أهمية القيم

الكاتب : شروق رضا
24 أكتوبر 2024
عدد المشاهدات : 85
منذ شهرين
عناصر الموضوع
1- تعريف وأهمية القيم
2- أهمية القيم للمجتمع
3- أهمية القيم للفرد
4- خصائص القيم
5- القيم التربوية في الإسلام

عناصر الموضوع

1- تعريف وأهمية القيم

2- أهمية القيم للمجتمع

3- أهمية القيم للفرد

4- خصائص القيم

5- القيم التربوية في الإسلام

التعريف الاصطلاحي للقيم هي المعتقدات الأساسية والمبادئ، والمُثل والمقاييس أو أنماط الحياة التي تعمل مرشدا عاماً للسلوك، أو نقاط تفضيل في صنع القرار، أو لتقويم المعتقدات والأفعال، والتي ترتبط ارتباطا وثيقاً بالسمو الخلقي والذاتي للأشخاص.

1- تعريف وأهمية القيم

التعريف الإجرائي للقيم:

هي المبادئ الأساسية والمعايير المرشدة لسلوك الفرد، والتي تساعده على تقويم معتقداته وأفعاله وصولاً إلى المثل العليا والسمو الخلقي للذات والمجتمع.

مفهوم القيم في الإسلام:

اعتنى السلام بموضوع القيم عناية عظمى، حيث ارتبط تصور المفكرين والمربين المسلمين للقيم، بشمولية العلم والإيمان والمعرفة في السلام، وتأثيرها على التنشئة التربوية للإنسان، حيث انتج هذا التصور علم السلوك الذي وظف من قِبل علماء الإسلام، مثل الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين الذي يوضح فيه خصائص الإيمان وسماته، وانعكاسه على السلوك؛ باعتبار أن الأحكام الشرعية هي المعيار الأساسي والصحيح الذي يتم تحديده في ضوء السلوك السوي.

أهمية القيم:

بالرغم من اختلاف وجهات النظر حول القضية القيمية إلا أن موقفها لا يتغير عن أهمية القيم في تشكيل السلوك الإنساني، وإذ قد يتفق الجميع على أثرها البالغ على تكوين شخصية الفرد وتعريفه بذاته، فسوف نوضح فيما يلي أهمية القيم بالنسبة للفرد والمجتمع. [1]

2- أهمية القيم للمجتمع

تحظى القيم بأهمية بالغة في حياة الأمم والشعوب، فالمجتمع الإنساني محكوم بمعايير تحدد طبيعة العلاقات القائمة بين أفراده وأنماط التفاعل فيما بينهم في مختلف مجلات الحياة، وتحفظ القيم للمجتمع بقاؤه واستمراريته، فلقد وضّح القرآن الكريم هذه الحقيقة في العديد من آياته التي ذكرت نهاية الأقوام التي تبنت القيم الفاسدة ورفضت معايير القيم الفاضلة في قوله تعالى :(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)

تحفظ القيم للمجتمع هويته وتميزه عن غيره من المجتمعات، فالمجتمعات تختلف عن بعضها بما تتبناه من أصول ثقافيه ومعايير قيمية؛ لذلك فالمحافظة على هذه القيم يضمن الحفاظ على هوية المجتمع، التي أيضا؛ تؤدي إلى اضمحلال هويته في حال اختلال هذه المنظومة القيمية الخاصة به.

ومما يزيد أهمية القيم للمجتمع؛ وأثرها في الحفاظ على بناء مجتمع نظيف صحي خالٍ من السلوكيات السلبية؛ ومع انفتاح المجتمع وتقاربه؛ مما زاد الثقل على المربيين وأهمية بناء قيم سليمة وغرسها في النشء ليتمكنوا من التمييز بين الخير والشر، وما هو نافع أو ضار.

3- أهمية القيم للفرد

تعتبر القيم جوهر الكيان الإنساني، فهي المكون الأساسي عند بناء الشخصية الإنسانية وحقيقتها، فبالقيم يصير الإنسان إنساناً وبدونها يفقد إنسانيته، أما رسالة الإنسان فتتلخص في الاستخلاف والاستعمار في الأرض، الذي يُبنى بالفضائل والهداية والقيم الإنسانية التي تحقق للإنسان الرقي والتقدم في الجانب المادي والمعنوي.

إن ما يميز الإنسان عن باقي مخلوقات الله تكريمه بالعقل الذي بدوره يقوم بالاختيار وفقاً لتصوراته وميولهً وخبراته، وتكوينه لمنظومته القيمية التي منها ينبع سلوكه الإنساني؛ لذلك ينبغي أن نعزز لديه القيم الإنسانية الحسنة والفاعلة الصحيحة المبنية على القناعة والإرادة.

يتكون في النفس غرائز بشرية لها تأثيرها على السلوك وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، حيث أن الشهوات والغرائز أكبر مداخل السوء والفساد ما لم يُسيطر عليها، ولكن الإسلام أوجد الحل لهذه المشكلة؛ فقام بوضع نظام قيمي يسيطر على هذه الغرائز ويضبطها؛ فلا تتغلب عليه.

القيم السلبية تجعلك بهذه الصفات العجز والكسل والضعف وسوء الحال، ولذلك يرى الباحثون أن بناء السياج القيمي يحفظ من انحراف النفسي والجسدي والاجتماعي، وبدونه يكون عبداً لغرائزه وأهوائه.

4- خصائص القيم

1- القيم ذاتية وشخصية: ً

ترتبط القيم بالفرد ارتباطا وثيقا، حيث إنها تتأثر بذاتية الفرد واهتماماته وميوله ورغباته وتأملاته الطبيعية بالإضافة إلى معتقداته، فاختلاف الناس في أرآئهم وتوجهاتهم وحكمهم على الأشياء يرجع إلى اختلاف القيم المتأثرة بذواتهم، فذلك يعزز أهمية ترسيخ العقائد والتصورات الصحيحة عند بناء وغرس القيم.

2- القيم نسبية:

نعني بنسبية القيم بأنها تختلف باختلاف المكان والزمان تبعا للمؤثرات الخاصة بها، فالقيم ثابتة عند معتقديها بينما أنها نسبية بين الأشخاص والثقافات والأجيال؛ فما يراه جيل بأنها قيمة إيجابية قد يراه جيل آخر بأنها قيمة سلبية وهكذا، كما أنه قد تكون نسبية عند معتقدها في زمنين مختلفين من خلال خبراته وتجاربه؛ بناءً على قاعدة القيم تابعة للفكر ومتولدة منه.

3- القيم تجريدية:

القيم لها معانٍ مجردة، حيث إنها تتسم بالموضوعية والاستقلالية بحد ذاتها، بينما تتضح معانيها في الواقع بترجمتها إلى سلوك مادي ملموس، فالعدل مثلاً له قيمة معنوية ذهنية مجردة غير محسوسة، ولكنه يتخذ قيمته من ممارسته في الواقع الذي نعيشه، ًفنسمي الأب عادلاً حين يُعطي أبناءه حقوقهم بالمساواة، وفي مقابله يكون الأب غير عادل عندما يُحابي أحدهم على الآخر.

4- القيم متدرجة:

نعني بتدرج القيم بأنها تنتظم في سلم قيمي متغير ومتفاعل، وتنظم فيه القيم بشكل هرمي تترتب عند الفرد حسب أولويتها وأهميتها لذاته؛ فتهيمن بعض القيم على بعضها الآخر، فيتشكل لديه نسقاً قيمياً داخلياً متدرجاً للقيم، ومثال على ذلك الصلاة وطلب العلم قيمتان مهمة لدى الفرد، ولكنه عند وجود ظرفي تحتم عليه الاختيار بينهما؛ ستتقدم قيمة الصلاة على طلب العلم وفق لترتيبه الهرمي للقيم.

5- القيم التربوية في الإسلام

التربية :

تعني مجموعة المؤثرات المعينة التي تمتد إلى إحداث تغيرات لدى الأفراد حتى يكتسبوا سمات الشخصية التي تتفق على اعتبار أنها قد تزودت بالخصائص التربوية، فالأمر المسلم به أن الفرد لكي يتسنى الحكم عليه بأنه قد تمت تربيته فإن ذلك يعني أنه قد تعلم أن يصبح شخصا سويا، لذلك فإن هناك عددا من المؤشرات التي تصحب عملية التربية طبقا لهذا المفهوم وتتمثل فيما يلي:

  • مجموعة المعارف والمهارات والاتجاهات معبرا عنها في أهداف سلوكية.
  • مجموعة القيم والمثل العليا التي تنبني عليها وتتضمنها العملية التربوية.
  • مجموعة الطرق والأساليب المستعملة لإمداد المتعلم بالمجموعتين السابقتين.

ولا تعدو الحقيقة إذا قلنا إن الحياة الإسلامية ترتبط ارتباطا كليا بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فإن مصادر اشتقاق أي نظام ملائم وموافق للحياة الإسلامية إنما يكون من القرآن الكريم ومن السنة المطهرة، ومن ثم فإن اشتقاق النظام الخلقي فى الإسلام يكون هذان مرجعه، فالقرآن الكريم كتاب الإسلام الخالد المحفوظ بقدرة الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وفيه شمول لكافة جوانب الحياة محددة بصورة بليغة دقيقة، (وما فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ).

أما السنة، فهي ترجمة صادقة لحياة الرسول، وليس هناك إنسان في التاريخ البشري كله نقلت حياته بصورة تفصيلية مثلما نقلت حياة الرسول محمد، بل لقد اخترعت المناهج العلمية من أجل تحقيق وتمحيص السنة والسيرة، ولقد كان ذلك، لأن الرسول القدوة للبشر كلها، ولأننا مطالبون بأن نقتدي بسيرته (وقل إِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) (آل عمران (۳۱)).

وشأن نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة (أنها تحمل الكثير من المرونة وتتسع لوجوه متعددة من التفسير، وما قرأها المرء مرة بإمعان، ثم عاد وقرأها بإمعان إلا استخرج منها فهما جديدا لم يخطر له على بال من قبل)، ومن ثم كان التوجه إليهما لا كتشاف النظام الخلقي ومكارم أخلاق الرسول استرشادا بها لصياغة تربية خلقية رشيدة، والهدف من وراء ذلك:

1- إبراز دور القيم الخلقية الإسلامية في صياغة الحياة الإسلامية وأهدافها، وفي إصدار الأحكام وتحديد الأفضليات، والتمييز بين المزايا والمساوىء، واختيار النتائج المترتبة على الأحكام، فالبحث في هذا المجال يعني تأكيد الاختيار، لأنه بغير تلك القيم الخلقية يصبح الاختيار في مجال الأهداف والبرامج أمرا غير ممكن وغير واضح تحيطه ضبابية وارتجالية.

2 -إبراز فعاليات منظومة الأخلاق الإسلامية في ظل التقدم العلمي والتقني المعاصر، وما صحبه من اضطرابات ومؤثرات تمس كل مكونات الحياة الإنسانية، حتى غدت إشكالية الأخلاق هي الإشكالية المتفاقمة في المجتمع الإنساني كله.

3- إبراز فعاليات دور منظومة الأخلاق الإسلامية في مجال التربية بالذات ترشيدا للجهد، وتأكيدا لدورها في إعطاء شخصية المجتمع الإسلامي والفرد المسلم الملامح المتميزة عبر الأصالة. [2]

  • الإسهام في طرح أوسع لقضية الأخلاق الإسلامية، فالدراسات فى هذا المجال بالرغم من تعددها إلا أنها لم تزل قاصرة عن الإحاطة والشمول المطلوبين.
  • الإسهام فى صياغة أهداف الحياة الإسلامية، عن طريق إبراز القيم الخلقية الإسلامية، وهو أمر يحتمه الواقع وتفرضه الضرورة فهو إسهام في إعادة الوعي بالذات الإسلامية، وفي مجال التربية والدعوة، والتربية الأسرية

وما إلى ذلك، وينطلق البحث في مجال الأخلاق الإسلامية من عدة اعتبارات هامة، تأتى كمنطلقات مبدئية يدور البحث في إطارها، وهي:

1- أن الإسلام منهج حياة، إنه ليس مجرد حل جاهز، وهو ليس مجرد قواعد تعرف بأنها الإسلام، وليس مجموعة من المبادىء الأساسية التي تنطوى عليها هذه القواعد، إنه منهج حياة، حدد حركة المجتمع الإسلامي، وأوجد قواعد السلوك الفردي والاجتماعي ومعاييره، وذلك لضمان توجه الحركة نحو تحقيق أهداف الإسلام في الحياة، وغايته في إسعاد الناس أفرادا وجماعات في الدنيا والآخرة، ومن ثم أنت جميع نظمه وقواعده ومعاييره وتصوراته وأخلاقياته وافية بحاجات الناس من جميع نواحيها.

2- أن الإسلام لا يعني مجرد الصلة بين الإنسان وربه فقط، وإنما هو توجيه شامل الحياة البشر، بما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة، وما صح من اجتهاد في صوتهما، ومعنى هذا شمولية أنظمته، وعدم اقتصارها على تحديد صلة الإنسان بربه في وصفها التقليدي، بل في وصف مبتكر، إذ أن تلك التصرفات تصب في النهاية في هذه العلاقة، ومن ثم ضمنت حسن التوجه.

3- أن مجال القيم الخلقية الإسلامية كما أتى في المصادر الأساسية واسع فسيح، يمتد ليشمل ما يمكن أن يواجه حياة الإنسان من تغيرات في إطار الثوابت، مما يعنى استيعابه كل ما يستجد في حياة الناس مالم يتعارض مع أصل من الأصول التي أنت في شكل قيم إلزامية، وأوامر تكليفية.

4- أن القيم الخلقية الإسلامية هي المعبر الحقيقي عن ثقافة المجتمع الإسلامي، وهي في حقيقتها قيم داعية إلى التقدم والتفتح والإبداع والابتكار ولا تقف ضدها بل هي التقدم ذاته.

تورث القيم الفاضلة صاحبها الطاقة الإيجابية الفاعلة، فتكسبه وضوح الرؤية والبصيرة، فينتقل من نجاح لنجاح ومن إنجاز لإنجاز، ولا يقف عند حد معين مما يضمن سعادته والرضا الذاتي والطمأنينة النفسية لديه.

المراجع

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة