السلطان عبد الحميد الثاني: آخر السلاطين الأقوياء

الكاتب : سهام أحمد
27 سبتمبر 2025
عدد المشاهدات : 17
منذ 6 ساعات
السلطان عبد الحميد الثاني
من هو السلطان عبد الحميد الثاني؟
من أبرز إنجازات السلطان عبد الحميد الثاني التي قام بها خلال فترة حكمه
كيف كانت نهاية السلطان عبد الحميد الثاني؟
شجرة عائلة السلطان عبد الحميد الثاني
من هو الباشا الذي خان السلطان عبد الحميد الثاني؟

شخصية السلطان عبد الحميد الثاني هي من تاريخ الإمبراطورية العثمانية في آخر مراحلها. فلقد كان حكمه الذي استمر لأكثر من ثلاثة عقود، فترة مليئة بالتناقضات. فمن ناحية كان هناك تدهور مستمر في أرجاء الإمبراطورية، ومن ناحية أخرى شهدت فترة حكمه الكثير من الإصلاحات والإنجازات التي سعت للحفاظ على ما تبقى من عظمة الدولة.

من هو السلطان عبد الحميد الثاني؟

السلطان عبد الحميد الثاني. هو الخليفة الرابع والثلاثون للدولة العثمانية، والسادس والعشرون من السلاطين العثمانيين. ولد في 21 سبتمبر 1842 وتولى مقاليد الحكم في 31 أغسطس 1876، فكان يتميز بشخصية مختلفة عن بقية السلاطين العثمانيين، حيث كان يفضل العمل في مكتبه على المشاركة في الاحتفالات الرسمية وكان يعطي اهتمام كبير لجمع المعلومات وهو ما منحه لقب “السلطان الذكي”.

في بداية حكمه وافق على إصدار أول دستور عثماني في تاريخ الدولة والذي كان يعرف باسم “القانون الأساسي” ولكنه سريعاً ما قام بتعليق العمل به بعد أن رأى أن البرلمان أصبح أداة في يد القوى الأجنبية، فكان هدفه الأسمى هو الحفاظ على وحدة الإمبراطورية العثمانية، التي كانت تلقب بـ “الرجل المريض” في ذلك الوقت.

تعرف أيضًا على: قسطنطين الأكبر: الإمبراطور الروماني الذي نشر المسيحية وأسس القسطنطينية

من أبرز إنجازات السلطان عبد الحميد الثاني التي قام بها خلال فترة حكمه

السلطان عبد الحميد الثاني

  • مد خطوط السكك الحديدية: قام بمد خط سكة حديد الحجاز الذي وصل بين دمشق والمدينة المنورة. والذي كان له أهداف دينية وعسكرية واقتصادية حيث سهل على المسلمين أداء فريضة الحج وساعد في نقل القوات العسكرية.
  • الإصلاحات التعليمية: اهتم بشكل كبير بالتعليم حيث قام بإنشاء العديد من المدارس الحديثة في جميع أنحاء الإمبراطورية بما في ذلك المدارس الصناعية والمدارس العسكرية ومدرسة الحقوق ومدرسة الطب وهو ما ساعد على تخريج جيل جديد من المثقفين.
  • إنشاء البنية التحتية: اهتم بالبنية التحتية حيث قام بإنشاء الطرق والجسور وشبكات الاتصالات. وهو ما ساعد على ربط أجزاء الإمبراطورية ممتدة الأطراف.
  • التأكيد على الهوية الإسلامية: كان يؤمن بفكرة الجامعة الإسلامية وكان يسعى لتوحيد المسلمين. تحت راية الخلافة العثمانية، وهو ما جعله محبوب لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم.

أما عن شجرة عائلة السلطان عبد الحميد الثاني، فقد كان لديه العديد من الأبناء من زوجاته. ومن أشهر زوجاته كانت السلطانة موظف قادين أفندي، وقد كان لديه اهتمام كبير بعائلته وكانت حياته الخاصة بعيدة عن الأضواء.[1] \

تعرف أيضًا على: أحمد بن طولون: مؤسس الدولة الطولونية في مصر

كيف كانت نهاية السلطان عبد الحميد الثاني؟

السلطان عبد الحميد الثاني

لم تكن نهاية السلطان عبد الحميد الثاني. نهاية عادية، بل كانت تراجيدية ومأساوية. فلقد تم خلعه من الحكم في 27 أبريل 1909، بعد ثورة قام بها حزب الاتحاد والترقي الذي كان يتكون من مجموعة من المثقفين والضباط الشباب، والذين كانوا متأثرين بالأفكار القومية الغربية. كان هذا الحزب يرى أن السلطان هو العقبة أمام التحديث وأنه يجب أن يتم استبداله بنظام ملكي دستوري.

بعد خلعه تم نفيه إلى مدينة سالونيك في اليونان، التي كانت تتبع الإمبراطورية العثمانية في ذلك الوقت. ولكن بعد انهاء حرب البلقان في عام 1912 تم نقله إلى إسطنبول، حيث وضع تحت الإقامة الجبرية في قصر بيلربي.  ورغم أنه فقد السلطة إلا أنه لم يفقد هيبته، حيث كان العديد من الشخصيات البارزة تزوره في منفاه. أما عن كيف مات السلطان عبد الحميد الثاني. فقد توفي في 10 فبراير 1918، بعد أن كان قد عانى من مرض عضال في السنوات الأخيرة من حياته فكان موته يمثل نهاية حقبة في تاريخ الإمبراطورية العثمانية.[2]

تعرف أيضًا على: جريزمان مع منتخب فرنسا: يورو 2016 وكأس العالم

شجرة عائلة السلطان عبد الحميد الثاني

السلطان عبد الحميد الثاني

تعتبر شجرة عائلة السلطان عبد الحميد الثاني. جزء مهم من تاريخ الإمبراطورية العثمانية. حيث كانت حياته العائلية مليئة بالزوجات والأبناء الذين لعب بعضهم أدوار متفاوتة في البلاط العثماني. كان شخصيته محافظة وكان يعطي اهتمام كبير لزوجاته وأبنائه وبناته، ولكن حياته الخاصة كانت بعيدة عن الأضواء بشكل كبير. وذلك بسبب طبيعته الحذرة و كان يرى في عائلته مأمن من المؤامرات السياسية التي كانت تحيط به.

لقد تزوج السلطان عبد الحميد الثاني من عدد من النساء حيث كانت له زيجات متعددة ومن أشهر زوجاته كانت السلطانة موظف قادين أفندي. التي أنجبت له ولي العهد الأمير محمد عبد القادر أفندي. كانت العلاقة بين عبد الحميد الثاني الزوجة. والأبناء تقوم على الاحترام والتقدير وكان يحرص على تعليم أبنائه وبناته بشكل جيد وتوفير أفضل سبل العيش لهم. ولكن في نفس الوقت كان يحرص على عدم تدخلهم في الشؤون السياسية خوف عليهم من المؤامرات.

تعرف أيضًا على: شارلمان: إمبراطور أوروبا ومؤسس الإمبراطورية الكارولنجية

بعد خلع السلطان عبد الحميد الثاني. تعرضت عائلته للكثير من الصعوبات فقد تم إرسال بعض أبنائه وبناته إلى المنفى وعاشوا حياة صعبة بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية،فقد كانت قصة عائلة السلطان عبد الحميد الثاني تراجيدية حيث تحولت من قصة عظمة ملكية إلى قصة تشتت وانهيار مما يعكس النهاية المأساوية للإمبراطورية العثمانية.  ورغم كل الصعوبات إلا أن أبناءه وبناته حافظوا على هويتهم وحاولوا الحفاظ على إرث والدهم لتبقى شجرة عائلة السلطان عبد الحميد الثاني. رمز للنهاية المأساوية للعصر العثماني.

تعرف أيضًا على: ملك مقدونيا الإسكندر الأكبر القائد الذي غزا العالم

من هو الباشا الذي خان السلطان عبد الحميد الثاني؟

السلطان عبد الحميد الثاني

تاريخ سقوط السلطان عبد الحميد الثاني. لا يمكن أن يفصل عن دور شخصية محورية وهو الباشا الذي أسقط السلطان عبد الحميد. محمود شوكت باشا.  كان محمود شوكت باشا قائد عسكري مهم وكان عضو في حزب الاتحاد والترقي،و قام بقيادة “الجيش الثالث” الذي تحرك من سالونيك نحو إسطنبول وتمكن من قمع “حادثة 31 مارس” التي كانت عبارة عن تمرد عسكري ضد حزب الاتحاد والترقي.  بعد قمع التمرد أصبح محمود شوكت باشا هو القائد الفعلي للقوات العسكرية، وقام بفرض إرادة حزب الاتحاد والترقي على السلطان.

كان دور محمود شوكت باشا حاسم في خلع السلطان عبد الحميد الثاني. لقد قام بإبلاغ السلطان بقرار الخلع وقام بالإشراف على عملية نقله إلى سالونيك.  ورغم أن المؤرخين يختلفون حول دوافع محمود شوكت باشا إلا أنه ينظر إليه على أنه الشخصية التي خانت السلطان، ومهدت الطريق لسيطرة حزب الاتحاد والترقي على الحكم. لقد كان هذا الحدث يمثل نهاية حكم السلطان عبد الحميد وبداية النهاية الفعلية للإمبراطورية العثمانية.

تعرف أيضًا على: ابن أبي أصيبعة: طبيب ومؤرخ

في الختام كان السلطان عبد الحميد الثاني. آخر السلاطين الأقوياء في الإمبراطورية العثمانية. فلقد حاول جاهد الحفاظ على ما تبقى من عظمة الدولة، ولكن الظروف الداخلية والخارجية كانت أقوى منه. ورغم أنه فشل في مهمته إلا أن إنجازاته وإصلاحاته تظل شاهدة على حكمته وحنكته السياسية،فقد كانت نهايته تمثل  نهاية حقبة ودرس في التاريخ عن صراعات السلطة وأهمية التوازن بين الإصلاح والحفاظ على الهوية.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة