أجمل أبيات الشعر الفصيح
عناصر الموضوع
1- أبيات شعرية عن الأخلاق
2- أبيات شعرية عن الحزن
3- أبيات شعرية عن الوطن
4- أبيات شعرية عن الفراق
هو الشعر الذي يُبنى بالاعتماد على قواعد العروض الشعرية التي وضعها الفراهيدي، يلتزم بقافية واحدة وبحر شعريّ ذي نغمة موسيقية ثابتة. نقدّم لكم في هذا المقال مجموعة من أبيات الشعر العربي الفصيح المختلفة
1- أبيات شعرية عن الأخلاق
إِني لتطربُني الخِلالُ كريمةً
طربَ الغريبِ بأوبةٍ وتلاقِ
ويَهُزُّني ذكْرُ المروءةِ والندى
بين الشمائلِ هزةَ المشتاقِ
فإِذا رُزقتَ خَليقةً محمودةً
فقد اصطفاكَ مقسِّمُ الأرزاقِ
والناسُ هذا حظُّه مالٌ وذا
علمٌ وذاكَ مكارمُ الأخلاقِ
والمالُ إِن لم تَدَّخِرْه محصناً
بالعلمِ كان نهايةَ الإملاقِ
. صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجعُه
فقوِّم النفسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِمِ
والنفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ
والنفسُ من شَرِّها في مرتع وخمِ
حافظْ على الخلقِ الجميلِ ومُرْ به
ما بالجميلِ وبالقبيحِ خَفاءُ
إِن ضاقَ مالكَ عن صديقِكَ فالقَه
بالبشرِ منكَ إِذا يحينُ لقاءُ.
لمّا عفوتُ ولم أحقد على أحد
أرحتُ نفسي من هم العداوات
إني أُحيّي عدوّي عند رؤيته
لأدفع الشرّ عنّي بالتحيّات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه
كما إن قد حشى قلبي مودّات
قد يحوزُ الإِنسانُ علماً وفَهْماً
وهو في الوقتِ ذو نِفاقٍ مرائي
ربَّ أخلاقٍ صانَها من فسادٍ
خوفُ أصحابِها من النقادِ
وإِذا لم يكنْ هنالكَ نقدٌ
عمَّ سوءُ الأخلاقِ أهلَ البلادِ [1]
تعريف بالشاعر:
يكون الشاعر هو حافظ إبراهيم، لقد ولد في أسيوط في عام 1871، وكان يعمل ضابطًا في الجيش، ثم بعد عمل أمين في القسم الأدبي في دار الكتب، وتوفى عام 1932، ولقب أيضا بشاعر النيل وشاعر الشعب
الشرح:
يقول هنا الشاعر أني أحب الأخلاق الجميلة والعظيمة وأفرح بها مثل فرح الغريب الذي وصل لوطنه بعد حقبة من الغياب الطويل
2- أبيات شعرية عن الحزن
ولا حزنٌ يدوم ولا سرور
ٌ ولا بؤسٌ عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع
فأنت ومالك الدنيا سواء
أرى الحزن لا يجدي على من فقدته
ولو كان في حزني مزيد لزدته
تغيّرت الأحوال بعدك كلها
فلست أرى الدنيا على ما عهدته
عقدتُ بك الأيمان بالنّجح واثقاً
فحلّت يد الأقدار ما قد عقدته
وكان اعتقادي أنك الدهر مسعدي
فخانتني الأيام فيما اعتقدته
أردت لك العمر الطويل فلم يكن
سوى ما أراد الله لا ما أردته
فيا وحشة من مؤنس قد عدمته
ويا وحدة من صاحب قد فقدته
وداع دعاني باسمه ذاكراً له
فأطربني ذكر اسمه فاستعدته
فقدت أحبّ الناس عندي وخيرهم
فمن لائمي فيه إذا ما نشدته
أيّها الحُـزنُ الذي يغشى بِـلادي
أنا من أجلِكَ يغشاني الحَـزَنْ
أنتَ في كُلِّ مكـانٍ
أنتَ في كُلِّ زَمـَنْ
دائـرٌ تخْـدِمُ كلّ الناسِ
مِـنْ غيرِ ثَمـَنْ عَجَبـاً منكَ .. ألا تشكو الوَهَـنْ؟!
أيُّ قلـبِ لم يُكلّفكَ بشُغلٍ؟
أيُّ عيـنٍ لم تُحمِّلكَ الوَسَـنْ؟
ذاكَ يدعـوكَ إلى استقبالِ قَيـدٍ
تلكَ تحـدوكَ لتوديـعِ كَفَـنْ
تلكَ تدعـوكَ إلى تطريـزِ رُوحٍ
ذاكَ يحـدوكَ إلى حرثِ بَـدَنْ
مَـنْ ستُرضي، أيّها الحُـزنُ، ومَـنْ؟!
وَمتى تأنَفُ من سُكنى بـلادٍ
أنتَ فيهـا مُمتهَـنْ؟!
إنّني أرغـبُ أن أرحَـلَ عنهـا
إنّمـا يمنعُني حُـبُّ الوَطـنْ!
كتابُ حياةِ البائسينَ فصولُ
تليها حَواشٍ للأسى وذيولُ
وما العمرُ إِلا دمعةٌ وابتسامة
ٌ وما زادَ عن هذي وتلكَ فضولُ
ولولا يدُ الإِنسانِ ما كان للأسى
إِلى شاعرِ الطيرِ البريءِ وُصُولُ [2]
تعريف بالشاعر:
يكون هوأبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ (150-204هـ / 767-820م) يكون ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وأيضا صاحب المذهب الشافعي في الفقه، ومكون علم أصول الفقه
يقول الشاعر هنا اترك الأيام تتغير كيفما تشاء، وكُن بالقضاء راضي ومبتسم ولا تعترض، وتقبّل مرارتها كما تتقبل حلاوتها أيضا، واصبر على كلّ حوادثها ونوائبها فلا شيء يدوم في الدنيا، وقابل كلّ يضايقك ويُؤلمك، بجلادة واصطباب وصدر رحم، واجعل السماحة والوفاء من صفاتك، فهما يرفعان من الشأن وتُغطّى بهما عيوبه وإن كثرت
3- أبيات شعرية عن الوطن
الشاعر هو:
يكون أبو الحسن علي بن العباس الرومي يلقب ويعرف بأنه كان كثير التشاؤم وعدم الفرح والسعادة وقد يقال انه مات مسمومًا.
مناسبة النص:
أراد أحد من الجيران شراء بيته (ابن أبي كامل) فرفض رفضا كبيرًا ابن الرومي فأتلف بعض جدرانه ليجبره على بيعه فشكاه ابن الرومي إلى أمير بغداد فكتب هنا هذه القصيدة التي تدل على مُدَى حبه لبيته ووطنه الشديد.
ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ
وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا
عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً
كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا
وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ
مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا
إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكرَّتهمُ
عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذاكا
فقد ألفتهٌ النفسُ حتى كأنهُ
لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا
موطنُ الإِنسانِ أمٌ فإِذا
عقَّهُ الإِنسانُ يوماً عقَّ أمَّه
بلادي لا يزالُ هواكِ مني
كما كانَ الهوى قبلَ الفِطامِ
أقبلُ منكِ حيثُ رمى الأعادي
رُغاماً طاهراً دونَ الرَّغامِ
وأفدي كُلَّ جلمودٍ فتيتٍ
وهي بقنابلِ القومِ اللئامِ
لحى اللّهُ المطامعَ حيثُ حلتْ
فتلكَ أشدُّ آفات السلامِ
ومن لم تكنْ أوطانهُ مفخراًُ لهُ
فليس له في موطنِ المجدِ مفخرُ
ومن لم يبنْ في قومهِ ناصحاً لهم
فما هو إِلا خائنٌ يتسترُ
ومن كانَ في أوطانهِ حامياً لها
فذكراهُ مسكٌ في الأنامِ وعنبرُ
ومن لم يكنْ من دونِ أوطانهِ حمى
فذاك جبانٌ بل أَخَسُّ وأحقرُ
بلادي هواها في لساني وفي دمي
يُمجّدُها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ
ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم
ومن تؤوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلها
يكن حيواناً فوقه كل أعجمِ
ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ
فآواهُ في أكنافِهِ يترنم
وليسَ من الأوطانِ من لم يكن لها
فداء وإن أمسى إليهنَّ ينتمي
على أنها للناس كالشمس لم تزلْ
تضيءُ لهم طراً وكم فيهمُ عمي
ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها
تجبه فنون الحادثات بأظلم
ولا خيرَ فيمنْ إن أحبَّ دياره
أقام ليبكي فوقَ ربعٍ مهدم
وقد طويتْ تلك الليالي بأهلها
فمن جهلَ الأيامَ فليتعلم
وما يرفع الأوطانَ إلا رجالها
وهل يترقى الناسُ إلا بسُلَّمِ
ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلهِ
على قومهِ يستغنَ عنه ويذمم
ومن يتقلبْ في النعيم شقيْ بهِ
إذا كان من آخاهُ غيرُ منعم
ذكرتُ بلادي فاسْتَهَلَّتْ مدامي
بشوقي إِلى عهدِ الصِّبا المتقادمِ
حننتُ إِلى أرضٍ بها اخضرَّ شاربي
وقطِّع عني قبل عقدِ التمائمِ
الشرح:
يؤكد هنا الشاعر تمسكه الشديد ببيته فقد أقسم ألا يبيعه وأبدا يملكه أحد غيره فقد أمضي فيه أجمل أيام شبابه الجميلة منعمًا في ظلاله كما ينعم الرجال في ظل الأمير ورعايته وقد أحب هذا البيت فلا يستطيع فراقه أبدا فلو تركه لهلك بعده على الفور. وإن الإنسان يجب بيته ووطنه حبا شديدًا ولم لا وقد حقق فيه أعظم أمنياته في طفولته وشبابه وكلما تكلم الناس علي أوطانهم تذكروا هذه الأيام الجميلة أيام الصبا والشباب الجميلة فاشتاقوا لهذه الأيام بجمالها كما اشتاقوا لأوطانهم.
4- أبيات شعرية عن الفراق
تعريف الشاعر
هو بشار بن برد بن يرجوه العُقيلي (96 هـ – 168 هـ)، يلقب انه أبو معاذ حيث انه عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. وقد ولد أعمى، وكان من أعظم الشعراء وسابقيهم المجودين. كان كثير الشعر، كثير الافتنان، كان قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعًا قال أيمة الأدب: إنه لم يكن في زمن بشار بالبصرة غزل ولا مغنية
أَلا إِن قلبي من فراق أحبتي
وإن كنت لا أبدي الصبابة جازع
ودمعي بين الحزن والصبر فاضحي
واستري عن العُذّال عاصٍ وطائع
شكا ألمَ الفراقِ الناسُ قبلي
ورُوِّعَ بالنوى حيٌ وميتُ
وأمّا مِثْلُ ما ضَمَّتْ ضلوعي
فإِني ما سَمِعْتُ ولا رَأَيْتُ
إذا الخِلّ لَمْ يَهْجُرْكَ إلاّ مَلالَة
فليسَ لهُ إلا الفراقَ عتابُ
إذَا لَمْ أجِدْ مِنْ خُلّة ما أُرِيدُهُ
فعندي لأخرى عزمةٌ وركابُ
وَلَيْسَ فرَاقٌ ما استَطَعتُ، فإن
يكُن فراقٌ على حالٍ فليسَ إيابُ
ومافي الأرضِ أشْقَىْ من مُحِبٍّ
وإِن وجدَ الهوى حلوَ المذاَقِ
تراهُ باكياً في كلِّ وقتٍ
مخافةَ فرقةٍ أو لاشتياقِ
فيبكي إِن نَأوا شوقاً إِليهم
ويبكي لإِن دَنَوا خوفَ الفراقِ
فتسخُنُ عينهُهُ عندَ التنائيْ
وتسخنُ عينُه عند التلاقي
أشكو الفراق إلى التلاقي
وإلى الكرى سهرَ المآقي
وإلى السُّلوِّ تفجُّعي
وإلى التصبُّر ما أُلاقي
وإلى الذي شطتْ به
عني النَّوى طول اشتياقي
وطوتْ حشايَ على الجوى
لما طوتْه يدُ الفراق
صبراً فرُب تفرقٍ
آتٍ بقربٍ واتفاق
فِراقٌ وَمَنْ فَارَقْتُ غَيرُ مُذَمَّمِ
وَأَمٌّ وَمَنْ يَمّمْتُ خيرُ مُيَمَّمِ
وَمَا مَنزِلُ اللّذّاتِ عِندي بمَنْزِلٍ
إذا لم أُبَجَّلْ عِنْدَهُ وَأُكَرَّمِ
سَجِيّةُ نَفْسٍ مَا تَزَالُ مُليحَةً
منَ الضّيمِ مَرْمِيّاً بها كلّ مَخْرِمِ
رَحَلْتُ فكَمْ باكٍ بأجْفانِ شَادِنٍ
عَلَيّ وَكَمْ بَاكٍ بأجْفانِ ضَيْغَمِ
وَمَا رَبّةُ القُرْطِ المَليحِ مَكانُهُ
بأجزَعَ مِنْ رَبّ الحُسَامِ المُصَمِّمِ
فَلَوْ كانَ ما بي مِنْ حَبيبٍ مُقَنَّعٍ
عَذَرْتُ وَلكنْ من حَبيبٍ مُعَمَّمِ
رَمَى وَاتّقى رَميي وَمن دونِ ما اتّقى
هوىً كاسرٌ كفّي وقوْسي
وَأسهُمي إذا ساءَ فِعْلُ المرْءِ ساءَتْ ظُنُونُهُ
وَصَدَقَ مَا يَعتَادُهُ من تَوَهُّمِ
وَعَادَى مُحِبّيهِ بقَوْلِ عُداتِهِ
وَأصْبَحَ في لَيلٍ منَ الشّكّ مُظلِمِ
أُصَادِقُ نَفسَ المرْءِ من قبلِ جسمِهِ
وَأعْرِفُهَا في فِعْلِهِ وَالتّكَلّمِ [3]
المراجع
- الإمام الشافعي، "يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ أبيات شعرية عن الأخلاق
- المتنبي، "الخيل والليل والبيداءُ تعرفني أبيات شعرية عن الحزن
- أحمد شوقي، "مضى الدهر بابن إمام اليَمَنْأبيات شعرية عن الفراق