الأم تريزا: قديسة الفقراء

الكاتب : سهام أحمد
27 سبتمبر 2025
عدد المشاهدات : 16
منذ 6 ساعات
الأم تريزا
من هي الأم تريزا؟
ما هو سبب وفاة الأم تيريزا؟
ما هي مجزرة دار الأم تريزا؟
 يمكن تلخيص بعض هذه التحديات في نقاط
أقوال الأم تريزا
من أقوالها التي تحمل معاني إنسانية عميقة

لا يختلف اثنان على أن الأم تريزا هي واحدة من أكثر الشخصيات تأثير في تاريخ الإنسانية الحديث. لقد شغلت حياتها بالكامل لخدمة أفقر الفقراء. وأقامت رسالتها على أسس من المحبة والتفاني فمن شوارع كلكتا المليئة بالبؤس والمرض. ظهرت في نجمها لتصبح رمز عالمي للرحمة والتعاطف.

من هي الأم تريزا؟

الأم تريزا

الأم تريزا هي راهبة كاثوليكية ولدت باسم أنجيز غونجا بوجاكسيو. وحسب الأم تريزا تاريخ ومكان الميلاد فقد ولدت في 26 أغسطس 1910 في مدينة سكوبيه التي تعرف الآن باسم عاصمة جمهورية. مقدونيا الشمالية،و منذ صغرها أظهرت اهتمام كبير بالتبشير وخدمة الآخرين. وهو ما جعلها تنضم إلى راهبات لوريتو في إيرلندا ومن بعدها إرسالها إلى الهند. حيث قضت معظم حياتها، فكانت حياتها في الدير كمعلمة، في مدرسة راقية في كلكتا، ولكنها شعرت بأن الأهم هو خدمة أفقر الفقراء بشكل مباشر، هذه “الدعوة داخل الدعوة” غيرت مسار حياتها بالكامل.

علاوة علي ذلك في عام 1950 أسست جمعية “مرسلات المحبة”، التي بدأت عملها بمجموعة صغيرة من الراهبات. ثم توسعت لتصبح منظمة عالمية لها فروع في عشرات الدول حول العالم. بما في ذلك المناطق التي تعاني من الحروب والكوارث الطبيعية. كانت قصة تريزا هي قصة امرأة رأت البؤس حولها ولم تستطع أن تقف مكتوفة الأيدي، فقد تركت حياة الراحة والتعليم في الدير. ونزلت إلى الشوارع لتعيش مع الفقراء وتخدمهم وتحتضنهم في بيوتها ،التي كانت بمثابة ملاجئ لأولئك الذين لا يجدون أي مأوى أو رعاية.

بالتالي عملت بإصرار على توفير الطعام والملابس والمسكن للمشردين ،وبناء مراكز لإعادة تأهيل الأطفال والمدمنين وملاجئ للموتى والمحتضرين. لقد كرست الأم تريزا حياتها لخدمة المرضى والمشردين والمحتضرين، الذين لا يجدون من يرعاهم. كانت تؤمن بأن كل شخص مهما كان فقير أو مريض يستحق أن يموت بكرامة ومحبة.

وقد حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 1979 تقديراً لجهودها الإنسانية وأعلنتها الكنيسة الكاثوليكية قديسة بعد وفاتها. فقد كان إيمانها هو الدافع وراء كل عمل قامت به، وكانت رسالتها هي أن تقدم الحب والرحمة حتى في أصعب الظروف وأسوأها.[1]

تعرف أيضًا على: جريزمان مع منتخب فرنسا: يورو 2016 وكأس العالم

ما هو سبب وفاة الأم تيريزا؟

الأم تريزا

توفيت الأم تريزا في 5 سبتمبر 1997 في مدينة كلكتا الهند، عن عمر يناهز 87 عاما. و كان سبب وفاتها هو نوبة قلبية حادة. ولكن هذا لم يكن السبب الوحيد.  فمنذ الثمانينيات عانت الأم تريزا من مشاكل صحية مزمنة، منها أمراض القلب التي وصلت إلي تركيب منظم لضربات القلب ،ومشاكل في الكلى، والتهاب رئوي، والملاريا التي أصابتها عدة مرات. كان جسدها منهك من سنوات طويلة من العمل الشاق، والسعي في خدمة المحتاجين في ظروف صعبة للغاية. مما أثر على صحتها بشكل كبير وأدى إلى تدهورها التدريجي.

علاوة علي ذلك لقد كانت الأم تريزا تعيش حياة بسيطة جدا وتعمل بلا كلل أو ملل. مما أثر على صحتها بشكل كبير. ورغم كل الأمراض التي أصابتها إلا أنها لم تتوقف عن عملها، فقد كانت تؤمن. بأن رسالتها في خدمة الفقراء أهم من أي شيء آخر وهو ما دفعها للاستمرار في عملها حتى آخر لحظة من حياتها. فقد كانت تستقبل المرضى والمحتاجين حتى في أيام مرضها، وتوجه الراهبات في عملهن ولم تتقاعد أبدا من واجباتها كرئيسة لجمعية “مرسلات المحبة”.

كانت وفاتها، مثال لنهاية مسيرة عطاء لا مثيل لها. فقد كانت وفاة الأم تريزا. خسارة كبيرة للعالم كله. وقد أوضح خبر وفاتها حزن كبير في قلوب الملايين حول العالم.  وقد أقيمت لها جنازة رسمية في الهند، حضرها رؤساء دول وشخصيات عامة، بالإضافة إلى الآلاف من الفقراء، الذين أحبتهم وخدمتهم طوال حياتها.  لقد كانت حياتها ونهايتها بمثابة شهادة على تفانيها ووفائها لرسالتها الإنسانية النبيلة ،وأصبحت قصتها مصدر إلهام للملايين في جميع أنحاء العالم.[2]

تعرف أيضًا على: أشهر شخصيات نسائية في التاريخ

ما هي مجزرة دار الأم تريزا؟

الأم تريزا

يجب التوضيح أن مصطلح “مجزرة دار الأم تريزا. ليس مصطلح تاريخي معترف به، ولم يسجل في المصادر الموثوقة أي حادثة بهذا الاسم مرتبطة بجمعية “مرسلات المحبة” التي أسستها. على العكس من ذلك كانت دور الأم تريزا ومراكزها ،في جميع أنحاء العالم مكان آمن للمرضى والمشردين والمحتاجين ،خاصة في أوقات الكوارث الطبيعية والحروب والصراعات.

بالتالي في بيروت مثلاً خلال الحرب الأهلية، كانت دورها في بيروت مكان لجميع المحتاجين. من مختلف الطوائف والأديان، وكانت الراهبات يعملن بلا خوف لتقديم المساعدة والعون. إن قصة تريزا. هي قصة خدمة في أصعب الظروف،  فقد كان عملها في كلكتا يتم في بيئة قاسية ومليئة بالأمراض والأوبئة، ورغم ذلك لم تتراجع هي وراهباتها عن مهمتهن. فلقد واجهت الجمعية الكثير من التحديات والمخاطر، ولم تكن حياتها خالية من الصعوبات. وقد تمكنت من تقديم الرعاية لآلاف المحتاجين، حتى في أوقات الأزمات الكبرى بفضل إيمانها القوي وشجاعتها.

تعرف أيضًا على: إليزابيث الأولى: ملكة إنجلترا

 يمكن تلخيص بعض هذه التحديات في نقاط

الأم تريزا

  • العمل في مناطق النزاعات:  قدمت جمعيتها الرعاية في مناطق الحرب. مثل بيروت حيث كانت الراهبات يعملن تحت القصف لإنقاذ الجرحى والمصابين.
  • مواجهة الأوبئة:  تعاملت الأم تريزا وراهباتها مع أمراض فتاكة. مثل الجذام والسل في بيئة غير صحية مما عرضهن للخطر.
  • التعامل مع الانتقادات:  واجهت انتقادات من بعض الأطراف حول طرقها في تقديم الرعاية. ولكنها لم تتوقف عن عملها الذي كانت تعتبره رسالة من الله،فإن اتهامها بـ”المجزرة” ليس له أي أساس من الصحة ويخالف الحقيقة التاريخية.

 لقد كانت الأم تريزا وراهباتها معروفات بتقديم الحب والكرامة لكل شخص يعاني. بغض النظر عن خلفيتهم أو معتقداتهم. فكانت رسالتها قائمة على المحبة، ولهذا كانت دورها دائماً رمز للسلام والأمان وليس العنف.

تعرف أيضًا على: الملكة فيكتوريا: ملكة بريطانيا والعصر الفيكتوري

أقوال الأم تريزا

الأم تريزا

لا ينحصر إرث الأم تريزا. على أفعالها فقط، بل يمتد إلى كلماتها التي كانت بمثابة نور يهدي القلوب. فكانت أقوالها بسيطة وعميقة في نفس الوقت. بالتالي تعكس فلسفتها في الحياة والخدمة. ففي خطابها عند تسلم جائزة نوبل للسلام قالت قولتها الشهيرة التي أصبحت شعار لرسالتها: “إن أفقر الفقراء هو الذي ليس لديه من يحبه.” كانت تؤمن بأن الفقر الروحي هو أخطر أنواع الفقر، وأن كل إنسان يستحق الحب والكرامة.

تعرف أيضًا على: الخليفة الذهبي هارون الرشيد: الخليفة العباسي الأشهر بين الحقيقة والخرافة

من أقوالها التي تحمل معاني إنسانية عميقة

  • إن لم يكن بوسعك أن تطعم مائة شخص فأطعم واحد فقط، هذا القول يحث على عدم الاستسلام لضخامة المشكلة بل البدء بعمل صغير ومحدود يمكن أن يغير حياة شخص واحد.
  • كذلك إن العطاء الحقيقي هو أن تعطي حتى يؤلمك العطاء،هذه العبارة تعكس تضحيتها بنفسها في سبيل الآخرين وتفانيها في تقديم العون دون انتظار مقابل.
  • لأننا لا يمكن أن نرى المسيح فإننا لا يمكن أن نظهر له حبنا إلا من خلال خدمة الآخرين، كانت تؤمن بأن كل شخص تخدمه هو في الحقيقة خدمة للمسيح.
  • كم منا لا يستطيع أن يفعل أعمالاً عظيمة لكن كل واحد منا يستطيع أن يفعل أعمالاً صغيرة بمحبة عظيمة، كانت هذه الفلسفة هي التي جعلت من عملها مشروع عظيم لأنها علمت راهباتها أن أهمية العمل لا تكمن في حجمه، بل في كمية المحبة التي توضع فيه.

لقد أصبحت أقوال الأم تريزا. دليل ومرشد لراهبات جمعية “مرسلات المحبة”، وللملايين من المتطوعين حول العالم. هذه الأقوال. ليست مجرد جمل. بل هي خلاصة حياة من العمل والتضحية وهي تذكرنا بأن كل شخص منا يمكنه أن يصنع فرق في هذا العالم، ببساطة عن طريق تقديم المحبة للآخرين.

تعرف أيضًا على: الناصر صلاح الدين الأيوبي: محرر القدس وقاهر الصليبيين – السيرة الكاملة

في الختام كانت الأم تريزا. شخصية لا يمكن تكرارها، لقد تخطت أعمالها الحدود الجغرافية والدينية، وأصبحت رسالتها في خدمة الفقراء رسالة عالمية. ورغم أن حياتها لم تكن خالية من التحديات، إلا أنها أثبتت أن المحبة يمكنها أن تصنع المعجزات وأن العطاء يمكنه أن يغير العالم للأفضل. ستبقى ذكراها خالدة في قلوب كل من لمسهم عطاؤها.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة