أجمل القصائد الشعرية القصيرة
عناصر الموضوع
1- مقدمة عن القصيدة القصيرة
2- أجمل القصائد القصيرة
3- أشهر القصائد الشعرية القصيرة
4- قصائد شعرية لكبار الشعراء
5- قصيدة قصيرة عن الوطن
1- مقدمة عن القصيدة القصيرة
القصيدة القصيرة هي نوع أدبي شعري يتميز بإيجاز شديد وتركيز عالٍ على المعنى والعاطفة. تتسم بالدقة في اختيار الكلمات وتوظيفها بطريقة فنية، مما يخلق انطباعًا قويًا لدى القارئ. غالبًا ما تتكون القصيدة القصيرة من أبيات قليلة، وقد تقتصر على بيت واحد فقط. واليكم يعض القصائد القصيرة:
2- أجمل القصائد القصيرة
- قصيدة وإلى الصبا تنساب أوتاري
فِي ضِفَّتِي وَبَيْنَ أَشْعَارِيِّ تَجَرِيِّ حُروفِيِّ عَكْسِ تَيَّارِيِّ
وَتَدُورُ مِثْلَ الرّيحِ بِوَصْلَتِي فَيَضِيعَ قَصْدِيُّ بَيْنَ أَفْكَارِيٍّ
وَتَجْفُفِ الْأَفْكَارُ عَاطِفَتُي فَيَجِيءَ شِعْرُي يَابِسًا عَارِيٌّ
وَأَرَى حُروفِيَّ حِينَ أَذَرَفَهَا تَحْكِي لِبَعْضِ النَّاسِ أَخْبَارِيٌّ
فَعَلَى مَقَامِ الرَّاست أَعْزِفُهَا وَإِلَى الصَّبَا تَنْسَابُ أَوْتَارِيٌّ
قصيدة النساء والبطيخ
إنَّ الــجَمِيعَ بِــبَحْرِهِنَّ يَــضِيعُ وَلَــوِ ادَّعَــى فِي فَهْمِهِنَّ ضَلِيعٌ
الــخَوْدُ كَــالبِطِّيخِ يَزْهُو ظَاهِرًا وَالــقَلْبُ بَعْضُ صِفَاتِهِ التَّنْوِيعُ
إِنْ كَانَ أَحْمَرَ نَالَ بَعْضَ مُرَادِهِ وَإِذَا سِـــوَاهُ رَفِــيقُهُ الــتَّرْوِيعُ
يَــا شَــارِيَ البِطِّيخِ كُنْ مُتَيَقِّظًا بَــعْدَ الشِّرَاءِ سَيَصْعُبُ التَّرْجِيعُ
قصيدة يا رب أرجوك لا سواك
يا رَبِّ أَرجوكَ لا سِواكَ وَلَم يَخِب سَعيُ مَن رَجاكَ
أَنتَ الَّذي لَم تَزَل خَفِيّاً لا تَبلُغُ الأَوهامَ مُنتَهاكَ
إِن أَنتَ لَم تَهدِنا ضَلَلنا يا رَبِّ إِنَّ الهُدى هُداكَ
أَحَطتَ عِلماً بِنا جَميعاً أَنتَ تَرانا وَلا نَراكَ
قصيدة سأنهض
سَأَنْهَضُ لِلْعَلْيَاءِ أَمْضِي بِعَزْمِيِّ قُيُودِ اليئس تَمَزُّقٌ
فَكَمْ مَجْدِ نَالَ بِجِدِّهِ حَلُوَ الْوُصُولُ وَنَيْلُ الْمَرَامِ
اِنْهَضِ اخيا لَا تَكَنٍّ قُعْدُدِ ِ وَعَمَلٌ لِعِزَّكَ وَعُلُوَّ الْمَقَامِ
وَلَا تَكَنٍّ دَابَّةِ تَعَيُّشٍ وَتَرَدَّى بَلِ اِبْنُ مَجْدًا بِالتَّارِيخِ تُعَمِّرُ
دَهْرَكَ ايام تَتَصَرَّمُ وَذَكَرَاكَ عُمُرَا تُخْلِدُ
قصيدة دروب مختلفة
دَرْبِيٌّ وَدَرْبُكِ مُخْتَلِفٌ فَمَتَى بِرَبِّكِ نَأْتَلِفُ
وَمَتَى نُعَانِقُ بَعْضَنَا وَيُقَبِّلُ الْعَيْنَ الألِف
مَرَّ الزَّمَانُ وَخَاطِرِيٌّ قَلِقٌ وَقَلْبِيٌّ مَا تَلِفَ
هَيَّا تَعَالِي وَاِكْسِرِي حَظَّي الْبَئِيسَ بِلِ الجَلِف
أَنَا شَاعِرٌ مِنْ بَحْرِ عَيْنِكِ يَا حَيَاتِي أَسْتَلِفُ
قصيدة البشر
شُفْتُ مِنَ الْبَشَرِ اشكال وَأَلْوَانٌ وَاُعْرُفْ مِنَ النَّاسِ مِلْيُونٌ
فِيهُمِ الْوَفِيَّ وَمَنْ خَانٍ وَمَنْ عَلَيْهِ الْعِشْرَةَ تُهَوِّنُ
ياكثر الِيَّ يَخِيبُ الظَّنُّ وَيَا قِلَّةِ الِيِّ وَفَاءٍ وَصَانَ
يُفَرِّقُ أُنْسَانِ وَأُنْسَانِ لَا مِنْ وَيْنٍ وَلَا مَنْ يَكْوُنَّ–( كَانَ)
نَاسَ تُمْلَى قُلُوبُهَا ايمان وَنَاسَ رَدِّيِّهِ يوزها الشيطآن
اِعْمَلْ بِأَصْلِكَ يَا فُلَانٌ تَكَسُّبِ اِجْرِ فِي الْمِيزَانِ
وَذَكَرَ مَهْمَا طَالِ اِلْزَمَانِّ مَالِكَ غَيْرِ الاهل عَوْنٌ
اترى يعود الطير من بعد اغتراب
لَا تَلَوُّمُ الطَّيْرِ إِذَا اِغْتَرَبَ إِذَا كُنَّتْ مَا تَجَنِّيِهِ نَوْعٌ مُهَاجِرُ
لَهُ الْحَقُّ انَّ يَقُومُ بِتَرْكِكَ اذا كُنتَ مَا تَمَلُّكُهُ هِي ارضٌ بَائِرُ
اذا أَرْبَتُ لَهُ كُلُّ مَا يَتَطَلَّبُ فَأَنَّهُ رَغْمُ الْعَوَائِقَ لَكَ عَابِرُ
وَالطَّيْرَ الَّذِي لَا رُجُوعٌ لِرِحْلَتَهِ فَقُلَّ لَهُ سَلَاَمَا يومً بِهِ تُغَادِرُ
3- أشهر القصائد الشعرية القصيرة
غالبًا ما تعبر القصيدة القصيرة عن عاطفة شديدة، سواء كانت حزنًا، فرحًا، غضبًا، أو أي شعور آخر لذا إليكم بعضا من اشهرها:
قصيدة دع الأيام تفعل ما تشاء للامام الشافعي
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاء وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّا فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ
وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ
ورِزقُك لَيس يُنقِصه التَأنّي وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرور وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ
إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ
وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ
وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ
دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ فَما يُغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ
قصيدة نعيب زماننا والعيب فينا
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانَ بِغَيرِ ذَنبٍ وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا
وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا
4- قصائد شعرية لكبار الشعراء
يلجأ الشعراء إلى أساليب لغوية مبتكرة مثل الاستعارة والكناية والتضاد، لإضفاء جمال وجاذبية على القصيدة والآن ستعرض لكم يعض القصائد الشعرية لكبار الشعراء
قصيدة عيد بأية حال عدت يا عيد للشاعر أبو الطيب المتنبي
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بيدًا دونَها بيدُ
لَولا العُلا لَم تَجُب بي ما أَجوبُ بِها وَجناءُ حَرفٌ وَلا جَرداءُ قَيدودُ
وَكانَ أَطيَبَ مِن سَيفي مُضاجَعَةً أَشباهُ رَونَقِهِ الغيدُ الأَماليدُ
لَم يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدي شَيئًا تُتَيِّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ
يا ساقِيَيَّ أَخَمرٌ في كُؤوسِكُما أَم في كُؤوسِكُما هَمٌّ وَتَسهيدُ
أَصَخرَةٌ أَنا مالي لا تُحَرِّكُني هَذي المُدامُ وَلا هَذي الأَغاريدُ
إِذا أَرَدتُ كُمَيتَ اللَونِ صافِيَةً وَجَدتُها وَحَبيبُ النَفسِ مَفقودُ
ماذا لَقيتُ مِنَ الدُنيا وَأَعجَبُهُا أَنّي بِما أَنا باكٍ مِنهُ مَحسودُ
أَمسَيتُ أَروَحَ مُثرٍ خازِنًا وَيَدًا أَنا الغَنِيُّ وَأَموالي المَواعيدُ
إِنّي نَزَلتُ بِكَذّابينَ ضَيفُهُمُ عَنِ القِرى وَعَنِ التَرحالِ مَحدودُ
جودُ الرِجالِ مِنَ الأَيدي وَجودُهُمُ مِنَ اللِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ
ما يَقبِضُ المَوتُ نَفسًا مِن نُفوسِهِمُ إِلّا وَفي يَدِهِ مِن نَتنِها عودُ
مِن كُلِّ رِخوِ وِكاءِ البَطنِ مُنفَتِقٍ لا في الرِجالِ وَلا النِسوانِ مَعدودُ
أَكُلَّما اغتالَ عَبدُ السوءِ سَيِّدَهُ أَو خانَهُ فَلَهُ في مِصرَ تَمهيدُ
صارَ الخَصِيُّ إِمامَ الآبِقينَ بِها فَالحُرُّ مُستَعبَدٌ وَالعَبدُ مَعبودُ
نامَت نَواطيرُ مِصرٍ عَن ثَعالِبِها فَقَد بَشِمنَ وَما تَفنى العَناقيدُ
العَبدُ لَيسَ لِحُرٍّ صالِحٍ بِأَخٍ لَو أَنَّهُ في ثِيابِ الحُرِّ مَولودُ
لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ
ما كُنتُ أَحسَبُني أبقى إِلى زَمَنٍ يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ
وَلا تَوَهَّمتُ أَنَّ الناسَ قَد فُقِدوا وَأَنَّ مِثلَ أَبي البَيضاءِ مَوجودُ
وَأَنَّ ذا الأَسوَدَ المَثقوبَ مِشفَرُهُ تُطيعُهُ ذي العَضاريطُ الرَعاديدُ
جَوعانُ يَأكُلُ مِن زادي وَيُمسِكُني لِكَي يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقصودُ
إِنَّ امرأً أَمَةٌ حُبلى تُدَبِّرُهُ لَمُستَضامٌ سَخينُ العَينِ مَفؤودُ
وَيلُمِّها خُطَّةً وَيلُمِّ قابِلِها لِمِثلِها خُلِقَ المَهرِيَّةُ القُودُ
وَعِندَها لَذَّ طَعمَ المَوتِ شارِبُهُ إِنَّ المَنِيَّةَ عِندَ الذُلِّ قِنديدُ
مَن عَلَّمَ الأَسوَدَ المَخصِيَّ مَكرُمَةً أَقَومُهُ البيضُ أَم آبائُهُ الصيدُ
أَم أُذنُهُ في يَدِ النَخّاسِ دامِيَةً أَم قَدرُهُ وَهوَ بِالفَلسَينِ مَردودُ
أَولى اللِئامِ كُوَيفيرٌ بِمَعذِرَةٍ في كُلِّ لُؤمٍ وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ
وَذاكَ أَنَّ الفُحولَ البيضَ عاجِزَةٌ عَنِ الجَميلِ فَكَيفَ الخِصيَةُ السودُ
قصيدة خدعوها بقولهم حسناء لأمير الشعراء أحمد شوقي
خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ وَالغَواني يَغُرُّهُنَّ الثَناءُ
أَتُراها تَناسَت اِسمِيَ لَمّا كَثُرَت في غَرامِها الأَسماءُ
إِن رَأَتني تَميلُ عَنّي كَأَن لَم تَكُ بَيني وَبَينَها أَشياءُ
نَظرَةٌ فَاِبتِسامَةٌ فَسَلامٌ فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءُ
يَومَ كُنّا وَلا تَسَل كَيفَ كُنّا نَتَهادى مِنَ الهَوى ما نَشاءُ
وَعَلَينا مِنَ العَفافِ رَقيب تَعِبَت في مِراسِهِ الأَهواءُ
جاذَبَتني ثَوبي العصِيَّ وَقالَت أَنتُمُ الناسُ أَيُّها الشُعَراء
فَاِتَّقوا اللَهَ في قُلوبِ العَذارى فَالعَذارى قُلوبُهُنَّ هَواء
نَظرَةٌ فَاِبتِسامَةٌ فَسَلام فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاء
فَفِراقٌ يَكونُ فيهِ دَواء أَو فِراقٌ يَكونُ مِنهُ الداءُ [1]
قصيدة خلقت طليقا كطيف النسيم لشاعر الخضراء أبو القاسم الشابي
خُلقتَ طَليقاً كَطَيفِ النَّسيمِ وحُرًّا كَنُورِ الضُّحى في سَمَاهْ
تُغَرِّدُ كالطَّيرِ أَيْنَ اندفعتَ وتشدو بما شاءَ وَحْيُ الإِلهْ
وتَمْرَحُ بَيْنَ وُرودِ الصَّباحِ وتنعَمُ بالنُّورِ أَنَّى تَرَاه
وتَمْشي كما شِئْتَ بَيْنَ المروج وتَقْطُفُ وَرْدَ الرُّبى في رُبَاهْ
كذا صاغكَ اللهُ يا ابنَ الوُجُود وأَلْقَتْكَ في الكونِ هذي الحيَاه
فما لكَ ترضَى بذُلِّ القيود وتَحْني لمنْ كبَّلوكَ الجِبَاه
وتُسْكِتُ في النَّفسِ صوتَ الحَيَاة القويَّ إِذا مَا تغنَّى صَدَاه
وتُطْبِقُ أَجْفانَكَ النَّيِّراتِ عن الفجر والفجرُ عَذْبٌ ضيَاه
وتَقْنَعُ بالعيشِ بَيْنَ الكهوف فأَينَ النَّشيدُ وأينَ الإِيَاه
أَتخشى نشيدَ السَّماءِ الجميلَ أَتَرْهَبُ نورَ الفضَا في ضُحَاه
ألا انهضْ وسِرْ في سبيلِ الحَيَاة فمنْ نامَ لم تَنْتَظِرْهُ الحَيَاه
ولا تخشى ممَّا وراءَ التِّلاع فما ثَمَّ إلاَّ الضُّحى في صِبَاه
وإلاَّ رَبيعُ الوُجُودِ الغرير يطرِّزُ بالوردِ ضافي رِدَاه
وإلاَّ أَريجُ الزُّهُورِ الصُّبَاح ورقصُ الأَشعَّةِ بَيْنَ الميَاه
وإلاَّ حَمَامُ المروجِ الأَنيق يغرِّدُ منطلِقاً في غِنَاه
إلى النُّورِ فالنُّورُ عذْبٌ جميل إلى النُّورِ فالنُّورُ ظِلُّ الإِله
قصيدة أليس الليل يجمعني وليلى للشاعر قيس بن الملوح
أَلَيسَ اللَيلُ يَجمَعُني وَلَيلى كَفاكَ بِذاكَ فيهِ لَنا تَداني
تَرى وَضَحَ النَهارِ كَما أَراهُ وَيَعلوها النَهارُ كَما عَلاني
قصيدة القلب كالماء والأهواء طافية للشاعر أبو العلاء المعري
الْقَلْبُ كَالْمَاءِ وَالْأَهْوَاءِ طَافِيَةً عَلَيْهِ، مِثْلَ حَبَابِ الْمَاءِ فِي الْمَاءِ
مِنْهُ تنمّت وَيَأْتِي مَا يُغَيِّرُهَا فَيَخْلُقُ الْعَهْدُ مِنْ هِنْدٍ وَأَسْمَاءٍ
وَالْقَوْلُ كَالْخَلْقِ مِنْ سَيْء وَمِنْ حَسَنٍ وَالنَّاسُ كَالْدَّهْرِ مِنْ نُورٍ وَظَلْمَاءِ
يُقَالُ إِنَّ زَمَانَاّ يَستقِيد لَهُمْ حَتَّى يُبَدِّلَ مِنْ بُؤْسٍ بِنَعْمَاءِ
وَيُوجَدُ الصَّقْرُ فِي الدَّرْمَاءِ مُعْتَقَدَا رَأْي امْرِىءِ الْقَيْسَ فِي عَمْروِ بْن دَرْمَاءِ
وَلَسْتَ أَحَسْبُ هَذَا كَائِنَا أَبَدًا فَاِبْغِ الْوُرُودَ لِنَفْسُ ذَاتُ أَظِمَاءً
5- قصيدة قصيرة عن الوطن
الشاعر فاروق جويدة يُعتبر من أبرز الشعراء المصريين والعرب الذين عبروا عن حبهم لوطنهم في قصائدهم بأسلوبٍ واضح مؤثر.
قصيدة أحزان ليلة ممطرة
السَّقْفُ يَنْزُفُ فَوْقَ رَأْسِيٍّ وَالْجِدَارِ يَئِنْ مِنْ هَوْلِ الْمَطَرِ
وَأَنَا غَرِيقُ بَيْنَ أحْزَانِيِّ تُطَارِدُنِي الشَّوَارِعُ لِلْأَزِقَّةَ.. لِلْحَفْرُ!
فِي الْوَجْهِ أَطِيَافٌ مِنَ الْمَاضِي وَفِي الْعَيْنَيْنِ نامت كُلُّ أشْبَاحِ السَّهَرِ
وَالثَّوْبَ يَفْضَحُنِي وَحَوْلَ يَدِيُّ قَيْدٍ لَسْتَ أَذَكَرَ عُمَرُهُ لَكِنَّهُ كُلُّ الْعُمَرِ..
لَا شَيْءٌ فِي بَيْتِيُّ سِوَى صَمْتِ اللَّيَالِي وَالْأَمَانِي غَائِمَاتٌ فِي الْبَصَرِ
وَهُنَاكَ فِي الرُّكْنِ الْبَعيدِ لِفَافَةً
فِيهَا دُعَاءً مِنْ أَبِي تَعْوِيذَةٍ مِنْ قَلْبِ أُمِّيِّ لَمْ يُبَارِكْهَا الْقَدْرُ
دَعْوَاتِهَا كانت بِطُولِ الْعُمَرِ وَالزَّمَنِ الْعَنِيدِ الْمُنْتَصِرِ
أَنَا ماحزنت عَلَى سِنَّيْنِ الْعُمَرَ طَالَ الْعُمَرِ عُنَّدِي.. أَمْ قَصْرٌ
لَكِنَّ أحْزَانِيَّ عَلَى الْوَطَنِ الْجَرِيحِ وَصَرْخَةِ الْحُلْمِ الْبَرِيءِ الْمُنْكَسِرِ
قَالَ الشَّاعِرُ إبراهيم طَوْقَانِ أَيْضًا فِي أَجْمَلُ الْقَصَائِدِ عَنِ الْوَطَنِ الْعَرَبِيِّ
قصيدة موطني الجلال والجمال
مَوْطِنِيُّ الْجَلَاَلُ وَالْجَمَالُ السَّنَاءُ وَالْبَهَاءُ فِي رُبَاِكَ
وَالْحَيَاةُ وَالنَّجَاةُ وَالْهَنَاءُ وَالرَّجَاءُ فِي هَوَاِكَ
هَلْ أَرَاكُ سَالِمًا مُنَعَّمًا وَغَانِمًا مُكَرَّمًا هَلْ أَرَاكٌ
فِي عُلَاِكَ تَبْلُغُ السِّمَاكُ مَوْطِنِيُّ مَوْطِنِيُّ الشَّبَابِ لَنْ يَكِلَ
هَمُّهُ أَنَّ تَسْتَقِلَّ أَوْ يَبِيدُ نَسْتَقِي مِنَ الرَّدَى
وَلَنْ نَكون لِلْعِدَى كَالْْعَبِيدِ لَا نُرِيدُ ذُلَّنَا المُؤبدا
وَعَيْشَنَا المنكدا لَا نُرِيدُ بَلْ نَعيد مَجَدَنَا التَّليدُ مَوْطِنِيٌّ
مَوْطِنِيَّ الْحُسَامُ وَالْيَرَاعُ لَا الْكَلَاَمُ وَالنِّزَاعُ رَمَزَنَا
مَجْدَنَا وَعَهْدَنَا وَوَاجِبَ إِلَى الْوَفَا يَهِزُّنَا عِزُّنَا غَايَةٌ تُشْرِفُ
وَرَايَةٌ تُرَفْرِفُ يَا هَناك فِي عُلَاِكَ قَاهِرَا عِدَاِكَ مَوْطِنِيٌّ [2]
وختاماً في هذه القصائد القصيرة، وجدنا أن الكلمات القليلة تستطيع أن تحمل معاني عميقة ومشاعر صادقة. إنها دعوة لنا للتأمل في جمال الحياة وبساطتها.