أشعار جبران خليل جبران
عناصر الموضوع
1- أبيات: ربة الدولة والجاه المكين
2- أبيات: اقبلت يا عيدالقران
3- أبيات: قد تلوى رفاقنا وبقينا
4- أبيات: سل النيابة عاناها وندوتها
5- أبيات: يا مصر خطبك خطب الشرق اجمعه
6- أبيات: لي سكرتيران عزت دولتي بهما
7- قصيدة جبران خليل جبران في الحب
جبران خليل جبران، شاعر وفيلسوف لبناني، تميز شعره بروحانية عميقة وتأمل في الحياة والإنسانية. بأسلوبه الرمزي واللغوي الراقي، مزج بين الفلسفة والشعر، ليخلق أعمالًا تمس الروح وتلامس قضايا الحب، الحرية، والطبيعة. أشعاره تحمل رسائل إنسانية خالدة، جعلته واحدًا من أبرز الأدباء العرب والعالميين. وسوف نعرض في هذا المقال بعضًا من أشعاره المميزة التي تعكس عمق فكره وجمال أسلوبه.
مناسبة القصيدة
قصائد جبران خليل جبران الحياة من الأشياء الجميلة والكثير من المشاهير قالوا عنها، وهنا في هذا المقال جمعت لكم من أقوال جبران خليل جبران وبعض الحكم عن الحياة.
شرح القصيدة
يقوم النص الرومانسي على الاسس التالية رفض التقليد لأنه منافي للشاعرية و لصدق الشعر الدعوة الى التجديد من خلال ارساء دعائم توجه ادبي ان الذات منبع الشعر و مصدره.
عن جبران خليل جبران
جبران خليل جبران شاعر وأديب ورسام لبناني، ولد عام 1883 لأسرة فقيرة، لكنه عاش حياة ثرية بعدما تركه بصمه في الكثير من المجالات التي أبدع فيها مما جلعه من رواد النهضة بالمنطقة العربية توفي سنة 1931 وقد خلّف إرثا غنيا تشهد عليه كبريات المكتبات عبر العالم. [1]
1- أبيات: ربة الدولة والجاه المكين
رَبَّةَ الدَّوْلَةِ وَالجَاهِ المَكِينْ
عُدْتِ يَحْدُو رَكْبَكِ الرُّوحُ الأَمِينْ
عُدْتِ فِي مُنْشَأَةٍ مُعْتَزَّةٍ
بِكِ وَالبَحْرُ ذَلُولٌ مُسْتَكِينْ
يَتَلَقَّاهَا بِرِفْقٍ صَدْرُهُ
وَيُحَيِّي عَنْ شِمَالٍ وَيَمِينْ
قُلِّدَتْ مَا قُلِّدَتْ مِنْ شَرَفٍ
وَلَهَا أَعْلَى لِوَاءٍ فِي السَّفِينْ
بَسَمَ الأُفْقَيْنِ فِي آنٍ بَدَتْ
آيَتَا الإِحْسَانِ وَالحُسْنِ المُبِينْ
بَزَغَتْ شَمْسُ الضُّحَى مِنْ سِتْرِهَا
وَهِلالُ العِيدِ مِنْ أَنْقَى جَبِينْ
مَرْحَباً بِالفَضْلِ وَالنُّبْلِ مَعاً
طَلَعَا بِاليُمْنِ لِلْمُرْتَقِبِينْ
هَذِهِ جَنَّات مِصْرٍ أَبْرَزَتْ
لَكِ مِنْ زِينَتِهَا مَا تَشْهَدِينْ
لَبِسَتْ سُنْدُسَهَا الأَرْضُ لِمَنْ
أَلْبَسَتْهَا الفَخْرُ بَيْنَ الأَرَضِينْ
آتَتِ الأَشْجَارُ مَا اسْتَنْبَتَهَا
بِرُّهَا مِنْ أُكُلٍ لِلآكِلينْ
شَدَتِ الأَطْيَارُ تَتْلُو حَمْدَهَا
بَعْدَ حَمْدِ الله رَبِّ العَالَمِينْ
حَبَّذَا تَغْرِيدُهَا فِي جَذَلٍ
بَعْدَ شَجْوٍ رَدَّدَتْهُ وَأَنِينْ
إِنَّ آمَالَ بِلادٍ وَمُنَى
أُمَّةٍ مُوحِيَةٌ مَا تَسْمَعِينْ
لَيْسَ فِيهِ مِنْ مُدَاجَاةٍ وَهَلْ
يَصْدُقُ الإِنْشَادُ وَالقَلْبُ يمينْ
فَاضَ مَجْرَى النِّيلِ مِنْ يَنْبُوعِهِ
بَاسِطاً أَذْرُعَهُ لِلْمُسْتَقِينْ
يَحْمِلُ الخِصْبَ وَمَا عُنْصُرُهُ
غَيْرُ مَا يُهْدِي مِنَ الكَنْزِ الثَّمِينْ
أَرْخَصَ العَسْجَدَ حَتَّى إِنَّهُ
جَازَ فِي المَأْلُوفِ أَنْ يُسْمَى بِطِينْ
فَهْوَ فَوْقَ التُّرْبِ تِبْرٌ ذَائِبٌ
وَهْوَ للوُرَّادِ سَلْسَالٌ مَعِينْ
عَوْدُكِ المَحْمُودُ عِيدٌ لِلْحِمَى
وَلأَهْلِيهِ عَلَى مَرِّ السِّنِينْ
لَوْ تَسَنَّى فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ
جَمْعُهُمْ أَلْفَيْتِهِمْ مُجْتَمِعِينْ
ذَلِكَ الوُدُّ قَديمٌ زَادَهُ
كُلَّ يَوْمٍ سَبَبٌ مِنْكِ مَتِينْ
مَكْرُمَاتٌ أَلَّفَتْ بَيْنَهُمُ
إِنْ يُرَوا فِي غَيْرِهَا مُخْتَلِفِينْ
كَيْفَ لا يُصْفِيكِ وُدّاً مَعْشَرٌ
لَكِ بِالشُّكْرِ عَلَى الدَّهْرِ مَدِينْ
زِدْتهِ بِرّاً بِأَنْ كُنْتِ لَهُ
نِعْمَةَ القُدْوَةُ فِي دُنْيَا وَدِينْ
لاَ كَبَا جَدُّكِ مِنْ سَيِّدَةٍ
فَضْلُهَا يَشْمَلُهُ فِي كُلِّ حِينْ
لَوْ عَدَدْنَا فِيهِ مَنْ أَسْعَدْتِهِ
لَعَدَدْنَاهُمْ أُلُوفاً وَمِئِينْ
تُخْطِيءُ الحَصْرَ أَيَادٍ لَمْ تَدَعْ
مَوْضِعاً لِلْحُزْنِ فِي قَلْبٍ حَزِينْ
زَارَتِ الدَّهْمَاءَ فِي أَخْصَاضِها
وَاسْتَزَارَتْهَا قُصُورُ المَالِكِينْ
كَمْ بَنَتْ مَأْوىً وَشَادَتْ مَلْجَأً
لِلأَيَامَى وَاليَتَامَى البَائِسِينْ
وَأَقَامَتْ دَارَ عِلْمٍ نَشَّأَتْ
خَيْرَ جِيلٍ مِنْ بَنَاتٍ وَبَنِينْ
يَا لَهَا مِنْ مَأْثَرَاتٍ كُلُّهَا
خَالِدٌ فِي ذِكْرَيَاتِ الذَّاكِرِينْ
دُمْتِ لِلإِحْسَانِ مَا طَالَ المَدَى
وَأَعَزَّ اللهُ أُمَّ المُحْسِنِينْ
2- أبيات: اقبلت يا عيد القران
أَقْبَلْتَ يَا عِيدَ الْقِرَانِ
وَجَلاَ سَنَاكَ النِّيرَانِ
فَالشَّعبُ يَهْتِفُ لِلْمَلِيكِ
وَلِلْمَلِيكَةِ بِالتَّهانِي
وَفُؤَادُ مِصْرٍ ضَارِعٌ
لَهُمَا بِتَحْقِيقِ الأَمَانِي
زَيْنُ الشَّبابِ صَبَاحَةً
وَسَمَاحَةً وَعُلُوَّ شَأْنِ
أَهْدَتْ إِلَيْهِ عِنَايَةُ اللهِ
الْفَرِيدَةَ فِي الْغَوَانِي
فَتَمَثَّلتْ وَ كَأَنَّها
فِي الإِنْسِ مِنْ حُورِ الْجِنَانِ
لَمْ تَغْتَرِبْ وَمَكَانُهَا
فِي قُرْبِهِ أَسْمَى مَكَانِ
فِي الأَرْبَعِ السَّنوَاتِ مِصْبَ
احَاهُمَا يَتَأَلَّقَانِ
وَيَزِيدُ عَيْشَهُمَا رِضًى
قَلْبَاهُمَا الْمُتَآلِفَانِ
جَلَوَا كَمَالَ الْبَيْتِ فِي
أَبْهَى مِثَالٍ لِلْعِيَانِ
وَأَضَاءَ فِي تلك السَّماءِ
عَلَى التَّعاقُبِ كَوْكَبَانِ
أحْبِبْ بِهَذَا الْعِيدِ وَالزِّ
ينَاتِ فِيهِ وَالأَغَانِي
وَتَنَاقُلِ الأَصْدِقَاءِ
رَنَّاتِ الْمَثَالِثِ وَالمَثَانِي
يَتَقَاسَمُ الأَفْرَاحَ فِيهِ
الشَّرْقُ مِنْ قَاصٍ وَدَانِ
كَيْفَ الْكِنَانَةُ كَيْفَ وَا
دِي نِيلِهَا وَالضِّفتَانِ
يَا مُدْمِجاً تَاجَيْ مِنَا
فِي تَاجِ فَارُوقِ الزَّمَانِ
وَمُشَرِّفَ الرَّمْزَيْنِ سَيْفِ
مُحَمَّدِ وَالصَّوْلَجَانِ
أَرَأَيْتَ شَعْبَكَ كَيْ
فَ يُبْدِي بِشْرَهُ فِي الْمِهْرَجَانِ
أَرَأَيْتَ مَا مَعْنَى الصَّ
لاحِ إذَا تَصَوَّرَتِ الْمَعَانِي
أَعْظِمْ بِمَا بَلَّغْتَ مِصْرَكَ
فِي الْيَسِيرِ مِنَ الأَوَانِ
فَأَبَانَ كَيْفَ الْعَدْلُ ق
ادَ لَكَ الرِّقَابَ بِلا عِنَانِ
وَأَبَانَ كَيْفَ الْحِلْمُ يَسْ
تَلُّ الْحُقُودَ مِنَ الْجَنَانِ
وَأَبَانَ كَيْفَ مَعَ الثَّقَ
افَةِ يَنْتَقِي سَبَبُ الْهَوَانِ
وَأَبَانَ كَيْفَ مُهَابَةُ السَّ
يْفِ المُجَرَّدِ وَالسِّنانِ
وَأَبَانَ مَا آتَتْ غِرَاسُكَ
مِنْ أَفَانِينِ المَجَانِي
فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ بَدَتْ
آثَارُ بِرِّكَ وَالحَنَانِ
أَخَذَ السَّوَادُ بِقِسْطِهِ
مِنْهَا فَآبَ عَزِيزَ شَانِ
وَأَفَادَ حَظّاً فِي الْغِذَاءِ
وَفِي الْكِسَاءِ وَفِي الْمَبَانِي
أَعْدَى الْعَدُوِّ لأُمَّةٍ
عَلَيْهِ مِنْ نَارِ الطَّعانِ
وَالنَّصرُ نَصْرٌ لِلْكَرَامَةِ
وَالسَّلامَةِ وَالأَمَانِ
آيَاتُ فِعْلٍ بَاهِرٍ
أَعْجَزْنَ آيَاتِ الْبَيَانِ
3- أبيات: قد تلوى رفاقنا وبقينا
قَدْ تَوَلَّى رِفَاقُنَا وَبَقِينَا
يَعْلَمُ الله بَعْدَهُمْ مَا لَقِينَا
هَلْ مِنْ الصَّابِ فِي كُؤُوسِكَ سُؤْرٌ
قَدْ سُقِينَا يَا دَهْرُ حَتَّى رَوِينَا
أَوَدَاعٌ يَتْلُو وَدَاعاً وَتَأْبِينٌ
عَلَى الإِثْرِ مُعْقِبٌ تَأْبِينَا
أَيُّهَا الشَّاعِرُ الَّذِي كَانَ حِيناً
يَتَغَنَّى وَكَانَ يَنْحَبُ حِيناً
حَطِّمِ العُودَ إِنْ كَرَّ اللَّيَالِي
لَمْ يُغَادِرْ فِي العُودِ إِلاَّ الأَنِينَا
أَنْ يُلِمَّ الرَّدَى بِمَيَّ غَدَاةً
يَا لَقَوْمِي بِأَيِّ خَطْبٍ دُهِينَا
طَالِعُ السَّعْدِ هَلْ تَحَوَّلَ نَوْءاً
يَبْعَثُ الرِّيحَ وَالسَّحَابَ الهَتُونَا
فَإِذَا مَا أَقَرَّ أَمسٍ عُيُوناً
قَرَّحَ اليَوْمَ بِالدُّمُوعِ العُيُونَا
نِعْمَةٌ مَا سَخَا بِهَا الدَّهْرُ حَتَّى
آبَ كَالعَهْدِ سَالِباً وَضَنِينَا
أَيُّ هَذَا الثَّرَى ظَفِرْتَ بِحُسْنٍ
كَانَ بِالطُّهْرِ وَالعَفَافِ مَصُونَا
لَهْفَ نَفْسِي عَلَى حِجىً عَبْقَرِيٍّ
كَانَ ذُخْراً فَصَارَ كَنْزاً دَفِينَا
إِيهِ يَا مَي أَسْرَفَ اليُتْمُ تَبْرِيحاً
بِرُوحٍ كَانَ الوَفِيَّ الحَنُونَا
فَقْدُكِ الوَالِدَيْنِ حَالاً فَحَالاً
جَعَلَ البِيضَ مِنَ لَيَالِيكِ جُونَا
وَرَمَى أَصْغَرَيْكَ رَامِي الكَبِيرَيْنِ
فَذَاقَا قَبْلَ المَنُونِ المَنُونَا
أَقْفَرَ البَيْتُ أَيْنَ نَادِيكِ يَا مَيُّ
إِلَيْهِ الوُفُودُ يَخْتَلِفُونَا
صَفْوَةُ المَشْرِقَيْنِ نُبْلاً وَفَضْلاً
فِي ذَرَاكَ الرَّحِيبِ يَعْتَمِرُونَا
فَتُسَاقُ البُحُوثُ فِيهِ ضَرُوياً
وَيُدَارُ الحَدِيثُ فِيهِ شَجُونَا
وَتُصِيبُ القُلُوبُ وَهِيَ غِرَاثُ
مِنْ ثِمَارِ العُقُولِ مَا يَشْتَهِينَا
فِي مَجَالِ الأَقْلامِ آلَ إِلَيْكِ السَّبْقُ
فِي المُنْشِئَاتِ وَالمُنْشِئينَا
أَيْنَ ذَاكَ البَيَانُ يَأْخُذُ بِالأَلْبَابِ
فِيمَا تَجْلِينَ أَوْ تَصِفِينَا
فِي لُغَاتٍ شَتَّى وَفِي لُغَةِ الضَّادِ
تُجِندِينَ صَوْغَ مَا تَكْتُبِينَا
أَدَبٌ قَدْ جَمَعْتَ فِيهِ عُلُوماً
يُخْطِيءُ الظَّنُّ عَدَّهَا وَفُنُونَا
وَتَصَرَّفْتِ فِيهِ نَظْماً وَنَثْراً
بِاقْتِدَارٍ تَصَرُّفَ المُلْهَمِينَا
تَبْتَغِينَ الصَّلاحَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ
وَتُعَانِينَ شِقْوَةَ المُصْلِحِينَا
وَحْيُ قَلْبٍ يَفِيضُ بِالحُبِّ لِلخَيْرِ
وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يَهْتَدُونَا
وَيَوَدُّ الحَيَاةَ عِزّاً وَجُهْداً
لا يَوَدُّ الحَيَاةَ خَسْفاً وَلِينَا
فَهْوَ آناً يَبُثُ بَثّاً رَفِيقاً
يَمْلأُ النَّفْسَ رَحْمَةً وَحَنِينَا
وَهْوَ آناً يَثُورُ ثَوْرَةَ حُزّ
عَاصِفاً عَصْفَةً تَدُكُّ الحُصُونَا
يَنْصُرُ الْعَقْلَ يَكْشِفُ الجَهْلَ يُوحِي ال
عَدْلَ يرْعَى الضَّعِيفَ وَالمِسْكِينَا
أَيْنَ ذَاكَ الصَّوْتُ الَّذِي يَمْلِكً الأَسْمَاعَ
فِي كُلِّ مَوْقِفٍ تَقِفِينَا
فُجِعَ الشَّرْقُ فِي خَطِيبَتِهِ الفُصْحَى
وَمَا كَانَ خَطْبُهَا لِيَهُونَا
أَبْلَغُ النَّاطِقَاتِ بِالضَّادِ عَبَّتْ
بَعْدَ أَنْ أَدَّتِ البَلاغَ المُبِينَا
أَطْرَبَتْهُ وَهَذَّبَتْهُ وَحَثَّتْهُ
عَلَى الصَّالِحَاتِ دُنْيَا وَدِينَا
بِكَلاَمٍ حَوَى الطَّرِيفَيْنِ تَنْغِيماً
كَمَا يُسْتَحَبُّ أَوْ تَلوِينَا
قَدَّرَتْهُ لَفْظاً وَلَحْظاً وَإِيمَاءً
بِمَا وَدَّتِ المُنَى أَنْ يَكُونَا
ذَاكَ فِي العَيْشِ مَا شُغِلْتَ بِهِ وَال
غِيدُ تَلْهُو وَأَنْتَ لا تَلْهِينَا
لَمْ تَرُومِي إِلاَّ الجَلِيلَ وَجَانَبْتِ
الأَبَاطِيلَ وَاتَّقَيْتِ الفُتُونَا
وَجَعَلْتِ التَّحْصِيلَ دَأْباً وَآتَيْتِ
جَنَاهُ فَطَابَ لِلمُجَتَبِينَا
فَعَلَيْكِ السَّلامُ ذِكْرَاكِ تَحْيَى
وَبِرَغْمِ البِعَادِ لا تَبْعِدِينَا
لاتِّحَادِ النِّسَاءِ فِي مِصْرَ فَضْلٌ
أَكْبَرَ النَّاسُ مِنْهُ مَا يَشْهَدُونَا
قَدَّمَ اليَوْمَ فِي الوَفَاءِ مِثَالاً
مِنْ مَسَاعِيهِ بِالثَّنَاءِ قَمِينَا
فَهْوَ يَرْعَى بِهِ لِمِيَّ حُقُوقاً
وَهْوَ يَقْضِي عَنْ البِلادِ دُيُونَا
يَا هُدَى أَنْتِ رَحْمَةٌ وَهُدىً لِلشَّرْقِ
فَأَبْقَى لَهُ وَأَفْنِي السِّنِينَا
4- أبيات: سل النيابة عاناها وندوتها
سَلِ النيَابَةَ عَانَاهَا وَنَدْوَتُهَا
شَمْلٌ كَمَا شَاءَتِ الأَوَاءُ مُنْقَسِمُ
جَمَاعَةٌ جَهِلُوا مِنْ قَدْرِ أَنْفُسِهِمْ
مَا كَانَ يَهْزَأُ بِالأَقْدَارِ لَوْ عَلِمُوا
ما زَالَ بِالطُّرُقِ المُثْلَى يُقَوِّمُهُمْ
حَتَّى اسْتَقَامُوا وَبَاتَ الأُمْرُ أَمْرَهُمُ
فَبَاءَ بِالخسْرِ مَنْ بِالبُطْلِ نَاوَأَهُمْ
وَصَادَمَ الْحَقَّ فِيهِمْ مَنْ بِهِ اصْطَدَمُوا
تِلْكَ المَنَاصِبُ فِي مَبْنَى زَعَامَتِهِ
أُس أُقِيمَ عَلَى أَنْضَادِهِ أُطُمُ
حِصْنٌ يَذُودُ بِهِ عَنْ قَوْمِهِ بَطَلٌ
بِالحَقِّ مُعْتَضِدٌ بِالعَدْلِ مُعْتَصِمُ
لِحَادِثَاتِ اللَّيَالِي فِي أَنَامِلِهِ
يَرَاعَةٌ وَلأَحْكَامِ القَضَاءِ فَمُ
5- أبيات: يا مصر خطبك خطب الشرق اجمعه
يَا مِصْرُ خَطْبُكِ خَطْبُ الشَّرْقِ أَجْمَعِهِ
عَلَى اخْتِلافِ بَنِيهِ وَالأَسَى عُمَمُ
فَفِي حَوَاضِرِهِ الظَّبْيُ المَرُوحُ سَجَا
وَفِي بَوَادِيهِ رِيعَ الضَّيْغَمُ الأَضِمُ
تَلَجْلَجَ الْبَرْقُ إِذْ طَارَ النَّعْيُ بِهِ
وَاسْتَشْعَرَتْ وِقْرَهُ الْوَخَّادَةُ الرُّسُمُ
لُبْنَانُ مَادَتْ بِهِ حُزْناً رَوَاسِخُهُ
وَجَفَّ بِالغُوطَوِ الصَّفْصَافُ وَالرَّتَمُ
وَفِي السَّوَادِ عُيُونٌ بِالسَّوَادِ جَرَتْ
وَفِي الحِجَازِ وَ نَجْدٍ لِلْجَوَى ضَرَمُ
مَا حَالُ قَوْمٍ بِمِصْرٍ شَمسُهُمْ كُسِفَتْ
وَتَسْتَهِلُّ فَمَا تُغْنِهِمُ الديَمُ
أُمُّ المَدَائِنِ تُمْشِي وَهْيَ جضازَعَةٌ
بِالنَّعْشِ مَشْيَ ثَكُولٍ مَسَّهَا الْعَقَمُ
ذِيدَتْ عَنِ الرُّكْنِ لَمْ تُلْمِمْ بِهِ يَدُهَا
فَأَقْبَلَتْ بِضِيَاءِ الْعَيْنِ تَسْتَلِمُ
دِيَارُهَا كَالطلُولِ السُّحْمِ مُوحَشَةٌ
وَفِي الرِّحَابِ وَفُودُ الْخَلْقِ تَزْدَحِمُ
وَفِي البِلادِ بِتَعْدَادِ الْبِلادِ عَلَتْ
مَنَاحَةٌ مَا رَأَتْ أَمْثَالَهَا الأمَمُ
وَرَاءَ كلِّ سَرِيرٍ مَثَّلُوهُ بِهِ
مِنَ الجَمَاعَاتِ مَا لَمْ يَجْمَعِ الرَّقَمُ
لَمْ تَشْهِدَ الْعُرْبُ يَوْماً فِي فَوَادِحِهَا
كَذَلِكَ الْيَوْمِ مَشْهُوداً وَلا الْعَجَمُ
6-أبيات: لي سكرتيران عزت دولتي بهما
لِي سِكَرَتِيرَانِ عُزَّتْ دَوْلَتِي بِهِمَا
لَمْ يَأَلَوَانِي إِسعَاداً وَإِجْمَالاَ
هُمَا جنَاحَانِ لِي وَالقَلْبُ بَيْنَهُمَا
يَغُزُو الأمانِي جَوَّالاً وَصوَّالاَ
إِنْ أَفْتَخِرْ بِهِما فَالشَّرْقُ مُفْتَخِرٌ
بِصَارِمَيْهِ إِذَا ما اعْتَزَّ واخْتَالاَ
أَطال كلُّهُمَا ظِلماً عُزُوبَتَهِ
فَرُمْتُ لَو بَدَّلا عدْلاَ بِهَا حالاَ
فاخْلَفَ الأكْبَرُ الوَعْدَ الَّذِي وَعدَا
وصَدَّقَ الأصْغَرُ القَوْلَ الَّذِي قَالاَ
عَلَّ المُضِيِّعَ آمَالِي وَغَايَتَها
صفَاؤُهُ مُنْجِحٌ لِي فِيهِ آمالاَ
هَنَأْتُ أَسْعدَ بِالأفْرَاحِ مُغْتَبِطاً
مَتَى أُهَنِّىءُ بِالأفْرَاحِ مِيكَالاَ. [2]
7- قصيدة جبران خليل جبران في الحب
الحُبُّ رُوحٌ أَنْتَ مَعناهُ
وَالحُسنُ لَفْظٌ أَنتَ مَبْنَاهُ
وَالأُنْسُ عهدٌ أنت جَنتهُ
وَاللفظُ رَوضٌ أَنتَ مَغناهُ
إِرْحَمْ فؤاداً فِي هَوَاكَ غدا
مَضْنًى وَحُمَّاهُ حُميَّاهُ
تمَّت بِرُؤْيَتِكَ المُنى فحكَتْ
حِلماً تَمَتَّعْنَا بِرُؤْيَاهُ
يَا طِيبَ عيْنِي حِين آنسهَا
يَا سَعْدَ قَلْبِي حِين ناجَاهُ
والحبُّ في الناس أشكالٌ
وأكثرها كالعشب في الحقل لا زهرٌ ولا ثمرُ
وأكثرُ الحبِّ مثلُ الراح أيسره
يُرضي وأكثرهُ للمدمنِ الخطرُ
والحبُّ إن قادتِ الأجسام موكبهُ
إلى فراش من الأغراض ينتحرُ
كأنهُ ملكٌ في الأسر معتقلٌ
يأبى الحياة وأعوان له غدروا
في الختام، يظل جبران خليل جبران رمزًا للأدب والفكر الإنساني العميق. من خلال شعره وأدبه، استطاع أن يجسد الروحانية والحكمة بأسلوب فريد لا يُنسى. كلماته تظل تنبض بالحياة، تلهم كل من يقرأها، وتفتح أبواب التأمل في قضايا الإنسان والوجود. سيبقى إرثه الأدبي خالدًا، محلقًا بين الشرق والغرب عبر الزمن.