الصفات الوراثية السائدة والمتنحية

تعد الصفات الوراثية السائدة والمتنحية من المفاهيم الأساسية في علم الوراثة، حيث تُفسر كيفية انتقال الصفات من الآباء إلى الأبناء عبر الجينات. تلعب هذه الصفات دورًا مهمًا في تحديد المظهر الخارجي للفرد والخصائص البيولوجية التي يحملها ومن خلال فهم الفرق بين الصفات السائدة والمتنحية، يمكن التنبؤ باحتمالات ظهور بعض الصفات في الأجيال القادمة بطريقة علمية دقيقة.

 ما هي الصفات الوراثية السائدة؟

تعد الصفات الوراثية السائدة والمتنحية من أهم المفاهيم التي تفسر كيف تنتقل السمات الجينية من جيل إلى آخر

الصفة الوراثية السائدة هي التي تظهر في الكائن الحي إذا كان يحمل نسخة واحدة فقط من الجين المسؤول عنها

بمعنى آخر، إذا ورث الفرد جينًا واحدًا سائدًا وآخر متنحيًا، فإن السائد هو الذي يعبر عن نفسه في المظهر الخارجي.

الصفات السائدة قد تشمل ملامح مثل لون الشعر الداكن، أو القدرة على لف اللسان، أو وجود نقرة الذقن وظهورها

يتطلب وجود نسخة واحدة فقط من الجين المعني، بينما تحتاج الصفة المتنحية إلى نسختين لتظهر هذه المبادئ

تساعدنا على فهم التكوين الجيني بشكل أفضل، مما يساهم في التشخيص الوراثي وتحسين التنبؤ بالصفات الموروثة لدى الأجيال المقبلة.[1]

 ما هي الصفات السائدة والمتنحية في تجارب مندل؟

يعتبر مندل الأب المؤسس لعلم الوراثة، وقد ركز في تجاربه على الصفات الوراثية السائدة والمتنحية

من خلال دراسة الصفات السائدة في نبات البازلاء، مثل لون البذور وشكلها وقد لاحظ مندل أن بعض الصفات

تظهر دائمًا في الجيل الأول، وسماها بالصفات السائدة، بينما الأخرى لا تظهر إلا في الجيل الثاني وسماها الصفات المتنحية.

وقد أوضح مندل أن الصفة السائدة هي الصفة التي تظهر في الجيل الأول عندما يتم تزاوج نباتين يحملان صفات مختلفة وباستخدام

جداول التهجين، تم توضيح كيف يمكن للصفات السائدة والمتنحية أن تتوزع في الأجيال التالية، وهو ما شكّل الأساس العلمي لفهم الوراثة كما نعرفها اليوم.

 ما هي الصفات السائدة والمتنحية عند الإنسان؟

عند الإنسان، يمكن ملاحظة الصفات الوراثية السائدة والمتنحية بوضوح في مجموعة من السمات الجسدية والسلوكية فعلى سبيل المثال، الصفات السائدة في الإنسان تشمل الشعر الداكن، وجود الحليمات الذوقية الإضافية، وحجم شحمة الأذن الحرة بينما الصفات المتنحية قد تشمل لون العين الأزرق أو الشعر الأشقر

من المهم الإشارة إلى أن الصفات السائدة لا تعني أنها الأفضل أو الأكثر انتشارًا دائمًا، بل فقط أنها تحتاج إلى نسخة واحدة من الجين لتظهر فهم هذا التوزيع يساعد في فهم الأمراض الوراثية كذلك، حيث تظهر بعض الحالات عند وجود جين متنحيين متماثلين مثل الأنيميا المنجلية أو التليف الكيسي.

تعرف أيضًا على: ظاهرة الديجافو

 ما هو الفرق بين الجينات السائدة والجينات المتنحية؟

لفهم الصفات الوراثية السائدة والمتنحية، لا بد من التمييز بين تعريف الجين السائد والجين المتنحي

الجين السائد هو الذي يملك القدرة على إخفاء تأثير الجين الآخر في حالة وجودهما معًا فعندما

يكون الفرد حاملاً لجين سائد وآخر متنحي، فإن السائد هو الذي يظهر تأثيره.

الجين المتنحي لا يظهر تأثيره إلا إذا وجدت نسختان متماثلتان منه هذه الفكرة تعد حجر الزاوية في فهم الوراثة المندلية

وتستخدم في فحص احتمالية ظهور صفات معينة أو أمراض وراثية عند الأبناء ويمكن لهذه المعلومات أن تلعب دورًا كبيرًا في الطب الوراثي والإرشاد الجيني للأسر.

تعرف أيضًا على: المخاطر والآثار الجانبية لكلوريد الصوديوم

ما هي الصفة المتنحية؟

عند دراسة الصفات الوراثية السائدة والمتنحية، لا بد من فهم دقيق لـ تعريف الصفة المتنحية.

الصفة المتنحية هي تلك التي لا تظهر على الفرد إلا إذا حصل على نسختين متطابقتين من الجين المسؤول عنها من كلا الوالدين

بمعنى آخر، لا يكفي وجود جين واحد فقط متنح لظهور هذه الصفة.

من أشهر الأمثلة على الصفات المتنحية: الشعر الأحمر، والعيون الزرقاء، وبعض أنواع العجز الوراثي

مثل الهيموفيليا هذا يعني أن الأبوين قد يكونان حاملين لجين متنح دون أن تظهر عليهم الأعراض

ومع ذلك يمكن أن ينقلوه إلى أبنائهم وهذه الحالات تبرز أهمية الفحوصات الوراثية قبل الزواج أو الحمل.

تعرف أيضًا على: مفهوم الثقافة الصحية

 كيف نستخدم جدول الصفات الوراثية؟

لفهم توزيع الصفات الوراثية السائدة والمتنحية، يستخدم جدول الصفات الوراثية أو مربع بونيت، وهو أداة بسيطة لكنها فعالة.

يستخدم لتحديد احتمالية ظهور صفات معينة في الأبناء.

يعتمد على رموز الجينات: عادة يرمز للصفة السائدة بحرف كبير (A) وللمتنحية بحرف صغير (a).

عند تزاوج فردين يحملان نفس الجينات أو مختلفة، يمكن إدخال الرموز في الجدول لمعرفة النسب المحتملة للصفات.

مثلاً: تزاوج Aa مع Aa يعطي احتمالية 75% لظهور الصفة السائدة و25% للمتنحية.

يستخدم في تحديد صفات مثل لون العيون أو الشعر، وكذلك في توقع فرص الإصابة بالأمراض الوراثية.

يعد أداة مهمة في علم الوراثة الطبية والزراعية على حد سواء.

تعرف أيضًا على: ماهي أضرار الشوفان

 ما هي الصفات الوراثية المرتبطة بلون البشرة؟

تعد الصفات الوراثية السائدة والمتنحية من العوامل المؤثرة في لون البشرة، وهو من الصفات متعددة الجينات في هذا السياق، الصفة السائدة في لون البشرة غالبًا ما ترتبط بالبشرة الداكنة، حيث أن الميلانين يفرز بكميات أكبر، ويكون له جينات مسؤولة عن هذا التوزيع الوراثي.

مع ذلك، فإن لون البشرة لا يحدد بجين واحد فقط، بل بعدة جينات تتفاعل مع بعضها هذه التفاعلات يمكن أن تنتج ألوانًا متنوعة للبشرة، تتراوح بين الفاتحة جدًا والداكنة جدًا ويعد لون البشرة مثالًا معقدًا للوراثة، لكنه ما زال يصنّف ضمن نطاق الصفات الوراثية التي يمكن دراستها تحت مفاهيم السائد والمتنحي.

تعرف أيضًا على: أضرار الفول السوداني

 ما هي العوامل المؤثرة في انتقال الصفات الوراثية؟

لفهم آلية انتقال الصفات الوراثية السائدة والمتنحية، لا بد من معرفة العوامل التي تتحكم في الصفات الموروثة هي: الجينات، البيئة، والتفاعلات بين الجينات المختلفة فالجينات هي الأساس الأول، حيث تحمل الشيفرة الوراثية التي تحدد الصفات.

لكن العوامل البيئية مثل التغذية، والمناخ، ونمط الحياة يمكن أن تؤثر أيضًا في كيفية تعبير هذه الجينات عن نفسها كذلك، فإن بعض الصفات تكون متأثرة بعدة جينات معًا (polygenic traits)، مما يجعل دراسة الوراثة عملية معقدة لكنها شيقة للغاية.[2]

تعرف أيضًا على: أعراض لخبطة الهرمونات عند النساء

في الختام، يظهر فهم الصفات الوراثية السائدة والمتنحية مدى تعقيد ودقة علم الوراثة، حيث تسهم هذه المفاهيم في تفسير تنوع الصفات بين الأفراد كما تساعد في التنبؤ بالخصائص الوراثية للأبناء، وتُستخدم في مجالات متعددة كالتشخيص الطبي وتحسين السلالات. لذا فإن دراسة هذه الصفات تعد خطوة أساسية لفهم الأسس الوراثية التي تقوم عليها الحياة وتوارث الصفات عبر الأجيال

• NIHDOMINANT TRAITS AND ALLELES_بتصرف
• Science directFactors Affecting Gene Expression_بتصرف

مشاركة المقال

وسوم