الحداثة في الأدب: كيف يعبر الجيل الجديد عن نفسه في الأدب؟

عناصر الموضوع

1- ماهي الحداثة في الأدب؟

2- خمسة خصائص رئيسية للأدب الحداثي

3- الحب والشهوانية في الأدب الحديث

4- الخسارة والانفصال والدمار في الأدب الحديث

5- الحكايات الأسطورية في الأدب الحديث

في زمن يتغير فيه كل شيء بسرعة، لم يكن غريبًا أن يتطور الأدب هو الآخر، ليعكس صوت الجيل الجديد وتحدياته. الحداثة في الأدب لم تكن مجرد تحول أسلوبي، بل كانت ثورة فكرية وشعورية كسرت قيود التقليد وسعت إلى التعبير عن الذات بأساليب مبتكرة ومفاجئة. علاوة على ذلك من خلال استكشاف خصائص الأدب الحداثي، نجد تركيزًا لافتًا على الفردية، والتجريب، والرمزية، وحتى العبثية أحيانًا. هذا الاتجاه لم يتجاهل المشاعر الإنسانية العميقة، بل تناولها من زوايا غير مألوفة، كما نرى بوضوح في تناول موضوع الحب والشهوانية في الأدب الحديث، حيث لم يعد الحب مجرد قصة رومانسية، بل أصبح مرآةً لتعقيدات الإنسان المعاصر. والأكثر إثارة هو إعادة إحياء الحكايات الأسطورية في الأدب الحديث، لا كتقليد، بل كوسيلة لإسقاط الرموز القديمة على واقع جديد تمامًا.

1- ماهي الحداثة في الأدب؟

يعرّف قاموس ميريام وبستر مصطلح “الحداثة” بأنه ممارسة مميزة للعصر الحديث وتسعى إلى إيجاد وسائل أصلية للتعبير عن الذات. لم تكن الحداثة حركة في الأدب فحسب، بل في الفنون والفلسفة والسينما أيضًا. أما عن تعريف الحداثة في الأدب، فيصفها القاموس نفسه بأنها قطيعة واعية مع الماضي وبحث عن طرق جديدة للتعبير عن الذات. ولكن روحها تنعكس بشكل أفضل في الشعار الذي صاغه عزرا باوند: “اجعلها جديدة”.

الخصائص الرئيسية للحركة هي الفردية والتجريب والعبثية. وتشمل خصائصه الأخرى الرمزية والشكلية. وماذا عن تاريخ الحركة الأدبية الحداثية؟ بدأت الحركة بالثورة الصناعية وغذتها التحضر، ونشأت الحركة في أوروبا، مع فرجينيا وولف، وفرانز كافكا، وروبرت موزيل كأوائل الحداثيين. كما تأثرت بشدة بأهوال الحرب العالمية الأولى: فقد حطمت المفاهيم المسبقة عن المجتمع لدى العديد من الحداثيين. تطورت الحركة لأول مرة في الأدب الأمريكي في أوائل القرن العشرين. بصرف النظر عن الثورة الصناعية، فقد تأثرت بالحظر والكساد الكبير وغذاها ال  شعور بخيبة الأمل والخسارة. وليام فولكنر، ت.س. إليوت وإي إي كامينغز من بين الحداثيين الأمريكيين البارزين. [1]

2- خمسة خصائص رئيسية للأدب الحداثي

الآن بعد أن قمنا بتغطية تعريف النوع الحداثي، دعونا نتفحص سبب اعتبار بعض الأعمال حداثية عن كثب. وبعبارة أخرى، ما الذي يميز الأعمال الحداثية عن نظيراتها؟ يكمن مفتاح كشف الإجابة في الخصائص الأساسية للحداثة. سنحدد خمسة منها الأكثر أهمية:

مختصر لكل خاصية مع الأمثلة:

أ. الفردية

الفردية هي أحد العناصر الأساسية للحداثة. ويفترض أن تجارب الفرد وآرائه وعواطفه هي أكثر روعة من الأحداث في المجتمع ككل. لذا، تركز الحداثة على وصف الواقع الذاتي لشخص واحد بدلاً من التغيرات المجتمعية أو الأحداث التاريخية على نطاق غير شخصي. يحاول بطل الرواية النموذجي في الأدب الحداثي البقاء على قيد الحياة والتكيف مع العالم المتغير.

ب. التجريب

رفضت الحداثة الأدبية العديد من معايير الكتابة الراسخة، مما مهد الطريق للتجريب مع الشكل. أفضل مثال على ذلك هو الشعراء الحداثيون: لقد ثاروا ضد القواعد المقبولة للقافية والإيقاع. بالتالي اخترعوا الشعر الحر. أدت الحداثة في الأدب أيضًا إلى تجارب النثر. إلى جانب النزعة الفردية باعتبارها سمة أساسية أخرى، طور الكتاب أداة سردية تسمى “تيار الوعي”.

ج. السخافة

خلال فترة الحداثة، شاهد المؤلفون العالم كما علموا أنه ينهار من حولهم. لقد أدت الحربان العالميتان، وصعود الرأسمالية، والعولمة السريعة الخطى، إلى تقويض معتقدات المؤلفين وآرائهم حول البشرية. وهذا ما دفع العديد منهم إلى اعتبار العالم عبثيًا وعكسه في كتاباتهم. من الإعداد إلى تطوير الحبكة، تأخذ الأعمال الحداثية المبنية على هذه الخاصية منعطفات سريالية أو خيالية. ويمكن أيضًا وصفها بأنها غريبة أو لا معنى لها.

د. الرمزية

على الرغم من أن الرمزية كانت موجودة في الأدب قبل أواخر القرن التاسع عشر، إلا أنها سرعان ما أصبحت واحدة من الخصائص المركزية للحداثة في الأدب. كما أعاد المؤلفون والشعراء الحداثيون تصور الرمزية. وبينما ترك أسلافهم القليل دون أن يقال، فضل الحداثيون ترك الكثير من الفراغات ليملأها خيال القارئ. لكن هذا لا يعني أنه لم يكن هناك اهتمام بالتفاصيل.

هـ. الشكلية

كما ذكرنا سابقًا، تم تعريف حداثة القرن العشرين بالبحث عن أشكال جديدة جذريًا للتعبير. لقد غذى الإبداع هذا البحث، مما مهد الطريق لظهور الأشكال الأصلية. في أدب الفترة الحديثة، لم يعد يُنظر إلى عملية الكتابة على أنها حرفة شاقة. لقد تعامل معها الحداثيون على أنها عملية إبداعية بدلًا من ذلك. وفي بعض الحالات، اعتبرت أصالة الشكل أكثر أهمية من الجوهر. [2]

3- الحب والشهوانية في الأدب الحديث

كواحدة من خصائص الحداثة، قادت الفردية موضوع الحب والشهوانية في أدب هذه الفترة. ومع ذلك، فإن هذه المواضيع لم تفلت من خيبة الأمل وإزالة الغموض: فقد تم إعادة تصورها بطريقة ساخرة إلى حد ما (أو، كما يقول البعض، بشكل واقعي). في الأعمال الحداثية، لا يوصف الحب بأنه شعور سحري يمكنه تحريك الجبال. وبدلًا من ذلك، تصبح نبرة قصص الحب أكثر كآبة وأكثر قدرية، وهي بمثابة دليل إضافي على تآكل النسيج الاجتماعي. بالإضافة إلى الحب والشهوانية، تميزت الأعمال الحداثية بالمناقشات والتأملات حول الحياة الجنسية، وأدوار الجنسين، والنسوية. بعض المؤلفين البارزين في هذا الصدد هم كاثرين مانسفيلد، وفيرجينيا وولف، ودي إتش لورانس. للحصول على أمثلة عن الحب والشهوانية الحداثية في الأدب، اقرأ وحلل رواية ف. سكوت فيتزجيرالد غاتسبي العظيم ورواية إرنست همنغواي لمن تقرع الأجراس. تعد رواية “عشيقة السيدة تشاتيرلي” للكاتبة دي إتش لورانس أيضًا مثالًا رائعًا هنا لأنها تدرس الموضوع من منظور التحرر والمساواة بين الجنسين. [3]

4- الخسارة والانفصال والدمار في الأدب الحديث

إن تجارب الحرب القاسية هي السبب الرئيسي وراء انتشار هذا الموضوع في أدب العصر الحديث. كانت هذه التجارب مشبعة بالخسارة والانفصال والدمار، وقد عاشها العديد من المؤلفين. لذلك انعكست هذه التجارب في أعمال فترة ما بعد الحرب. كما كانت الخسارة والدمار والفراق تجارب عالمية مر بها الكثيرون في وقت واحد وتقاسموا عواقبها. ولهذا السبب لاقت الأعمال الحداثية أيضًا قبولًا جيدًا من قبل القراء. [4]

5- الحكايات الأسطورية في الأدب الحديث

على عكس أسلافهم، لم يكتف الفنانون والمؤلفون الحداثيون بالإشارة إلى الأساطير اليونانية اللاتينية وغيرها من الأساطير. وبدلًا من ذلك، أعادوا تصور تلك الحكايات في بيئة عالمية حديثة جديدة. تستخدم الحكايات والشخصيات الأسطورية كرموز أو شخصيات مركزية في الحبكة، وهي تحدد الحداثة في الأدب. أما بالنسبة لأمثلة الأساطير في أعمال الفترة الحداثية، فإن كتاب “الأرض اليباب” هو أحد أفضل الأمثلة. في هذه القصيدة، حيث يعيد تصور أساطير فيشر كينج ويستخدم بطاقات التارو والكأس المقدسة كرموز. استخدم أيضًا العبارات اليونانية واللاتينية لتعزيز معنى القصيدة. تشمل الأمثلة الأخرى للأساطير في الأعمال الحداثية رواية “يوليسيس” لجيمس جويس، والتي تلمح إلى أوديسيوس لهوميروس، و”الحداد يصبح إلكترا” ليوجين أونيل، الذي يعيد تصور أسطورة إلكترا اليونانية.[5]

ختامًا، يتضح أن الحداثة في الأدب ليست مجرد حركة أدبية. بينما هي انعكاس لوعي إنساني يبحث عن ذاته وسط الفوضى والتحول. لقد أعادت تعريف الجمال، والحب، والهوية، وجعلت من الأدب ساحة حرة لتفكيك الأساطير وإعادة بنائها من جديد. من خلال خصائص الأدب الحداثي، وطرحه الصريح لمواضيع مثل الحب والشهوانية في الأدب الحديث. علاوة على ذلك استحضاره العميق لـ الحكايات الأسطورية في الأدب الحديث، بات الأدب أداة ثورية تعبّر عن الروح المعاصرة بكل تناقضاتها، وتدعونا لنقرأ الحياة بمنظور مختلف.

• كلية الأداب: جامعة الانبارماهي الحداثة في الأدب؟ – بتصرف
• إجابةخمسة خصائص رئيسية للأدب الحداثي – بتصرف
• الخليجالحب والشهوانية في الأدب الحديث - بتصرف
• الأنطولوجيا العربيةالخسارة والانفصال والدمار في الأدب الحديث - بتصرف
• ابن اليمن لخدمات اللغة العربيةالحكايات الأسطورية في الأدب الحديث - بتصرف

مشاركة المقال

وسوم