ابن النفيس: مكتشف الدورة الدموية الصغرى

الكاتب : آية زيدان
19 سبتمبر 2025
عدد المشاهدات : 13
منذ 5 ساعات
ابن النفيس
 من هو ابن النفيس وما هي إنجازاته؟
 ما هو لقب ابن النفيس؟
علّامة الطب وأبو الطب العربي
مكتشف الدورة الدموية الصغرى
القاضي الطبيب
 وفاة ابن النفيس
متى ولد ابن النفيس
نشأة ابن النفيس ورحلته العلمية

يعد ابن النفيس.  واحدًا من أعظم العقول التي أنجبتها الحضارة الإسلامية، فقد جمع بين شغف العلم ودقة الملاحظة. ليصبح اسمه علامة بارزة في مجال الطب والفكر. منذ نشأته في دمشق، مرورًا برحلته العلمية في القاهرة، استطاع أن يترك أثرًا خالدًا يتجاوز حدود الزمان والمكان. لم يكن مجرد طبيب يمارس مهنته، بل كان باحثًا موسوعيًا امتلك الجرأة على مراجعة ما سبقه. ليقدّم للعالم اكتشافًا غير وجهة الطب الحديث. إن الحديث عنه ليس فقط استرجاعًا لتاريخ طبيب بارع، بل وقوفًا أمام مثال حي على قيمة السعي وراء الحقيقة…استمر معنا حتى النهاية لاكتشاف التفاصيل الكاملة!

 من هو ابن النفيس وما هي إنجازاته؟

يعتبر ابن النفيس. واحدًا من أبرز علماء الطب في التاريخ الإسلامي والعالمي، حيث ارتبط اسمه بإنجاز علمي غيّر مسار المعرفة الطبية لقرون طويلة؛ فقد كان مكتشف الدورة الدموية الصغرى، وهو الاكتشاف الذي نقض من خلاله آراء جالينوس وابن سينا في كيفية انتقال الدم بين القلب والرئتين. هذا الاكتشاف العظيم لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة سنوات طويلة من البحث والدراسة الدقيقة في علم التشريح.

ويمكن القول إن إنجازات ابن النفيس. لم تتوقف عند الطب فحسب، بل امتدت إلى الفلسفة والفقه والمنطق، حيث كتب مؤلفات عديدة أبرزها كتاب “الشامل في الصناعة الطبية” الذي يعد موسوعة طبية ضخمة لم يكتمل منها سوى أجزاء محدودة.

أما عن ابن النفيس تاريخ ومكان الميلاد. فقد ولد في دمشق عام 607 هـ (1210م). وهي مدينة كانت آنذاك من أبرز المراكز العلمية في العالم الإسلامي. حيث ازدهرت فيها المدارس والمكتبات وحلقات العلماء.

نشأ منذ صغره في أجواء معرفية شجّعته على طلب العلم، فتتلمذ على يد كبار الأطباء والمعلمين في المستشفى النوري بدمشق، وهناك بدأ شغفه بالطب والتشريح يتشكل بوضوح. هذه البيئة العلمية الغنية لعبت دورًا محوريًا في تكوين شخصيته العلمية وتهيئته ليكون أحد أعظم أطباء عصره.

وعندما انتقل إلى القاهرة لاحقًا. ازدادت شهرته. وأصبح طبيبًا بارزًا في بلاط المماليك، كما درّس في المستشفيات الكبرى مثل المنصوري. ومن خلال حياته العلمية الحافلة. ترك أثرًا لا يمحى في تاريخ الطب، حتى أن أوروبا لم تعرف حقيقة الدورة الدموية إلا بعد قرون من وفاته، عندما ترجمت مؤلفاته إلى اللاتينية.

وبذلك، يبقى ابن النفيس شاهدًا على عبقرية العلماء المسلمين الذين أسهموا في بناء الحضارة الإنسانية. [1]

ابن النفيس

تعرف أيضًا على: ابو الفضل العباس

 ما هو لقب ابن النفيس؟

ألقاب ابن النفيس: عبقرية متعددة

ابن النفيس

  • علّامة الطب وأبو الطب العربي

    حصل ابن النفيس على هذين اللقبين بسبب إسهاماته الكبيرة في تطوير المعرفة الطبية. لم يكن مجرد ناقل للمعرفة، بل كان يراجع النظريات السابقة ويصححها، مما جعله مرجعًا أساسيًا في الطب العربي ورمزًا للتقدم العلمي في عصره.

  • مكتشف الدورة الدموية الصغرى

    هذا هو أشهر ألقابه، لأنه كان أول من وصف بدقة مسار الدم من القلب إلى الرئتين ثم عودته. هذا الاكتشاف نقض النظريات السائدة لقرون ووضع حجر الأساس لعلم وظائف الأعضاء الحديث، مما خلد اسمه في تاريخ الطب العالمي.

  • القاضي الطبيب

    يعكس هذا اللقب جانبًا آخر من شخصية ابن النفيس، فقد كان يجمع بين الطب والفقه الشافعي. كان يمارس مهنة الطب في المستشفيات. وفي نفس الوقت يدرس الفقه والحديث، مما جعله شخصية موسوعية نادرة تجمع بين العلوم الدنيوية والدينية. [2]

    تعرف أيضًا على: أبو بكر الصديق

 وفاة ابن النفيس

كانت حياة ابن النفيس. مليئة بالعلم والبحث والتأليف، لكن مثل كل إنسان، جاء اليوم الذي ودّع فيه الدنيا بعد أن ترك بصمة لا تمحى في الطب والفكر. توفي ابن النفيس في القاهرة سنة 687 هـ الموافق 1288 م، عن عمر يناهز ثمانين عامًا تقريبًا. وبرغم أن وفاته بدت طبيعية نتيجة التقدم في العمر وما يصاحبه من ضعف الجسد. فإنها شكّلت خسارة كبرى للعالم الإسلامي وللإنسانية بأسرها، إذ رحل واحد من أعظم العقول التي أنارت القرون الوسطى.

تعرف أيضًا على: الخليفه عمر بن الخطاب العدالة تمشي على الأرض وسر نهضة الأمة

ما يلفت النظر أن الروايات التاريخية تذكر أن ابن النفيس ظل حتى آخر أيامه وفيًا للعلم والبحث، فلم يتوقف عن التعليم والمناقشة وكتابة الملاحظات العلمية. حتى وهو في مراحل متقدمة من العمر. هذا الالتزام جعله قدوة للطلاب والأطباء، إذ جسّد معنى العطاء بلا حدود.

تروي بعض المصادر أيضًا أنه في أيامه الأخيرة كان يشرف على طلابه ويوصيهم بالاستمرار في البحث والنقد وعدم الاكتفاء بما هو مكتوب، وهي نصيحة تعكس شخصيته العلمية التي لم تعرف الركود أو التقليد. لذلك يمكن القول إن وفاته لم تكن مجرد رحيل جسد، بل كانت بداية لانتشار أفكاره واكتشافاته في العالم.

وقد دفن ابن النفيس في القاهرة، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة هذه المدينة التي احتضنت كبار العلماء عبر العصور. ومع مرور القرون، ظل إرثه حاضرًا يتردد في كتب الطب والتاريخ والفلسفة، وكأن حياته امتدت بعد وفاته من خلال علمه.

ومن المهم أن نوضح هنا أن وفاة ابن النفيس تذكرنا بأن العظماء لا يقاسون بطول أعمارهم، بل بما يتركونه خلفهم من أثر. وقد ترك هذا العالم الجليل إرثًا علميًا لا يزال يدرّس حتى اليوم، مؤكداً أن أثر العلم أطول عمرًا من صاحبه، وأن الباحث الحقيقي يعيش ما دام فكره ينير العقول.

تعرف أيضًا على: سعيد بن زيد: أحد العشرة المبشرين بالجنة وابن عائلة التقوى

متى ولد ابن النفيس

ولد ابن النفيس. في بدايات القرن السابع الهجري، تحديدًا سنة 607 هـ الموافق 1210 م. في مدينة دمشق التي كانت وقتها واحدة من أهم مراكز العلم والحضارة في العالم الإسلامي.

نشأ في بيئة غنية بالمدارس العلمية والمكتبات، وهو ما هيأ له منذ صغره فرصة الاطلاع على مختلف العلوم، فكان شغوفًا بالقراءة والدراسة منذ نعومة أظافره.

تعرف أيضًا على: علي بن أبي طالب فارس الإسلام وباب مدينة العلم

نشأة ابن النفيس ورحلته العلمية

تلقى تعليمه الأولي في دمشق على يد كبار العلماء والأطباء. حيث بدأ بدراسة الفقه الشافعي. ثم توسع في دراسة علوم اللغة والمنطق والفلسفة، قبل أن يتجه إلى دراسة الطب التي أصبحت لاحقًا مجاله الأوسع شهرة. لم يكن ميلاده حدثًا عاديًا في تاريخ العلم، إذ شكل نقطة انطلاق لمسيرة عالم سيغير مفاهيم الطب والتشريح في العالم.

ارتبطت نشأة ابن النفيس في دمشق بأجواء مليئة بالنقاشات العلمية والتطورات الفكرية، فقد كانت المدينة ملتقى للعلماء والطلاب من مختلف البلدان. ما أتاح له بيئة خصبة لصقل مواهبه وتنمية قدراته. ومع ذلك، لم يبقَ في مسقط رأسه طويلًا، إذ انتقل في شبابه إلى القاهرة التي أصبحت مركز نشاطه العلمي والطبي.

إن الحديث عن ميلاد ابن النفيس ليس مجرد توثيق لتاريخ. بل هو تذكير ببداية رحلة عالم استثنائي استطاع أن يترك أثرًا يتجاوز حدود زمانه ومكانه. فميلاده في دمشق كان الشرارة الأولى لمسيرة علمية خلدت اسمه إلى يومنا هذا.

ابن النفيس

تعرف أيضًا على: خالد بن الوليد سيف الله المسلول الذي لم يهزم

وفي الختام، لقد أثبت ابن النفيس. أن الإبداع لا يعرف حدودًا، وأن الإرث العلمي الحقيقي يبقى خالدًا مهما تعاقبت الأجيال. برحيله فقد العالم عقلًا فذًا، لكنه ترك وراءه تراثًا علميًا لا يزال مصدر إلهام للأطباء والباحثين حتى يومنا هذا. ميلاده في دمشق، ومسيرته العلمية في القاهرة، واكتشافاته التي نقضت نظريات سادت لقرون، كلها شواهد على أن العظمة تصنع بالتفاني والبحث المستمر. إن سيرته تدعونا للتأمل في قيمة العلم ودوره في بناء الحضارات، ولعل أعظم ما نتعلمه منه أن الحقيقة لا تمنح، بل تكتشف بالسعي والاجتهاد. أرجو أن أكون قد وفقت في إلقاء الضوء على هذه الشخصية الفريدة التي ستبقى علامة فارقة في تاريخ الإنسانية.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة