تاريخ وثقافة القبائل الأمازيغية
عناصر الموضوع
1- الأمازيغ
2- أماكن وجود الأمازيغ
3- عادات الأمازيع و تقاليدهم
4- تاريخ الأمازيغ
5-لغة الأمازيغ
6- الثقافة والدين عند الأمازيغ
شهد العالم العربي بشكل عام العديد من الحضارات العابرة، والتي ترك الكثير منها تأثيره المباشر، وأذكر على وجه الخصوص الدول العربية في شمال أفريقيا ودول المغرب العربي وجمهورية مصر العربية، حيث تركزت الحضارات وتعاقبت، واستقرت فيها شعوب وطوائف من أصول مختلفة غير الأصول والأصول الأصلية، ومن أكثر القبائل انتشاراً في هذه المناطق من شمال أفريقيا الأمازيغ، علماً بأن هذه المجموعة موجودة أيضاً في فرنسا وكندا ودول الاتحاد الأوروبي.
1- الأمازيغ
وهم الشعوب التي استوطنت منطقة واحة سيوة في الشرق الممتدة إلى الغرب في منطقة المحيط الأطلسي، ويعتقد الأمازيغ أن أصولهم تعود إلى شمال أفريقيا تحديداً الممتدة من البحر الأبيض المتوسط في شمال القارة الأفريقية إلى جنوبها في الصحراء الكبرى، وكان موطن الأمازيغ يسمى نوميديا في الماضي. والجدير بالذكر أن الأمازيغ هم قبائل وشعوب من طوائف مختلفة تتجمع تحت مسمى الأمازيغ، بينما صنفهم العرب إلى بربر يعود نسبهم إلى بني برانس، والفئة الثانية بتر يعود أصلهم إلى مدغيش الأبطار. وتتحدث قبائل الأمازيغ اللغة الأمازيغية التي تحتوي على مفردات وتراكيب تستخدم حوالي عشرين إلى ثلاثين بالمائة من مفردات اللغة العربية. والتردد الأول يتعلق بقضية اللغة في المغرب، حيث أصدر الملك محمد السادس ملك المغرب مرسوما ملكيا في 17 أكتوبر 2001م بإنشاء المعهد الملكي الأمازيغي، وذلك لاستعراض وطرح الآراء حول الإجراءات والتدابير الواجب اتخاذها للحفاظ على اللغة والثقافة الأمازيغية. ومن أهم إنجازات هذا المعهد خلق لغة أمازيغية واختيار خط التيفيناغ كخط للكتابة باللغة الأمازيغية. ويكتب البربر لغاتهم بخط التيفيناغ القديم؛ في الأساس، إنها مشتقة من الأبجدية الفينيقية.[1]
2- أماكن وجود الأمازيغ
احتل الأمازيغ أراضي أوسع بكثير، بدءًا من جمهورية مصر الحديثة إلى جزر الكناري، وعلى طول ساحل البحر الأبيض المتوسط في عمق الصحراء الكبرى في البلدان الجنوبية مثل مالي والنيجر. وهم موجودون أيضًا على نطاق مغربي أصغر حيث يدعون وضعًا أصليًا أساسيًا. بين القرنين الحادي عشر والسابع قبل الميلاد، كانت هناك اتصالات واضحة تستحق الذكر بين قرطاج التي لعبت دورًا رائدًا في العالم الفينيقي والأمازيغ الليبيين على وجه الخصوص. يُطلق على الليبيين اسم: Lotus Eatrescirt، والذي يمكن ترجمته إلى “أولئك الذين يجعلون فراشهم مكان جلوسهم”. ثم استخدم شعب تيفيناغ هذه الكتابة. على الرغم من أنهم يمارسونها اليوم منذ عشرات الآلاف. تم العثور على وثائق يعود تاريخها إلى عام 2000 قبل الميلاد مكتوب عليها رموز تيفيناغ. تُظهر مجموعة واسعة من الحياة البرية: الزرافات والأفيال والتماسيح والقرود ووحيد القرن والنمور كل ما كان موجودًا في تلك الأوقات في الصحراء. إن رموز التيفيناغ تُكتب من اليسار إلى اليمين؛ بل إن تلك التي ترمز إلى “يو” تُرسم بجانبها نعامات، ومع مرور الوقت، أصبحت التيفيناغ أكثر تعقيدًا وتم تكييفها في النهاية لكتابة اللغات الأمازيغية. ويرى المستمتعون ما يبدو وكأنه حروف مختلفة تمامًا قديمة، لم تعد مستخدمة الآن بالإضافة إلى حروف تطورت منها رموز مغاربية حديثة. ويُظهر هذا الدليل مدى تغير الأنظمة الرسومية بشكل كبير على مر القرون. وتبدو جميع الحروف تقريبًا -الحروف الأيبيرية السلتية مختلفة عن التيفيناغ تمامًا كما تختلف الحروف الرومانية عن الأرقام العربية. والآن نعرف عنها الكثير أكثر من ذي قبل! بدأ العرب في التحدث بالعربية عندما دخلوا شمال إفريقيا مع الإسلام، ووجودهم واسع في كل من:
المغرب
حيث كشفت دراسة أن عدد الأمازيغ في المغرب بلغ نسبة حوالي أربعين، أو عشرة ملايين وأربعمائة ألف شخص، ويتركزون في المناطق الثلاث التالية:
- منطقة الشمال والشرق
- ومنطقة الأطلس المتوسط
- ومنطقة سهل سوس
الجزائر:
وتنتشر القبائل الأمازيغية في الجزائر في عدة مناطق مثل:
- منطقة القبائل
- منطقة الشاوية
- منطقة بني مزاب
- الطوارق الشنوية أمازيغ تفرغرانت
تونس:
- يبلغ عدد الأمازيغ في تونس مائة ألف نسمة، يتوزعون في مطماطة، تطاوين، جزيرة جربة، قبلي، سوق الأحد، القصرين، تكرونا، الكاف، سليانة.
ليبيا:
- أظهر إحصاء أجري سنة 1907م أن القبائل الأمازيغية تشكل نسبة تصل إلى اثنين وخمسين بالمائة من سكان طرابلس، ويتركزون في جبال نفوسة ومدينة زوارة وفي مدن جالو وأوجلة وواحة الجغبوب في الشرق.
مصر:
- يبلغ عددهم في سيوة حوالي ثلاثة وعشرين ألف نسمة في تلك المنطقة، ويتحدثون اللغة السيوية. فرنسا: يبلغ عدد الأمازيغ المقيمين في الأراضي الفرنسية حوالي مليوني نسمة.
كندا:
- يعيش في الأراضي الكندية عشرون مليون شخص من القبائل الأمازيغية، وهي تعتبر من مناطق التواجد المتميزة للأمازيغ.
3- عادات الأمازيع و تقاليدهم
- التعليم الليلي: الدراسة الليلية، الأماكن المقدسة للإسلام لها قيمة عالية جدا ومكانة خاصة في نفوس الأمازيغ، حيث يتم تشجيع المجتمع كله على التعلم ودراسة العلوم فيها، ويتم احترام وتكريم الإمام ومعلم المسجد، والتوجه إلى المساجد في المساء لتلقي العلوم في التربية الإسلامية باللغة الأمازيغية، مما خلق فيهم بالتأكيد الشغف لانتظار الدروس الليلية بفارغ الصبر، بينما خلال جلسات الدراسة في النهار تكون باللغة العربية وحفظ القرآن الكريم.
- السلوكت: سياسات وممارسات استيعاب الأمازيغ لأفكار إسلامية مساوية للغة العربية ومنقولة إلى اللغة الأمازيغية، وأكثر هذه السياسات انتشارا لهذا الغرض هي سياسات السلوكت التي تدعو إلى تأثير بيئة سوس على الإسلام وعاداته. فخلال أداء هذه العادة الأمازيغية يتلو الأمازيغ القرآن الكريم جماعيا، ثم ينشدون:
- البردة والهمزية: وهي من أشعار الإمام البوصيري، وكل هذا باللغة العربية، ثم يأتي شرح مفصل لمن لا يفهم اللغة العربية باللغة الأمازيغية. ومن أشكال هذه العادة أيضا الإشارة إليها باعتبارها طقسا إسلاميا أو عيدا إسلاميا يقام للطلاب الأمازيغ ويتمثل في فرصة المشاركة في الأحتفالات الدينية والتأكيد على ضرورة حضور الإسلام في الحياة.
- التاهببات: هذه العادة الأمازيغية مرتبطة بعيد القرآن الكريم حيث يتلو الأمازيغ القرآن الكريم بصوت عال جماعيا وبقوة كاملة خلال مواسم تجمعاتهم في حدائق العدول ولها تأثيرات قوية جدا على شخصيات ونفوس من يتلوها، وتتحدد تلاوتهم بجودتها. البردة والهمزية: قصيدة البردة والهمزية للإمام البوصيري هي جزء من عادة السالكات الأكثر انتشاراً وقوة، وهما قصيدتان نظمتا في مدح الرسول، وأصبحتا مقدستين إلى حد كبير، ويكتب الأمازيغ تعويذات من تلك البردة ويرددونها عند دفن موتاهم، وتمتلئ جدران المساجد بكتابات من تلك البردة.
- الترجيز: وهي طريقة أمازيغية خاصة لإنشاد الشعر العربي، وتعتمد على الإنشاد والتكرار حيث ينشد فرد القصيدة العربية ويردد خلفه المستمع ما أنشده، ثم يكمله له شخص آخر، وهي تعتبر الطريقة الأمازيغية الأكثر تفاعلاً بين المستمعين الأمازيغ.[2]
4- تاريخ الأمازيغ
وقد كشفت الكتابات المصرية القديمة عن التاريخ الحقيقي لوجود الأمازيغ والذي يعود إلى حوالي 3000 سنة قبل الميلاد. أما الأمازيغ فقد تغيرت تسمياتهم عبر العصور، ولعل من أبرزها الليبيون والنوميديون والجيتوليون والمغاربة، حتى وصلوا في النهاية إلى الأمازيغ. ومن اللافت للنظر أن الشعوب والقبائل الأمازيغية كانت معاصرة للدول القوية في العالم القديم، وكان لها دور تاريخي بالغ الأهمية، حيث ظهر تأثيرها الفعال في المجالين الثقافي والعسكري. ولعل أبرز مثال يعكس دور الأمازيغ في التفاعل مع مؤسسات الدولة الفينيقية هو مدينة قرطاج، كما كان التفاعل بين اليونانيين والطوائف الأمازيغية في مدينة قورينا واضحاً تماماً. وقد ترك تفاعل الأمازيغ مع مؤسسات الدولة الرومانية تداعياته الواضحة، حيث أصبحت مدينة قرطاج الرومانية واحدة من أقوى المدن بعد العاصمة روما. لقد تركوا بصماتهم الحمراء في الميادين السياسية ومؤسساتها، كما تميزت الجيوش الرومانية بقوتها وتخرج منها أعظم القياصرة الرومان من أصول أمازيغية أبرزهم سيبتيموس سيفيروس، ودارت بين الأمازيغ والدولة الأموية العربية معارك ضارية لأكثر من نصف قرن واختلط الأمازيغ بالعرب وساندوهم في بعض فتوحاتهم. ويقال إن القائد المقاتل طارق بن زياد كان من أصول أمازيغية، وكان له النصيب الأكبر في فتح الأندلس. ومن أهم أعلام الأمازيغ: ابن بطوطة، عباس بن فرناس، وسليمان باشا الباروني، وأبو القاسم الزياتي وعبد الله بن يحيى بن يحيى الملقب بمسند الأندلس، والعلامة عبد الحميد بن باديس والمعز بن باديس، والمفكر الإسلامي مالك بن نبي، والرئيس الجزائري الأسبق اليمين زروال.[3]
5-لغة الأمازيغ
يتحدث الأمازيغ اللغة الأمازيغية، وهي فرع من عائلة اللغات الأفروآسيوية، ويكتبها بعض أفراد شعبهم بأبجدية. وهي معروفة لدى الأوروبيين باسم البربرية ولدى العرب باسم الشلحية. ومع ذلك، انفصلت عن هذه اللغة ما يقرب من 300 لغة مع انتشار الجماعات البربرية والتشتت الجغرافي. يحاول البربر اليوم تطوير شكل مكتوب للغتهم. ويقدر عدد المتحدثين باللغة البربرية بما يتراوح بين 14 و25 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
6-الثقافة والدين عند الأمازيغ
يلخص الرجال الثقافة الاجتماعية للامازيغ في رعاية الماشية والهجرات الموسمية بحثًا عن الماء والعشب للحيوانات. انخرط بعضهم في التجارة، لكن العدد الأكبر كان يعمل في الزراعة. اعتنت النساء بالأسرة. البنية الاجتماعية للبربر قبلية. لكل قبيلة زعيم يرشد القبيلة. أغلب الزعماء من الرجال، لكن بعض النساء يقودن أيضًا بعض القبائل ، المشتركة مع البربر، الذين سكنوا غرب آسيا، بعض الثقافات ما قبل الإبراهيمية، ولا سيما طقوس الدفن. استمر الأمازيغ في اعتناق العديد من الديانات عبر التاريخ، وعبدوا آلهة الشمس والقمر ،تمامًا كما كان الحال قبل الإسلام، فقد اعتنق الأمازيغ المسيحية أيضًا من الإسلام.
معظم الأمازيغ اليوم من الإسلام السني، وفي عبادتهم، يدمجون العادات والتقاليد، كان الأمازيغ قبائل انتشرت في منطقة شمال إفريقيا منذ آلاف السنين؛ كان لديهم لغة تفرعت منها ما يقرب من 300 لغة وثقافتهم التي تميزهم. اعتنقوا ديانات مختلفة بمرور الوقت وهم اليوم من الأقليات التي تسكن منطقة المغرب.
المراجع
- ويكيبدياالامازيغ - بتصرف
- swissinfo.chعادات الأمازيع و تقاليدهم - بتصرف
- asargy.comتاريخ الأمازيغ - بتصرف