المقداد بن الأسود: من أوائل فرسان الإسلام وممن حضروا بدر

الكاتب : آية زيدان
21 أغسطس 2025
عدد المشاهدات : 58
منذ 8 ساعات
المقداد بن الأسود
من هو الصحابي الجليل المقداد بن الأسود؟
من أي قبيلة المقداد بن الأسود؟
كما ذكرنا في المقدمة، يُعرف الصحابي الجليل المقداد بن الأسود بنسبين:
ما هي قصة المقداد بن الأسود الكندي؟
ماذا قال الرسول عن المقداد بن الأسود؟

يُعد الصحابي الجليل المقداد بن الأسود رضي الله عنه من أوائل من آمنوا بالإسلام، ومن أصحاب المكانة الرفيعة في تاريخ السيرة النبوية، حيث كان فارسًا شجاعًا ومجاهدًا صنديدًا وأحد القادة البارزين في جيش المسلمين. علاوة على ذلك لم يكتفِ بإعلان إسلامه في الأيام الأولى للدعوة، بل كان من الثابتين الذين تحملوا الأذى من أجل دينهم، وهاجروا في سبيل الله، وشاركوا في كل الغزوات والمعارك مع النبي محمد ﷺ، في هذا المقال، سنتعمق في حياة هذه الشخصية العظيمة، ونجيب عن تساؤلات مهمة حول هويته، ونسبه، وقصته، بالإضافة إلى ما قاله النبي ﷺ في حقه، لتقديم صورة شاملة عنه.

من هو الصحابي الجليل المقداد بن الأسود؟

المقداد بن الأسود هو الصحابي الجليل المقداد بن عمرو بن ثعلبة الكندي، ولكن يعرف بالمقداد بن الأسود نسبة إلى الأسود بن عبد يغوث الزهري الذي تبناه في الجاهلية، ولذلك يطلق عليه أيضًا الكندي، هو من أوائل من أسلموا، فقد كان إسلامه سابقًا، ويقال إنه السابع من السبعة الأوائل الذين أظهروا إسلامهم في مكة المكرمة. بينما كان من المهاجرين الذين تركوا ديارهم وأموالهم في مكة من أجل الله ورسوله، وهاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية، ثم إلى المدينة المنورة.

تعرف أيضاَ على:دروس غزوة أُحد: شجاعة الصحابة وإرادة لا تنكسر

تميز المقداد بن الأسود بشجاعته النادرة وبسالته في القتال، وبينما كان من الفرسان المعدودين في الإسلام. وقد شهد جميع الغزوات مع النبي محمد ﷺ، بداية من غزوة بدر الكبرى، مرورًا بأحد والخندق، وصولًا إلى فتح مكة. في غزوة بدر،بينما كان من القلة الذين كان لديهم فرس، وكانت كلمة “الفرس” تطلق على الخيل الأصيلة. ولهذا كان له دور بارز في المعركة، حيث كان من الفرسان الذين يتقدمون الصفوف ويقاتلون بشجاعة. وكان مثالًا للورع والزهد، وكان حريصًا على طلب العلم، وروى عددًا من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. [1]

تعرف أيضاَ على:أهم الشخصيات التاريخية الإسلامية

المقداد بن الأسود

من أي قبيلة المقداد بن الأسود؟

كما ذكرنا في المقدمة، يُعرف الصحابي الجليل المقداد بن الأسود بنسبين:

  • نسب الحقيقي
  • نسب التبني

نسبه الحقيقي هو أنه من قبيلة “كندة” العربية القحطانية، وهو نسب المقداد بن الأسود الكندي، بينما نسب التبني، فيرجع إلى الأسود بن عبد يغوث الزهري من قريش، والذي تبناه بعد أن فر من قومه إلى مكة.

تعرف أيضاَ على:أول من مات في غزوة بدر

القصة تقول إن المقداد بن الأسود كان قد فر من قومه في قبيلة كندة، وذلك بعد أن قتل رجلًا منهم، فقدم إلى مكة المكرمة، ودخل في حلف مع الأسود بن عبد يغوث الزهري، فتبناه الأسود وأصبح ينسب إليه، ويعرف بالمقداد بن الأسود، هذا النسب بالتبني هو الذي اشتهر به، ولكن بعد نزول آيات تحريم التبني، عاد إلى نسبه الحقيقي، المقداد بن عمرو الكندي. إلا أن شهرته بالمقداد بن الأسود بقيت قائمة.

هذه القصة تبرز التحولات الاجتماعية في صدر الإسلام، وكيف أن الإسلام أبطل عادات الجاهلية، ومنها التبني، وأعاد الأمور إلى نصابها الصحيح. زوجته كانت ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الزواج يدل على مكانته العالية وقربه من بيت النبوة. [2]

تعرف أيضاَ على:أنواع الشخصيات

المقداد بن الأسود

ما هي قصة المقداد بن الأسود الكندي؟

قصة المقداد بن الأسود الكندي هي قصة حافلة بالمواقف البطولية والإيمانية العظيمة.بينما تبدأ القصة بفراره من موطنه إلى مكة، ثم تبنيه من قبل الأسود بن عبد يغوث. وإسلامه المبكر الذي كان في الأيام الأولى للدعوة. هذا الإسلام المبكر جعله عرضة للأذى والتعذيب من قبل كفار قريش. ولكنه كان ثابتًا على دينه.

من أبرز مواقف المقداد بن الأسود في السيرة النبوية هو موقفه العظيم في غزوة بدر الكبرى. عندما استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في القتال، وقبل ذلك في الخروج. قام وقال مقولته الشهيرة التي أصبحت خالدة: “يا رسول الله، امضِ لما أمرك الله به، فوالله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون. ولكنا نقول: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون. والذي بعثك بالحق. لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه”. هذه الكلمات كانت بمثابة إعلان للولاء المطلق للنبي صلى الله عليه وسلم. وكانت حافزًا كبيرًا للمسلمين على القتال.

وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم حال الفرسان الذين كانوا معهم في غزوة بدر. ومنهم المقداد بن الأسود، فقال: “ما كان معنا يوم بدر إلا فارسان: المقداد والزبير”. كان وصف المقداد بن الأسود للفرس واضحًا. فهو كان من القلائل الذين امتلكوا فرسًا أصيلًا، مما جعله فارسًا متميزًا في المعارك

تعرف أيضاَ على:ماذا تعرف عن الصحابة؟ أسئلة وأجوبة مميزة!

المقداد بن الأسود

ماذا قال الرسول عن المقداد بن الأسود؟

حظي الصحابي الجليل المقداد بن الأسود بثناء عظيم من النبي محمد ﷺ، مما يدل على مكانته الرفيعة وقدره الكبير في الإسلام. فقد وردت عدة أحاديث نبوية تمدحه وتُشيد بفضله.

من أشهر ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في حقه. ما جاء في حديث رواه الإمام مسلم في صحيحه: “إن الله أمرني بحب أربعة من أصحابي، وقال: إن أبا بكر وعمر وعثمان وعلي. فقال النبي ﷺ: إن الله يحبهم. فصرح المقداد بن الأسود: يا رسول الله، وأنا أحبهم. فأجاب النبي ﷺ: أحبهم. فصاحبني المقداد”. هذا الحديث يدل على أن النبي ﷺ كان يقر بفضل المقداد ومحبته له. وأنه كان من أهل الفضل الذين يستحقون المحبة.

كما يروى أن النبي ﷺ أثنى عليه في مواقف أخرى. وذكره بخير في غير ما مرة، مما يؤكد مكانته الكبيرة. وأنه كان من أشد المدافعين عن الإسلام والمسلمين، وممن يحرصون على الحق، ولا يخافون في الله لومة لائم. كانت وفاته في عام 33 هـ في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه. وبينما كانت سبب وفاته طبيعيًا. حيث مات في المدينة المنورة ودفن فيها، وقد صلى عليه عثمان بنفسه.

تعرف أيضاَ على:أسئلة عن الصحابة وأجوبتها لاختبار معلوماتك الإسلامية

المقداد بن الأسود

في الختام، نكون قد استعرضنا حياة الصحابي الجليل المقداد بن الأسود، الذي كان من أوائل فرسان الإسلام وممن حضروا بدر. لقد تعرفنا على هويته. الذي يجمع بين نسب التبني والنسب الحقيقي. كما بينا دوره البطولي في غزوة بدر ومقولته الخالدة التي أظهرت ولاءه المطلق للنبي صلى الله عليه وسلم. وأخيرًا، سلطنا الضوء على الثناء النبوي العظيم في حقه. وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبه ويشيد بفضله.علاوة على ذلك إن حياته تعد نموذجًا للمسلم الذي يجمع بين الشجاعة في القتال والورع في العبادة، والإخلاص في المحبة لله ورسوله. بينما يجعله قدوة للمسلمين في كل زمان ومكان.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة