الأساطير اليونانية وتأثيرها على الثقافة العربية

عناصر الموضوع

1- ماهي الأساطير اليونانية؟

2- أشهر الأساطير اليونانية

3- تأثير الأساطير اليونانية على الفرد و المجتمع

4-  كيف وصلت الأساطير اليونانية للعالم العربي؟

5- تأثير الأساطير اليونانية على الأدب العربي

ماهي الأساطير اليونانية؟ سؤالٌ يفتح لنا بوابةً على عالمٍ مدهش من الحكايات القديمة التي مزجت بين الخيال والحكمة والأسطورة. فقد شكّلت الأساطير اليونانية واحدة من أبرز الموروثات الثقافية التي أثرت بعمق في فكر الإنسان منذ آلاف السنين، وصارت مرجعًا غنيًا للفنون، والفلسفة، والأدب. في هذا المقال، نستعرض أشهر الأساطير اليونانية. ونرصد تأثير الأساطير اليونانية على الثقافات المختلفة، مع تسليط الضوء على تأثير الأساطير اليونانية على الأدب العربي. وكيف تسللت رموزها وقصصها إلى النصوص والشخصيات الإبداعية في أدبنا العربي الحديث.

1- ماهي الأساطير اليونانية؟

هي مجموعة الخرافات التي آمن بها اليونانيون القدماء، المهتمة بآلهتهم، وشخصياتهم الأسطورية، وطبيعة العالم، وتعد أساس ممارساتهم الدينية. علاوة على ذلك كانت تلك الأساطير جزءًا من الدين في اليونان القديمة، وجزء من الدين في اليونان المعاصرة، أهتم الكثير من العلماء المعاصرون بدراسة هذه الأساطير لفهم الحياة الدينية والسياسية في اليونان القديمة. بالإضافة إلى معرفة كيف نشأة هذه الأساطير بحد ذاتها.

وتجسدت تلك الأساطير اليونانية في مجموعة كبيرة من الروايات، وفي الفنون اليونانية المتنوعة، حيث كانت تحاول هذه الأساطير معرفة نشأة العالم. وتتبع حياة الآلهة والأبطال والمخلوقات الخرافية. و انتشرت هذه الأساطير في البداية عن طريق تاريخ شفهي والشعر. علاوة على ذلك يمكن أن نجدها اليوم في شكل من أشكال الأدب الرفيع، فهي قصة تقليدية ثابتة نسبيًا مصاغة في قالب شعري تداول شفاهة بين الأجيال، وهي مقدسة، ولا تشير إلى زمن محدد فهي ذات موضوعات شمولية كبرى، مثل: الخلق، والتكوين، وأصول الأشياء، والموت، والعالم الآخر؛ ومحورها الآلهة وأنصاف الآلهة، فهي لا مؤلف لها بل أنها ظاهرة جمعية تعبر عن تأملات الجماعة وحكمتها وخلاصة ثقافتها. [1]

2- أشهر الأساطير اليونانية

لقد حظت اليونان قديمًا على شعبية كبيرة في الأساطير وذلك لامتلاكها تراث أثري وثقافي كبير، والأساطير من أبرز آثارها الثقافية الخالد في حكايات الأبطال الخارقين والآلهة القديمة وقصص الحب والانتقام حيث انتشرت قديمًا ومنها ما زال لعصرنا الحالي، وفيما يأتي أشهر هذه الأساطير:

أسطورة صراع الجبابرة

 تعد من أشهر الأساطير اليونانية على الإطلاق، حيث تحدثت عن الخلق الأول ونشأت الأرض، حيث كان العالم يعيش في حالة من الفوضى بالنسبة للإغريق، وكان هنالك الظلام والغبار فقط، ثم تم ولادة الأرض، والجبال، والشمس، والقمر، والنجوم، والسماء (أورانوس) تزوج بعد ذلك أورانوس من الأرض وأنجبا الجبابرة، لكن أورانوس خاف على عرشه من أولاده ووضعهم تحت أعماق الأرض لمنعهم من أخذ العرش. علاوة على ذلك حصل ما كان يتوقعه أورانوس و سيطر ابنه كرونوس أقوى الجبابرة على العالم وأصبح زعيمًا للعالم بأسره.

تزوج كرونوس من ريا وأنجب منها إلهين ذكور وثلاث آلهة إناث، فخاف كرونوس من نسله واعتقد أنهم سيتولون العرش من بعده فقام بالتهامهم، وحينما شعرت ريا أنها ستنجب ابن سادس قامت بإخفائه عن كرونوس وخدعته بإعطائه قطعة من القماش لتناولها وكأنَّه ابنه اعتنت حوريات الأرض بالمولود زيوس حتى كبر، وبعدما كبر وبحيلة دخل لبطن والده وحرر إخوته الآلهة الأكبر منه، وقاد بعد ذلك جيشًا من الآلهة في حرب انتهت بانتصارهم استقرارهم في جبل أوليمبوس، وحبس الأعداء الجبابرة في تاتاروس المكان المظلم البعيد عن الأرض.

أسطورة هرقل

كانت شخصية هرقل الأسطورية اقوى أبطال الشخصيات اليونانية والأكثر شهرة في تاريخها الأسطوري ويحكى انه ولد كطفل عادي لامرأة من الأرض، ولكن والده كان كبير الآلهة زيوس، لذا يعتبر كنصف آلهة ونصف إنسان تَمتع بقوةٍ هائلة وقدرات كبيرة نشأ هرقل تحت رعاية والده المُفترض أمفيتريون، واهتم والده بتربيته كثيرًا، وعندما أصبح هرقل بطلًا شابًا متزوج من ابنة ملك تُدعى ميغارا، ولديه ثلاث أبناء أقوياء، أرسلت هيرا زوجت ابيه زيوس جنودًا لقتل أولاده وزوجته ميغارا حينما علم هرقل بذلك غضب وحزن بشكل مبالغ فيه. علاوة على ذلك طُرد من أراضي أثينا بعد قتله لعِدة أشخاص اعتقد علاقتهم بمقتل عائلته، وليكفر عن خطاياه اتبع أوامر ابن عمه الملك يوريستيوس وقام بأثنى عشر عملًا أسطوريًا كان أشهرهما قتل الأسد النيمي والوحش هيدرا.

أسطورة بروميثيوس سارق النار

انه أحد الجبابرة الذين لم يتورطوا بالمعركة الكبرى ما بين الجبابرة والآلهة، لذا بعد انتهائها وسيطرة زيوس على الكون قام بإعطاء مهمة لبروميثيوس، ولكنَّه بسبب ذكائه الحاد والخارق وضع خطة شريرة تَهدف لسرقة النار من الآلهة ألقى بروميثيوس حبة كمثرى ذهبية أو تفاحة كما في بعض المصادر أمام الآلهة، مع رسالة كتب فيها “لأجمل آلهة على الإطلاق”، فبدأت الآلهة التصارع على الفاكهة وانشغلوا مع بعضهم، فقام بروميثيوس بسرقة النار من ورشة هيفايستوس آلهة النار اليوناني غادر بروميثيوس جبل الآلهة ومعه النار وأخذها للأرض وأعطاها للبشر.

وعندما علم زيوس بسرقة النار جن جنونه وأمر بملاحقة بروميثيوس، وبعد القبض عليه قيد لصخرة على جبل القوقاز. علاوة على ذلك أمر نسر بأكل كبده للأبد كعاقبة لفعلته وَجَد هرقل خلال رحلته في مهامه الـ 12 ببروميثيوس وهو اسير، وطلب من والده زيوس فك أسره، وقَتَل النسر الذي يأكل كبده، ولكن زيوس رفض في البداية ولكنّه وافق على هذا الطلب، واطلق صراح ببروميثيوس، وخلد البشر ذكراه بأنهم صنعوا له خاتمًا. [2]

3- تأثير الأساطير اليونانية على الفرد والمجتمع

لقد كان للأساطير اليونانية تأثير ملحوظ على الفرد والمجتمع في العصور القديمة حيث أنها كانت مصدر لكل علوم الحياة من فلسفة وأدب ودين ذلك ما جعلك لها تأثير واضح على عقليات الفرد، ولأن الفرد يعيش داخل مجتمع فكان من السهل انتقل تلك الأساطير، وتوسعها حتى شملة العالم العربي، وأصبحت تلك الأساطير تتناقلها الأجيال، ولكن بوعي أكثر فتحولت الأساطير من وثائق يقدسها الفرد في المجتمع القديم إلى حكايات خيالية يرويها الفرد لأطفاله، ولكن ذلك لا ينفي مدى عظمة الحضارة اليونانية التي أنشأها تلك الأساطير فالحضارة اليونانية ليست مجرد فصل في كتاب التاريخ بينما هي نقطة انطلاق لفهمنا للعالم من حولنا، ولذلك يجب أن نحتفظ دائمًا بتاريخها وتراثها كجزء لا يتجزأ من تراثنا الإنساني. [3]

4- كيف وصلت الأساطير اليونانية للعالم العربي

من الصعب تحديد متى نشأت الأساطير اليونانية، إذ يعتقد أنها نشأت من قرون من التراث الشفهي. علاوة على ذلك من المرجح أن الأساطير اليونانية تطورت من قصص رويت في حضارة المينوان في كريت، التي ازدهرت بين عامي 3000 و1100 قبل الميلاد تقريبًا، ومع الفتوحات انتقلت إلى العالم العربي على هيئة رسوم وشعر. [4]

5- التأثير اليوناني على الأدب العربي

شهد الإسلام تحول الشرق الأوسط من إقليم متنازع عليه إلى مركز لحضارة جديدة مترابطة جدا وذات طبيعة فريدة. لكن، لم يكن من الممكن تحقيق أصالة هذه الحضارة واستمرارها بدون ناقليها. الذين استطاعوا مزج كميات هائلة من المواد الغريبة الكثير منها يوناني. وتمثلها في الهوية الجديدة التي تشكلت. وصلتْ مراحل تشبع هذا التمثل الفكري ذروته في أوائل العصر العباسي. حين امتزجت الآثار الأدبية الكلاسيكية والهيلينية، وبعد ذلك الفكر اليوناني. بشكل منهجي ملموس في الأدب العربي، بحركة الترجمة التي اكتملتْ في النصف الثاني من القرن الثاني/الثامن، ووصلت قمَّتها في القرن الثالث/التاسع، واستمرَّت حتى القرن الخامس/الحادي عشر. وظلَّت تحمل بعضَ علاماتِ الحياة في القرنَين السادس/الثاني عشر والسابع/الثالث عشر، لكنَّ الدَّمج المادي، بالطبع، لموادَّ غريبة؛ لا يعني هضمها وتمثّلها. العمليات التي استوطنت بها التيمات اليونانية وأنماط التفكير في العالم الإسلامي في الأدب العربي، ليست مجرد عملياتٍ مقنَّعة، حيث ترغَم الأفكار المتناقِضة للإغريق والشرق الأدنى على أن تبرهن على قدرتها، أو يتمُّ التخلُّص منها. [5]

ختامًا، يمكن القول إن تأثير الأساطير اليونانية لم يكن حكرًا على الغرب فحسب. بينما امتد تأثيرها ليطبع الثقافة العربية بطابعه الخاص. من خلال تساؤلاتنا حول ماهي الأساطير اليونانية؟، واطلاعنا على أشهر الأساطير اليونانية. ندرك عمق هذا الإرث الرمزي وأثره العابر للحدود. لقد تركت هذه الحكايات بصمة واضحة في المخيلة العربية. وظهر تأثير الأساطير اليونانية على الأدب بشكل جلي في أعمال الكثير من الأدباء والمفكرين. بالتالي يعكس انفتاح ثقافتنا على الرموز الإنسانية المشتركة، وقدرتها على إعادة توظيفها ضمن سياق عربي أصيل.

• wikipedia ماهي الأساطير اليونانية – بتصرف
• arageek أشهر الأساطير اليونانية – بتصرف
• annaja7 تأثير الأساطير اليونانية على الفرد و المجتمع – بتصرف
• educationarb كيف وصلت الأساطير اليونانية للعالم العربي؟ – بتصرف
• hindawi تأثير الأساطير اليونانية على الأدب العربي – بتصرف

مشاركة المقال

وسوم