أفضل نظام صحي عالميًا: ماذا يمكن أن تتعلمه الدول من تايوان؟

في عالم تتسارع فيه التحديات الصحية يصبح البحث عن نموذج رعاية صحية فعال وشامل ضرورة ملحة. بينما تتنافس الدول على تقديم أفضل الخدمات الطبية. تبرز تايوان كقصة نجاح فريدة من نوعها. حيث يشيد بنظامها الصحي كواحد من أفضل الأنظمة على مستوى العالم. فما هي الأسرار وراء تميزها؟ وكيف تمكنت من تحقيق هذه الريادة في مجال الرعاية الصحية؟. هذا المقال سيسلط الضوء على مكونات هذا النجاح ويستعرض دروس قيمة يمكن للدول الأخرى. بما في ذلك تلك الساعية لتحقيق أفضل نظام صحي في العالم أن تستفيد منها في رحلتها نحو توفير رعاية صحية عالية الجودة لمواطنيها.

أية دولة لديها أفضل نظام صحي في العالم؟

عند الحديث عن أفضل نظام صحي في العالم غالبا ما تتبادر إلى الذهن دول مثل تايوان وسويسرا وكندا واليابان. ومع ذلك تشير العديد من التقارير والدراسات بما في ذلك مؤشر الرعاية الصحية العالمي. إلى أن تايوان تحتل باستمرار مراتب متقدمة جدا بل وتتصدر القوائم في جوانب عديدة و يتميز النظام الصحي التايواني. بكونه نظام تأمين صحي وطني شامل. يغطي جميع المواطنين والمقيمين ويوفر لهم إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من الخدمات الطبية بتكاليف معقولة جدا .

تعرف أيضًا على: جدول أكل صحي يومي: نظام مثالي لخسارة الوزن بدون حرمان

 وما يميز النظام الصحي في تايوان ليس فقط شموله وتكلفته المنخفضة بل أيضا جودته العالية والابتكار المستمر فيه و تستثمر تايوان بشكل كبير في البنية التحتية الطبية الحديثة وتكنولوجيا المعلومات الصحية وتدريب الكوادر الطبية المتخصصة. فهذا الاستثمار يضمن تقديم خدمات طبية متطورة وحديثة مما يعزز مكانتها كـ أفضل نظام صحي في العالم. كما أن التركيز على الرعاية الوقائية وبرامج الفحص المبكر يساهم في تقليل عبء الأمراض المزمنة وتحسين متوسط العمر المتوقع. وعلى الرغم من أن دول مثل كندا لديها نظام رعاية صحية شامل أيضا إلا أن تايوان تتفوق في سرعة الوصول إلى الخدمات الطبية المتخصصة وانخفاض أوقات الانتظار. و في سياق البحث عن أفضل نظام صحي في العالم العربي. يمكن لدول المنطقة أن تستلهم الكثير من التجربة التايوانية في بناء أنظمة رعاية صحية مستدامة وعالية الجودة. كما يمكن أن تساعد البيانات الواردة في ترتيب الدول من حيث الرعاية الصحية في فهم نقاط القوة والضعف في الأنظمة الصحية المختلفة. (1)

تعرف أيضًا على: أساسيات الإدارة الصحية: الركائز التي يقوم عليها نجاح المؤسسات الطبي

ما هي أكثر دولة صحية في العالم؟

عند تحديد “أكثر دولة صحية في العالم” لا يتعلق الأمر فقط بنظام الرعاية الصحية. بل يشمل أيضا عوامل أوسع مثل متوسط العمر المتوقع، جودة الهواء، التغذية، مستويات التوتر، وأنماط الحياة الصحية و في هذا السياق. تبرز اليابان وسويسرا وسنغافورة كدول غالبا ما تصنف على أنها الأكثر صحة. ومع ذلك وبفضل نظامها الصحي الفعال وتركيزها على الوقاية فإن تايوان كثير. ما تظهر في المراتب الأولى أيضا في هذه الفئات و تتمتع هذه الدول بمتوسط عمر. متوقع مرتفع ومعدلات منخفضة للأمراض المزمنة وأنظمة رعاية صحية قوية. تدعم صحة مواطنيها كما تلعب العوامل الثقافية والاجتماعية أيضا دور كبير ففي اليابان. على سبيل المثال يساهم النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني المنتظم في تعزيز الصحة العامة. و على الرغم من أن الهدف النهائي هو تحقيق أفضل نظام صحي في العالم. فإن “الصحة” تتجاوز مجرد الخدمات الطبية لتشمل نمط حياة شامل ومستدام.

تعرف أيضًا على: الإدارة الصحية في المستشفيات: الأسس والتحديات لرفع جودة الرعاية الصحية

 و المؤشرات التي تحدد الدولة الأكثر صحة تشمل أيضا مدى توفر الرعاية الصحية للجميع. وجودة المياه الصالحة للشرب ومعدلات السمنة وتوفر الأطعمة الصحية. في هذا الصدد تسجل تايوان نقاط عالية بفضل توفر الرعاية الشاملة للجميع ومعدلات السمنة المنخفضة نسبيا مقارنة بالدول الغربية فإن التزامها بتقديم أفضل نظام صحي في العالم .ينعكس في الاستثمار في برامج التوعية الصحية والوقاية من الأمراض مما يقلل من الحاجة إلى التدخلات العلاجية المكلفة على المدى الطويل.

 كما أن سهولة الوصول إلى الأطباء المتخصصين وتقنيات العلاج المتقدمة تضعها في مصاف الدول الرائدة عالميا .فإذا كنت تبحث عن أفضل دولة للعلاج في العالم. فغالبا ما تكون الدول التي تصنف على أنها الأكثر صحة هي الخيار الأفضل. بسبب جودة بنيتها التحتية الطبية ونظمها الصحية الشاملة.  ويمكن ترتيب الدول حسب الرعاية الصحية أن يوفر مؤشرات قيمة في هذا الصدد.

تعرف أيضًا على: ماهي إدارة المستشفيات؟ القيادة الذكية للرعاية الصحية المتكاملة

ما هو أفضل تأمين صحي في العالم؟

عند البحث عن أفضل تأمين صحي في العالم يجب التمييز بين الأنظمة التي توفرها الحكومات لمواطنيها والتأمينات الصحية الخاصة. التي يمكن للأفراد شراؤها. فالأنظمة الحكومية الشاملة مثل نظام التأمين الصحي الوطني في تايوان أو الأنظمة التي تعتمد على التأمين الاجتماعي الإلزامي. في دول مثل ألمانيا وسويسرا غالبا ما تعتبر من الأفضل لأنها توفر تغطية واسعة بأسعار معقولة أو حتى مجانية للمواطنين .

أما بالنسبة للتأمين الصحي الخاص فإن أفضل تأمين صحي في العالم .يعتمد بشكل كبير على الاحتياجات الفردية، الميزانية، والبلد الذي يعيش فيه الشخص فشركات التأمين الكبرى. تقدم خطط تأمينية عالمية. تغطي الرعاية الصحية في مختلف الدول ولكنها غالبا ما تكون مكلفة وتستهدف الأفراد الذين يسافرون كثير أو يقيمون في دول ذات أنظمة رعاية صحية محدودة. فالنقاط الأساسية التي يجب البحث عنها في التأمين الصحي الجيد تشمل.

• التغطية الشاملة: بما في ذلك الاستشفاء، العيادات الخارجية، الأدوية، والرعاية الوقائية.
• الحد الأقصى للتغطية: يجب أن يكون عاليا بما يكفي لتغطية الحالات الطبية الخطيرة والمكلفة.
• شبكة مقدمي الخدمات: يجب أن توفر خيارات واسعة من المستشفيات والأطباء المعتمدين.
• سهولة المطالبات: عملية تقديم المطالبات وسرعة تسويتها.
• خدمة العملاء: دعم عملاء متاح وفعال وتعتبر بعض الدول مثل أيرلندا و المملكة المتحدة وألمانيا من بين الدول التي تقدم علاج مجاني أو شبه مجاني لمواطنيها ومقيميها. من خلال أنظمة التأمين الصحي المدعومة حكوميا فاختيار أفضل تأمين صحي في العالم يعتمد على الموازنة بين التكلفة و التغطية و المرونة التي يوفرها سواء كان حكومي أم خاص.

تعرف أيضًا على: تجهيز وجبات الأسبوع: وصفات صحية وسهلة للدايت بـ 6 خطوات

ما هي أنواع الأنظمة الصحية في العالم؟

تتنوع الأنظمة الصحية حول العالم بشكل كبير ويمكن تصنيفها إلى عدة نماذج رئيسية.  لكل منها خصائصه الفريدة ومصادر تمويله و فهم هذه الأنواع يساعد على تقدير التحديات والفرص لكل نظام وكيف يمكن أن يسهم في تحقيق أفضل نظام صحي في العالم. والأنواع الرئيسية تشمل:

• نظام بيدفورد: يعتمد على التمويل الحكومي الكامل من خلال الضرائب وتقدم الرعاية الصحية. من قبل مقدمي خدمات مملوكين للحكومة أو يتم التعاقد معهم. فغالبا ما تكون الخدمات مجانية في نقطة الاستخدام و أمثلة: المملكة المتحدة وإسبانيا و نيوزيلندا.
• نظام بسمارك: يعتمد على التأمين الاجتماعي الإلزامي حيث يتم تمويله من خلال مساهمات أرباب العمل والموظفين و يتم تقديم الرعاية. من قبل مقدمي خدمات خاصين أو عامين أمثلة: ألمانيا و فرنسا و اليابان و سويسرا أما تايوان تتبع نموذج مشابه مع تأمين صحي وطني شامل.
• نظام التأمين الصحي الوطني: يمزج بين نظام بيدفورد وبسمارك و يعتمد على نظام تأمين عام تديره الحكومة. حيث يقوم دافعو الضرائب بتمويل خطة تأمين صحي حكومية واحدة تُقدم الرعاية من قبل مقدمي خدمات خاصين. أمثلة: كندا و تايوانو كوريا الجنوبية.
• نظام الدفع الذاتي/السوق الحرة: يعتمد بشكل كبير على الدفع المباشر من قبل المرضى أو التأمين الصحي الخاص الاختياري. فغالبا ما يكون هذا النظام أقل تنظيم وقد يؤدي إلى تباينات كبيرة في الوصول إلى الرعاية أمثلة: الولايات المتحدة (قبل إصلاحات أوباما كير) وبعض الدول النامية.

 بينما تسعى بعض الدول إلى تحديد أفضل دولة في الطب في العالم العربي. أو أفضل دولة في مجال الطب عموما فمن المهم النظر إلى كيفية تكييف هذه النماذج العالمية. مع الظروف المحلية لضمان الاستدامة والفعالية و توفير أفضل ١٠ دول في الطب يمكن أن يكون مفيد لفهم المعايير المختلفة.(2)

تعرف أيضًا على: تقييم الأداء الصحي يعكس التزام المؤسسة بالحقيقة

في الختام تظهر تجربة تايوان الناجحة أن بناء أفضل نظام صحي في العالم. ليس مستحيل بل يتطلب رؤية واضحة و التزام حكومي قوي و استثمار في البنية التحتية والتكنولوجيا وتركيز على الشمولية والجودة. فإن الدروس المستفادة من نموذجها يمكن أن تكون بمثابة خارطة طريق للدول الأخرى التي تسعى لتحسين أنظمتها الصحية وتوفير رعاية أفضل لمواطنيها مما يضمن مستقبل أكثر صحة وازدهار للجميع.

• The Commonwealth FundReflecting Poorly -بتصرف
• World Health OrganizationHealth Systems Financing -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم