أساسيات البحث العلمي
عناصر الموضوع:
- كيف بدأ البحث العلمي؟!
- أساسيات البحث العلمي
- أثر البحث العلمي
كانت فطرتنا نحن البشر وطبيعتنا العامل الأساسي في تطور العالم باختلاف الأساليب، فهي الدافع الذي لطالما أستمر في دفعنا نحو الاكتشافات والتطورات التي وجدت فالعالم على مر العصور فأدت تلك الاكتشافات والأسباب إلى وجود البحث العلمي وتطوره على مر العصور مواكبا لتطور العالم. [1]
1. كيف بدأ البحث العلمي؟!
منذ بداية الخليقة كان البشر في حالة من الفضول، وكان لديهم رغبة ملحة لما يحدث حولهم؛ مما أدى إلى البحث عن طرق وإستراتيجيات من أجل الوصول إلى حلول وإجابات، وكان هذا متمثلا في التجربة وتطور إلى أن وصل إلى ما يدعى بالأسلوب العلمي، فأختلف البشر والعلماء في تعريفه، وفي عصرنا الحالي اكتسب مجموعة من الأخلاقيات ومجموعة من القوانين الثابتة فيجب على الباحثين والطلاب تعلمها ومعرفتها. [1]
2. أساسيات البحث العلمي
أساسيات البحث العلمي هي ما يعتمد عليها البحث العلمي في إعداده، فهي عمدان البحوث العلمية، وغايتها هي الوصول إلى حلول المواضيع والظواهر والمشاكل التي يناقشها الباحث في بحثه العلمي، وللوصول إلى هذه الغاية والحصول على بحث علمي منسق وصحيح يجب على كل باحث و طالب أن يكون على معرفة بجميع أساسيات البحث العلمي، ويوجد العديد من وجهات الخاصة بعمل وتسليم البحوث العلمية، مثل: الجامعات والمدارس وغيرهم من ينفذ هذه البحوث العلمية للحصول على الدرجة العلمية التي يسعى لها، كالدكتوراه والماجستير؛ لذا فإن إتباع الباحث أو كاتب البحث العلمي على أساسيات البحث العلمي سيوفر له بحث علمي يحقق الغاية منه، وأساسيات البحث العلمي هي:
-
تحديد المشكلة التي يتناولها البحث:
تحديد ما يدور حوله البحث العلمي أو المشكلة والظاهرة التي سيتناولها البحث لعلمي هي من أول أساسيات البحث العلمي وأهمها وأبرزها، ومن المهم أن تكون المشكلة التي هي موضوع البحث العلمي جاذبة للقراء وملفتة، كأن تكون مشكلة واقعية تأثر فيهم وفي المجتمع، ولا شك أنها يجب أن تكون ملفتة للباحث كذلك؛ فيساعده ذلك على كتابة بحث علمي ممتاز وشامل لجميع المتطلبات، ويساعد ذلك أيضا هو وكون الباحث ذو خبرة في مجال المشكلة في إيجاد الحلول والنتائج بشكل أفضل، وتحديد كاتب البحث لمشكلة جديدة لم يكتب عنها أحد قبله تعد من الصفات المهمة التي يفضل أن تتصف بها المشكلة، ووفرة المصادر التي تتوفر لكاتب البحث العلمي تجعله ملم بالمشكلة أيضا.
-
لماذا هذه المشكلة تحديدا؟ !
من الضروري أن يذكر كاتب البحث العلمي عن سبب كتابته عن هذه المشكلة تحديدا، وأن يذكر ويوضح أهميتها في المقدمة من البحث العلمي الخاص به، فيوضح خطر تلك المشكلة وخطر استمرارها دون حل يحد من أخطارها، سواءا على العلوم إذا كانت مشكلة علمية، أو على المجتمع إذا كانت المشكلة تخص المجتمع.
-
أسئلة البحث العلمي والفرضيات:
هي من الأساسيات المهمة للبحث العلمي، تأتي بعد تحديد كاتب البحث العلمي للمشكلة، فيصوغها الكاتب على هيئة أسئلة أو فرضيات، ويثبت الباحث مدى صحة أو خطأ هذه الأسئلة أو الفرضيات من خلال المعلومات والبيانات التي جمعها من المصادر المختلفة، وفي العادة الأسئلة تحتوي على متغير ثابت -المشكلة-، وتستخدم في البحوث المتعلقة بمشاكل المجتمع، وأما الفرضيات فتحتوي على متغيرين مرتبطين أحدهما بالأخر واحد ثابت والثاني متغير، وتستخدم في البحوث العلمية للمواد العلمية: كالفيزياء والكيمياء والأحياء والرياضيات، ويشترط على تلك الفرضيات أن تكون دقيقة وموجزة ولا يوجد بها ألفاظ غربية، أما في حالة احتواءها على مصطلحات علمية غير معروفة سواء في الفرضيات أو الأسئلة فعلى الباحث أن يوضحها في الهوامش.
أمثلة لبعض أسئلة البحث:
- ما مستوى استجابة المجتمع للتكنولوجيا الحديثة؟
- ما مستوى التقدم للطلاب في المدارس الثانوية؟
- ما مدى رضا أفراد المجتمع على التسويق الإلكتروني؟
و نُلاحظ أن في الأسئلة متغير واحد، وأغلب البحوث الاجتماعية تستخدم هذه الطريقة.
أمثلة لبعض الفرضيات في البحوث:
- يوجد رابط بين التلوث والأمراض التي يصاب بها الإنسان.
- يودج رابط بين مرض التهاب الكبد الوبائي ونقل الدم.
ونلاحظ هنا أن في الفرضية متغيرين، المتغير الثابت وهو التلوث، والمتغير الأخر هو الأمراض.
-
تجميع ووضع المعلومات و البيانات في البحث العلمي:
وهي أساس أساسيات البحث العلمي؛ فكاتب البحث العلمي يحتاجها ليبرهن على إجابات أسئلة أو فرضيات البحث الخاص به، ويوجد العديد والكثير من المصادر والمراجع في جميع الأنحاء كالتالي:
أولًا: البيانات والمعلومات من المصادر السابقة:
- الكتب والمكتبات: تحتوي دور النشر والمكتبات على كتب ومراجع في مختلف المواد العلمية التي يمكن للباحث أن يعتمد عليها لكتابة بحثه العلمي.
- الموسوعات العلمية: والتي تكون عبارة عن مجلدات مختصة في مجال علمي، وتصدر على مدى زمني منظم.
- المجلات العلمية: تنفرد بالمقالات التي تصب تركيزها على جوانب حددة، ويختار الباحث ما يفيده، لإيجاد حلول المشكلة التي يتناولها البحث العلمي الخاص به والإجابة عن أسئلة البحث أو فرضياته.
- الإنترنت وما يحتويه: يحتوي الإنترنت حاليا على بيانات ومعلومات كثيرة ومختلفة؛ فهو غني بمعلومات وبيانات عن جميع المواضيع والظواهر والمشاكل التي قد يحددها الباحث، ولابد أن يحتوي على معلومات في تخصص الباحث ودراساته، ولكن الخبراء يؤكدون على مدى أهمية ووجوب التأكد من صحة المعلومات والبيانات الموجودة في الإنترنت؛ فيجب التأكد منها من مصادرها الأصلية أولا أو من الخبراء في هذا المجال.
ثانيًا: البيانات والمعلومات من الأفراد
- العينة: البحث عن طريق العينة؛ لأن تحديد العينات من أسس البحث العلمي، تحديدا في البحوث الخاصة بالبشر، العينة قد تكون مجموعو من الأفراد، ولها أحجام مختلفة؛ فيختلف حجم عينة عن الأخرى على حسب البحث، ويقوم الباحث باختيار المجموعة على حسب البحث لدراسة مختلف أراءهم، وقد يستخدم الملاحظات والاستبيان وغيرهم من أدوات البحث العلمي.
- البحث الكامل: يتم مسح كل مجتمع الدراسة بشكل كامل وشامل في هذه البحوث، من دون استخدام طريقة العينة، كالأبحاث المتعلقة بتعداد السكان، هذه الأبحاث تستوجب ميزانيات مالية حجمها كبير فتقوم بها الدول أو المنظمات والمؤسسات على مستوى العالم.
-
توثيق المصادر:
يحتوي توثيق المصادر المستخدمة في كتابة البحث العلمي على الدليل والبرهان لمجهود الباحث، وتختلف طرق التوثيق، مثل: طريقة الجمعية الأمريكية لعلم النفس وطريقة هارفاراد وغيرهم من طرق.
-
تحقيق رابطة بنائية بين مراحل البحث:
لابد من ترابط أفكار البحث العلمي وتسلسلها من بداية المراحل وأولها تحديد المشكلة إلى نهايتها، وإيضاح الرابطة البنائية بين كل مرحلة والأخرى؛ فالمراحل والخطوات في البحث العلمي تعتمد كل منها على الأخرى، ولا يجب تناول أمور فرعية ومشاكل فرعية ليس لها دخل بمشكلة البحث الأساسية، بل يجب عدم الابتعاد عن المشكلة أو الظاهرة الأساسية للبحث العلمي.
-
التوصل لنتائج بينة واقتراح بعض التوصيات:
هي الهدف الأساسي لكاتب البحث العلمي أو الباحث منذ مرحلة تحديد المشكلة ومنذ البداية، ويجب أن تكون لها علاقة بأجزاء البحث العلمي وفرضياته تحديدا، ويضع الباحث حلولا جديدة تحد المشكلة بناء إلى ما توصل إليه من نتائج دقيقة. [2]
3- أثر البحث العلمي:
وفي الختام نذكر أثار ونتائج البحوث العلمية الكثيرة على مختلف أمور حياتنا، فقد ساعد في بناء مجتمعات متينة وقوية فكريا واقتصاديا مما أدى إلى ضمان دوام الأمم واستقلاليتها، وتوعية الناس وإعانتهم على نيل معيشة أفضل، كما ساهم في نشر الإبداع والابتكار مما ساعد على رصد وتوقع المستقبل بطرق مختلفة، وكان ذلك سبب في بناء الأرض وإعمارها. [3]
المراجع
- كتاب أساسيات البحث العلمي - الإصدار الأول - إعداد المادة العلمية أحمد حسن وأخرون - مؤسسة علماء مصر - ص 20 كيف بدأ البحث العلمي؟!
- مبتعث للدراسات والإستشارات الأكاديمية التوصل لنتائج بينة واقتراح بعض التوصيات
- كتاب أساسيات البحث العلمي - الإصدار الأول - إعداد المادة العلمية أحمد حسن وأخرون - مؤسسة علماء مصر - ص 21أثر البحث العلمي