من هو بولس الرسول؟ سيرته ودوره في نشر المسيحية ورسائله الشهيرة

الكاتب : مريم مصباح
28 سبتمبر 2025
عدد المشاهدات : 17
منذ 5 ساعات
بولس الرسول
من هو بولس الرسول في الإسلام؟
إذن، من المنظور الإسلامي:
ما هي قصة بولس الرسول؟
الخلفية والنشأة
اعتناقه المسيحية وتحوله
المهام التبشيرية والرسائل
بماذا لقب بولس الرسول
مهنة بولس الرسول
أنشطة تبشيرية وتعليمية
الاهتمام باللاهوت والفكر المسيحي
كيف استشهد القديس بولس الرسول؟
التقليد والمصادر التاريخية
متى وأين استشهد
طريقة الاستشهاد والزمن النهائي
التقليد المسيحي
طريقة استشهاده
الأسئلة الشائعة
س: هل اسمه أصلاً بولس أم شاول؟ ولماذا اسمه مختلف؟
س: ما هي الخلفية الثقافية والدينية لبولس الرسول؟
س: متى وكيف صار بولس رسولًا للمسيحيين؟
س: ماذا تعني صفة “رسول الأمم” التي تطلق على بولس؟
س: ما هي الرسائل التي كتبها بولس الرسول؟ وهل هي كلها مؤلفة بنفسه؟
س: ما هي أهم تعاليم بولس التي أثرت في المسيحية؟
س: هل بولس الرسول مذكور في القرآن أو في التراث الإسلامي؟
س: كيف انتهت حياة بولس الرسول؟ وما هي ظروف استشهاده؟
س: لماذا ركز بولس كثيرًا على الجمع بين المسيحيين من اليهود وغير اليهود؟
س: هل توجد جدل أو نقد لرسائل بولس أو تأويلها؟

بولس الرسول هو أحد الشخصيات الأكثر تأثيرًا في التاريخ المسيحي، اسمه محفور في صفحات العهد الجديد ورسائله تعد أساسًا لاهوتيًا مهمًا في المسيحية. من هو هذا الرجل الذي كان في البداية مضطهدًا للمسيحيين. ثم صار من أعظم المبشرين؟ وما هي سيرته ودوره في نشر المسيحية حتى أصبح يشار إليه كباحث وعالم لاهوتي ومرسل؟ في هذا المقال سوف نحاول الإجابة على هذه الأسئلة: نعرف بولس الرسول، نروي بماذا لقب بولس الرسول، نتأمل تأملات في حياة بولس الرسول، ونكتشف أيضًا متى ولد بولس الرسول.

من هو بولس الرسول في الإسلام؟

في الإسلام، بولس الرسول شخص يعرف في المصادر الإسلامية بآراء متعددة، لكنه ليس مذكورًا في القرآن الكريم بالنص الصريح باسمه. الموقف الإسلامي منه يتراوح بين من يعتبره متبعًا لآثار التلاميذ، وبين من يعتقد أنه أدخل تغييرات على دعوة المسيح بعد رفعه، وإنما هذه المعتقدات قديمة وحديثة، تختلف باختلاف العلماء والمذاهب، ومعظمها يعتمد على كتب التفسير، الروايات، والتاريخ المسيحي المكتوب الذي وصل إلى المسلمين.

  • في بعض كتب التفسير والروايات الإسلامية، يروى أن بولس (يسمونه “بولس” أو “بولس”) كان من التابعين وليس من التلاميذ الأصليين المسيح؛ أي أنه لم يلتق المسيح عيسى عليه السلام درجة التلميذ، بل جاء بعد صعوده.
  • هناك من يقول إنه من المرسلين الذين أرسلوا من بعد التلاميذ إلى الأمم، أو أن رسالته كانت لتبليغ المسيحية إلى غير اليهود.
  • بعض المسلمين يرون أن تأملات في حياة بولس الرسول تكشف عن أن بعض تعاليمه تختلف عن ما كان يعلم بالمسيحية الأولى كما تفهمه المصادر الإسلامية، مثل إنكار القرآن لبعض المفاهيم المسيحية التي تنسب إليه.

بولس الرسول

أما متى ولد بولس الرسول بحسب المصادر المسيحية، فهناك تقدير بأنه ولد حوالي سنة 5 م تقريبًا، والقليل من المصادر الإسلامية أو التي تتناول المقارنات بين الأديان تتبنى هذا التاريخ أو تشير إليه كمعلومة مكتسبة من المصادر المسيحية.

إذن، من المنظور الإسلامي:

بولس هو شخصية معترف بها، لكن ليس كنبي ورسول بمعنى النبوة التي ينزل بها الوحي، بل كمبشر أو مرسل لتعليم المسيحيين، مع وجود نقد لبعض ما ينسب إليه. [1]

تعرف أيضا على : السلطان عبد الحميد الثاني: آخر السلاطين الأقوياء

ما هي قصة بولس الرسول؟

قصة بولس الرسول تبدأ من اسمه الأصلي، رحلة تحول، ومهمات تبشيرية كثيرة، وحوارات داخل الكنيسة الأولى.

الخلفية والنشأة

ولد بولس، الذي كان يعرف باسم شاول (Saul)، في مدينة تارسوس في كيليسيا (Asia Minor) ضمن الإمبراطورية الرومانية، حوالي متى ولد بولس الرسول — معظم المصادر تقدر ولادته ما بين 5 قبل الميلاد إلى حوالي AD 5.

كان من أسر يهودية متدينة، من سبط بنيامين، وتربى على التقاليد اليهودية الحريصة، وكان “فريسيًا من فريسيين” كما هو موصوف في رسائله.

لغته الأم غالبًا كانت الآرامية أو لاهجة من اليهود في الشتات، لكنه تعلم أيضًا اليونانية، وكان متأثرًا بالثقافة الهيلينية بسبب بيئته في تارسوس.

اعتناقه المسيحية وتحوله

في بداياته، كان شاول مضطهدًا للمسيحيين، معاد لتعاليم المسيح، يطلب من القيادات اليهودية إذنًا لملاحقة المسيحيين. المصادر تقول إن تحوله صار أثناء ذهابه إلى دمشق ليقود حملة لملاحقة المسيحيين هناك. فحدث له لقاء مفاجئ مع المسيح المشرق – بحسب التقليد – حيث رأى نورًا وسمع صوتًا فقال: “شاول، شاول، لماذا تضطهدني؟” وهذا اللقاء كان نقطة تحول جذري في حياته.

بعد تحوله، قضى فترة في صومعة إلى أن استعاد بصره عبر رجل مسيحي يدعى حنانيا. ثم بدأ يبشر، أولًا بين اليهود، ثم امتد نشاطه إلى الأمم (غير اليهود).

المهام التبشيرية والرسائل

بعد تحوله، شرع في القيام برحلات تبشيرية عدة إلى أماكن مثل أنطاكية، آسيا الصغرى، اليونان، روما، وغيرها. أسس كنائس كثيرة، وكتب رسائل إلى تلك الكنائس والإخوة، لمعالجة قضايا تعليمية، أخلاقية، لاهوتية.

من رسائله المشهورة: رسالة إلى أهل رومية؛ الرسالتان إلى أهل كورنثوس؛ رسالة إلى الغلاطيين؛ رسالة إلى أهل فيليبي؛ رسائل تيموثاوس وتطوس وغيرها.

بماذا لقب بولس الرسول

  • يلقب أحيانًا بـ “رسول الأمم” لأن رسالته توسعت لتشمل غير اليهود (gentiles).
  • يعد ثاني أهم شخصية في الكنيسة المسيحية بعد الرسول بطرس حسب التقليد المسيحي، في التأثير والتعليم.
  • بعض التقاليد تطلق عليه لقب “عظيم”، أو “القديس بولس”، في الكنائس التي تقدس الشهداء والمبشرين.
  • في الأدب الكنسي، ينظر إليه كمعلم ولاهوتي، وكاتب الرسائل التي أسهمت كثيرًا في تشكيل عقيدة المسيحية الأولى.

تعرف أيضا على : السلطان هيثم بن طارق: سلطان عمان الحالي

مهنة بولس الرسول

مهنة يدوية / دعم ذاتي

قبل وبعد تحوله، عمل بولس في صناعة الخيام أو في العمل بالجلود / المخيمات (tentmaking). هذه المهنة مكنته من أن يكون له مصدر دخل أثناء تنقله وأن لا يعتمد كليًا على دعم آخرين.

وجود هذه المهنة ساعده في التواصل مع الناس العاديين، ومعرفة الاحتياجات الملموسة للمجتمعات التي يزورهم. مما أعطى رسالته صدقية – أن لا يكون مجرد معلم نظري، بل شخص عاش تجربة.

أنشطة تبشيرية وتعليمية

رسائله ما كانت مجرد تعليم روحاني، بل تضمنت أخلاقيات، تأسيس سنن الكنيسة. تنظيم المجتمعات المسيحية، الرد على اعتراضات وتعاليم مخالفة، تهدئة النزاعات، تحفيز المؤمنين على الصبر في الاضطهاد.

كذلك التعاون مع تلاميذ آخرين، مثل تيموثاوس، سيلفانوس، برنابا، وبرتسلا وأقيلا، في السفر. التأسيس، ورسائل المتابعة. هذا يظهر أن عمله لم يكن فرديًا فقط، وإنما شبكة داعمة من المؤمنين.

الاهتمام باللاهوت والفكر المسيحي

بولس كان له دور كبير في بلورة مفاهيم مثل الخلاص، الإيمان، النعمة، علاقة اليهود مع العهد القديم، روح المسيح، القيامة. تعاليمه كانت مبنية على كتابات اليهودية (الأنبياء، الشرائع)، لكنها تمت معالجتها في سياق جديد – المسيحية التي تنتشر للأمم.

هذا العنصر يتيح لنا تأملات في حياة بولس الرسول: كيف كان يفكر، يتألم، يواجه الشدائد. يربي الكنائس من رسائل مكتوبة، ويتابع تأثيره بعد موته. [2]

تعرف أيضا على : الأم تريزا: قديسة الفقراء

كيف استشهد القديس بولس الرسول؟

مسألة استشهاد بولس مرت بعدة تقاليد، لا توجد نصوص موثقة تمامًا في الإنجيل أو سفر الأعمال تحدد التفاصيل النهائية. لكن الكنيسة والتقليد المسيحي أقام بعض الرواة ومؤرخي الكنيسة للتأكيد على استشهاده، وإليك التفاصيل:

التقليد والمصادر التاريخية

لا يوجد في العهد الجديد مسجل مباشر يصف استشهاد بولس، السفر الأخير له يشير إلى أنه محتجز في روما تحت حراسة، وهناك إشارات من رسائله الأخيرة إلى قرب موته. مثلاً في رسالته الثانية إلى تيموثاوس: “لأني قد دفعت لأكون كبحر طرح العرض قد حان وقت رحيلي…” (تعبير شعري عن استعداده للاستشهاد).

مؤرخو الكنيسة مثل إوسابيوس يذكرون أن بولس استشهد في روما، وأعدم بقطع الرأس.

متى وأين استشهد

بحسب التقليد، استشهد بولس في روما خلال اضطهاد المسيحيين الذي قام به الإمبراطور نيرو، وذلك بعد حريق روما الكبير الذي حصل حوالي سنة 64 م، وبعض المصادر تقول بين 64 و67 م.

كونه مواطناً رومانيًا يفعل ذلك بقطع الرأس بدل الصلب. لأن الرومان لا يصلبوا مواطنيهم غالبًا إذا كانت الجريمة ليست خيانة للمدن، أو حسب القوانين الرومانية.

طريقة الاستشهاد والزمن النهائي

التقليد المسيحي

يقول قطعت رأسه، ويقال إن رأسه “وثبت” ثلاث مرات مما جعل أن ينبع من النقط التي سقط فيها ينابيع. حسب بعض الأساطير المسيحية. هذه التفاصيل ليست موجودة في الكتب المقدسة، بل في المرويات والتقاليد الكنسية والرواة المتأخرين.

طريقة استشهاده

كما أن هناك أنباء أنه بعد استشهاده بنيت كنيسة على قبره في روما مثل كنيسة القديس بولس خارج الأسوار (“Basilica of Saint Paul Outside the Walls”).

في الختام، بولس الرسول يظهر كشخصية مركزية في التاريخ المسيحي: من نشأة يهودية متدينة، إلى تحول جذري في حياته، إلى بذل حياته في التبشير والتعليم وكتابة الرسائل التي بلورت عقيدة المسيحية الأولى وانتهاءً باستشهاده كمثل للشهادة في الإيمان.

آثاره طويلة العنقود — رسائله لا تزال تقرأ وتدرس. ومفاهيمه مثل النعمة والخلاص بالإيمان والقيامة ووحدة المؤمنين. لا زالت تشكل عماد الفكر المسيحي. استشهاده يكمل الصورة: رجل لم يهرب من التحديات، بل واجهها حتى النهاية.

تعرف أيضا على : السلطانة صفية وتأثيرها في الدولة العثمانية

الأسئلة الشائعة

س: هل اسمه أصلاً بولس أم شاول؟ ولماذا اسمه مختلف؟

ج: اسمه الأصلي كان “شاول” (Saul) كما ورد في العهد الجديد. بعد تحوله إلى المسيحية، بدأ يستخدم اسم “بولس” (Paul) خاصة في مخاطبته للأمم (غير اليهود)، لأن الاسم الروماني/اللاتيني أكثر ملاءمة في سياقات الأمم.

س: ما هي الخلفية الثقافية والدينية لبولس الرسول؟

ج: بولس ولد في متى ولد بولس الرسول تحديدًا يقدر حوالي بداية الميلاد (حوالي 4–5 ق م بحسب المصادر). نشأ يهوديًا من سبط بنيامين، متدينًا، فريسيًا، وكان ملمًا بالكتب اليهودية، لكنه أيضًا عاش في بيئة يونانية-رومانية في تارسوس مما أعطاه القدرة على التواصل مع غير اليهود بسهولة.

س: متى وكيف صار بولس رسولًا للمسيحيين؟

ج: تحول بولس حصل في طريق دمشق، حيث رأى نورًا وسماع صوت المسيح. ومن ثم تحول من مضطهد للمسيحيين إلى من بادر بنشر الإيمان المسيحي. بعد هذا اللقاء، بدأ يظهر بين التلاميذ. أرسل إلى الأمم، وبدأ رسائله.

س: ماذا تعني صفة “رسول الأمم” التي تطلق على بولس؟

ج: لأنه كرس جزءًا كبيرًا من خدمته لنشر المسيحية بين غير اليهود. ليس فقط بين اليهود. هذا جعله همزة وصل بين المسيحية والبلدان التي لم تكن لها خلفية يهودية قوية، فكان له دور محوري في توسع المسيحية عبر آسيا الصغرى وأوروبا.

س: ما هي الرسائل التي كتبها بولس الرسول؟ وهل هي كلها مؤلفة بنفسه؟

ج: بولس كتب عدة رسائل موجهة إلى الكنائس والمجتمعات المسيحية في أماكن مختلفة (رومية، كورنثوس، الغلاطيين، فيليبي، وغيرها). بعض الرسائل محفوظة بالكامل، وبعضها يعتقد أن الآخرين ساعدوه في كتابتها أو نسخها. لكن التقليد المسيحي يعترف بأنه المؤلف الرئيسي لها.

س: ما هي أهم تعاليم بولس التي أثرت في المسيحية؟

ج: من أهم التعاليم: النعمة (grace)، الإيمان بالخلاص، علاقة المسيحي بالشريعة اليهودية، القيامة، الأخلاق المسيحية، التوحيد بين المؤمنين. تعاليمه كثيرًا ما كانت محورها كيف يكون الإيمان عاملًا حقيقيًا في حياة المؤمن، وليس مجرد نظرية.

س: هل بولس الرسول مذكور في القرآن أو في التراث الإسلامي؟

ج: لا يوجد ذكر صريح لبولس الرسول باسمه “بولس” في القرآن. في التراث الإسلامي والتفاسير توجد آراء مختلفة حوله، بعض المؤرخين المسلمين يرون أنه كان مبشرًا بعد التلاميذ، والبعض ينتقد بعض ما ينسب إليه من تعاليم، لكن لا يوجد مصدر قرآني موثوق يرد اسمه.

س: كيف انتهت حياة بولس الرسول؟ وما هي ظروف استشهاده؟

ج: وفق التقاليد المسيحية، استشهد بولس في روما، وقطعت رأسه، في وقت اضطهاد المسيحيين الذي ينسب غالبًا إلى الإمبراطور نيرو، حوالي منتصف القرن الأول الميلادي (حوالي 64–67م). لا توجد تفاصيل مؤكدة في الكتاب المقدس عن مكان الاستشهاد وتاريخه الدقيق، لكن التقاليد الكنسية والمصادر التاريخية اللاحقة تدعم هذه الرواية.

س: لماذا ركز بولس كثيرًا على الجمع بين المسيحيين من اليهود وغير اليهود؟

ج: لأنه رأى أن دعوة المسيح ليست مقتصرة على اليهود فقط، وأن الرسالة هي للأمم كلها. هذا إنما كان تحديًا كبيرًا لأنه حفز نقاشات حول ما إذا كان المطلوب من الأمم أن يتبعوا الشريعة اليهودية (مثل الختان) أم لا. بولس رفض أن يجعل الشريعة شرطًا للخلاص للأمم. مع احترام الجذور اليهودية للمسيحية.

س: هل توجد جدل أو نقد لرسائل بولس أو تأويلها؟

ج: نعم، هناك نقد تاريخي ولاهوتي، من داخل المسيحية ومن خارجها، يشمل تحليل اللغة، المصادر، مدى اعتماد بولس على تقاليد يهودية أو تأثيرات بيئات وثقافات محيطة. أيضاً توجد مذاهب أو جماعات تاريخية تعتبر أن بعض ما كتب بولس أضيف لاحقًا أو تأول بطريقة تختلف عن المعنى الأصلي.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة