التعرف على شعراء المهجر

الكاتب : هبه وليد
18 ديسمبر 2024
عدد المشاهدات : 28
منذ 4 أيام
شعراء المهجر
عناصر الموضوع
1- أسماء شعراء المهجر
2- الأساليب الأدبية عند مدرسة المهجر
3- خصائص شعر المهجر
الالتزام بالوحدة المتكاملة:
استخدام الرموز:
التحرر من الوزن والقافية:
4- موضوعات شعر المهجر
النزعة الاجتماعية والإنسانية
النزعة التأملية:
الحنين إلى الوطن:
التسامح الديني:
الميل إلى الطبيعة والتفكر فيها:
الاتجاه الروحي:

عناصر الموضوع

1- أسماء شعراء المهجر

2- الأساليب الأدبية عند مدرسة المهجر

3- خصائص شعر المهجر

4- موضوعات شعر المجهر

بعد مدرسة المهجر، تأسست “الرابطة القلمية” في نيويورك عام 1920 على يد مجموعة من الأدباء المتميزين، ومن أبرز أعضائها جبران خليل جبران، وإيليا أبو ماضي، وميخائيل نعيمة، وعبد المسيح حداد. كان الهدف من هذه الجمعية الأدبية هو تعزيز اللغة العربية وآدابها.

1- أسماء شعراء المهجر

أعضاء الرابطة القلمية هم: جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي، ونسيب عريضة، ورشيد أيوب، وعبد المسيح حداد، وندرة حداد، وليث سعيد اغريب، وأمين مشرق، ووديع ياحوط.

 أما أدباء المهجر الجنوبي، فيشملون: ميشيل نعمان معلوف، وفوزي المعلوف، ورشيد سليم، وشفيق المعلوف، وإلياس فرحات، وعقل الجر، وشكر الله الجر، وجرجس كرم، وتوفيق قربان، واسكندر كرباج، ونضير زيتون، ومهدي سكافي، وعمر عبيد، وسلمى صائغ، ويارا الشلهوب. وفيما يتعلق بأدباء المهجر الشمالي، نجد أمين الريحاني، ونعمة الله حاج، وآخرين.[1]

2- الأساليب الأدبية عند مدرسة المهجر

تأثر أدباء المهجر بالآداب الغربية والعربية الحديثة، ورغبتهم في التحرر من القيود الشعرية التقليدية، دفعهم إلى تغيير الأساليب القديمة في الشعر والنثر.

وقد دعا ميخائيل نعيمة الأدباء إلى التركيز على المعاني بدلاً من الألفاظ، والاهتمام بالروح أكثر من الشكل. ونتيجة لذلك، أصبح الشاعر المهجري أكثر حرية في استخدام الألفاظ والمواضيع، وأصبح يولي أهمية أكبر لجوهر الشعر وروحه.

 كما استلهم أبو ماضي في معانيه الزهدية من أبي العتاهية، مما يعكس نظرته الإيجابية المتفائلة.

بعد تأسيس مدرسة المهجر، ظهرت الرابطة القلمية في أمريكا الشمالية لدعمها، حيث أسسها عبد المسيح حداد عام 1920م، وكان جبران خليل جبران عميداً لها، وميخائيل نعيمة مستشاراً، إلى جانب مجموعة من الأدباء.

وقد عملت هذه الرابطة على توحيد أدباء المهجر بهدف تعزيز اللغة العربية وآدابها. ومن الجدير بالذكر أن كتاب نعيمة “الغربال” يعكس بوضوح آراء وأفكار الرابطة.

جبران خليل جبران، وُلِد في السادس من يناير عام 1883 في بلدة بشراي شمال لبنان. أسس مع رفاقه الرابطة القلمية وترأسها، وكتب العديد من المؤلفات باللغة العربية، منها: “دمعة وابتسامة”، “الأرواح المتمردة”، “الأجنحة المتكسرة”، و”العواصف”. كما ألّف باللغة الإنجليزية أعمالاً مثل “النبي” (The Prophet)، “المجنون”، “رمل وزبد” (Sand and Foam)، و”يسوع ابن الإنسان” (Jesus, The Son of Man) توفي جبران في نيويورك في العاشر من إبريل عام 1931 بعد إصابته بمرض السل.

أما إيليا أبو ماضي، فهو إيليا بن ظاهر أبي ماضي، ويُعتبر من أبرز شعراء المهجر في أمريكا الشمالية. وُلِد عام 1889 في المحيدثة بلبنان، وهاجر إلى سينسيناتي في الولايات المتحدة، ثم انتقل إلى نيويورك عام 1916 للانضمام إلى مجموعة الأدباء المهجر المؤسسين للرابطة القلمية.  [2]

أصدر ديوان “الخمائل” عام 1940، وكتب العديد من القصائد التي نُشرت في الصحف والمجلات. توفي عام 1957.

3- خصائص شعر المهجر

خصائص شعر المهجر

  • الالتزام بالوحدة المتكاملة:

أولى شعراء المهجر اهتمامًا خاصًا بمفهوم الوحدة العضوية في قصائدهم. ويعني ذلك توحيد الموضوعات والأغراض، وتنظيم الأفكار والصور في بناء متماسك داخل القصيدة الواحدة، بحيث تصبح القصيدة ككائن حي متكامل، حيث يؤدي كل جزء فيها دوره المحدد. ولم تقتصر هذه الوحدة العضوية على القصائد فحسب. [3]

 بل امتدت أيضًا إلى الدواوين، حيث يحمل كل ديوان اسمًا يعكس مضمونه، كما يتضح من عناوين دواوينهم مثل “الخمائل” و”الجداول” لإيليا أبو ماضي، و”همس الجفون” لميخائيل نعيمة.

  • استخدام الرموز:

يعتمد الشاعر على استخدام الرموز من خلال الأشياء الحسية للتعبير عن معانٍ معينة دون التصريح بها بشكل مباشر.

 ومن الأمثلة على ذلك قصيدة “التينة الحمقاء” للشاعر إيليا أبو ماضي، حيث يرمز الشاعر من خلالها إلى الأشخاص الذين يبخلون بخيراتهم على الآخرين، ويبرز مخاطر الشح وعواقب البخلاء.

  • التحرر من الوزن والقافية:

تخطى شعراء المهجر القيود التقليدية للنظام العروضي، مما أتاح للشعر التحرر من قيود الوزن والقافية. وقد أسفر ذلك عن ظهور أشكال جديدة من الشعر، حيث تنوعت أعمالهم بين الشعر النثري، والشعر الموزون المقفى، وشعر التفعيلة، فضلاً عن الأناشيد والأغاني الشعبية والقومية.الاتجاه نحو السهولة والوضوح في اللغة والأساليب:

يعتبر الشاعر المهجري اللغة وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر التي تتفاعل في داخله. فهو لا ينظر إلى اللغة كهدف بحد ذاتها، بل يفضل استخدام لغة حيوية وأساليب سلسة، مع اختيار كلمات تحمل معاني عميقة وتراكيب يسهل فهمها.

كما اعتمد شعراء المهجر على الشكل القصصي كوسيلة للتعبير، حيث كثفوا استخدامه في قصائدهم، مما أتاح لهم فرصة تحليل المواقف الشعورية والعواطف الإنسانية وتجسيد الدلالات والمعاني. ويتضح ذلك بشكل جلي في أعمال جبران ومطران وإيليا أبو ماضي.

4- موضوعات شعر المهجر

  • النزعة الاجتماعية والإنسانية

تعكس رؤية مليئة بالحب والرحمة تجاه المجتمع، مع السعي لتحقيق الخير للجميع ونشر المبادئ النبيلة المستندة إلى الحب والقيم والفضائل. تهدف هذه النزعة إلى إحداث تغيير إيجابي في المجتمع، مما يؤدي إلى ظهور مجتمع أفضل يتسم بالخصال الحميدة والفضائل. كما يشير إلياس فرحات:

أثير على التعصب نار حرب       يطير على اللحى منها شرار

قذفت بها قلانسهم فــــطارت       ولو خفت مآثمهم لطـــــاروا

تضمن الشعر المهجر مجموعة من الألوان النقدية الاجتماعية التي تعكس الطابع الإنساني، حيث يُعتبر الإنسان نتاج مجتمعه ومصدر خيره وشره.

وقد دعا الشعراء إلى تحقيق المساواة ورفض الكبر والأنانية، بهدف تعزيز المحبة والوئام بين الناس. كما عبّر إيليا أبو ماضي عن هذه الأفكار في شعره.

نسي الطين ساعة أنه طــين         حقير فصال تيها وعـــــــربد

وكسا الخز جســـمه فتباهى          وحوى المال كيسه فتــمردا

يا أخي لا تمل بوجهك عني           ما أنا فحمة ولا أنت فــرقد

لا يكن قلبك للخصــام مأوى          إن قلبي للحب أصبح معبد

أنا أولى بالحب منك وأحرى          من كساء يبلي ومال ينفـــد

  • النزعة التأملية:

يظهر أن شعراء المهجر دائمًا ما ينغمسون في التفكير والتأمل حول قضايا متنوعة. يتجهون إلى أعماق أنفسهم هربًا من ضجيج الحياة وآلامها ومآسيها التي تحاصرهم.

كما أنهم يستلهمون من الطبيعة، حيث يتأملون في جمالها ويجسدونها للتعبير عن المشاعر المتدفقة في قلوبهم. هذه المشاعر قد تكون ناتجة عن معاناتهم من الظلم والقهر والبؤس في أوطانهم، بالإضافة إلى شعورهم بالغربة والوحدة في المهجر.  [4]

وفي بعض الأحيان، يعتريهم اليأس والضجر من الحياة، مما يدفعهم للتنديد بحظهم. كما يقول إيليا أبو ماضي في قصيدته “الطلاسم”:

جئت لا أعلم من أين ولكـــني أتيت

ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشـيت

وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت

كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟

لست أدري!

  • الحنين إلى الوطن:

يتجلى في شعراء المهجر تعبير قوي عن مشاعرهم تجاه الوطن الأم، حيث تلعب العاطفة دورًا حيويًا في حياة الإنسان، إذ تحرك أوتار وجدانه وتجعله يشعر بالألم تجاه ما يواجهه من كوارث ومحن.

 في غياب العاطفة، يصبح الإنسان كآلة بلا إحساس أو شعور. يتميز الشعر المهجري بطابعه العاطفي العميق، وذلك نتيجة شعورهم بالغربة بعد ابتعادهم عن أوطانهم. كما يعبّر إلياس فرحات عن هذا الإحساس.

دار العروبة دار الحب والغزل        هاجرت منك وقلبي فيك لم يزل

هلا منت بلقيا استرد بها فجــر        الشباب فشمس العمر في الطفل

يتجلى هذا الولع والشوق والحنين بوضوح في كلمات نسيب عريضة، حيث يتمنى أن يُعاد إلى حمص بعد وفاته ليُدفن في ترابها، فهي أحنّ من الأم.

يا دهر قد طال البعاد عن الوطــن    هل عودة ترجى وقد فات الظعن

واجعل ضريحي من حجارة سود   عد بي إلى حمص ولو حشو الكفن

  • التسامح الديني:

كان المهاجرون في الدول الأجنبية يتجمعون من بلدان متنوعة مثل لبنان وسوريا ومصر، يحملون أديانًا مختلفة. ورغم ذلك، كانوا يفضلون التعصب الوطني واللغوي على التعصب الديني والانقسامات القبلية.

وهذا أدى إلى بروز شعور جديد في نفوسهم، وهو الحرية الدينية.

 فقد شهدنا الأدباء المسلمين وأتباع الديانات الأخرى يعيشون معًا، حيث يثني أحد المسيحيين على دين الإسلام ونبي الرحمة، عليه الصلاة والسلام، كما أشار رشيد سليم الخوري.

عيد البرية عيد المولد النبـــــوي              في المشرقين والمغـربين دوي

عيد النبي ابن عبد الله من طلعت              شمس الهداية من قرآنه العلوي

بدا من القفر نور للــورى وهدى              يا للتمدن عم الكــون من بدوي

  • الميل إلى الطبيعة والتفكر فيها:

يميل شعراء المهجر عادةً إلى استلهام الطبيعة، حيث يتأملون في آيات الله المتمثلة في الجبال والطيور والتلال والغابات والأشجار والأنهار.

 يتواصلون مع الأزهار ويناغون الطيور، ساعين بذلك إلى نسيان ما عانوه من آلام ومصائب، وتعبيراً عن حنينهم وشوقهم إلى وطنهم الأصلي.

 كما يسعى الأدباء في المهجر إلى الإشارة إلى أفضل السبل لتهذيب الإنسان، مؤكدين أن على الإنسان أن يتفاعل مع الطبيعة إذا أراد تحسين نفسه.

  • الاتجاه الروحي:

تعتبر هذه الفكرة نتيجة لاستغراقهم في التأمل والتفكير العميق. فهي تشير إلى التأمل في الحياة وأسرار الوجود والتطلعات الروحية.

ومن المحتمل أن يكون الدافع وراء هذا التأمل هو المقارنة بين القيم الروحية السائدة في المجتمعات الشرقية والقيم المادية في المجتمعات الغربية.

 وقد أدت هذه الفكرة إلى توجههم نحو الله بالشكوى والدعاء للنجاة من مخاطر الحياة المادية، مع الدعوة إلى تعزيز المحبة والتعاون الاجتماعي، والإيثار والكرم والسخاء.[4]

وفي الختام ركز شعراء المهجر على مفهوم الوحدة العضوية في القصيدة، والذي يعني توحيد الموضوع والأغراض، وتنظيم الأفكار والصور بشكل متناسق ضمن بناء متكامل. وبذلك، تصبح القصيدة ككائن حي، حيث يشغل كل جزء فيها مكانه المحدد.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة