تاريخ اختراع البريد الإلكتروني
عناصر الموضوع
1- البريد الإلكتروني
2- اختراع البريد الإلكتروني
3- مخترع البريد الإلكتروني
4- بعد البريد الإلكتروني
تخرج راي توملينسون في عام 1965 من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ثم انضم إلى فريق شركة بي بي إن للتكنولوجيا في ولاية ماساتشوستس. ومنذ ذلك الحين، تتابعت الأحداث بشكل غير متوقع، مما قاده إلى واحدة من المصادفات التاريخية الفريدة. هذه المصادفة أدت به إلى اختراع لم يكن ضمن خططه.
1- البريد الإلكتروني
البريد الإلكتروني هو وسيلة لتبادل الرسائل بين طرفين أو أكثر عبر شبكة الإنترنت. يجدر بالذكر أنه في بداياته لم يكن متطورًا كما هو اليوم، حيث أصبح الآن يتيح تبادل الصور والملفات والوثائق بالإضافة إلى الرسائل النصية. [1]
2- اختراع البريد الإلكتروني
راي توملينسون، المبرمج الأمريكي، هو مبتكر البريد الإلكتروني والرسائل الإلكترونية. تخرّج من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 1965، ثم انضم إلى فريق العمل في شركة بي بي أن في ولاية ماساتشوستس. من الجدير بالذكر أن توملينسون اخترع البريد الإلكتروني بشكل غير متوقع، حيث لم يكن هذا الاختراع مخططاً له كما هو الحال مع بقية ابتكاراته.[2]
3- مخترع البريد الالكتروني
في يوليو من عام 1971، قام ري توملينسون بإرسال أول رسالة إلكترونية في التاريخ، وقد وصلت الرسالة إلى وجهتها على الفور. أرسل توملينسون الرسالة لنفسه، ولا يتذكر بالضبط محتواها، لكنه يذكر أنها كانت عبارة عن مجموعة من الأحرف مرتبة بشكل عشوائي، مثل كلمة “QWERTYIOP” أو شيء مشابه.
اختارت وزارة الدفاع الأمريكية شركة بي بي إن، التي يعمل فيها توملينسون، لتطوير شبكة الأربانت، وهي الشبكة التي تربط المعاهد العلمية والجامعات في الولايات المتحدة ببعضها البعض، مما يتيح لها التواصل فيما بينها. وقد تم تصميم هذه الشبكة على غرار الشبكات المحلية التي تربط أجهزة الكمبيوتر داخل مؤسسة واحدة.
جدة الإنترنت: البدايات الأولى وتطور البريد الإلكتروني
اليوم، تُعرف تلك الشبكات المحلية الأولى باسم “جدة الإنترنت“، حيث كانت تمثل الشكل الأول أو التجربة الأولى لما أصبح يُعرف اليوم بشبكة الإنترنت. وبالتالي، يمكن اعتبار شبكة الإنترنت الحالية نتاجاً شرعياً لـ “جدة الإنترنت”.
ساهم توملينسون في تطوير شبكة بسيطة لكتابة الرسائل تُعرف باسم SNDMSG، مما أتاح للعاملين على شبكة “أربانت” إمكانية تبادل الرسائل فيما بينهم.
على الرغم من أن هذا البرنامج لا يُعتبر بمستوى البريد الإلكتروني الحديث، إلا أنه كان خطوة مهمة نحو تحقيق ذلك. تكمن أهمية البرنامج في أنه ينشئ ملفًا يُخزن فيه الرسالة، مما يعني أنه يُستخدم فقط بين شخصين أو أكثر يتشاركون في جهاز كمبيوتر واحد.
البداية المتواضعة للبريد الإلكتروني: رؤية توملينسون المبتكرة
كانت هذه الأجهزة متاحة في المعاهد والجامعات المرتبطة بشبكة “أربانت”، حيث لم تكن أجهزة الكمبيوتر الشخصية قد ظهرت بعد. وكان على العالم الانتظار حتى عام 1981 ليشهد التحول الكبير في عالم التكنولوجيا الحديثة الذي نعيشه اليوم.
يقول توملينسون: “كان صندوق البريد الإلكتروني مجرد ملف يُكتب فيه المستخدم رسالته، ولا يمكن للقارئ تعديلها أو تحريرها، بل يمكنه قراءتها فقط”. كما ذُكر، كان الهدف من ذلك هو ترك الرسائل من الشخص الذي أنهى عمله على الجهاز للشخص الذي سيتولى المهمة بعده، دون الحاجة إلى لقاء مباشر.
في هذه الأثناء، قام توملينسون بتصميم برنامج آخر يُدعى “سيبنت”، الذي يتيح نقل الملفات من جهاز كمبيوتر إلى آخر بشرط أن يكون الجهازان متصلين بشبكة أربانت.
إذا لم تتمكن من رؤية الرابط بين هذين البرنامجين، فأنت لست مخترعًا. كانت لدى توملينسون عقلية تربط بين الاختراعات المختلفة، مما دفعه للتفكير في فكرة البريد الإلكتروني. يقول: “الأمر بسيط: يتعلق الأمر بدمج فكرتين معًا”.
ولادة البريد الإلكتروني: دمج الأفكار لإضافة الحلقة الناقصة
كان هناك برنامج SNDMSG المخصص لكتابة الرسائل على الكمبيوتر، وبرنامج CYPNET الذي ينقل الملفات بين أجهزة الكمبيوتر. فلماذا لا نجمع بين البرنامجين ليصبحا برنامجًا واحدًا ينقل الرسائل إلكترونيًا من جهاز إلى آخر؟ وهكذا، وُلد البريد الإلكتروني في ذهن توملينسون أولاً.
كل ما كان يحتاجه هو “إضافة الحلقة الناقصة”، كما يصفها توملينسون. وكانت هذه الحلقة الناقصة هي دمج برنامج CYPNET الذي ينقل الملفات مع برنامج SNDMSG الذي يكتب الرسائل، مما أدى إلى ظهور البريد الإلكتروني.[3]
4- بعد البريد الإلكتروني
تلاشت شبكة الأربانت لتظهر شبكة جديدة تُعرف بالإنترنت، حيث أصبح مئات الملايين من الناس حول العالم يستخدمون البريد الإلكتروني، وانتشر الرمز @ بشكل واسع. ولم يتبقَ من مفهوم البريد الإلكتروني الذي ابتكره توملينسون سوى المبادئ الأساسية.
فالاستخدام الحالي للبريد الإلكتروني في شبكة تضم الآلاف لا يمكن مقارنته بالبريد الإلكتروني الذي يعمل ضمن شبكة تحتوي على مئات الملايين من المستخدمين.
من أربانت إلى الإنترنت: كيف ضاعت شهرة توملينسون؟
كان الفرق بين الإنترنت وأربانت هو السبب في ضياع حق ري توملينسون في الشهرة، على الأقل. فشبكة “أربانت” كانت شبكة محلية، مما جعلها ليست ساحة واسعة يمكن للجميع الاستفادة منها كما هو الحال مع الإنترنت.
لذلك، لم ينتشر ابتكار توملينسون إلا بين شريحة ضيقة من مستخدمي شبكة أربانت، الذين لا يمكن مقارنتهم بأعداد مستخدمي الإنترنت التي تجاوزت المليار. وهذا ما جعل توملينسون لا يدرك مدى أهمية اختراعه، الذي كان يستخدمه عدد محدود من الأشخاص.
انتهت تلك المرحلة وبدأت مرحلة جديدة تُعرف بمرحلة الإنترنت، التي تُشير إليها اللغة الإنجليزية بالشبكة العالمية. في هذه المرحلة، لم يعد هناك مجال لفئة محدودة للاحتكار.
البريد الإلكتروني: اختراع بلا مخترع وانتشار عالمي
لم يقم توملينسون بتسجيل البريد الإلكتروني كاختراع باسمه، وبالتالي لم يحصل على براءة اختراع كما يفعل الكثيرون. ونتيجة لذلك، أصبح البريد الإلكتروني بلا مالك، وانتشر بين جميع مستخدمي الإنترنت، على عكس العدد المحدود الذي كان يستخدم “آربانت”. وهكذا، ظل البريد الإلكتروني اختراعاً بلا مخترع، يستخدمه الملايين حول العالم من خلال اتصالهم بشبكة الإنترنت.
وكما ساعدت الإنترنت على انتشار البريد الإلكتروني، فإنها ساعدت في المقابل على ضياع اسم ري توملينسون.
لقد انتشرت سرعته المذهلة كوسيلة حديثة لتبادل المعلومات، مما لم يترك له مجالاً للتفكير في أهمية اختراعه. لكن القائمين على موقع هوت ميل Hotmail، التابع لشركة مايكروسوفت، أدركوا قيمة هذا الابتكار واستغلوا إمكانياته بشكل جيد.
فقد قدموا خدمة البريد الإلكتروني مجاناً للمستخدمين، معتمدين على أن هذا الاختراع سيكون له دور كبير في المستقبل.[4]
وفاته
توفي ري توملينسون في 5 مارس 2016 نتيجة أزمة قلبية في لينكولن. ماساتشوستس، الولايات المتحدة الأمريكية، عن عمر يناهز 74 عامًا.
وفي الختام وأشار البيان إلى أن “عمله قد أحدث تحولاً في أسلوب تواصل العالم. ورغم كل هذه الإنجازات، إلا أنه ظل متواضعاً ولطيفاً وسخياً في تقديم وقته ومهاراته. وسيشعر الجميع بغيابه”.
المراجع
- ويكيبديا راي توملينسون
- ويكيبديا بريد إلكتروني
- BBC نبذة عن مخترع البريد الإلكتروني الذي "نسي" مضمون أول رسالة
- mashmediaco ما هو البريد الإلكتروني