أهمية العادات والتقاليد

أهمية العادات والتقاليد لا تظهر فقط في السلوك اليومي للأفراد، بل تتجلى في تأثيرها العميق على بناء الهوية وتعزيز الانتماء داخل المجتمعات. من خلال فهم أهمية العادات والتقاليد في المجتمع، ندرك أنها ليست مجرد موروث ثقافي، بل أسلوب حياة يعكس قيم المجتمع وخصوصيته. وبينما تختلف العادات والتقاليد من مجتمع لآخر، تبقى بعض القيم مشتركة، سواء كانت أمثلة على العادات والتقاليد الإيجابية التي تعزز الاحترام والتعاون، أو حتى العادات والتقاليد الإيجابية والسلبية التي تشكل تحديًا أمام التطور الاجتماعي.

مفهوم العادات والتقاليد

• العادة:

يرتبط هذا المفهوم فلسفيا بعملية التكرار التي ترسخت في الأذهان وارتبطت بها. علاوة على ذلك فهي مجموعة أمور اعتدنا القيام بها منذ الصغر، والعادات جمع لكلمة عادة من الفعل، وتعني هي تلك الأشياء التّي استمرّ الأشخاص على فعلها، والعودة إليها مرات كثيرة. لتصبح جزءًا من تفكيرهم وعقيدتهم، وتستمر على أنّها موروث اجتماعي وثقافي. فهيَ كالقواعد التّي تمَّ كتابتها من قبل أشخاص حتّى يقوم الآخرون الالتزام بها وتطبيقها، وغالبًا ما يُطلق عليها بالعادات. بالإضافة إلى ذلك تشمل العادات الأفعال التي ترتبط بالحياة اليوميّة لمُجتمعٍ مُعيّن، عادة خلع الحذاء خلال دخول المنزل، وعادة احترام الكبار في السن، وهذهِ الأمور غير مُلزم بها في المُجتمع، ولكنّها متعارفة، ويُفضّلُ الالتزام بها.

ومن بعض الأمثلة على العادات:

• الانحناء لكبار السن، يدُل على الاحترام واللباقة.
• الجلوس على الأرض خلال تناول الطعام، فبعض المُجتمعات تجلس على الأرض؛ لأنّهُ من العادات الصحيّة للجسد، ويوفّر الراحة للشخص.
• التجشؤ خلال تناول الطعام، ففي بعض الدول يُعدُ هذا غير طبيعيًا، وفي بعض الدول الأمر طبيعيًا، ولا يستلزم الإحراج أو الاعتذار.

1. المعرفة: بمعرفة الشيء المراد عمله.
2. الرغبة: بتوفر الميل النفسي لعمل الشيء.
3. المهارة: القدرة على عمل أنشئ.

فإذا التقت هذه المحاور في عمل فقد أصبح عادة، وإذا نقص واحد منهم لا يصبح عادة.

• التقاليد:

التقاليد تمثل الثقافة التي تنتقل من جيل إلى جيل، وتتميز بوحدة أساسية مستمرة، وهي نمط سلوكي يتميز بأن المجتمع يقبله دون دوافع أخرى. بالإضافة إلى ذلك هى جمع لكلمة تقليد، وتنتج من اتفاق مجموعة من الأشخاص، وهي عادات اجتماعية استمرت فترات طويلة حتى أصبحت تقليدًا. [1]

تعرف أيضًا على: العادات والتقاليد المختلفة حول العالم

العادات والتقاليد الإيجابية والسلبية

الآثار الإيجابية للعادات والتقاليد

• تعمل العادات والتقاليد على خلق روابط قوية بين أفراد المجتمع في التعامل مع الآخرين، وتزيد شعور الأفراد بالرضا عن نفسهم، فيساعد في تقبل الشخص في المجتمع وفق عاداتهم وتقاليدهم.
• تزيد العادات والتقاليد من الرغبة في النجاح، وتحول مع العمل إلى إنجازات مادية تخدم المجتمع وتقبل أفراده.
• وترفع نسبة المجتمع بأن يصبح مصدّرًا قويًا لعاداته وتقاليده، ويعمل تراكم العادات والتقاليد على صنع تاريخ يفتخر به، ويسعى للحفاظ عليه الأجيال القادمة.
• أهمية العادات والتقاليد في تركيبة المجتمع، ولها رمز فكري واجتماعي وثقافي، وتسهم في تعزيز العلاقات بين الأفراد، وخلق المودة والرحمة فيمَا بينهم.

هناك بعض من العادات والتقاليد الإيجابية في المجتمع منها:

• صلة الرحم.
• الترابط الأسري.
• إلقاء التحية.
• بشاشة الوجه.
• لطف التعامل.
• مساعدة الفقراء.
• إعطاء الناس حقوقهم.
• المحافظة على الآداب الخاصة والعامة.
• إكرام الضيف.
• قضاء حاجات الناس.

الآثار السلبية للعادات والتقاليد

العادات والتقاليد السلبية ساهمت في تشكيل سلوكيات وثقافات عند أفراد المجتمع وتوجههم إلى معتقدات، وتمثل عائقًا أمام المجتمع ذلك أن منها مخالف للدين، ويعتقد منهم أنها جزء من الدين. بالإضافة إلى ذلك التشدد في التمسك بالعادات السلبية القديمة وعدم اللجوء إلى الخير منها، وهناك من يرفض التنوع والاختلاف حيث تفرض سيطرتها على سلوكيات وعقول المجتمع.

ومن العادات والتقاليد السلبية والمنتشرة في المجتمع، زواج القاصرات، ثقافة العيب، التعصب الديني والرياضي، وختان البنات، حيث إن العادات والتقاليد السلبية تتجاوز الحدود، وامتزجت بالطباع الفكرية والثقافية والعرقية أدى إلى الوصول لقناعات عند الأشخاص يصعب تغييرها، وتعمل على إعاقة تقدم المجتمع، ويجب محاربتها والقضاء عليها.

هناك الكثير من الآثار السلبية للعادات والتقاليد منها:

• ورغم أهمية العادات والتقاليد. فإن التصميم على التمسك بالعادات والتقاليد يقود المجتمع للجهل، يتبعها الغرور والتكبر.
• التقاليد والعادات السلبية تولد كبرياء، وتجعل الأفراد يستغنون عن غيرهم من الناس.
• يؤدي التجاهل المتعمّد لعادات وتقاليد عائلة أخرى إلى دخولها في دوامة الخلاف الذي لا ينتهي وسلسلة طويلة من النزاعات.

هناك بعض من العادات والتقاليد السلبية التي تكون في المجتمع منها:

• الثأر.
• الزواج المبكر.
• العقوبات البدنية.

تعرف أيضًا على: أهم العادات والتقاليد في السودان

أهمية العادات والتقاليد في المجتمع

يوجد أهمية للعادات والتقاليد في المجتمع منها:

تقوية الروابط الأسرية:

العادات والتقاليد تزيد من الانتماء والألفة بين العائلات والأفراد، ويظهر ذلك في المناسبات الرسمية والدينية والأعياد.

إغلاق الفجوة بين الأجيال:

العادات والتقاليد الموروثة تقرب الأبناء من بعضهم، وتنشئ روابط مشتركة بينهم، وقصص وحكايات متبادلة بين الصغار والكبار.

الإحساس بالهوية والانتماء:

عند ممارسة العادات والتقاليد، يشعر الشخص بأنه ينتمي إلى طائفة معينة، ويزيد من شعوره بهويته وبقيمته، ويبعده عن الشعور بعدم الانتماء.

الاحتفاظ بالذكريات:

الذكريات تدوم على المدى الطويل لتصبح كلامًا ممتعًا في التجمعات الأسرية.

حفظ التراث والحضارة:

العادات والتقاليد تحفظ ثقافة وحضارة الشعوب وعدم ضياعها خلال الزمن.

التميز والهوية:

تختلف وتميز العادات والتقاليد المجتمعات عن بعضها، فيظهر لكل مجتمع عادات وتقاليد تميزها عن باقي المجتمعات.

تعرف أيضًا على: العادات والتقاليد في فرنسا

رأي الدين في العادات والتقاليد

وقد ظهرت أمثلة على أهمية العادات والتقاليد من خلال الإسلام. فقد اكرمنا الله بأن جعل أمتنا وسطا، والقرآن يشهد على ذلك بقول الله سبحانه، وتعالي: “،وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ” {الأنعام/152}. وقول الله تعالى: “وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا” {الفرقان/67}.

بالإضافة إلى ذلك الأصل في حياتنا أنها تقوم على الشرع، والشرع لم ينكر من الأعراف ما كان صالحًا، ونحن ما نترك القديم كله، ولا نتبع الجديد كله، بل نواكب العصر بما يخدم الشرع.

أمثلة على العادات والتقاليد:

وهناك تقاليد إيجابية يجب التمسك بها، مثل: احترام الكبير وإكرام الضيف ومساندة أهل المتوفى ومساعدتهم ماديًا. علاوة على ذلك العطف على الصغير والألفة بين الجيران من الأمور التي تعد من التقاليد الإيجابية.

فهذا كلها أعراف تخدم الشرع، وتحقق غايته، وهناك بعض العادات التي لا تعود مجتمعنا بالنفع بل أحيانا تمنع عنا الخير، مثل: فكرة أخذ الثأر. بالإضافة إلى ذلك إطلاق الأعيرة النارية في المناسبات وعدم الالتحاق بالتعليم الأجنبي بدعوى التأثر بالثقافات الغربية، وزواج البنت بمعيار المال لا بمعيار الأخلاق والدين.

هناك بعض الأفكار السلبية مثل: محاولة التجارة بالدين والمعتقدات، والادعاءات الكاذبة لتضرر المرأة وتفضيل الرجال عليها في كل الأمور وعدم حصولها على حقوقها، والتمسك بهذه الأفكار والأعراف السلبية. علاوة على ذلك قد يكون سببه الجهل أو إحداث الفتن والاضطرابات في المجتمع.

وقد قلدت بعض المجتمعات المسلمة بشكل مريب مجتمعات بتمسكها بالعادات والتقاليد التي تتعارض مع تعاليم الإسلام؛ وذلك عن طريق التقليد لعادات ليست من ديننا الحنيف؛ بل تتعارض بشكل واضح معه. [2]

تعرف أيضًا على: أهم العادات و التقاليد في لبنان

في النهاية، يتضح أن أهمية العادات والتقاليد تتجاوز كونها مجرد ممارسات موروثة، فهي تشكل أساسًا في بناء الأفراد والمجتمعات. من خلال فهم أهمية العادات والتقاليد في المجتمع، والتفريق بين العادات والتقاليد الإيجابية والسلبية، يمكننا تعزيز القيم البناءة والابتعاد عن السلوكيات السلبية. ويظل الإطلاع على أمثلة على العادات والتقاليد المختلفة وسيلة فعالة لفهم التنوع الثقافي وتقدير دور العادات في تشكيل الهوية.

• walsh medical mediaCharacteristics of Culture, Customs and Traditions -بتصرف
• t and f onlineCulture, Religion, and Freedom of Religion or Belief -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم