تأثير البراكين على سطح الأرض من حيث التغيرات الجغرافية والبيئية؟

الكاتب : ندى حميدو
02 يوليو 2025
عدد المشاهدات : 36
منذ يوم واحد
تأثير البراكين على سطح الأرض
ما تأثير البراكين في القشرة الأرضية؟
تعريف البراكين وأسبابها ونتائجها
الحركة التكتونية للصفائح الأرضية:
نتائج نشاط البراكين:
تأثير البراكين في القشرة الأرضية
تراكم طبقات الرماد واللابة:
تكوين الحفر والبحيرات البركانية:
مخاطر البراكين على البيئة:
مخاطر البراكين على الإنسان:
 كيف تساهم البراكين في تشكيل سطح الأرض؟
تدفق الحمم البركانية وتشكيل الأحواض والسهول البركانية
تراكم الرماد البركاني وتغيير التضاريس
بناء المخروط البركاني (Volcanic Cone)
 ماذا تفعل البراكين بسطح الأرض؟
إعادة تشكيل التضاريس المحلية والعالمية
ظهور صدوع وتشققات في القشرة
تكوين الكالديرا والحفر البركانية
سد مجاري المياه وتشكيل بحيرات عابرة
آثار البراكين على الإنسان والبيئة
 كيف تؤثر البراكين على الغلاف الجوي؟
تأثير البراكين على المناخ

يعد تأثير البراكين على سطح الأرض من أبرز الظواهر الطبيعية، إذ تحدث تغييرات جغرافية وبيئية عميقة ومستدامة. فعلى سبيل المثال، عندما تنفجر البراكين، تطلق كميات هائلة من الحمم البركانية والرماد والغازات، الأمر الذي يؤدي إلى إعادة تشكيل سطح الأرض من خلال تكوين جبال جديدة، بالإضافة إلى تغيير تضاريس المناطق المحيطة، وظهور جزر بركانية في البحار والمحيطات. وفي هذا السياق، نوضح في هذا المقال أضرار البراكين و الوقاية منها.

ما تأثير البراكين في القشرة الأرضية؟

تأثير البراكين على سطح الأرض

تعد البراكين من أهم العوامل الجيولوجية التي تحدث تغييرات جذرية في معالم القشرة الأرضية. ويكمل هذا الموضوع دراسة تأثير البراكين على سطح الأرض من خلال تناول تعريفها وأسبابها ونتائجها، ثم استعراض موجز لآثارها على الإنسان والبيئة، وأخيرًا دورها في التغيير المناخي.

تعريف البراكين وأسبابها ونتائجها

  • تعريف البراكين:

البركان هو فتحة أو صدع في قشرة الأرض يسمح بانبعاث الصهارة (الماجما) والغازات والرماد من أعماق الأرض إلى السطح. تتنوع أشكال البراكين بين مخروطية (كالبراكين الطبقية) وغاية الاتساع (كالبراكين الدرعية)، ويتوقف شكل البركان على لزوجة الماجما وتركيبتها الكيميائية.

  • أسباب تكون البراكين:

الحركة التكتونية للصفائح الأرضية:

عند اندساس صفيحة محيطية تحت صفيحة قارية (Subduction)، تسخن أجزاء الصفيحة المنغمسة وتنصهر جزئيًا، فتتصاعد الصهارة نحو السطح.

في مناطق التباعد بين الصفائح (Rifting)، تنشأ شقوق في القشرة، تندفع منها ماجما من باطن الأرض.

النقاط الساخنة (Hot Spots):

نتائج نشاط البراكين:

ثورانات هائلة: تنفجر فيها الماجما والرماد والغازات دفعة واحدة، ما يؤدي إلى تدمير المناطق المحيطة وتكوين طبقات من الرواسب البركانية.

تدفقات الحمم (Lava Flows): تسهم في بناء تضاريس جديدة، كالسهول البركانية والهضاب، كلما بردت الحمم وتصلبت.

الانبعاث الغازي: الغاز البركاني مثل ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد الكربون يؤثران على الغلاف الجوي والمناخ.

تأثير البراكين في القشرة الأرضية

  • تشقق القشرة وتكون صدوع:

يؤدي الضغط الهائل للصهارة إلى تصدّع الطبقات الصخرية المحيطة. وبالتالي، تظهر صدوع جديدة تسهل في المستقبل حركة الصهارة وحدوث الزلازل المصاحبة.

تراكم طبقات الرماد واللابة:

نتيجة للانفجارات البركانية، تنتشر طبقات من الرماد واللابة (Lava) على مساحات واسعة، مما يزيد من سمك القشرة الأرضية ويغير تركيبها الجيولوجي على المدى البعيد.

تكوين الحفر والبحيرات البركانية:

عندما يفرغ البركان فوهته من المواد المنصهرة وينهار الجزء العلوي، ينشأ ما يُعرف بـ “كالديرا” (Caldera)، والتي قد تمتلئ لاحقًا بالمياه، مكوّنةً بحيرة بركانية.

مخاطر البراكين على البيئة:

  • أولًا: تلوث الهواء والغلاف الجوي

إذ إن انبعاث غازات مثل ثاني أكسيد الكبريت (SO₂) وثاني أكسيد الكربون (CO₂) يساهم في تكون الأمطار الحمضية ويضعف جودة الهواء.

  • ثانيًا: تلوث المياه

كما أن اختلاط الرماد البركاني بالمياه السطحية والجوفية يؤدي إلى زيادة تركيز المعادن الثقيلة (مثل الزرنيخ والرصاص)، مما يؤثر سلبًا على الحياة المائية والنباتية.

  • ثالثًا: إتلاف الغطاء النباتي والتربة

بالإضافة إلى ذلك، فإن تدفّق الحمم والرماد يُدمّر الغابات والمحاصيل الزراعية؛ وقد يؤدي الرماد أيضًا إلى تغيّر خصوبة التربة على المدى القصير، نتيجة حجب ضوء الشمس وضعف نفاذية المياه.

مخاطر البراكين على الإنسان:

  • التهجير والإخلاء القسري
    نتيجةً لانهيار الأبنية بسبب تدفّق الحمم والطوفانات الناتجة عن ذوبان الثلوج (Lahars)، يُضطر السكان إلى الإخلاء الفوري.
  • المخاطر الصحية علاوة على ذلك، فإن استنشاق الرماد البركاني يسبب مشكلات تنفسية حادة مثل التهاب الشعب الهوائية والربو، إلى جانب حرقة في العينين والجلد.
    كما أن تلوّث المياه الصالحة للشرب بالمعادن السامة يعرض الإنسان لخطر الإصابة بأمراض مزمنة.
  • خسائر في الأرواح والممتلكات

وأخيرًا، يؤدي الدمار المباشر للمنازل، الطرق، والجسور إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة.[1]

تعرف أيضًا على: تأثير الثورات البركانية على المناخ العالمي

 كيف تساهم البراكين في تشكيل سطح الأرض؟

تأثير البراكين على سطح الأرض

يعتبر تأثير البراكين على سطح الأرض أساسياً في إعادة تشكيل تضاريس الكوكب عبر عمليات متعددة ومتكاملة. يمكن تلخيص أبرز الطرق التي تسهم بها البراكين في تشكيل سطح الأرض كما يلي:

  • تدفق الحمم البركانية وتشكيل الأحواض والسهول البركانية

عندما تخرج الحمم (اللابة) من فوهة البركان، تنتشر على جوانب الجبل وسفوحه ثم تبرد وتتصلب. تراكم هذه الطبقات الصخرية على مدى مرات الثوران يُكوّن سهولاً بركانية مسطحة أو مائلة بدرجات متفاوتة.

في مناطق شديدة النشاط البركاني مثل هاواي، يبني تدفق الحمم البازلتية حقولاً واسعة من الحمم المتصلبة، فتشكل سهولًا تمتد لعشرات الكيلومترات من الفوهة البركانية إلى الشاطئ.

  • تراكم الرماد البركاني وتغيير التضاريس

تنطلق عند الثوران كميات كبيرة من الرماد الصخري والحبيبات الصغيرة إلى الجو، ثم تسقط على مساحات واسعة في المناطق المحيطة.

  • بناء المخروط البركاني (Volcanic Cone)

تتكوّن معظم البراكين المركبة والبراكين الدرعية من تراكم الطبقات المتناوبة من الحمم والرماد والصخور المتفجرة.

مع كل ثوران، يضيف البركان طبقة جديدة حول الفوهة، فترتفع قمة الجبل تدريجيًّا. هذا البناء التدريجي يساهم في إنشاء قمم وجبال بركانية ذات أشكال مميزة.[2]

تعرف أيضًا على: كيف يحدث إنفجار البركان وماهي الأسباب الرئيسية؟

 ماذا تفعل البراكين بسطح الأرض؟

تأثير البراكين على سطح الأرض

تتلخص أبرز الإجراءات التي تقوم بها البراكين في تشكيل وتغيير سطح الأرض على النحو التالي:

  • إعادة تشكيل التضاريس المحلية والعالمية

بناء الجبال البركانية: تتراكم طبقات الحمم والرماد حول فوهة البركان حتى تشكل جبل بركاني. مع كل ثوران جديد تضاف طبقة جديدة. مثال: جبل فوجي في اليابان وجبل كيلوا في هاواي.

تكوين الهضاب والسهول: عندما تنتشر الحمم ببطء على مساحات واسعة قبل أن تبرد، تتشكل هضاب صخرية ممتدة. أما حين تتراكم طبقات الرماد والحقول الصخرية فوق بعضها.

  • ظهور صدوع وتشققات في القشرة

أثناء اندفاع الماجما، يرتفع الضغط تحت القشرة وينشأ تشقق في الصخور المحيطة. تظهر صدوع جديدة تُسهل اندفاع الصهارة إلى السطح في حالات الانفجار اللاحقة.

  • تكوين الكالديرا والحفر البركانية

في حالة ثوران عنيف يستنزف صهارة الحجرة الداخلية، ينهار سقف الحجرة مكون “كالديرا” واسعة وعميقة. هذا الانهيار يغير مظهر الجبل رأسًا على عقب، فتظهر حوض بركاني أحيانًا مليء بالمياه لاحقًا ليكوّن بحيرة.

  • سد مجاري المياه وتشكيل بحيرات عابرة

تغطي الحمم والتدفقات البركانية أحيانًا مجرى نهر أو وادٍ، فتسبب انسداد جزئي أو كامل. يتجمع الماء خلف هذا السد الطبيعي مؤقت مكون بحيرة بركانية صغيرة.

مع مرور الزمن وتعرية الحمم، ينكسر السد وتعود المياه لجريانها الأصلي، لكن طبيعة المجرى الجغرافي تبقى مختلفة.

كل هذه العمليات تصب في إطار تأثير البراكين على سطح الأرض، فالبراكين لا تكتفي بتدمير معالم سطحية مؤقتة، بل تبني أيضًا تضاريس ومعالم جديدة على المدى الطويل.

آثار البراكين على الإنسان والبيئة

  • التأثير الصحي والبيئي المباشر:

الرماد البركاني: يغطّي المدن والمحاصيل، ويؤدي إلى مشاكل تنفسية (التهاب القصبات، الربو) عند السكان.

الغازات السامة: كـSO₂ وCO₂ وHF تؤدي إلى تلوث الهواء والماء والتربة، ما يضر بالنباتات والحيوانات ويؤثر على صحة الإنسان.

  • الآثار الاقتصادية والاجتماعية:

تدمير المحاصيل الزراعية: حجب ضوء الشمس وغطاء الرماد يؤثران على نمو النباتات، ويحدث نقص في الإنتاج الزراعي المحلي وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

تعرف أيضًا على: ما هي أسباب حدوث البراكين والزلازل؟ شرح مبسط للعوامل الجيولوجية

 كيف تؤثر البراكين على الغلاف الجوي؟

تأثير البراكين على سطح الأرض

يعد تأثير البراكين على سطح الأرض متداخلًا بشكل وثيق مع تأثيرها على الغلاف الجوي، حيث تنتقل الغازات والجسيمات المنبعثة من الثوران إلى طبقات الجو المختلفة، فتحدث تغييرات على المستوى المحلي والإقليمي وربما العالمي أيضًا. فيما يلي أهم الآليات والنتائج:

تأثير البراكين على المناخ

  • التبريد المؤقت للقشرة الأرضية:

عند ثوران البركان بكميات كبيرة من الرماد والجسيمات الدقيقة والهباء الجوي، ترتفع هذه الجسيمات لتعلّق في طبقات الستراتوسفير، فتنعكس أشعة الشمس عائدة إلى الفضاء، مما يسبب انخفاضًا مؤقتًا في درجات الحرارة السطحية.

  • تأثير الغازات البركانية على الغلاف الجوي:

ثاني أكسيد الكبريت (SO₂): يتحول إلى سلفات (Aerosol تعكس أشعة الشمس وتسبب برودة مؤقتة.

ثاني أكسيد الكربون (CO₂): يعتبر من غازات الدفيئة، لكن كمية CO₂ الصادرة من البراكين سنويًا أقل بكثير مقارنة بالمصادر البشرية.

  • تغيير أنماط هطول الأمطار والضغط الجوي:

كثافة الغيوم الناتجة عن الجسيمات البركانية تغير نمط تدفّق أشعة الشمس إلى سطح الأرض، مما يؤثر في دورات تكوّن السحب وتساقط الأمطار.

تعرف أيضًا على: ما هي مكونات البراكين المركبة وتركيبها الجيولوجي والبركاني؟

في الختام ، إن تأثير البراكين على سطح الأرض يعد من أهم الظواهر الطبيعية التي تعيد تشكيل معالم كوكبنا بشكل مستمر على مر العصور. ففي خضمّ هذا التأثير، تتجلى آثار البراكين في بناء جبال وصهور بركانية جديدة، وإعادة توزيع الطبقات الصخرية، وتكوين سهول وهضاب غنية بالمعادن. ومع ذلك، لا يمكن فصل هذه العمليّات الجيولوجية عن مخاطر البراكين والزلازل المصاحبة لها؛ إذ تؤدي اندفاعات الماجما إلى تحطيم البنية التحتية وتهديد حياة السكان.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة