الفرق بين النبي والرسول: مفهوم الرسالة والتكليف الإلهي

الكاتب : آية زيدان
26 مارس 2025
عدد المشاهدات : 71
منذ 3 أسابيع
الفرق بين النبي والرسول: مفهوم الرسالة والتكليف الإلهي
عناصر الموضوع
1- تعريف النبي
2- تعريف الرسول
3- الأدلة من القرآن والسنة
القرآن الكريم
السنة النبوية
4- خصائص كل منهما
النبي
الرسول
5- أمثلة من سِيَر الأنبياء
أولًا: آدم عليه السلام
ثانيًا: إدريس عليه السلام
6- الحكمة من تنوّع مهامهم
التكامل بين الرسالات
التدرج في التشريع

عناصر الموضوع

1- تعريف النبي

2- تعريف الرسول

3- الأدلة من القرآن والسنة

4- خصائص كل منهما

5- أمثلة من سِيَر الأنبياء

6- الحكمة من تنوّع مهامهم

في رحلة النور الإلهي، تتجلى حكمة الله تعالى في إرسال الأنبياء والرسل، صلوات الله عليهم أجمعين، لهداية البشرية وإخراجها من الظلمات إلى النور، ورغم أنهم جميعًا حملوا رسالة الحق، إلا أن هناك فروقًا دقيقة بين النبي والرسول، تتجلى في مفهوم الرسالة والتكليف الإلهي.

1- تعريف النبي

كلمة “نبي” مشتقة من الجذر اللغوي “نبأ”، الذي يحمل معنى الخبر والإعلام، فالنبي هو الشخص الذي يحمل إلينا أخبارًا هامة من عند الله تعالى، فهو المخبر عن الله، والمنذر بأوامره ونواهيه.

  • تعريف النبي اصطلاحًا: في الاصطلاح الشرعي، يُعرَّف النبي بأنه الشخص الذي أوحى الله إليه بوحي، سواء كان هذا الوحي يتضمن شريعة جديدة، أم كان تأكيدًا على شريعة سابقة، يوحى إليه أن يفعل كذا، لكن لا يؤمر بالتبليغ.
  • أمثلة على الأنبياء: من الأنبياء الذين لم يؤمروا بالتبليغ: آدم عليه السلام، وإدريس عليه السلام.[1]

2- تعريف الرسول

كلمة “رسول” مشتقة من الجذر اللغوي “رسل”، الذي يحمل معنى الإرسال والتبليغ، فالرسول هو الشخص الذي يرسل برسالة. كما تم تكليفه بتبليغها إلى الناس.

  • الرسول في الاصطلاح: في الاصطلاح الشرعي، يُعرَّف الرسول بأنه الشخص الذي أوحى الله إليه بوحي، وأُمر بتبليغه إلى قومه. وقد يكون هذا الوحي يتضمن شريعة جديدة، أو يكون تأكيدًا على شريعة سابقة.
  • أمثلة على الرسل: من الرسل الذين أرسلهم الله تعالى إلى أقوامهم: نوح عليه السلام، وإبراهيم عليه السلام، وموسى عليه السلام، وعيسى عليه السلام، ومحمد صلى الله عليه وسلم.
  • الفرق بين النبي والرسول: يعتبر كل رسول نبيًا، ولكن ليس كل نبي رسولًا، فالرسول هو النبي الذي تم أمره بتبليغ رسالته إلى قومه.[2]

3- الأدلة من القرآن والسنة

القرآن الكريم

ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تشير إلى الفرق بين النبي والرسول، منها قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ (الحج: 52)، تشير هذه الآية إلى أن الله تعالى أرسل رسلًا وأنبياء، وأن هناك فرقًا بينهما.

السنة النبوية

ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تبين الفرق بين النبي والرسول، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم:” قال رسول الله ﷺ: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون)، يشير هذا الحديث إلى أن الأنبياء كانوا يتولون قيادة بني إسرائيل، وأن النبوة استمرت فيهم حتى زمن عيسى عليه السلام، ثم انقطعت بعد ذلك.[3]

4- خصائص كل منهما

تتجلّى الفروق بين النبي والرسول في عدة خصائص، تميز كل منهما وتوضح طبيعة الرسالة التي يحملها كل منهما، وتكشف عن جوانب من التكليف الإلهي الذي اضطلع به كل منهما.

النبي

  • متبع لشريعة سابقة: قد يكون النبي متبعًا لشريعة رسول سابق، أي أنه يأتي ليؤكد على شريعة رسول كان قبله، ويجدد ما اندرس منها، ويقيمها في قومه. فهو لا يأتي بشريعة جديدة، بل يعمل في إطار شريعة موجودة.
  • غير مأمور بالتبليغ العام: قد لا يؤمر النبي بتبليغ رسالته إلى الناس كافة، بل قد تكون رسالته مقتصرة على قومه أو مجتمعه الذي يعيش فيه. فهو يقوم بدوره في تذكيرهم وتوجيههم، ولكن ليس بالضرورة أن يدعو الناس كافة إلى شريعته.
  • شريعة غير ناسخة: قد يأتي النبي بشريعة جديدة، ولكنها لا تنسخ الشريعة السابقة، بل تكون مكملة لها أو مفصلة لها. فهي إضافة إلى الشريعة الموجودة، ولكنها لا تلغيها أو تستبدلها.

الرسول

  • صاحب شريعة جديدة: يأتي الرسول بشريعة جديدة، أو يؤكد على شريعة رسول سابق، ويُؤمر بتبليغها إلى الناس كافة، فهو صاحب رسالة شاملة، يدعو الناس إلى اعتناقها والعمل بها.
  • مأمور بالتبليغ العام: يُؤمر الرسول بتبليغ رسالته إلى الناس كافة، أي أنه مكلف بدعوة الناس إلى شريعته، وإبلاغهم بأوامر الله ونواهيه. فهو رسول إلى الناس جميعًا، وليس إلى قوم معينين فقط.
  • شريعته ناسخة: قد تكون شريعة الرسول ناسخة للشريعة السابقة، أي أنها تلغيها وتستبدلها بشريعة جديدة. وهذا يكون في حالة إذا كانت الشريعة السابقة قد انتهى زمانها، أو طرأ عليها ما يستدعي تغييرها.[4]

5- أمثلة من سِيَر الأنبياء

تزخر سيرة الأنبياء، عليهم السلام، بالعديد من الأمثلة التي تجسد الفرق بين النبي والرسول، وتوضح طبيعة الرسالة التي حملها كل منهم، والتكليف الإلهي الذي اضطلعوا به.

أولًا: آدم عليه السلام

  • أبو البشر ونبي: يعتبر آدم عليه السلام أبو البشر، وهو أول نبي أرسله الله تعالى إلى الأرض.
  • تعليمه: علمه الله تعالى الأسماء كلها، وكيف يعيش في الأرض، وكيف يتوب ويستغفر.
  • أمثلة من سيرته: من الأمثلة على ذلك، خلقه من طين، وأمره بالسكن في الجنة، ثم نزوله إلى الأرض بعد أكله من الشجرة المحرمة، وتوبته إلى الله تعالى.

ثانيًا: إدريس عليه السلام

  • نبي: يعتبر إدريس عليه السلام من الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى في فترة مبكرة من التاريخ.
  • صفاته: كان يتميز بالحكمة والعلم، وقد كان كثير العبادة والذكر.
  • أمثلة من سيرته: من الأمثلة على ذلك، أنه كان أول من خط بالقلم، وعلم الناس الكتابة والحساب، والفلك.[5]

6- الحكمة من تنوّع مهامهم

إن تنوع مهام الأنبياء والرسل، عليهم السلام، واختلاف الأدوار التي اضطلعوا بها، يحمل في طياته حِكمًا بالغة، ويكشف عن جوانب من رحمة الله وعدله وإعجازه في خلقه.

الفرق بين النبي والرسول: مفهوم الرسالة والتكليف الإلهي

التكامل بين الرسالات

  • وحدة الهدف: إن جميع الأنبياء والرسل، عليهم السلام، قد جاءوا لهدف واحد، وهو هداية البشرية إلى عبادة الله الواحد، وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
  • تنوع الأساليب: ولكن، نظرًا لاختلاف الزمان والمكان، وتطور المجتمعات البشرية. فقد تنوعت أساليبهم في الدعوة، واختلفت الشرائع التي جاءوا بها.

التدرج في التشريع

  • مراعاة قدرة الاستيعاب: لقد تدرجت الشرائع السماوية في أحكامها، فبدأت بالأحكام الأساسية، ثم انتقلت إلى الأحكام التفصيلية. وذلك لمراعاة قدرة الناس على استيعابها وتطبيقها.
  • التخفيف والتيسير: وقد كانت الشريعة الإسلامية هي الشريعة الكاملة والشاملة، التي جمعت بين اليسر والسهولة، وبين الكمال والشمول.
  • الرحمة بالعباد: وهذا التدرج في التشريع، يدل على رحمة الله تعالى بعباده، حيث لم يكلفهم بما لا يطيقون، بل تدرج بهم، حتى وصلوا إلى الكمال.[6]

في النهاية، لقد تبين لنا من خلال هذه الرحلة في عالم النبوة والرسالة، أن الأنبياء والرسل، عليهم السلام أجمعين، هم صفوة الخلق، وخيرة البشر، اصطفاهم الله تعالى لحمل رسالته، وتبليغها إلى الناس، وقد قاموا، عليهم السلام، بأداء رسالتهم على أكمل وجه، وبذلوا في سبيل الله كل غال ونفيس.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة