الملك تحتمس الثالث: الإمبراطور المحارب الذي وسع حدود مصر

الكاتب : آية زيدان
17 سبتمبر 2025
عدد المشاهدات : 14
منذ 6 ساعات
الملك تحتمس الثالث
ما هي إنجازات الملك تحتمس الثالث؟
كم كان عمر الملك تحتمس الثالث عندما تولى الحكم؟
من أشهر معارك الملك تحتمس الثالث؟
معركة مجدو
معركة كادش
معركة دابيك
معركة بيت شيمش
من هو الملك تحتمس الثالث؟
براعة تحتمس الثالث العسكرية وتوسيع حدود مصر
الإرث الخالد لتحتمس الثالث في التاريخ المصري

في تاريخ مصر القديمة، يبرز اسم الملك تحتمس الثالث كأحد أبرز القادة العسكريين الذين تركوا بصمة لا تنسى. ولد في فترة مليئة بالتحديات السياسية، حيث نشأ في ظل حكم الملكة حتشبسوت التي تولّت الوصاية على العرش. ورغم صغر سنه. أظهر تحتمس الثالث قدرة استثنائية على القيادة والتخطيط العسكري. ما جعله يلقب بـ”نابليون مصر” نظرًا لنجاحاته العسكرية وتوسعاته الواسعة. تابع القراءة لتتعرف على المزيد من المعلومات!

ما هي إنجازات الملك تحتمس الثالث؟

الملك تحتمس الثالث يعد بلا شك أحد أعظم فراعنة مصر في التاريخ القديم. ولقبته الألقاب بحكمة؛ فقد حوّل مصر إلى إمبراطورية ضخمة وصلت حدودها إلى أورشليميّة وسوريا الشمالية، حتى عَبَرَ الفرات.

لقد قاد ما بين 17 إلى 20 حملة عسكرية ناجحة، بعضها بتفاصيل دقيقة نقشت في معابد الكرنك، والواقع أنه لم يخسر أي معركة في عهده!

ولم تكن هذه الحملات مجرد فتوحات. بل منصات للتبادل الثقافي والاقتصادي. إذ جلب منها غنائم ضخمة، وأسرى. وكنوز متنوعة، فتدفّقت الثروات إلى مصر بفضل الفتوحات التي ترسّخت في يوميات معبد الكرنك بالضبط، ضمن سجلات تعرف بـ”annals of Thutmose III” .

كما لم يكن الفراعنة يتباهون فقط بالحرب، بل بأعمالهم المدنية. ففي عهده، بنيت عشرات المعابد والمقابر والنصب التذكارية، وأجرى تحسينات ضخمة على معبد آمون–رع في الكرنك، حتى إنّ إحدى الغرف خاصته وزوّدت بزخارف نباتية تجسد أنواعًا من النبات التي رآها في رحلاته الحربية.

لكن تبقى أكثر الخصائص الإنسانية تميّزًا هو إنجازاته العسكرية المتوازنة” فهو لم يكن مجرد فاتح، بل حاكمٌ إداري وحكيم. تجاوز مجرد السيطرة بالقوة، فأسّس سلامًا إقليميًا ” ما يمكن تفسيره بـ”بيكس إيغيبتيكا” أو السلام المصري. وضمن استدامة لوائح التحكم عبر تعليم أبناء الملوك المهزومين في القاهرة ليكونوا لاحقًا داعمين للنفوذ المصري ضمن أرضهم.

أما عائلةُ تحتمس الثالث فقد احتلت مكانة موازية في نجاحاته؛ فكان ابن تحتمس الثاني من زواج ثانٍ، ورباه الفرعون بالوصاية والتربية الملكية حتى نضج ليقود مصر بعقليّة متكاملة، سياسية وعسكرية في الوقت ذاته.

الملك تحتمس الثالث

بشكل أوضح، فإن هذه الإنجازات جعلت مصر ترتقي إلى ذروة مجدها. وتحتمس الثالث بات رمزًا للحكمة العسكرية والبناء الحضاري في عصور تلاحمت فيها السياسة والثقافة عظمة لا تنسى.

تعرف أيضا على : تحتمس الثالث: نابليون مصر القديمة وصاحب أعظم الانتصارات العسكرية

كم كان عمر الملك تحتمس الثالث عندما تولى الحكم؟

في قلب مشهد سياسي معقد حوالي عام 1479 ق.م، صعد الملك تحتمس الثالث إلى العرش وهو في كنف الطفولة لا يتجاوز عمره عامين فقط حيث توفي والده تحتمس الثاني وترك العرش لابن رضيع من عائلة فرعية، بينما تولّت والدته أو إحدى زوجاته الأقل مكانة.

لكن خلف هذا المشهد الخارجي كان هناك بنية قوية تدفع نحو الاستقرار السياسي: تولّت الملكة حتشبسوت، التي كانت زوجة عمه، منصب الوصاية فورًا، وكانت بالفعل تحكم باسم العائلة. فتسلمت زمام الأمة إلى أن بلغ تحتمس الثالث مرحلة البلوغ. رسميًا حوالي سن العاشرة، على الرغم من أنه لم يجد الفرصة إلا بعد وفاة حتشبسوت ليمارس الحكم بنفسه.

طوال أول 22 عامًا من عهده، ظلت حتشبسوت تحكم بشكل فعلي، وهو ما مكَّنه من التعلم والتدرّب على مهام الحكم بعيدًا عن الضغوط، حتى جاء الوقت ليبدأ مرحلة جديدة كفرعون مستقل. هذا التدرّج في القيادة من مشاهدة حذرة إلى تحكّمٍ مباشر، لم تقوِ العرش في العائلة فحسب، بل ساعد في ضبط انتقال السلطة بسلاسة بين الأجيال. رغم التعقيد الناتج عن نظام الوفاة المبكر والعلاقات الأسرية.

وبعد تولّيه بالكامل، استمر تحتمس الثالث في الحكم حتى امتد عمره، وقاده ذلك إلى تطوير آلة الدولة من الجيوش إلى التوسع الخارجي. ولكن كل ذلك لم يمنعه من التخطيط ليوم يعيد فيه لمسيرته مستقبِل الحكم بشكل مستقل. وما بين الدور الأسري. والأداء السياسي، وتدرج المرحلة المبكرة؛ تمكن من إرساء اسم مستقر في سجل التاريخ. وهو علامة على كيف أن وفاة تحتمس الثالث لم تدخل العائلة في أزمة خلاف بل أفرزت تحديًا قدّ ما بذكاء أسرّي وسياسي. [1]

تعرف أيضا على : الفرعون الأنثى حتشبسوت: المرأة التي حكمت مصر كفرعون

من أشهر معارك الملك تحتمس الثالث؟

تميّز الملك تحتمس الثالث بكونه أحد أعظم القادة العسكريين في تاريخ مصر القديمة، حيث جمع بين الذكاء الاستراتيجي والشجاعة في ميادين القتال. سجله العسكري الحافل يعكس قوة مصر المتنامية وتوسع إمبراطوريتها بشكل لم يسبق له مثيل.

الملك تحتمس الثالث

ومن أبرز إنجازاته العسكرية:

  • معركة مجدو

 أكثر المعارك شهرة، حيث خطط تحتمس الثالث لهجوم مفاجئ عبر ممر ضيق. ما مكنه من السيطرة على موقع استراتيجي مهم في بلاد الشام.

  • معركة كادش

مواجهة مع الحيثيين في شمال سوريا. أثبت فيها الملك براعة تكتيكية في مواجهة جيوش منظمة ومحصّنة.

  • معركة دابيك

حملة لتعزيز النفوذ المصري في مناطق السواحل الشمالية والشرقية. وتأمين طرق التجارة البحرية.

  • معركة بيت شيمش

تعزيز سيطرة مصر على المراكز الحضرية المهمة في فلسطين، وضمان تدفق الموارد والخراجات.

وهنا تشير التاريخ إلى أن عدد معارك تحتمس الثالث تجاوز 17 حملة ناجحة، غيّرت من موازين القوى في المنطقة، ولم تكن هذه الحملات مجرد حروب، بل أداة سياسية للتوسع الاقتصادي وتثبيت نفوذ مصر على طول حدودها الشمالية والشرقية.

ومن اقوال تحتمس الثالث التي تعكس شجاعته وحكمته في القتال:

“لا تقتلوا جندي يستسلم… لا تقتلوا مدنيا لم يرفع السلاح .. إياكم أن تمسوا طفلاً أو امرأة بسوء .. أعطوا الطعام للجائع كي يعطيكم الرب أضعافه .. إياكم ان ترهبوا خائفًا مذعورًا ..فهذا لا يرضي الإله العظيم”.

يعكس هذا القول ثقته بنفسه، واستراتيجيته في تحويل الهزيمة العسكرية للخصوم إلى اعتراف بشرعية حكمه!

باختصار، لم تعرف مصر منذ زمن طويل بهذا القدر من القوة العسكرية والسياسية. وكانت هذه المعارك حجر الأساس الذي أسس لمصر كإمبراطورية واسعة ومزدهرة تحت حكم الملك تحتمس الثالث.[2]

تعرف أيضا على : الملك رمسيس الثاني: فرعون مصر الأعظم الذي خلدته المعابد والنقوش

من هو الملك تحتمس الثالث؟

يعد الملك تحتمس الثالث أحد أعظم فراعنة الدولة الحديثة في مصر القديمة، وغالبًا ما يطلق عليه لقب “نابليون مصر” بسبب إنجازاته العسكرية المذهلة واستراتيجيته المتفوقة في الحروب. تولّى العرش في صغره بعد وفاة تحتمس الثاني. ولكنه لم يصبح الحاكم الفعلي إلا بعد انتهاء فترة وصاية الملكة حتشبسوت، حيث بدأ في رسم مسار حكم مستقل وناجح.

براعة تحتمس الثالث العسكرية وتوسيع حدود مصر

كان تحتمس الثالث حاكمًا يتمتع بذكاء سياسي استثنائي، حيث تمكن من توسيع حدود مصر لتصل من النوبة جنوبًا إلى نهر الفرات شمالًا، كما عُرف بدوره في تنظيم الجيش وإنشاء أسطول بحري لتعزيز التجارة والسيطرة على السواحل. هنا يظهر السؤال الهام: ما أهم إنجازات الملك تحتمس الثالث؟ فقد شملت هذه الإنجازات العسكرية والمعمارية والتجارية. كما أنه أسّس سجلات دقيقة لمعاركه وحملاته، مما أتاح دراسة تطوره العسكري حتى اليوم.

أما على الصعيد الشخصي، فقد كانت زوجة تحتمس الثالث الملكة ممتحوتب، وهي التي ساعدت في الحفاظ على استقرار الأسرة الملكية وتثبيت سلطة العرش في بدايات حكمه. بالإضافة إلى ذلك، كانت الأسرة الملكية تحرص على تعليم الأبناء وتهيئتهم لتولي الحكم. وهو ما عزز قوة الدولة واستقرارها على المدى الطويل.

تعرف أيضا على : الملكة الفرعونية حتشبسوت: أول امرأة تحكم مصر كفرعون وبنت معابد التاريخ

الإرث الخالد لتحتمس الثالث في التاريخ المصري

في المجمل، كان تحتمس الثالث نموذجًا للحاكم العسكري والحكيم في نفس الوقت، ودمج بين القوة السياسية والبراعة العسكرية والقدرة على إدارة الدولة، ما جعله علامة فارقة في التاريخ المصري القديم.

وهنا يمكن القول إن إرثه ظل خالدًا من خلال المعابد، والنصوص، والسجلات التي توثق قوته وحنكته، لتبقى مصر تحت حكمه واحدة من أقوى إمبراطوريات العالم القديم.

تعرف أيضا على : الملكة حتشبسوت وإنجازاتها في مصر القديمة

وفي الختام، يمكن القول: أن الملك تحتمس الثالث ترك إرثًا عسكريًا وثقافيًا هائلًا، جعل اسمه خالدًا عبر العصور. من خلال فتوحاتٍ استراتيجية وتنظيمٍ عسكري متقدم، استطاع أن يعيد لمصر هيبتها ويوسع حدودها لتشمل مناطق شاسعة. لم يكن مجرد محارب، بل كان أيضًا مهندسًا لبنية دولة قوية ومستقرة. إن دراسة سيرته تظهر لنا كيف يمكن للإرادة والتخطيط السليم أن يحدثا فارقًا كبيرًا في تاريخ الأمم. ورغم مرور آلاف السنين، يظل تحتمس الثالث رمزًا للقوة والحكمة. ويعد مصدر إلهام للأجيال القادمة في مجال القيادة والإدارة.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة