تفسير استخدام المفعول المطلق

الكاتب : حبيبة دراز
19 أكتوبر 2024
عدد المشاهدات : 178
منذ شهرين
عناصر الموضوع
1- ما المقصود بالمفعول المطلق؟
2- غرض وقوع المفعول المطلق
3- العامل في المفعول المطلق
4- نائب المفعول المطلق
5- أحكام المفعول المطلق
6- أمثلة على المفعول المطلق من القرآن الكريم

عناصر الموضوع

1- ما المقصود بالمفعول المطلق؟

2- غرض وقوع المفعول المطلق

3- العامل في المفعول المطلق

4- نائب المفعول المطلق

5- أحكام المفعول المطلق

6- أمثلة على المفعول المطلق من القرآن الكريم

يدل الفعل على شيئين وهما الحدث والزمان، الحدث هو المعنى المحض، والزمان وهو الماضي والحاضر والمستقبل، والمفعول المطلق هو مصدر، ولكن ما المقصود به؟ وما تفسير استخدامه؟ هذا ما سوف يتم الإجابة عليه في هذا المقال.

1- ما المقصود بالمفعول المطلق؟

المفعول المطلق هو مصدر منصوب، يأتي بعد فعب من لفظه، يأتي فيؤكد معنى الفعل أو يبين عدده أو يبين نوعه، والمصدر أشمل وأعم من المفعول المطلق؛ لأن المصدر قد يكون مفعول مطلق أو مفعول به أو فاعل وغير ذلك، في حين المفعول المطلق لا يكون سوى مصدرًا، وسُمي المفعول المطلق بهذا الاسم لأنه مصدر مشتق من لفظ فعل يدل على حدث في الزمان المطلق.[1]

2- غرض وقوع المفعول المطلق

يأتي المفعول المطلق بعد الفعل المُشتق منه لأغراض، وهي:

  • تأكيد المعنى: يأتي المفعول المطلق هنا فيؤكد حدوث عامله، مثل: قول تعالى: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) سورة النساء الآية: (164)، تَكْلِيمًا: مفعول مطلق منصوب، ومصدر الفعل كلم، وأتى ليأكد حدوثه.
  • بيان العدد: يأتي المفعول المطلق هنا فيبين عدد عامله، مثل: كتبت كتابين، كتابين: مفعول مطلق منصوب، وأتى ليبين عدد مرات حدوث الفعل.
  • بيان النوع: يأتي المفعول المطلق هنا ليبين نوع عامله، مثل: آمن بالله إيمانًا عميقًا، عميقًا: مفعول مطلق منصوب، أتى ليبين نوع الإيمان، فكان الإيمان عميقًا.

3- العامل في المفعول المطلق

العامل في المفعول المطلق هو الفعل الذي أُشتق منه المفعول المطلق، وذلك الأصل، ولكن يمكن أن ينوب عنه ب:

  • المصدر، كقول الله عز وجل: (إِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا) سورة الإسراء آية: (63)، جَزَاءً: مفعول مطلق منصوب أتى فبين نوع العامل، المصدر هو جَزَاؤُكُمْ.
  • اسم الفاعل، كقول الله عز وجل: (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) سورة الصافات آية: (1)، صَفًّا: مفعول مطلق منصوب أتى يؤكد العامل، وهو اسم الفاعل: الصَّافَّاتِ.
  • الصفة المشبهة، مثل: هذا طويلٌ طولًا جذابًا، طولًا: مفعول مطلق منصوب أتى فبين نوع العامل، والصفة المشبهة: طويلٌ.
  • اسم التفضيل، هذا أجملهم جمالًا، جمالًا: مفعول مطلق منصوب أتى يؤكد عامله وهو اسم التفضيل: أجملهم.[2]

4- نائب المفعول المطلق

ينوب عن المفعول المطلق ويعامل معاملته بضع أشياء، وهي:

  • اسم المصدر: كقول الله عز وجل: (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا) سورة هود آية: (69)، سَلَامًا: نائب مفعول مطلق لفعل حُذف.
  • نعت لمصدر محذوف أو مرادفه: كقول الله عز وجل: (وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ) سورة آل عمران آية: (41)، كَثِيرًا: نائب مفعول مطلق نعت لمصدر حُذف.
  • ضمير: كقول الله عز وجل: (فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ) سورة المائدة آية: (115)، الهاء في أُعَذِّبُهُ ضمير متصل في محل نصب مفعول مطلق.
  • مصدر من اشتقاق مشترك: كقول الله عز وجل: (وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا) سورة نوح آية: (17)، نباتًا: نائب مفعول مطلق لأم مصدر الفعل أنبتَ هو إنبات.
  • ما يدل على نوعه وعدده ووقته: كقول الله عز وجل: (فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) سورة النور آية: (4)، ثَمَانِينَ: نائب مفعول مطلق منصوب يبين عدد الجلدات.
  • ما يدل على الآلة المستعملة لفعله: كقول الله تعالى: (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ) سورة الفجر آية: (13)، سَوْطَ: نائب مفعول مطلق منصوب وهو الذي يضرب به من جلد وغيره.
  • اسما الإستفهام (ما وأي)، وأسماء الشرط (أي ومهما وكان): كقول الله عز وجل: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا) سورة الإسراء آية: (110)، أَيًّا: نائب مفعول مطلق منصوب وهو اسم شرط.
  • الاسمين (بعض وكل) مضافين للمصدر: كقول الله عز وجل: (فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ) سورة النساء آية: (129)، كُلَّ: نائب مفعول مطلق منصوب مضاف لمصدر.[3]

5- أحكام المفعول المطلق

يوجد ثلاث أحكام للمفعول المطلق، وهي:

  • وجوب نصبهُ: كقول الله عز وجل: (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) سورة التوبة آية: (82)، قَلِيلًا: مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • وجوب وقوعه بعد العامل إذا كان مؤكدا: كقول الله عز وجل: (قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا) سورة مريم آية: (75)، مَدًّا: مفعول مطلق عامله (فَلْيَمْدُدْ)، فيجوز ذكره إذا كان مبينًا بعده أو قبله.
  • منع حذف عامله إذا كان مؤكدًا، وإيجاز حذفه إذا كان مبينًا للنوع أو العدد: ففي حالة كان مؤكدا يمتنع حذفه؛ لأنه وُجد لتأكيد معنى عامله وتقويته وإيضاح المراد منه وإزالة الشك عنه، كما قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا) سورة الإنسان آية: (23)، فلا يجمه أو يثنى، ولا يعمل في غيره من رفع الفاعل ونصب المفعول، ولا يتقدم عن عامله، ولا يحذف عامله؛ نتيجة لأن الحذف هذا مناف للتقوية والتقرير.

وفي حالة جواز حذف العامل فيقال: ما بكيت – بلى بكاءًا طويلًا، ومثل ذلك.

6- أمثلة على المفعول المطلق من القرآن الكريم

  • قال الله عز وجل: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) سورة النساء آية: (164)، تَكْلِيمًا: مفعول مطلق مؤكد منصوب وعامله (كَلَّمَ).
  • قال الله عز وجل: (أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) سورة المزمل آية: (4)، تَرْتِيلًا: مفعول مطلق منصوب وعامله (رَتِّلِ).
  • قال الله عز وجل: (أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا) سورة عبس آية: (25)، صَبًّا: مفعول مطلق مؤكد منصوب وعامله (صَبَبْنَا).
  • قال الله عز وجل: (ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا) سورة عبس آية: (26)، شَقًّا: مفعول مطلق مؤكد منصوب وعامله (شَقَقْنَا).
  • قال الله عز وجل: (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) سورة الأحزاب آية: (36)، ضَلَالًا: مفعول مطلق منصوب وعامله (ضَلَّ).
  • قال الله عز وجل: (وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا) سورة الكهف آية: (100)، عَرْضًا: مفعول مطلق مؤكد منصوب وعامله (عَرَضْنَا).
  • قال الله عز وجل: (و وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا) سورة الذاريات آية: (1)، ذَرْوًا: مفعول مطلق مؤكد منصوب وعامله (الذَّارِيَاتِ).
  • قال الله عز وجل: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) سورة الإسراء آية: (16)، تَدْمِيرًا: مفعول مطلق منصوب وعامله (فَدَمَّرْنَاهَا).
  • قال الله عز وجل: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا) سورة الفتح آية: (1)، مُّبِينًا: مفعول مطلق منصوب.
  • قال الله عز وجل: (كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ) سورة القمر آية: (42)، أَخْذَ: مفعول مطلق منصوب.

وفي الختام، نستنتج أن للمفعول المطلق أهمية كبيرة، فجاء فالقرآن الكريم، وهو أحد قواعد النحو في اللغة العربية التي هي لغة أهل الجنة، وأعظم لغات العالم، فيأتي المفعول المطلق ويؤكد المعنى ويوضحه ويبينه عددًا أو نوعًا.

المراجع

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة