القصة القصيرة: فن الحكاية في لمحات مختصرة!

الكاتب : آية زيدان
19 أبريل 2025
عدد المشاهدات : 32
منذ 4 أيام
القصة القصيرة: فن الحكاية في لمحات مختصرة!
عناصر الموضوع
1- تعريف القصة القصيرة
2- عناصر القصة القصيرة
3- أشهر كتاب القصة القصيرة
4- تقنيات السرد
5- أهمية القصة القصيرة
6- أمثلة على القصص القصيرة

عناصر الموضوع

1- تعريف القصة القصيرة

2- عناصر القصة القصيرة

3- أشهر كتاب القصة القصيرة

4- تقنيات السرد  

5- أهمية القصة القصيرة

6- أمثلة على القصص القصيرة

في البداية وقبل الحديث عن فن القصة وخصائصها، القصة القصيرة التي تحمل حكمًا وعظات غالبًا ما تترك بصمة كبيرة على القارئ، بل قد تتفاجأ حقًا بما تتركه قصة لا تتجاوز بضع مئات من الكلمات في نفسك من أثر. علاوة على ذلك إن كنت من محبي القصص القصيرة وتستمتع بالحكم المستفادة منها. فمقال اليوم لك! تعرّف على عناصر القصة القصيرة وأهم الكتّاب الذين برعوا في هذا الفن الأدبي.

1- تعريف القصة القصيرة

عند الحديث فن القصة وخصائصها، القصة القصيرة هي حكاية نثرية خيالية موجزة. أقصر من الرواية، وتضم عادة عدد قليل من الشخصيات. لا تتعدى العشرة آلاف كلمة، وتركز عادة على حدث واحد. ضمن فترة زمنية قصيرة ومكان محدود، لتعبر عن موقف أو جانب من جوانب الحياة.

وهي أيضًا تعتبر سردًا، سواء كان واقعيًا أو خياليًا، لأحداث شعرية أو نثرية. تهدف إلى جذب الانتباه وإمتاع القارئ وإقناعه بفكرة ما وتوعيته، فالقصة تتضمن سلسلة من الأحداث المتخيلة التي تحكي حياة أشخاص، وتعبر عن تجربة حدثت لمجموعة ما، وتعالجها بطريقة معينة. بالإضافة إلى ذلك القصة القصيرة هي نوع من السرد والحكاية، تتألف من عناصر درامية وأشخاص يتورطون فيما يعرف بالصراع الدرامي، الذي يخلقه الكاتب. وكلما تعقد الصراع وتشعب، زادت قوة بناء القصة، وزادت معها الإثارة والقيمة الفنية.

تعرف القصة القصيرة أيضًا بأنها نوع من أنواع السرد القصصي، تحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر، تتشكل لتظهر لنا شخصيات وأحداثًا رائعة، تدور في زمان ومكان محددين، ويجب تحديدهما لإبراز القصة القصيرة بشكل جيد، وإيصال الفكرة المرادة بأقل وقت ممكن. [1]

2- عناصر القصة القصيرة

عناصر القصة القصيرة تبني معًا النسيج القصصي، فهي مترابطة، فالفكرة جزء من الأحداث، وجزء من الشخصيات، ومن اللغة، ومن الزمان والمكان، فتنتج معًا عالم القصة القصيرة وفن القصة وخصائصها.

عناصر القصة القصيرة

الحدث: تدور القصة حول سلسلة من الوقائع التي تشد انتباه القارئ، فيتابعها بمتعة وشوق، ويكون الصراع فيها بين الشخصيات أو بين البطل ونزعة داخلية أو فكرة أو قيمة. هذا الصراع هو المحرك الأساسي للقصة وسبب حدوثها، كما تتكون القصة من: البداية التي تنطلق فيها القصة وغالبًا ما يكون هناك استقرار ظاهري، ثم الوسط حيث يزداد الصراع ليصل إلى قمته، وأخيرًا النهاية التي تتفاعل فيها العوامل والقوى لتتلاشى.

الشخصيات: الشخصية في القصة القصيرة هي العنصر الأبرز، وبما أن من سمات القصة الإيجاز، فالشخصيات قليلة، وغالبًا ما تشمل بطل واحد، وتدفع الوقائع هذا البطل لصراع مع شخصية أخرى تُسمى الخصم أو المنافس.

 الزمان: كل حدث لا بد له أن يحصل في وقت مُعين، وقيام الكاتب بالتقيّد بهذا العامل أمر ضروري للغاية كي تأخذ القصة شكلها السليم، ولا يبدو أي اضطراب في أحداثها أو شخصياتها.

المكان: بالإضافة إلى أهمية الزمان في بناء أحداث القصة، فإن المكان له دور حيوي أيضًا، فالمكان قد يكون بمثابة شريك في الفعل السردي في بعض القصص، مثلما يكون قوة معارضة، كما في القصة التي يعتمد فيها الحدث على صراع البطل والبحر.

الحبكة: هي ذروة الأحداث حيث تبلغ الأزمات أوجها وتتعقد، وهي جوهر التشويق، فكلما زادت حدة الأزمات والتعقيد، ازداد تشوق القارئ.

الحل: هي الخاتمة التي يكشف فيها الراوي عن فك العُقدة وانحلالها. معلنًا قرب النهاية. وقد يُغفل الكاتب هذا العنصر. تاركًا النهاية مفتوحة، ليشرك القارئ في توقع النهاية وإيجاد الحلول.

الفكرة: هي شديدة الصلة ببقية أجزاء الحكاية. والكاتب البارع هو الذي يوصل الحكاية إلى القراء بطريقة خفية، فلا يلخصها بملخص أو عظة، فالأفكار لا تصرح ولا تكشف، بل تصل إلى القارئ من خلال تتابع الوقائع وتأثيرها المتبادل. [2]

3- أشهر كتاب القصة القصيرة

القصة القصيرة فن أدبي برز فيه العديد من الأدباء في العالم العربي، وتركوا أثر مهم في تطوره، حيث أضافوا إليه أساليب فنية جديدة، خاصةً في البداية، ثم انتقلوا به إلى مرحلة التجريب، مما جعله فن حيّ ومتطوّر، ومن هؤلاء:

  • زكريا تامر

كاتب وصحفي سوريّ، وهو من أهم كتاب القصة القصيرة في العالم العربي، ولد في دمشق عام 1931، وكان له مساهمة في تأسيس اتّحاد الكتّاب العرب في سوريا.

  • محمود سيف الدين الإيراني

سيف الدين أديب فلسطيني، ويعتبر من رواد القصة القصيرة في الأردن، كما أن له كتاباتٌ نثرية، وولد في يافا عام 1914، وهو صاحب مجلة الفجر الأسبوعية التي صدرت في يافا عام 1935.

  • غي دو موباسان

هو كاتب فرنسي يكتب القصة القصيرة والرواية، وتميز أسلوبه الأدبي بالواقعية والبساطة؛ وذلك لأن معظم قصصه كانت تتحدث عن الحرب الفرنسية.

  • عيسى الناعوري

هو من أبرز أعلام القصة القصيرة وروادها في الأردن، وجاء بعد الإيراني، وقد اهتم بالقصة القصيرة وسعى إلى تطويرها، ولكنه لم يركز على القصة القصيرة فحسب.

  • يوسف إدريس

ولد يوسف إدريس في قرية البيروم بمحافظة الشرقية في مصر عام 1927، وهو كاتب ومسرحي وقصصي أثرى الأدب العربي بأعمال وروايات كثيرة.

  • دستويفسكي

هو روائي وكاتب قصص قصيرة وصحفي وفيلسوف روسي، وهو واحد من أشهر الكتاب والمؤلفين حول العالم، كما بدأ بالكتابة في العشرينات من عُمره. [3]

4- تقنيات السرد

تتعدد تقنيات السرد في القصة القصيرة، لتشمل مجموعة هامة، ومنها ما يأتي:

الجمل القصيرة: حيث يستخدمها الكاتب داخل أحداث القصة من أجل خلق بيئة تفاعلية بها، وإيصال الحدث إلى القارئ بسرعة، وذلك من أجل تحقيق أثر عاطفي لديه.

التشويق: يعتبر من تقنيات السرد الهامة والمستخدمة في القصة القصيرة من أجل  إثارة فضول القارئ، ومرافقته في رحلة من الخيال.

التقنيات الوصفية: يتم استخدامها من أجل إيصال بعض من تفاصيل الأحداث. وكذلك إضفاء الحيوية على عواطف القارئ وكذلك الشخصيات.

النهاية المفاجئة: تعد من أبرز التقنيات التي يستخدمها الكاتب في القصة وذلك من أجل إثارة فضول القارئ وإثارة الجانب العاطفي لديه.

تناول شخصية بالتفصيل: هنا يركز الكاتب على ذكر شخصية واحدة بشكل تفصيلي، وشرح جميع التفاصيل الخاصة بها، وتسليط الضوء عليها بعمق.

السرد بالترتيب الزمني: يلجأ الكاتب إلى هذا الأمر من أجل التسلسل الزمني داخل أحداث القصة.

الاقتصار في الكلمات: يتجنب الكاتب أسلوب الحشو في هذه التقنية، حيث يتم استخدام الكلمات المفيدة فقط والتي توصل المعنى للقارئ وتكون بعيد عن الإطالة. [4]

5- أهمية القصة القصيرة

أيضًا فن القصة وخصائصها تعد القصة القصيرة من أهم أنواع الأدب وأكثرها قيمة، وأهميتها كالتالي:

القصة القصيرة وسيلة رائعة للتواصل مع القرّاء وإيصال الرسائل بطريقة مباشرة وفعالة. كما تتيح للكاتب التعبير عن أفكاره وأحاسيسه بأسلوب مقتضب ومُلهم، مما يجذب الانتباه ويشجع القرّاء على متابعة القصة حتى نهايتها.

كما يمكن للقصة القصيرة أن تلهم القرّاء وتؤثر فيهم عاطفيًا وفكريًا، مما يجعلها أداة قوية للتأثير في الجمهور، بينما تمثل القصة القصيرة فرصة للكاتب للتدرب على صقل مهاراته الكتابية وتطوير قدراته الإبداعية. فأثناء كتابة القصة القصيرة، يواجه الكاتب مختلف الجوانب الأدبية والنقدية، مما يساعده على تحسين مهاراته وتطوير أسلوبه الكتابي. [5]

6- أمثلة على القصص القصيرة

تعتبر القصة القصيرة من أبرز أشكال الأدب التي تقدم حكايات مكثفة تحمل في طياتها معاني ودروس عميقة. فيما يلي بعض الأمثلة الشهيرة على القصص القصيرة:​

أ- العسكري الأسود ليوسف إدريس

تعد هذه القصة من أبرز أعمال الكاتب المصري يوسف إدريس. حيث تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والإنسانية في المجتمع المصري.​

ب- رجال في الشمس لغسان كنفاني

تتناول هذه القصة القصيرة معاناة الفلسطينيين بعد النكبة. من خلال سرد رحلة ثلاثة رجال يسعون للهروب إلى الكويت بحثًا عن حياة أفضل.​

ج- النمور في اليوم العاشر لزكريا تامر

تبرز هذه القصة بأسلوب ساخر و رمزي قضايا الحرية والعدالة في المجتمع.​

د- الحمامتان والسلحفاة

تحكي هذه القصة عن صداقة بين حمامتين وسلحفاة. وتبرز أهمية التعاون والصداقة في مواجهة التحديات.​

ه- نعل الملك

تبرز هذه القصة أهمية التفكير العملي والبسيط في حل المشكلات. من خلال حكاية ملك أراد تغطية شوارع مملكته بالجلد لتجنب ألم قدميه. حتى أشار عليه أحد مستشاريه بوضع قطعة جلد تحت قدميه بدلًا من ذلك.[6]

في الختام، وبعد أن تحدثنا عن فن القصة وخصائصها، يمكننا القول أن القصة القصيرة فن أدبي يجمع بين الإيجاز والتكثيف. حيث يعكس الواقع أو يتجاوزه بأسلوب مشوّق ومؤثر، ومن خلال عناصرها وتقنياتها. فهي تترك أثر عميق في القارئ. مما يجعلها وسيلة فعالة للتعبير والإبداع.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة