أصوات غامضة في أعماق المحيط

الكاتب : آية زيدان
13 ديسمبر 2025
عدد المشاهدات : 14
منذ 6 ساعات
أصوات غامضة في أعماق المحيط
 لغز الأصوات القادمة من الأعماق
 أشهر التسجيلات الغامضة
البلوب
الأبها
الصفير (Whistle) و"القطار"  (Train)
 النظريات العلمية لتفسيرها
 دور التكنولوجيا في التحليل الصوتي
الأسئلة الشائعة:
س: ما المقصود بالأصوات الغامضة في أعماق المحيط؟
س: متى بدأ العلماء في رصد هذه الأصوات؟
س: ما أشهر هذه الأصوات التي تم تسجيلها؟
س: هل توصل العلماء إلى تفسير مؤكد لهذه الأصوات؟
س: كيف ساهمت التكنولوجيا في دراسة هذه الظاهرة؟
س: هل يمكن أن تكون هذه الأصوات إشارات من كائنات غير معروفة؟

تعد الأصوات الغامضة في أعماق المحيط . واحدة من أكثر الظواهر التي أثارت دهشة العلماء في العقود الأخيرة. إذ جاءت لتذكرنا بأن المحيط لا يزال يخفي أسرارًا تفوق خيال الإنسان. فبين همهمات منخفضة وصيحات غريبة تلتقطها أجهزة الرصد في أعماق لا يصلها الضوء، يقف العلماء أمام أسئلة بلا إجابة واضحة. ما مصدر هذه الأصوات؟ أهي كائنات بحرية مجهولة. أم ظواهر طبيعية لا نعرفها بعد؟ تابع القراءة لتتعرف على ما توصل إليه الباحثون حول هذا اللغز الذي لا يزال يثير الفضول حتى اليوم.

 لغز الأصوات القادمة من الأعماق

في السنوات الأخيرة، أثارت أصوات غامضة في أعماق المحيط. حيرة العلماء والباحثين حول العالم؛ فبينما يعرف المحيط بأنه عالم واسع وغامض تغمره الأسرار. جاءت هذه الأصوات لتضيف طبقة جديدة من الغموض، فقد رُصدت أصوات غير مألوفة تصدر من أعماق سحيقة، لا يمكن تحديد مصدرها بدقة، وتتنوع بين همهمات عميقة وصرخات قصيرة، واهتزازات تشبه الزلازل.

يعتقد أن بعضها قد يكون ناتجًا عن تحركات طبيعية في قاع المحيط، مثل اصطدام الصفائح التكتونية أو انزلاقات الصخور تحت الماء، بينما تشير تفسيرات أخرى إلى أن هذه الأصوات قد تصدر عن كائنات بحرية ضخمة لم تكتشف بعد، خاصة وأن المحيطات تخفي في أعماقها ملايين الأنواع المجهولة.

وقد تم رصد أولى هذه الأصوات في تسعينيات القرن الماضي بواسطة أجهزة الاستشعار التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA)، التي كانت تستخدم لرصد النشاط الزلزالي والانفجارات النووية تحت الماء. لكن المفاجأة كانت أن بعض هذه الأصوات، مثل الصوت الشهير المسمى “البلوب” (The Bloop)، لم يتطابق مع أي ظاهرة طبيعية معروفة.

ورغم مرور عقود من الأبحاث. ما زال العلماء غير قادرين على تفسير جميع هذه الأصوات بدقة؛ فالمحيط يغطي أكثر من 70% من سطح الأرض، ومعظم أجزائه لم تستكشف بعد، مما يجعل هذه الظاهرة تذكيرًا واضحًا بأن كوكبنا لا يزال يحمل أسرارًا لم تفك بعد. [1]

تعرف أيضًا على: الغيوم المربعة

أصوات غامضة في أعماق المحيط

 أشهر التسجيلات الغامضة

من بين جميع الظواهر الصوتية التي تم رصدها في الأعماق. هناك مجموعة من التسجيلات التي أصبحت حديث العلماء والمهتمين بعالم المحيطات، بسبب غرابتها الشديدة وعدم تطابقها مع أي مصدر معروف، ومن أشهر هذه الـ أصوات الغامضة في أعماق المحيط ما يلي:

أصوات غامضة في أعماق المحيط

  • البلوب

سجّل هذا الصوت لأول مرة عام 1997 في جنوب المحيط الهادئ، وكان من أقوى الأصوات التي التقطتها أجهزة الاستشعار البحرية على الإطلاق. ظن العلماء في البداية أنه صادر عن كائن حي ضخم، ولكن مع الوقت رجّح أن يكون نتيجة ذوبان الجليد أو انهيار جليدي تحت الماء. ومع ذلك لا يزال مصدره الحقيقي موضع نقاش.

  • الأبها

وهو صوت متكرر على شكل سلسلة من النغمات الصاعدة، سجّل منذ عام 1991 وما زال يسمع موسميًا حتى اليوم، لا أحد يعرف بالتحديد مصدره، لكن بعض الفرضيات ترجح أنه ناتج عن نشاط بركاني في قاع المحيط.

  • الصفير (Whistle) و”القطار (Train)

أصوات غريبة أخرى تم رصدها في أماكن متفرقة من المحيط، تشبه أحيانًا صوت قطار بعيد أو آلة ضخمة تعمل في الأعماق، هذه الأصوات كانت لغزًا للباحثين لأنها لم ترتبط بأي نشاط بشري معروف أو كائن بحري محدد.

تظهر هذه التسجيلات مدى محدودية معرفتنا بعالم البحار، فالمحيطات لا تزال تخفي الكثير من المفاجآت. وربما تكشف لنا في المستقبل عن مخلوقات أو ظواهر لم نتخيل وجودها من قبل. [2]

تعرف أيضًا على: ظاهرة الصخور المتحركة في وادي الموت

 النظريات العلمية لتفسيرها

حاول العلماء منذ عقود فكّ لغز الأصوات الغامضة في أعماق المحيط. وظهرت عدة نظريات علمية تسعى لتفسير هذه الظواهر الغريبة. فبعض الأصوات كانت قوية جدًا لدرجة يصعب تصديق أنها صادرة من كائن حي. بينما أخرى بدت وكأنها جزء من نشاط طبيعي في أعماق البحر.

إحدى أبرز النظريات تشير إلى أن هذه الأصوات قد تكون ناتجة عن تحركات الصفائح التكتونية في قاع المحيط. فعندما تحتك الصخور ببعضها تحت ضغط هائل. تولد موجات صوتية تنتقل عبر المياه لمسافات شاسعة، هذه الظاهرة تعرف باسم “الزلازل البحرية” أو “الهزات الصوتية”. وقد تفسر بعض الأصوات الغامضة مثل “الأبها”.

أما النظرية الثانية فتقول إن بعض هذه الأصوات قد تكون صادرة عن ذوبان الجليد في المناطق القطبية؛ فعندما تتكسر كتل الجليد العملاقة أو تنفصل عن الأنهار الجليدية، تنتج عنها أصوات منخفضة التردد يمكن التقاطها بواسطة أجهزة التسجيل الحساسة.

وهناك أيضًا فرضية أخرى تشير إلى أن بعض الأصوات قد تأتي من كائنات بحرية عملاقة غير مكتشفة بعد. فالمحيط يضم ملايين الأنواع التي لم ترصد بعد. وقد يكون لبعضها قدرة على إصدار أصوات تفوق حدود ما نعرفه عن الحيتان أو الأسماك.

وفي المقابل. يرى بعض الباحثين أن جزء من هذه الأصوات ربما نتج عن نشاط بشري. مثل محركات السفن أو التجارب العسكرية تحت الماء والتي قد تختلط بتسجيلات الظواهر الطبيعية.

ورغم كل هذه التفسيرات المحتملة. لا يزال الغموض قائمًا. فكل نظرية تفسر جزءًا فقط من اللغز، مما يجعل العلماء يواصلون البحث لفهم ما يحدث فعلاً في أعماق المحيط.

تعرف أيضًا على: الصخور التي تضيء في الظلام

 دور التكنولوجيا في التحليل الصوتي

أحدثت التكنولوجيا الحديثة ثورة في دراسة الأصوات الغامضة في أعماق المحيط. إذ أصبح بإمكان العلماء اليوم التقاط أدق الذبذبات وتحليلها بشكل لم يكن ممكنًا في الماضي؛ فقد طوّر الباحثون أنظمة تسجيل صوتي متقدمة تعرف باسم الهيدروفونات  (Hydrophones) وهي أجهزة يمكنها التقاط الأصوات تحت الماء على عمق آلاف الأمتار. وتمييز تردداتها بدقة شديدة.

بفضل هذه التقنيات، أصبح العلماء قادرين على رسم خرائط صوتية لقاع المحيط، وتحليل اتجاه الموجات الصوتية لمعرفة مصدرها ومداها، كما تستخدم برامج الذكاء الاصطناعي الآن لتصنيف الأصوات الملتقطة، سواء كانت ناتجة عن كائنات بحرية أو ظواهر طبيعية. أو حتى عن نشاط بشري مثل السفن أو الغواصات.

ومن خلال هذه التطورات، تمكن الباحثون من التعرف على بعض الأصوات الغامضة القديمة التي حيّرت العلماء لعقود، فبعضها تبين لاحقًا أنه صادر عن تحركات جليدية في القطب الجنوبي، بينما ثبت أن هناك أصوات أخرى كانت من حيتان غير معروفة سابقًا، مما كشف عن أنواع جديدة من الكائنات البحرية.

ولا تقتصر أهمية التكنولوجيا على الاكتشاف فحسب. بل تستخدم أيضًا في مراقبة صحة المحيطات والتغيرات البيئية. إذ تساعد التسجيلات الصوتية على تتبع التلوث الضوضائي الناتج عن النشاط البشري ومدى تأثيره على الحياة البحرية.

ومع استمرار التقدم العلمي. يبدو أننا نقترب خطوة بعد خطوة من فك لغز الأصوات الغامضة في أعماق المحيط. لكن العلماء يؤكدون أن ما خفي تحت تلك المياه الشاسعة قد يكون أعظم مما نتصور.

أصوات غامضة في أعماق المحيط

تعرف أيضًا على: الطيور التي لا تطير

   أصوات غامضة في أعماق المحيط. في الختام، يظل المحيط مستودعًا ضخمًا للأسرار، حيث تثبت هذه الأصوات الغامضة أنه لا يزال هناك الكثير لاكتشافه حول أعماقه المظلمة. ورغم أن بعض هذه الضوضاء قد وضعت لها تفسيرات علمية. إلا أن أصواتًا أخرى مثل “The Bloop” تظل تحديًا يواجه العلماء. مما يدفعنا إلى تقدير مدى اتساع العالم البحري ودعوته المستمرة للمزيد من الاستكشاف.

الأسئلة الشائعة:

س: ما المقصود بالأصوات الغامضة في أعماق المحيط؟

ج: هي أصوات غير مألوفة تم تسجيلها في أعماق البحار والمحيطات، لا يعرف مصدرها بدقة. بعضها يشبه الهدير أو الصفير أو الاهتزازات العميقة. وقد حيّرت العلماء لأنها لا تتطابق مع أي ظاهرة طبيعية معروفة تمامًا.

س: متى بدأ العلماء في رصد هذه الأصوات؟

ج: بدأت عمليات الرصد في تسعينيات القرن الماضي عندما استخدمت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA) أجهزة استماع مائية لمراقبة النشاط الزلزالي، لكنها فوجئت بتسجيل أصوات غريبة قادمة من الأعماق.

س: ما أشهر هذه الأصوات التي تم تسجيلها؟

ج: من أشهرها صوت “البلوب “الذي سجل عام 1997. وأثار الجدل لسنوات. إلى جانب أصوات أخرى مثل “الصفير” و”الهمهمة العميقة” التي لم يحدد مصدرها بدقة حتى اليوم.

س: هل توصل العلماء إلى تفسير مؤكد لهذه الأصوات؟

ج: لا. حتى الآن لا يوجد تفسير قاطع. بعض الأصوات تبين أنها من تحركات الجليد في القطب الجنوبي. بينما يعتقد أن بعضها الآخر ناتج عن كائنات بحرية ضخمة لم تكتشف بعد.

س: كيف ساهمت التكنولوجيا في دراسة هذه الظاهرة؟

ج: بفضل أجهزة الهيدروفون وتقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بالإمكان تحليل الترددات وتحديد اتجاه الصوت ومصدره المحتمل. مما ساعد على التمييز بين الأصوات الطبيعية وتلك الناتجة عن النشاط البشري.

س: هل يمكن أن تكون هذه الأصوات إشارات من كائنات غير معروفة؟

ج: لا يمكن الجزم بذلك، لكن بعض العلماء لا يستبعدون وجود أنواع بحرية جديدة في الأعماق السحيقة التي لم تستكشف بعد، خاصة وأن أكثر من 80% من المحيطات لا تزال مجهولة للبشر.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة