أهمية العادات والتقاليد
عناصر الموضوع
1. مفهوم العادات والتقاليد
2. الآثار الإيجابية للعادات والتقاليد
3. الآثار السلبية للعادات والتقاليد
4. أهمية العادات والتقاليد فى المجتمع
5. رأي الدين في العادات والتقاليد
إن كل مجتمع من المجتمعات له عاداته وتقاليده وطابعه، ويوجد الكثير من العادات والتقاليد والقيم التي توجه المجتمع وسلوك أفراده منذ الولادة حتى انتهاءً الحياة، وهذه العادات والتقاليد لها جوانب إيجابية تحقق وحدة واستقرار المجتمع، ولها جوانب سلبية تظهر، وتحُكم سيطرتها على عقول وسلوك أفراده.
ويقوم العديد من العائلات بممارسات يلتزم بها جميع أفراد العائلة لتعزيز الروابط العائلية. وتمثل فرصة جيدة لتوجيه النمو الاجتماعي والعاطفي للأطفال.
وتخلق العادات والتقاليد بيئة مستقرة للأطفال، وتحسّن سلوكهم، وتعزز الشعور بالالتزام عند الطفل، والشعور بالانتماء فيساعد على تعزيز النمو العاطفي للأطفال.
1. مفهوم العادات والتقاليد
العادة: يرتبط هذا المفهوم فلسفيا بعملية التكرار التي ترسخت في الأذهان وارتبطت بها. وهي مجموعة أمور اعتدنا القيام بها منذ الصغر، والعادات جمع لكلمة عادة من الفعل، وتعني هي تلك الأشياء التّي استمرّ الأشخاص على فعلها، والعودة إليها مرات كثيرة. لتصبح جزءًا من تفكيرهم وعقيدتهم، وتستمر على أنّها موروث اجتماعي وثقافي. فهيَ كالقواعد التّي تمَّ كتابتها من قبل أشخاص حتّى يقوم الآخرون الالتزام بها وتطبيقها، وغالبًا ما يُطلق عليها بالعادات، تشمل العادات الأفعال التي ترتبط بالحياة اليوميّة لمُجتمعٍ مُعيّن، عادة خلع الحذاء خلال دخول المنزل، وعادة احترام الكبار في السن، وهذهِ الأمور غير مُلزم بها في المُجتمع، ولكنّها متعارفة، ويُفضّلُ الالتزام بها.
ومن بعض الأمثلة على العادات:
- الانحناء لكبار السن، يدُل على الاحترام واللباقة.
- الجلوس على الأرض خلال تناول الطعام، فبعض المُجتمعات تجلس على الأرض؛ لأنّهُ من العادات الصحيّة للجسد، ويوفّر الراحة للشخص.
- التجشؤ خلال تناول الطعام، ففي بعض الدول يُعدُ هذا غير طبيعيًا، وفي بعض الدول الأمر طبيعيًا، ولا يستلزم الإحراج أو الاعتذار.
- المعرفة: بمعرفة الشيء المراد عمله.
- الرغبة: بتوفر الميل النفسي لعمل الشيء.
- المهارة: القدرة على عمل أنشئ.
فإذا التقت هذه المحاور في عمل فقد أصبح عادة، وإذا نقص واحد منهم لا يصبح عادة.
التقاليد: التقاليد تمثل الثقافة التي تنتقل من جيل إلى جيل، وتتميز بوحدة أساسية مستمرة، وهي نمط سلوكي يتميز بأن المجتمع يقبله دون دوافع أخرى، وهى جمع لكلمة تقليد، وتنتج من اتفاق مجموعة من الأشخاص، وهي عادات اجتماعية استمرت فترات طويلة حتى أصبحت تقليدًا.[1]
2. الآثار الإيجابية للعادات والتقاليد
تعمل العادات والتقاليد على خلق روابط قوية بين أفراد المجتمع في التعامل مع الآخرين، وتزيد شعور الأفراد بالرضا عن نفسهم، فيساعد في تقبل الشخص في المجتمع وفق عاداتهم وتقاليدهم.
تزيد العادات والتقاليد من الرغبة في النجاح، وتحول مع العمل إلى إنجازات مادية تخدم المجتمع وتقبل أفراده.
وترفع نسبة المجتمع بأن يصبح مُصدّرًا قويًا لعاداته وتقاليده، ويعمل تراكم العادات والتقاليد على صنع تاريخ يفتخر به، ويسعى للحفاظ عليه الأجيال القادمة.
العادات والتقاليد لها أهمية في تركيبة المجتمع، ولها رمز فكري واجتماعي وثقافي، وتسهم في تعزيز العلاقات بين الأفراد، وخلق المودة والرحمة فيمَا بينهم. [2]
هناك بعض من العادات والتقاليد الإيجابية في المجتمع منها:
- صلة الرحم.
- الترابط الأسري.
- إلقاء التحية.
- بشاشة الوجه.
- لطف التعامل.
- مساعدة الفقراء.
- إعطاء الناس حقوقهم.
- المحافظة على الآداب الخاصة والعامة.
- إكرام الضيف.
- قضاء حاجات الناس.
3. الآثار السلبية للعادات والتقاليد
العادات والتقاليد السلبية ساهمت في تشكيل سلوكيات وثقافات عند أفراد المجتمع وتوجههم إلى معتقدات، وتمثل عائقًا أمام المجتمع ذلك أن منها مخالف للدين، ويعتقد منهم أنها جزء من الدين، والتشدد في التمسك بالعادات السلبية القديمة وعدم اللجوء إلى الخير منها، وهناك من يرفض التنوع والاختلاف حيث تفرض سيطرتها على سلوكيات وعقول المجتمع.
ومن العادات والتقاليد السلبية والمنتشرة في المجتمع، زواج القاصرات، ثقافة العيب، التعصب الديني والرياضي، وختان البنات، حيث إن العادات والتقاليد السلبية تتجاوز الحدود، وامتزجت بالطباع الفكرية والثقافية والعرقية أدى إلى الوصول لقناعات عند الأشخاص يصعب تغييرها، وتعمل على إعاقة تقدم المجتمع، ويجب محاربتها والقضاء عليها.
هناك الكثير من الآثار السلبية للعادات والتقاليد منها:
- التصميم على التمسك بالعادات والتقاليد يقود المجتمع للجهل، يتبعها الغرور والتكبر.
- التقاليد والعادات السلبية تولد كبرياء، وتجعل الأفراد يستغنون عن غيرهم من الناس.
- يؤدي التجاهل المتعمّد لعادات وتقاليد عائلة أخرى إلى دخولها في دوامة الخلاف الذي لا ينتهي وسلسلة طويلة من النزاعات.
هناك بعض من العادات والتقاليد السلبية التي تكون في المجتمع منها:
- الثأر.
- الزواج المبكر.
- العقوبات البدنية.[3]
4. أهمية العادات والتقاليد في المجتمع
يوجد أهمية للعادات والتقاليد في المجتمع منها:
تقوية الروابط الأسرية:
العادات والتقاليد تزيد من الانتماء والألفة بين العائلات والأفراد، ويظهر ذلك في المناسبات الرسمية والدينية والأعياد.
إغلاق الفجوة بين الأجيال:
العادات والتقاليد الموروثة تقرب الأبناء من بعضهم، وتنشئ روابط مشتركة بينهم، وقصص وحكايات متبادلة بين الصغار والكبار.
الإحساس بالهوية والانتماء:
عند ممارسة العادات والتقاليد، يشعر الشخص بأنه ينتمي إلى طائفة معينة، ويزيد من شعوره بهويته وبقيمته، ويبعده عن الشعور بعدم الانتماء.
الاحتفاظ بالذكريات:
الذكريات تدوم على المدى الطويل لتصبح كلامًا ممتعًا في التجمعات الأسرية.
حفظ التراث والحضارة:
العادات والتقاليد تحفظ ثقافة وحضارة الشعوب وعدم ضياعها خلال الزمن.
التميز والهوية:
تختلف وتميز العادات والتقاليد المجتمعات عن بعضها، فيظهر لكل مجتمع عادات وتقاليد تميزها عن باقي المجتمعات.
5. رأي الدين في العادات والتقاليد
لقد اكرمنا الله بأن جعل أمتنا وسطا، والقرآن يشهد على ذلك بقول الله سبحانه، وتعالي: “،وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ” {الأنعام/152}. وقول الله تعالى: “وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا” {الفرقان/67}. والأصل في حياتنا أنها تقوم على الشرع، والشرع لم ينكر من الأعراف ما كان صالحًا، ونحن ما نترك القديم كله، ولا نتبع الجديد كله، بل نواكب العصر بما يخدم الشرع.
وهناك تقاليد إيجابية يجب التمسك بها، مثل: احترام الكبير وإكرام الضيف ومساندة أهل المتوفى ومساعدتهم ماديًا، والعطف على الصغير والألفة بين الجيران من الأمور التي تعد من التقاليد الإيجابية،
فهذا كلها أعراف تخدم الشرع، وتحقق غايته، وهناك بعض العادات التي لا تعود مجتمعنا بالنفع بل أحيانا تمنع عنا الخير، مثل: فكرة أخذ الثأر، وإطلاق الأعيرة النارية في المناسبات وعدم الالتحاق بالتعليم الأجنبي بدعوى التأثر بالثقافات الغربية، وزواج البنت بمعيار المال لا بمعيار الأخلاق والدين.
هناك بعض الأفكار السلبية مثل: محاولة التجارة بالدين والمعتقدات، والادعاءات الكاذبة لتضرر المرأة وتفضيل الرجال عليها في كل الأمور وعدم حصولها على حقوقها، والتمسك بهذه الأفكار والأعراف السلبية قد يكون سببه الجهل أو إحداث الفتن والاضطرابات في المجتمع.
وقد قلدت بعض المجتمعات المسلمة بشكل مريب مجتمعات بتمسكها بالعادات والتقاليد التي تتعارض مع تعاليم الإسلام؛ وذلك عن طريق التقليد لعادات ليست من ديننا الحنيف؛ بل تتعارض بشكل واضح معه.[4]
تعبّر العادات والتقاليد عن مستوى المشاعر والعلاقات بين العائلة والعلاقات الجيدة بين أفراد العائلة توفر للطفل البيئة التي يحتاجها وتعزز شعوره بالاستقلالية ومهاراته في بناء العلاقات مع الآخرين، وشعوره بالأمان فيزيد ثقته بنفسه خلال تعلمه اتباع العادات العائلية، وتوفر العادات والتقاليد العائلية فرصة للأشخاص الذين يعتنون بالطفل لاستغلال المناسبات، من أجل تعزيز المهارات العاطفية والاجتماعية، وتسهم في تنشئة الأطفال ليسهمون في المجتمع بشكل إيجابي، ويتمتعون بالكفاءة الاجتماعية.
المراجع
- مجلة كلية التربية، جامعة الأزهر، العدد: (١٧٠ الجزء الثالث) أكتوبر لسنة ٢٠١٦م – بتصرفمفهوم العادات والتقاليد
- صحيفة الرأيالآثار الإيجابية للعادات والتقاليد - بتصرف
- بنيانالآثار السلبية للعادات والتقاليد - بتصرف
- مجمع البحوث الأسلاميةرأي الدين في العادات والتقاليد - بتصرف