لي سُلَّما

 وما زلتُ مُنحازاً بعرضيَ جانباً

 من الذلِّ أعتدُّ الصيانةَ مَغنما

إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ

 قد أرى ولكنَّ نفسَ الحرِّ

 تَحتَملَ الظَّمَا أُنزِّهها عن بَعضِ

ما لا يشينُها مخافةَ أقوال العدا فيم

 أو لما فأصبحُ عن عيبِ اللئيمِ مسلَّما

وقد رحتُ في نفسِ الكريمِ مُعَظَّما

 وإني إذا ما فاتني الأمرُ لم أبت

 أقلِّبُ فكري إثره مُتَنَدِّما

 ولكنه إن جاء عَفواً قبلتُه

 وإن مَالَ لم أُتبعهُ هَلاِّ وليتَما

 وأقبضُ خَطوي عن حُظوظٍ كثيرةٍ

إذا لم أَنلها وافرض العرضِ مُكرما

 وأكرمُ نفسي أن أُضاحكَ عابساً

 وأن أَتلقَّى بالمديح مُذمَّما

 وكم طالبٍ رقي بنعماه لم يَصِل إليه

 وإن كَانَ الرَّئيسَ الُمعظَّما

 وكم نعمة كانت على الُحرِّ نقمَةً

 وكم مغنمٍ يَعتَده الحرُّ مَغرَما

 ولم أبتذل في خدمة العلمِ مُهجَتي

 لأَخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخدما

 أأشقى به غَرساً وأجنيه ذِلةً إذن

 فاتباعُ الجهلِ قد كان أَحزَما

 ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم

 ولو عَظَّمُوه في النفوسِ لَعُظِّما

 ولكن أهانوه فهانو ودَنَّسُوا مُحَيَّاه

 بالأطماعِ حتى تَجهَّما

فإن قُلتَ جَدُّ العلم كابٍ فإنما كبا

 حين لم يحرس حماه وأُسلما

 وما كلُّ برقٍ لاحَ لي يستفزُّني

 ولا كلُّ من في الأرضِ أرضاه

مُنَعَّما ولكن إذا ما اضطرني

 الضُّرُّ لم أَبتِ أُقلبُ فكري مُنجداً

 ثم مُتهما إلى أن أرى ما لا أغَصُّ

بذِكره إذا قلتُ قد أسدى إليَّ وأنعما[1]

2- العزم وأبناؤه

محمد مهدي الجواهري هو شاعر عراقي بارز من شعراء العصر الحديث، ولد عام 1899 وتوفي عام 1997. أصدر ديوانه الشعري الأول بعنوان “بين الشعور والعاطفة” في عام 1928، وهو من أبرز قصائده تلك التي تتناول موضوع عزة النفس.

هو العزم لا ما تدعي السَّمَر والقضب

 وذو الجد حتى كل ما دونه لعب

 ومن أخلفته في المعالي قضية تكفل

 في إنتاجها الصّارم العضب

 ومن يتطلّب مصعبات مسالك

 فأيسر شيء عنده المركب الصّعب

 ومن لم يجد إلا ذعاف مذلّة ورودا

ً فموت العزّ مورده عذب

 وهل يظمأ اللاوى من الذلّ جانباً وبيض الظبا

رقراقها علل سكب إذا رمت دفع الشكّ

 بالعلم فاختبر بعينك ماذا تفعل الأسد

 الغلب أما والهضاب الرّاسيات ولم أقل عظيماً،

 فكل دون موقفه الهضب لئن أسلمتهم عزة النفس

 للردى فما عودتهم أن يلم بهم عتب

أحبّاي لو لم تمسك القلب أضلعي لطار

 أسىً من برج ذكراكم القلب قضيتم

 وفي صدر الليالي وليجة وما غيركم يستلّها

 فلها هبّوا سقاك الحيا أرض العراق

 ولا رقّت جفون غوادية، وناحت بك السّحب تضمنّت

لا ضمنت شراً لظالم كواكب ليل الخطب

إن حلك الخطب بكيت وحيداً في رباك

 ولم أرد مخافة واشٍ أن يساعدني الركب

 فيا شرق حتى الحشر تربك

 فوقه دليل لمن يدر ما فعل الغرب. [2]

3- حكم سيوفك في رقاب العذل

عنترة بن شداد بن قراد العبسي، هو واحدًا من أبرز شعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام، وقد ولد في عام 601م. اشتهر بشغفه وغزله النقي تجاه ابنة عمه عبلة، واشتهر بلقب شاعر المعلقات. كما أنه من أشهر الفرسان العرب، ومن أبرز قصائده التي تعكس عزة النفس.

حكّمْ سيُوفَكَ في رقابِ العُذَّل

 واذا نزلتْ بدار ذلَّ فارحل

 وإذا بُليتَ بظالمٍ كُنْ ظالماً

 واذا لقيت ذوي الجهالة فاجهل

 وإذا الجبانُ نهاكَ يوْمَ كريهة

ٍ خوفاً عليكَ من ازدحام الجحفل

 فاعْصِ مقالَتهُ ولا تَحْفلْ بها واقْدِمْ

 إذا حَقَّ اللِّقا في الأَوَّل واختَرْ لِنَفْسِكَ

منْزلاً تعْلو به أَوْ مُتْ كريماً تَحْتَ ظلِّ

 القَسْطَل فالموتُ لا يُنْجيكَ منْ آفاتِهِ

 حصنٌ ولو شيدتهُ بالجندل موتُ الفتى

 في عزهِ خيرٌ له منْ أنْ يبيتَ أسير طرفٍ

 أكحل إنْ كُنْتُ في عددِ العبيدِ فَهمَّتي

 فوق الثريا والسماكِ الأعزل

أو أنكرتْ فرسانُ عبس نسبتي

 فسنان رمحي والحسام يقرُّ لي

وبذابلي ومهندي نلتُ العلاَ لا بالقرابة

ِ والعديدِ الأَجزل ورميتُ مهري في العجاجِ

 فخاضهُ والنَّارُ تقْدحُ منْ شفار الأَنْصُل

خاضَ العجاجَ محجلاً حتى إذا شهدَ الوقعية َ

 عاد غير محجل ولقد نكبت بني حريقة

َ نكبة ً لما طعنتُ صميم قلب الأخيل

 وقتلْتُ فارسَهُمْ ربيعة َ عَنْوَة ً والهيْذُبان

 وجابرَ بْنَ مُهلهل وابنى ربيعة َ والحريسَ

 ومالكا والزّبْرِقانُ غدا طريحَ الجَنْدل

 وأَنا ابْنُ سوْداءِ الجبين كأَنَّها ضَبُعٌ

تَرعْرَع في رُسومِ المنْزل الساق منها

 مثلُ ساق نعامة ٍ والشَّعرُ منها

 مثْلُ حَبِّ الفُلْفُل والثغر من تحتِ اللثام

 كأنه برْقٌ تلأْلأْ في الظّلامَ المُسدَل

يا نازلين على الحِمَى ودِيارِهِ

 هَلاَّ رأيتُمْ في الدِّيار تَقَلْقُلي

 قد طال عزُّكُم وذُلِّي في الهوَى

 ومن العَجائبِ عزُّكم وتذَلُّلي

 لا تسقيني ماءَ الحياة ِ بذلة بل فاسقني

بالعزَّ كاس الحنظل ماءُ الحياة ِ

بذلة ٍ كجهنم وجهنم بالعزَّ أطيبُ منزل .[3]

4- كفى بك داءً أن ترى الموت شافياً

أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي، المعروف بأبي الطيب الكندي الكوفي، وُلِد عام 915م وتوفي عام 965م. اشتهر بمدح الملوك في قصائده، ومن أبرزهم سيف الدولة الحمداني، حيث كتب قصيدة تتناول موضوع عزة النفس.

كفى بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا

 وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنّ أمانِيَا

 تَمَنّيْتَهَا لمّا تَمَنّيْتَ أنْ تَرَى صَديقاً

فأعْيَا أوْ عَدُواً مُداجِيَا إذا كنتَ تَرْضَى

 أنْ تَعيشَ بذِلّةٍ فَلا تَسْتَعِدّنّ الحُسامَ

 اليَمَانِيَا وَلا تَستَطيلَنّ الرّماحَ لِغَارَةٍ

 وَلا تَستَجيدَنّ العِتاقَ المَذاكِيَا

 فما يَنفَعُ الأُسْدَ الحَياءُ من الطَّوَى

 وَلا تُتّقَى حتى تكونَ ضَوَارِيَا

 حَبَبْتُكَ قَلْبي قَبلَ حُبّكَ من نأى

 وَقد كانَ غَدّاراً فكُنْ أنتَ وَافِيَا

 وَأعْلَمُ أنّ البَينَ يُشكيكَ بَعْدَهُ

فَلَسْتَ فُؤادي إنْ رَأيْتُكَ شَاكِيَا

فإنّ دُمُوعَ العَينِ غُدْرٌ بِرَبّهَا

 إذا كُنّ إثْرَ الغَادِرِين جَوَارِيَا

 إذا الجُودُ لم يُرْزَقْ خَلاصاً

من الأذَى فَلا الحَمدُ مكسوباً

وَلا المالُ باقِيَا وَللنّفْسِ أخْلاقٌ

 تَدُلّ على الفَتى أكانَ سَخاءً ما

أتَى أمْ تَسَاخِيَا أقِلَّ اشتِياقاً

 أيّهَا القَلْبُ رُبّمَا رَأيْتُكَ تُصْفي الوُدّ

من ليسَ صافيَا خُلِقْتُ ألُوفاً

لَوْ رَجعتُ إلى الصّبَى لَفارَقتُ شَيبي

 مُوجَعَ القلبِ باكِيَا وَلَكِنّ بالفُسْطاطِ

 بَحْراً أزَرْتُهُ حَيَاتي وَنُصْحي وَالهَوَى

وَالقَوَافِيَا وَجُرْداً مَدَدْنَا بَينَ آذانِهَا

 القَنَا فَبِتْنَ خِفَافاً يَتّبِعْنَ العَوَالِيَا

 تَمَاشَى بأيْدٍ كُلّمَا وَافَتِ الصَّفَا

 نَقَشْنَ بهِ صَدرَ البُزَاةِ حَوَافِيَا

 وَتَنظُرُ من سُودٍ صَوَادِقَ في الدجى

يَرَينَ بَعيداتِ الشّخُوصِ كما هِيَا

 وَتَنْصِبُ للجَرْسِ الخَفِيِّ سَوَامِعاً

 يَخَلْنَ مُنَاجَاةَ الضّمِير تَنَادِيَا تُجاذِبُ

 فُرْسانَ الصّباحِ أعِنّةً كأنّ على الأعناقِ

منْهَا أفَاعِيَا بعَزْمٍ يَسيرُ الجِسْمُ في السرْجِ

 راكباً بهِ وَيَسيرُ القَلبُ في الجسْمِ

ماشِيَا قَوَاصِدَ كَافُورٍ تَوَارِكَ غَيرِهِ

 وَمَنْ قَصَدَ البَحرَ استَقَلّ السّوَاقِيا

 فَجاءَتْ بِنَا إنْسانَ عَينِ زَمانِهِ

 وَخَلّتْ بَيَاضاً خَلْفَهَا وَمَآقِيَا تجُوز

ُ عَلَيهَا المُحْسِنِينَ إلى الّذي نَرَى عِندَهُمْ

 إحسانَهُ وَالأيادِيَا فَتىً ما سَرَيْنَا

 في ظُهُورِ جُدودِنَا إلى عَصْرِهِ إلاّ نُرَجّي التّلاقِيَا

 تَرَفّعَ عَنْ عُونِ المَكَارِمِ

 قَدْرُهُ فَمَا يَفعَلُ الفَعْلاتِ

 إلاّ عَذارِيَا يُبِيدُ عَدَاوَاتِ البُغَاةِ

 بلُطْفِهِ فإنْ لم تَبِدْ منهُمْ أبَادَ الأعَادِيَا

أبا المِسكِ ذا الوَجْهُ الذي كنتُ تائِقاً

 إلَيْهِ وَذا اليَوْمُ الذي كنتُ رَاجِيَا لَقِيتُ

المَرَوْرَى وَالشّنَاخيبَ دُونَهُ وَجُبْتُ هَجيراً

 يَترُكُ المَاءَ صَادِيَا أبَا كُلّ طِيبٍ

لا أبَا المِسْكِ وَحدَه وَكلَّ سَحابٍ

لا أخُصّ الغَوَادِيَا يُدِلّ بمَعنىً وَاحِدٍ

 كُلُّ فَاخِرٍ وَقد جَمَعَ الرّحْمنُ فيكَ

المَعَانِيَا إذا كَسَبَ النّاسُ المَعَاليَ

بالنّدَى فإنّكَ تُعطي في نَداكَ المَعَالِيَا

 وَغَيرُ كَثِيرٍ أنْ يَزُورَكَ رَاجِلٌ

 فَيَرْجعَ مَلْكاً للعِرَاقَينِ وَالِيَا

 فَقَدْ تَهَبُ الجَيشَ الذي جاءَ غازِياً

 لِسائِلِكَ الفَرْدِ الذي جاءَ عَافِيَا

 وَتَحْتَقِرُ الدّنْيَا احْتِقارَ مُجَرِّبٍ يَرَى

 كلّ ما فيهَا وَحاشاكَ فَانِيَا

 وَمَا كُنتَ ممّن أدرَكَ المُلْكَ

 بالمُنى وَلَكِنْ بأيّامٍ أشَبْنَ النّوَاصِيَا

 عِداكَ تَرَاهَا في البِلادِ مَساعِياً

 وَأنْتَ تَرَاهَا في السّمَاءِ مَرَاقِيَا

 لَبِسْتَ لهَا كُدْرَ العَجاجِ

كأنّمَا تَرَى غيرَ صافٍ أن ترَى الجوّ

 صَافِيَا وَقُدتَ إلَيْها كلّ أجرَدَ سَابِحٍ

يؤدّيكَ غَضْبَاناً وَيَثْنِيكَ رَاضِيَا

وَمُخْتَرَطٍ مَاضٍ يُطيعُكَ آمِراً

 وَيَعصِي إذا استثنَيتَ أوْ صرْتَ ناهِيَا

وَأسْمَرَ ذي عِشرِينَ تَرْضَاه وَارِداً

وَيَرْضَاكَ في إيرادِهِ الخيلَ ساقِيَا

كَتائِبَ ما انفَكّتْ تجُوسُ عَمائِراً

 من الأرْضِ قد جاسَتْ إلَيها فيافِيَا

غَزَوْتَ بها دُورَ المُلُوكِ فَباشَرَتْ سَنَابِكُها

 هَامَاتِهِمْ وَالمَغانِيَا وَأنْتَ الذي تَغْشَى

الأسِنّةَ أوّلاً وَتَأنَفُ أنْ تَغْشَى الأسِنّةَ ث

َانِيَا إذا الهِنْدُ سَوّتْ بَينَ سَيفيْ كَرِيهَةٍ

فسَيفُكَ في كَفٍّ تُزيلُ التّساوِيَا

 وَمِنْ قَوْلِ سَامٍ لَوْ رَآكَ لِنَسْلِهِ

 فِدَى ابنِ أخي نَسلي وَنَفسي وَمالِيَا

 مَدًى بَلّغَ الأستاذَ أقصَاهُ رَبُّهُ

وَنَفْسٌ لَهُ لم تَرْضَ إلاّ التّنَاهِيَا

 دَعَتْهُ فَلَبّاهَا إلى المَجْدِ وَالعُلَى

وَقد خالَفَ النّاسُ النّفوسَ الدّوَاعيَا

فأصْبَحَ فَوْقَ العالَمِينَ يَرَوْنَهُ

 وَإنْ كانَ يدْنِيهِ التّكَرُّمُ نَائِي. [4]

وفي الختام، إن عزة النفس هي أغلى ما يمتلكه الإنسان، حيث تحافظ على كرامته وتضمن له احترامه لذاته. إنها تعكس مفهوم الكرامة في الروح وتساهم في رفع مكانة صاحبها بين الناس. ومع ذلك، فإن عزة النفس لا تعني التفاخر أو السخرية من الآخرين، بل تتجلى في الابتعاد عن كل ما يسيء إلى قيمتك.

المراجع

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة