الهضاب الكبرى وخصائصها الطبيعية

الهضاب الكبرى تمثل من أبرز الظواهر الجغرافية التي تميز سطح الأرض، فهي مناطق مرتفعة تفصل بين السهول والجبال، وتلعب دورًا محوريًا في تحديد المناخ وتوزيع الموارد الطبيعية. تتنوع الهضاب الكبرى في أشكالها وارتفاعاتها، مما يجعلها محط اهتمام الجغرافيين والباحثين والمهتمين بدراسة التضاريس. وتتميز هذه الهضاب بقدرتها على التأثير في مجاري الأنهار، والتحكم في تدفق المياه. بالإضافة إلى دورها في استقرار البيئة النباتية والحيوانية. في هذا المقال، سنستعرض أشهر الهضاب في المملكة، وأنواعها، وأكبر الهضاب في العالم، وأهمها، مع التركيز على خصائصها الطبيعية وتأثيرها على الحياة البشرية والبيئة، مما يمنح القارئ رؤية شاملة لأهمية الهضاب الكبرى.

من أشهر الهضاب في المملكة؟

تتميز المملكة العربية السعودية بتنوع تضاريسها، ومن أبرز هذه التضاريس الهضاب الكبرى التي تتوزع في مناطق عدة، وتلعب دورًا مهمًا في المناخ المحلي والنشاط الاقتصادي. من أشهر هذه الهضاب:

• هضبة نجد: تعتبر القلب الجغرافي للمملكة، وتمتاز بارتفاعاتها التي تصل إلى أكثر من 1000 متر فوق سطح البحر. سطحها مغطى بصخور بركانية ورسوبية، كما تحتوي على سهول صغيرة ووديان عميقة، وتتميز بوجود الكثبان الرملية في بعض مناطقها، ما يجعلها متباينة التضاريس.
• هضبة حائل: تقع شمال غرب المملكة، وتتميز بتضاريس صخرية متقطعة وأراضٍ مرتفعة، مع وديان تتخللها، وتعتبر مناطق حائل من أكثر المناطق الجغرافية غنى بالآثار القديمة والمواقع التاريخية.
• هضبة عسير: تقع جنوب غرب المملكة، وتمثل سلسلة جبلية متوسطة الارتفاع، وتحتوي على مرتفعات خصبة، وأودية غنية بالنباتات الطبيعية. علاوة على ذلك تعد من أهم المناطق الزراعية لرعي الماشية وزراعة المحاصيل.

تتميز هذه الهضاب بما يلي:

• أشكال الهضاب: تختلف بحسب طبيعة الأرض، فبعضها صخري حاد، وبعضها رسوبي ناعم، وبعضها بركاني يحتوي على صخور خامدة.
•  التحكم في مسار الأنهار: تعمل الهضاب الكبرى كحواجز طبيعية تحدد مجاري الأنهار، وتؤثر في توزيع المياه على المناطق المنخفضة.
•  المناخ المحلي: ارتفاع الهضاب عن سطح البحر يخلق مناخات محلية تختلف عن المناطق المنخفضة، فتقل درجات الحرارة صيفًا، وتزداد البرودة شتاءً، كما تتساقط الأمطار بشكل متفاوت حسب التضاريس.
• الموارد الطبيعية: تحتوي الهضاب على صخور ومعادن مختلفة قابلة للاستغلال في البناء والصناعة. بالإضافة إلى النباتات والأعشاب التي تستخدم للرعي والزراعة.

تعد الهضاب أيضًا مناطق استراتيجية، فهي توفر بيئات طبيعية متنوعة، تساعد على دراسة الحياة النباتية والحيوانية، وكذلك على دراسة تأثير التضاريس على المناخ والموارد المائية. [1]

تعرف أيضًا على: الينابيع الجوفية كمورد مائي

ما هي أنواع الهضاب؟

تتنوع الهضاب الكبرى في العالم بحسب تكوينها الجيولوجي وخصائصها الطبيعية، ويمكن تقسيمها إلى أنواع رئيسية:

الهضاب الصخرية

تتكون من الصخور الصلبة، وتتميز بارتفاعاتها الكبيرة وانحداراتها الحادة. غالبًا ما تكون صخور هذه الهضاب بركانية أو رسوبية، وتتحمل عوامل التعرية بشكل أفضل من الأنواع الأخرى. تتميز بوجود وديان عميقة وتلال متفرقة، وتوجد في مناطق مثل هضبة نجد وهضبة كولورادو.

الهضاب الرسوبية

تتكون من تراكم الرواسب الطينية والرملية، وتتميز بالاستواء النسبي وقلة الانحدارات الحادة، مثل الهضاب التي تتواجد في أفريقيا وأمريكا الجنوبية. هذه الهضاب خصبة نسبيًا، ما يجعلها مناطق مناسبة للزراعة والرعي، وتوفر بيئة مناسبة للنباتات والحياة البرية.

الهضاب البركانية

تتشكل نتيجة النشاط البركاني، وتحتوي على صخور بركانية ورماد. تتميز هذه الهضاب بخصائص جيولوجية فريدة، حيث تظهر على سطحها فوهات بركانية قديمة، وأحيانًا مناطق مرتفعة تحتوي على بحيرات بركانية.

تعريف الهضاب و السهول: الهضاب مناطق مرتفعة عن سطح البحر بشكل مستمر. بينما السهول مناطق منخفضة وتمتاز بالاستواء. هذا الاختلاف يجعل الهضاب أكثر عرضة لعوامل التعرية والتغير المناخي، كما يوفر بيئات متنوعة للزراعة والرعي.

تؤثر الهضاب أيضًا على المناخ المحلي، حيث تقل درجات الحرارة في الصيف وتزيد في الشتاء، وتختلف كمية الأمطار حسب ارتفاعها واتجاه الرياح. وهذا التنوع يجعلها مناطق دراسة مهمة للعلماء والجغرافيين، وكذلك مناطق جذب للسياحة البيئية.

تعرف أيضًا على: خط الاستواء وأثره على المناخ

ما هي أكبر الهضاب في العالم؟

تعتبر الهضاب الكبرى في العالم من أهم الظواهر الطبيعية التي شكلت قارات بأكملها، وتمثل مناطق استراتيجية لدراسة الجغرافيا والمناخ والبيئة. من أبرز هذه الهضاب:

الهضبة التبتية

تعرف باسم “سقف العالم”، إذ يزيد ارتفاعها عن 4000 متر فوق سطح البحر، وتغطي مساحة شاسعة تتجاوز 2.5 مليون كيلومتر مربع. تتخللها قمم جبلية شاهقة مثل جبل إيفرست، وتعد مصدرًا للأنهار الكبرى في آسيا مثل نهر اليانغتسي ونهر سلانغ.

• التضاريس: تتنوع التضاريس بين هضاب مستوية نسبياً، ووديان عميقة، وقمم جبلية مرتفعة.
• المناخ: بارد جدًا، ودرجات الحرارة تتراوح بين -15° في الشتاء إلى 15° في الصيف، مع سقوط ثلوج كثيفة في المرتفعات العالية.
• النباتات والحياة البرية: قليلة ومتأقلمة مع المناخ البارد، مثل الأعشاب الجبلية والطحالب، وتوجد بعض الحيوانات مثل الياك ووحيد القرن الصغير وأنواع النمس الجبلي.
• الأهمية الاقتصادية والبشرية: يعتمد السكان المحليون على تربية الماشية (الأغنام والياك)، وبعض المحاصيل الزراعية تتحمل البرودة، وتعد المنطقة مركزًا لدراسات المناخ والجيولوجيا.

الهضبة الإثيوبية

تتميز الهضاب الكبرى في إثيوبيا بارتفاعاتها المتوسطة التي تتراوح بين 1500 و3000 متر، وتحتوي على أراضٍ صخرية وبراكين خامدة.

• التضاريس: تشمل تلالًا صخرية ووديان عميقة، مع مناطق خصبة للزراعة.
• المناخ: معتدل إلى بارد نسبيًا، ويختلف بين المرتفعات والمنخفضات المحيطة بها.
• الحياة النباتية والحيوانية: تحتوي على نباتات السافانا، وأشجار الأكاسيا، وأنواع متعددة من الطيور والحيوانات البرية مثل الغزلان والقرود.
• الأهمية الاقتصادية: الهضاب الإثيوبية غنية بالمياه، وتعد مصدرًا للأنهار التي تغذي مناطق واسعة في أفريقيا، وتزرع فيها الحبوب والخضروات، كما يوجد التعدين لبعض المعادن.

تعرف أيضًا على: الوديان الجبلية وتشكّلها

هضبة كولورادو

تقع في أمريكا الشمالية، وتغطي مساحة كبيرة تشمل صخورًا رسوبية وطبقات جيولوجية متنوعة.

• التضاريس: تتضمن هضاب مستوية نسبيًا، ووديان نهرية عميقة، وجبال منخفضة.
• المناخ: شبه جاف مع صيف حار وشتاء بارد، الأمطار محدودة ومتفاوتة حسب المنطقة.
• الحياة البرية والنباتية: نباتات صحراوية ونباتات الحشائش، وحيوانات مثل الغزلان والذئاب والطيور الجارحة.
• الأهمية الاقتصادية: الزراعة محدودة، لكنها مناسبة للرعي، بالإضافة إلى السياحة الطبيعية ودراسة الجيولوجيا.

الهضبة البرازيلية

تمثل جزءًا كبيرًا من قارة أمريكا الجنوبية، وتغطي مساحة واسعة وتحتوي على ثروات معدنية هامة.

• التضاريس: صخور رسوبية ومرتفعات متدرجة، مع سهول منخفضة بين الهضاب.
• المناخ: استوائي إلى شبه استوائي، مع موسم أمطار واضح وموسم جاف.
• الحياة النباتية والحيوانية: غابات كثيفة وأعشاب، وحيوانات متعددة مثل القرود والطيور الملونة والزواحف.
• الأهمية الاقتصادية: الزراعة المكثفة، التعدين للمعادن والثروات الطبيعية، والسياحة البيئية.

تساهم هذه الهضاب في التحكم بمناخ القارات، وتوزيع المياه، ودراسة التنوع البيئي، وكذلك توفير مناطق سياحية وعلمية هامة. [2]

تعرف أيضًا على: الكهوف الكريستالية وأعماق الأرض

ما هي أهم الهضاب في العالم؟

هناك العديد من الهضاب التي تمتلك أهمية كبيرة على المستوى البيئي والاقتصادي والثقافي. وتشمل:

الهضبة التبتية

• أهميتها تكمن في كونها مصدرًا للأنهار الكبرى، وتأثيرها على المناخ في آسيا الوسطى والصين.
• تحتوي على موارد طبيعية محدودة بسبب الارتفاع والبرودة، لكنها مركز هام للبحث العلمي.

الهضبة الإثيوبية

• توفر الأراضي الزراعية الخصبة في مناطق محددة بين المرتفعات.
• تحتوي على بحيرات وأنهار مهمة مثل بحيرة تانا، وتلعب دورًا في استقرار المناخ المحلي.

والهضبة الكولومبية

• الأراضي خصبة للزراعة وإنتاج المحاصيل، وتحتوي على تنوع بيئي واسع.
• الهضبة تشمل مناطق مهمة للسكان المحليين وتوفر موارد مائية مهمة للأنهار.

الهضبة البرازيلية

• تحتوي على معادن وثروات طبيعية هامة، وتؤثر على توزيع الأنهار والمناخ في أمريكا الجنوبية.
• مناطق غنية بالغابات، والموارد النباتية والحيوانية، مما يجعلها منطقة بيئية واستراتيجية.
• أسماء الهضاب في العالم: تشمل هضبة الأناضول في تركيا، هضبة الدكن في الهند، هضبة البحر الأحمر في أفريقيا، وهضبة كازاخستان، وهضبة القمر في أستراليا، وهضبة البرتغال في أوروبا، وغيرها.

تعرف أيضًا على: جبال الهيمالايا وسقف العالم

تلعب هذه الهضاب دورًا في:

• التحكم في الرياح والمطر.
• توزيع السكان والموارد الطبيعية.
• النشاط الاقتصادي (زراعة، رعي، تعدين، سياحة).
• البحث العلمي في الجغرافيا والبيئة.

تساعد دراسة هذه الهضاب على فهم تأثير التضاريس على المناخ، وتوفير بيئات مناسبة للحياة البرية، وتحليل أثر الإنسان على البيئة الطبيعية.

في النهاية، تشكل الهضاب الكبرى جزءًا أساسيًا من تضاريس الأرض، فهي تحدد المناخ وتؤثر على الأنشطة الاقتصادية والزراعية وتوفر بيئات طبيعية متنوعة. من خلال هذا المقال، تعرفنا على أشهر الهضاب في المملكة وأنواعها وأكبر الهضاب وأهمها في العالم، مع توضيح خصائصها الطبيعية وأشكالها المختلفة. بالتالي يعطي القارئ فهمًا عميقًا وشاملاً لأهمية الهضاب الكبرى في البيئة والجغرافيا.

تعد الهضاب الكبرى أكثر من مجرد تضاريس مرتفعة؛ فهي عناصر طبيعية حيوية تؤثر في كافة جوانب الحياة على الأرض. فبالإضافة إلى دورها في تحديد المناخ وتوجيه مجاري الأنهار، فإنها تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على التنوع البيولوجي، إذ توفر موائل طبيعية للنباتات والحيوانات التي لا تستطيع التكيف في السهول أو المناطق المنخفضة. كما أن الإنسان استغل هذه الهضاب على مر العصور للزراعة والرعي واستخراج المعادن، ما جعلها محورًا للاقتصاد المحلي والوطني في كثير من الدول.

ومن منظور ثقافي، ارتبطت الهضاب الكبرى بالهوية الوطنية والتراث التاريخي، فالكثير من الحضارات القديمة نشأت على هذه المرتفعات واستفادت من حماية التضاريس الطبيعية، وكذلك من الموارد المتاحة فيها. لذلك، يمكن القول إن دراسة الهضاب الكبرى ليست مجرد دراسة جغرافية. بل هي فهم شامل لعلاقة الإنسان بالطبيعة، وكيف يمكن للتضاريس أن تشكل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في مختلف أنحاء العالم.

• Arab news Tuwaiq Mountains: The most popular sightseeing spot an hour away from Riyadh - بتصرف
• Lotus arise Major Plateaus of the World _بتصرف

مشاركة المقال

وسوم