إبداعات في عالم التَّصاميم الدَّاخليَّة

الكاتب : يارا السيد
09 نوفمبر 2024
منذ 3 أسابيع
عناصر الموضوع
1- مفهوم التصميم الداخلي
2- أهمية التصميم الداخلي وتأثيره في حياتنا
3- أنواع التصميم الداخلي
4- الأسس التي يُبنى عليها التصميم الداخلي

عناصر الموضوع

1- مفهوم التصميم الداخلي

2- أهمية التصميم الداخلي وتأثيره في حياتنا

3- أنواع التصميم الداخلي

4- الأسس التي يُبنى عليها التصميم الداخلي

يستمر عالم التصميم الداخلي في التطور لتلبية احتياجات ورغبات الأشخاص الذين يبحثون عن مساحات معيشية تجمع بين الجمال والأداء الوظيفي، في السنوات الأخيرة ظهرت اتجاهات جديدة تركز على الاستدامة، وأصبح استخدام المواد الطبيعية الصديقة للبيئة مثل الخشب والحجر والألياف النباتية أكثر شيوعاً، مما يضفي الدفء والأناقة على الديكورات الداخلية، في هذا المقال سيتم التعرف على إبداعات في عالم التصاميم الداخلية.

1- مفهوم التصميم الداخلي

التصميم الداخلي هو فرع من فروع الهندسة الفنية، وهو الاسم الشائع لفرع من فروع الهندسة الذي يختص بتصميم المباني وكل ما يتعلق بالمباني من حيث تفاصيلها الداخلية، ينحصر مفهوم التصميم الداخلي في كونه خدمة هندسية متخصصة في التنسيق الداخلي وترتيب الأجزاء المختلفة للعمارة من الداخل، حيث يتعامل المتخصصون في مجال التصميم الداخلي مع عدد من المهام منها:

  • تصميم المداخل المعمارية بنفس نمط جغرافية الموقع، تصميم جميع التفاصيل المتعلقة بالوحدات الداخلية للمبنى، بما في ذلك عدد الطوابق وعدد الشقق في كل طابق، والهيكل الداخلي لكل شقة، وعدد الغرف، وعدد الحمامات، وعدد النوافذ وتصميم كل مساحة.
  • تتخصص خدمات التصميم الداخلي أيضاً في العديد من التفاصيل المتعلقة بالزوايا حسب طبيعة كل غرفة، على سبيل المثال، يتم تصميم غرف النوم بتفاصيل مثل الأسرة وخزائن الملابس والمرايا لتمشيط الشعر. كما يتم تصميم غرف المطبخ بتفاصيل فريدة من نوعها ويقدم مصمم الديكور الداخلي العديد من النماذج لكل منها، مثل خزائن الطعام وخزائن الأدوات والمنافذ الكهربائية ونوافذ المطبخ.
  • يقوم مصممو الديكور الداخلي بتصميم الديكورات الداخلية للمباني وفقاً لرؤية وتفضيلات المؤسسين.[1]

2- أهمية التصميم الداخلي وتأثيره في حياتنا

إبداعات في عالم التصاميم الداخلية واحدة من أكثر الاشياء التي يتم البحث عنها، فتكمن أهمية التصميم الداخلي في قدرته على خلق بيئة مريحة وجميلة في المنزل أو المكتب، يساعد التصميم الداخلي على تحسين مزاجنا وزيادة الإنتاجية وتقليل مستويات التوتر، كما أنه يساهم في تنظيم المساحة وتحسين خطوط التدفق وتشجيع الاستخدام البنّاء للمساحة، يوفر التصميم الداخلي أيضاً فرصاً للتعبير عن أنماط حياتنا وتفضيلاتنا الشخصية، وبشكل عام يضفي التصميم الداخلي الراحة والتوازن والجمال على حياتنا اليومية.[2]

3- أنواع التصميم الداخلي

هناك العديد من أنواع التصميم الداخلي، ولكل منها خصائصه الخاصة واستخداماته المفضلة، فمن هذه الأنواع:

التصميم الكلاسيكي:

تم تطوير التصميم الكلاسيكي في التصميم الداخلي في القرن الثامن عشر على يد مصممين مثل روبرت آدم وتوماس جيفرسون وجون سوين، وهو يتضمن عناصر من العمارة اليونانية والرومانية ويتميز بالأقواس الكلاسيكية والأعمدة والأشكال الهندسية مثل المستطيلات والمثلثات والدوائر، ومن الأمثلة على المباني ذات التصميم الكلاسيكي البيت الأبيض في واشنطن العاصمة ومنزل توماس جيفرسون في مونتيسيلو في فيرجينيا وبنك إنجلترا في لندن.

 التصميم التقليدي:

يُعتقد أنه ظهر في إنجلترا في منتصف القرن الثامن عشر وصممه المهندس المعماري والمصمم البريطاني توماس شيبينديل، ويتضمن هذا التصميم عناصر من عصور الباروك الفيكتوري والروكوكوكو وعصر النهضة، يتميز التصميم الداخلي التقليدي بالألوان الكلاسيكية والتصاميم المتناسقة والأثاث المزخرف والأنماط المعقدة في الأقمشة والتحف والزخارف التفصيلية، وغالباً ما يرتبط التصميم الداخلي التقليدي بالفخامة والأناقة.

يُعد قصر باكنغهام، الذي بُني عام 1703، والجناح الملكي في برايتون، الذي بُني عام 1815، مثالين على التصميم الداخلي التقليدي، وتفضل المنازل الفخمة والفنادق الكبيرة التصاميم التقليدية.

المنازل ذات الإطارات الريفية

ظهر الطراز الداخلي الريفي في أواخر القرن الثامن عشر كرد فعل على أنماط الروكوكو والباروك الغنية في تلك الفترة، وبهدف توفير بيئة معيشية أكثر بساطة وطبيعية، شاع هذا الطراز على يد المهندسين المعماريين والمصممين مثل ويليام كنت وروبرت آدم وجون سوان في إنجلترا وتشارلز بيرسيركر وبيير فونتين في فرنسا.

ويتميز هذا الطراز بالجمع بين العناصر الكلاسيكية مثل الأعمدة والأقواس والتصاميم المتناسقة مع المزيد من السمات الطبيعية مثل الجدران الحجرية والعوارض الخشبية، وقد تم إحياء هذا الطراز في السنوات الأخيرة مع إصدارات معاصرة تتضمن عناصر أكثر حداثة مثل اللمسات المعدنية والإضاءة المتطورة.

ومن أمثلة المباني على هذا الطراز قصر شاتو دي مودون في فرنسا الذي صممه شارل بيرسييه وبيير فونتين؛ وقصر بيتي تريانون في فرساي الذي صممه أنج جاك غابرييل؛ وقلعة هوارد في إنجلترا التي صممها ويليام كنت، يمكن استخدامه لخلق جو مريح في المنازل والفنادق الريفية.

 التصميم الانتقائي:

تمت الدعوة إلى التصميم الانتقائي من قبل المهندس المعماري والمصمم الإنجليزي ويليام موريس في أواخر القرن التاسع عشر، عندما سعى إلى الجمع بين عناصر من أنماط مختلفة ودمج الحرفية والمواد التقليدية لخلق تصاميم فريدة من نوعها وأنماط وتأثيرات.

يجمع التصميم الانتقائي بين أنماط مختلفة من فترات مختلفة، حيث يدمج عناصر من العصور الوسطى والفيكتورية والفن الحديث، مما يخلق مساحات فريدة ومثيرة للاهتمام، الألوان الجريئة، والأنماط والأنسجة غير المتوقعة، والأعمال الفنية الفريدة، والإرث العائلي والأثاث العتيق هي عناصر شائعة في هذا الطراز.

ومن أمثلة المباني على هذا الطراز البيت الأحمر الذي صممه موريس عام 1859، ومطحنة بيكسليهيث التي صممها توماس واليس، وقاعة ستانمور هول التي صممها فيليب ويب، وأوزبورن هاوس في جزيرة وايت التي بنيت عام 1845، وقلعة هايكلير في هامبشاير عام 1842 وقلعة بالمورال في اسكتلندا التي بنيت عام 1852.

يشيع استخدام التصميم الانتقائي في المنازل المعاصرة أو التقليدية والبيئات الإبداعية مثل الاستوديوهات وصالات العرض.

التصميم الأفريقي:

يُعتقد أن التصميم الأفريقي في التصميم الداخلي قد تم ابتكاره في أواخر القرن التاسع عشر من قبل المهندس المعماري والمصمم الأمريكي من أصل أفريقي روبرت روبنسون تايلور كرد فعل على الأنماط الأوروبية السائدة في ذلك الوقت.

ويتميز التصميم الأفريقي باستخدام الألوان الزاهية والمواد الطبيعية مثل الخشب والحجر والعشب والأشكال الهندسية والألواح الخشبية المنحوتة التي تستحضر الجمالية الأفريقية، ومن أمثلة المباني على هذا الطراز فندق نجرسكو في نيس بفرنسا، ومتحف النوبة في أسوان بمصر، والمتحف الوطني للفنون الأفريقية في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية. ومن الأمثلة على ذلك متحف غوغنهايم في بلباو بإسبانيا، ومركز نيلسون مانديلا للذاكرة في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، ومتحف زيتز للفن الأفريقي المعاصر في كيب تاون بجنوب أفريقيا.

 الفن الحديث.

تم إنشاء تصميم الفن الحديث على يد المهندس المعماري البلجيكي فيكتور هورتا في أواخر القرن التاسع عشر واستمر حتى الحرب العالمية الأولى. ويتميز بمنحنيات مستوحاة من الطبيعة وخطوط عضوية وعناصر ريفية ممزوجة بعناصر زجاجية ومعدنية وألوان زاهية.

وتشمل أعمال هورتا الخاصة في هذا التصميم بيت تاسيل في بروكسل ببلجيكا (1892-1893)؛ وفندق فان إيتفيردي في بروكسل (1895-1898)؛ وكازا باتلو لغاودي في برشلونة بإسبانيا (1904-1906)؛ وبيت ماجوليكا لأوتو فاغنر في فيينا بالنمسا (1898-1899).

التصميم الصناعي:

يعود تاريخ التصميم الصناعي في التصميم الداخلي إلى بداية القرن الماضي، عندما طوره ويليام موريس، كان موريس يؤمن بابتكار أشياء عملية وجميلة مصنوعة بحرفية عالية وكان مهتماً بشكل خاص بالمنسوجات والأثاث، كما تم تبني التصميم الصناعي من قبل حركة باوهاوس التي أسسها المصمم الألماني الأمريكي والتر غروبيوس في أوائل القرن العشرين، ركزت حركة باوهاوس على جمالية أكثر بساطة تجمع بين الفن والحرف والتكنولوجيا لخلق لغة جمالية جديدة للهندسة المعمارية والتصميم الداخلي والأثاث وتصميم المنتجات، وتضمنت تصميمات غروبيوس المبتكرة مباني من الصلب والزجاج بهياكل تشبه المصانع.

ويستخدم التصميم الصناعي مواد خام مثل الطوب والمعدن والأخشاب والخرسانة ويتميز بعوارض وأنابيب مكشوفة ومقاعد معدنية وتجهيزات إضاءة على طراز المصنع.

ومن أمثلة المباني على هذا الطراز مصنع التوربينات AEG في برلين، ألمانيا، الذي بُني عام 1909، وملعب أليانز أرينا في ميونيخ، ألمانيا، الذي بُني عام 2005، ومبنى مصنع فاغوس الشهير في ألمانيا، الذي بُني عام 1911، أحد أقدم الأمثلة على العمارة الحديثة في أوروبا، غالباً ما يظهر التصميم الصناعي في الحانات والمطاعم.

تصميم آرت ديكو:

ابتكر المصمم الفرنسي جاك-إميل لورمان فن الآرت ديكو في التصميم الداخلي في أوائل عشرينيات القرن العشرين، ويتميز فن الآرت ديكو باستخدام الأشكال الهندسية والألوان الزاهية والمواد الفاخرة مثل الرخام واللك والطبيعة والزخارف العابرة للثقافات. ويتميز هذا الطراز أيضاً بالأثاث ذي الحواف المستديرة والمنحنيات والألوان الجريئة والساطعة.

ومن أمثلة المباني على هذا الطراز مبنى كرايسلر في نيويورك، ومبنى إمباير ستيت في نيويورك، ومركز روكفلر في نيويورك، وفيلا سافوي في فرنسا ومبنى إمباير ستيت في نيويورك.

التصميم البوهيمي:

يُنسب التصميم الداخلي البوهيمي إلى جان ميشيل فرانك، وهو مصمم ومصمم ديكور فرنسي في عشرينيات القرن الماضي جمع بين الطراز الفرنسي الكلاسيكي والحداثة والبساطة، ويتميز التصميم البوهيمي باستخدام المواد الطبيعية مثل الخوص والجلد والروطان والخيزران، والتركيز على الراحة مع المنسوجات الملونة المصنوعة من الألياف الطبيعية مثل القطن والكتان، وغالباً ما يكون الأثاث انتقائياً مع استخدام كثيف للوسائد والأغطية المزخرفة.

ومن أمثلة المباني على هذا الطراز ”لا ميزون دي فيري“ (البيت الزجاجي) الذي بُني في باريس عام 1929 وفيلا بونيور (فيلا الشاطئ) التي بُنيت في بياريتز بفرنسا عام 1934، والدورف أستوريا، شيكاغو

التصميم العضوي:

طوّر المصمم الألماني لودفيغ ميس فان دير روه التصميم العضوي في عشرينيات القرن العشرين، يتميز هذا الطراز باستخدام المنحنيات والمساحات المضيئة والمتجددة الهواء والمواد الطبيعية مثل الخشب والحجر لخلق جو هادئ ومتناغم ومتوازن.

ومن أمثلة المباني على هذا الطراز بيت توغندهات الذي بُني في برنو بجمهورية التشيك عام 1930 وجناح برشلونة الذي بُني في برشلونة بإسبانيا عام 1929.

التصميم المعاصر:

يُنسب إلى المهندس المعماري والمصمم الأمريكي ميس فان دير روه، وقد تم تطوير التصميم المعاصر في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين مع أمثلة مبكرة شوهدت في أعمال مصممين مشهورين مثل لو كوربوزييه وإيرين غراي.

ويتميز هذا التصميم بمظهره البسيط وخطوطه النظيفة وتركيزه على المساحات المفتوحة، وغالباً ما يجمع بين العناصر الطبيعية مثل الخشب والحجر والمواد المعاصرة مثل الفولاذ والزجاج. وتتميز هذه المباني بجمالية أنيقة ومتقشفة ومتكاملة مع الطبيعة، باستخدام أشكال هندسية وخطية بسيطة لخلق جو مفتوح ومتجدد الهواء.

تعد فيلا سافوي التي صممها لو كوربوزييه عام 1929، وجناح برشلونة الشهير الذي صممه ميس فان دير روه عام 1929، وفيلا توغندهات عام 1930، والبيت الزجاجي عام 1949، وشقق ليكشور درايف عام 1951، ومبنى سيجرام عام 1958 من أكثر الأمثلة تمثيلاً لهذا الطراز المعماري، ويمكن استخدام التصاميم المعاصرة للمكاتب والمطاعم والشقق البسيطة.

التصميم الاسكندنافي:

شاع هذا الطراز لأول مرة في أوائل القرن العشرين، وقد تم تطويره بشكل كبير على يد مجموعة من المصممين السويديين والدنماركيين والفنلنديين مثل ألفار آلتو وآرني جاكوبسن، ويتميز بجمالية عصرية وبسيطة تجمع بين المواد الطبيعية مثل الخشب والحجر والجلد مع الألوان الزاهية (عادةً الأزرق والأبيض)، والأثاث المبطن النظيف دون زخرفة زائدة، والتركيز على الاستدامة والازدهار.

ومن الأمثلة على المباني في هذا الطراز، البنك الوطني الدنماركي في كوبنهاغن (1925-1927) لأرني جاكوبسن، وفيلا ألفار آلتو في ميليا في نورماركو، فنلندا (1937-1939).

بوهو شيك:

ولدت في أواخر الثمانينيات وشاعت على يد المصممة البريطانية إيزابيلا بلو في التسعينيات، ويتميز الأسلوب البوهيمي بالجمع بين الأنماط القديمة والعالمية والعرقية مع لمسات عصرية وأقمشة ملونة وأثاث انتقائي وطبقات من الأقمشة وأعمال فنية فريدة ومزيج من القديم والجديد.[3]

4- الأسس التي يُبنى عليها التصميم الداخلي

حيث أن الاعتماد على التصميم الداخلي هو الحل الأمثل لاختيار المناسب في كل مكان، وتتجلى أهمية التصميم الداخلي بشكل كبير في هذه، من نظرة عامة على كل تصميم يمثل عامل الحيرة عند إنشاء مكان معين، سنذكر بعضًا منها:

  • اللون في التصميم الداخلي

بما أن العنصر الأهم والأبرز في التصميم الداخلي، هو الاستخدام المناسب والمتناسق للألوان المختلفة وتدرجاتها ومشتقاتها، وهو أول ما يجذب الانتباه في الفراغ، فيجب أن يكون المصمم الداخلي على دراية تامة بكل ما يتعلق بالألوان وانعكاسها واستخدامها في نمط الفراغ، يجب أن يكون على دراية تامة بما هو مناسب.

  • الأثاث

أنماط التصميم المختلفة لها أنماطها المميزة للأثاث، بما يتماشى مع الذوق العام للفراغ، وذلك حسب المواد المصنوع منها الأثاث، والحروف والزخرفة الموجودة عليه، وحجمه، والقماش المستخدم للتنجيد وكيفية وضعه في المساحة المتاحة، ويتم اختيار الأثاث بحيث لا يشعر بالفوضى أو عدم الراحة.[4]

في الختام، يُظهر عالم التصميم الداخلي تطورًا مستمرًا يعكس تفاعلًا ديناميكيًا بين الابتكار والاحتياجات البشرية، يوجد العديد من الإبداعات في عالم التصاميم الداخلية، هذه الإبداعات تعكس تحولًا نحو مساحات تعبر عن الشخصية وتلبي احتياجات الحياة المعاصرة.

المراجع

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة