جفاف مياه نهر ملوية

15 أكتوبر 2024
منذ شهرين
عناصر الموضوع
1- نبذة عن نهر ملوية
2- الموقع الجغرافي
3- تتعدد أسباب جفاف الأنهار في المغرب، ومن أبرزها:
4- تحدي الجفاف
5- حملات توعية

عناصر الموضوع

1- نبذة عن نهر ملوية

2- الموقع الجغرافي

3- أسباب جفاف الأنهار في المغرب

4- تحدي الجفاف

5- حملات توعية

نهر “ملوية”، الذي يُعد من أكبر أنهار المغرب، يواجه جفافاً شديداً يمنعه من الوصول إلى مصبه في البحر الأبيض المتوسط، وهذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك في تاريخه. وفقاً للخبير البيئي محمد بنعطا، تعود أسباب هذا الجفاف إلى انخفاض تدفق النهر نتيجة للاستهلاك المفرط لمياهه.

1- نبذة عن نهر ملوية

تسبب الجفاف في تغيير التوازن الطبيعي في المنطقة الزراعية، حيث غمرت مياه البحر المالحة مجرى النهر لمسافة 15 كيلومتراً، مما أجبر المزارعين على التخلي عن أراضيهم بسبب ملوحة المياه وتأثيرها السلبي على التربة.

في إحدى المزارع على الضفة اليسرى للنهر، تظهر ثمار البطيخ بلون أصفر شاحب وشكل مشوّه، مع سيقان جافة.

يعاني المغرب، الذي يعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل، من تزايد مواسم الجفاف في السنوات الأخيرة. ومن المتوقع أن تزداد المشكلة بحلول عام 2050، مع توقع انخفاض الأمطار بنسبة 11% وزيادة درجات الحرارة بمعدل 1.3 درجة مئوية، وفقاً لتقرير وزارة الزراعة المغربية.

وتشير التوقعات إلى أن الجفاف قد يؤدي إلى تقليص مخزون مياه الري بنسبة تصل إلى 25% بحلول عام 2050.

ابن عم “حديوي” فقد الأمل في حصاد ثمار الخرشف التي زرعها في حقله المجاور، حيث جفت أعشابه ولم يستفد من مياه الري منذ شهرين بسبب شح المياه، وقد تجنب استخدام مياه النهر التي قد تضر بالتربة بسبب ملوحتها، وفقاً لصديقه “مصطفى”.

مصطفى، الذي ترك مهنة التدريس ليكرّس نفسه للزراعة، اضطر اليوم للتخلي عن ثلثي مزرعته التي تبلغ مساحتها 57 هكتاراً بسبب الجفاف. بالإضافة إلى قسوة الظروف الطبيعية، يوجه “حديوي” ومعظم المزارعين في المنطقة اللوم أيضاً إلى “سوء إدارة” مياه النهر، والإفراط في استغلالها عبر محطتين للضخ وثلاثة سدود.

رغم أن المحطة الثانية بدأت العمل منذ ستة أشهر فقط، يصف “حديوي” تأثيرها بـ “الضربة القاضية” لمزارعي حوض ملوية السفلى. تُعطى الأولوية في سقاية الأشجار المثمرة البعيدة عن مصب النهر، وهو ما يعتبره المزارع “عبد الرحيم زخنيني” (61 عاماً) “قسمة غير عادلة”، حيث اضطر هو أيضاً إلى التوقف عن زراعة ضيعته العائلية التي تمتد على 200 هكتار.[1]

ومع ذلك، يوضح المدير الجهوي لوزارة الزراعة “محمد بوسفو” أن منح الأولوية لسقي الأشجار يعود إلى الظروف الاستثنائية التي نعيشها، حيث أن إنقاذ شجرة ميتة أصعب من تعويض حقل خضروات. ويؤكد أن السبب الأساسي لندرة مياه النهر هو المبوحة والجفاف، ويوضح أن محطتي الضخ ليس لهما تأثير قوي على تدفق المياه،أجريت دراسات قبل إنشائهما لتفادي أي اختلال في توازن النهر.

تتوقع وزارة الزراعة أن يؤدي الجفاف إلى تراجع مخزون مياه الري بحلول عام 2050 بنسبة قد تصل إلى 25%، مما يثير قلق المزارعين في منطقة ملوية بشأن تأثير هذه التغيرات البيئية على حياتهم.

 في الضفة اليمنى لنهر ملوية، الممتد على نحو 500 كيلومتر من جبال الأطلس المتوسط، فلا تبدو الأمور بخير. يقول المزارع “سمير شودنا”: “نزرع هذه الأرض منذ أجيال، لكن الوضع اليوم يزداد سوءاً”. ويضيف الشاب أن “الشباب حالياً في المنطقة لا يفكرون إلا في الهجرة”.

في سياق متواصل، يحذر الناشط البيئي “محمد بنعطا” من حدوث كارثة بيئية تهدد المحمية الطبيعية في مصب النهر، و التي تُعد الأهم في المنطقة الشرقية، يشير  إلى أن “الحيوانات البرية والنباتات لن تنجو منها

2- الموقع الجغرافي

نهر ملوية هو واحد من أكبر الأنهار الدائمة في المغرب، يقع في شمال شرق البلاد بطول يقارب 515 كيلومترًا. ينبع هذا النهر من جبال الأطلس الكبير، ويتجه نحو الشمال الشرقي ليصب في وادٍ شبه قاحل، ومن ثم إلى البحر الأبيض المتوسط بالقرب من مدينة السعيدية، غرب حدود الجزائر

على الرغم من أن نهر ملوية يتمتع بحجم غير منتظم ولا يصلح للملاحة، فإن المغرب استفاد منه بعدة طرق، ومنها:

  • بناء سد نهر ملوية: تم الانتهاء من بناء هذا السد عام 1967لتوفير الكهرباء للمدن الشمالية في المغرب.
  • استغلال وادي نهر ملوية: تُستغل الرواسب المعدنية مثل الرصاص والمنغنيز الموجودة في وادي النهر للاستفادة منها في صناعات متعددة.
  • الري الزراعي: على الرغم من تقلب مستوى المياه في نهر ملوية، يُستخدم النهر لري الأراضي الزراعية.

يمكن القول إن جفاف نهر ملوية يشكل قلقًا حقيقيًا للعديد من المهتمين بهذا النهر، حيث لوحظ لأول مرة تناقص فعلي في مستوى المياه لدرجة أنه لم يعد قادرًا على الوصول إلى مصبه في البحر الأبيض المتوسط،

ويعزى انخفاض مستوى المياه إلى التغيرات المناخية القاسية والاستخدام المفرط لمياه النهر، مما أثر سلبًا على المزارعين في المنطقة. نتيجة للجفاف وارتفاع مستوى ملوحة البحر، اجتاحت المياه المالحة مسافة تصل إلى 15 مترًا في مجرى النهر، مما أجبر المزارعين القريبين من ضفافه على التخلي عن أراضيهم بسبب تأثير الملوحة على جودة التربة، على سبيل المثال، في إحدى المزارع على الضفة اليسرى لنهر ملوية، عبّر أحد مزارعي البطيخ عن قلقه من تغير لون محصوله، حيث أصبح باهتًا وغير طبيعي، وجذوره جافة.

للأسف، تُعتبر مشكلة الجفاف من القضايا المتزايدة في المغرب، ولا تقتصر آثارها على نهر ملوية فقط، ولا تبدو أنها ستحل من تلقاء نفسها. وفقًا لتقرير وزارة الزراعة المغربية، من المتوقع أن تتفاقم هذه المشكلة بحلول عام 2050، مع ارتفاع درجات الحرارة بمعدل يزيد عن 1.3 درجة مئوية، وتراجع هطول الأمطار بنسبة تصل إلى 11%. لذلك، يجب البحث عن حلول فعالة لمكافحة مشكلة الجفاف والحد من تأثيراتها قدر الإمكان. التلوث إدارة المياه تدهور البيئة النشاط البشري

  • التدفق والمصب: يجري النهر باتجاه الشمال الشرقي ليصب في البحر الأبيض المتوسط بالقرب من مدينة السعيدية، يمر عبر مناطق زراعية هامة ويشكل جزءًا من النظام البيئي المحلي.
  • الموارد المائية:يعتبر من الأنهار الدائمة في المغرب، لكن مستوى مياهه متقلب.
  • يساهم في الريّ الزراعي: على الرغم من التحديات المتعلقة بالجفاف.
  • التغيرات البيئية: يعاني النهر من انخفاض مستمر في منسوب المياه بسبب التغيرات المناخية والاستخدام المفرط للموارد المائية.
  • تأثير الجفاف والملوحة: يؤثر على الزراعة والنظم البيئية المحيطة.
  • الثروة السمكية: يضم النهر أنواعًا نادرة من الأسماك، ويعتبر موطنًا لمجموعة من الكائنات الحية.
  • تهديدات الجفاف والتلوث: تؤثر على التنوع البيولوجي في المنطقة.
  • المشاريع والتنمية: تم بناء سد نهر ملوية عام 1967 لتوليد الكهرباء وتخزين المياه.
  • تجرى جهود لتعزيز الإدارة المستدامة للمياه ودعم الزراعة المستدامة.
  • التحديات المستقبلية: الحاجة إلى استراتيجيات فعالة لمواجهة آثار الجفاف وتغير المناخ.
  • أهمية التوعية: والإدارة المستدامة للموارد المائية للحفاظ على النهر وحمايته.

3- تتعدد أسباب جفاف الأنهار في المغرب، ومن أبرزها:

  • التغيرات المناخية تؤدي التقلبات المناخية، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة وتراجع هطول الأمطار، إلى تقليل تدفق الأنهار.
  • الاستخدام المفرط للمياة تزايد الطلب على المياه لأغراض الزراعة والصناعة والاستهلاك المنزلي يسبب استنزاف الموارد المائية.
  • التلوث تلوث الأنهار بالمخلفات الصناعية والزراعية يؤدي إلى تدهور نوعية المياه، مما يؤثر على تدفقها وصلاحيتها للاستخدام.
  • إدارة المياه سوء إدارة الموارد المائية، بما في ذلك عدم كفاءة نظام الري والضخ، يسهم في تفاقم مشكلة الجفاف.
  • تدهور البيئة إزالة الغابات والتصحر وتدهور التربة يقلل من قدرة البيئة على احتفاظ بالمياه ويزيد من الجفاف.
  • النشاط البشري مشاريع البناء والتحضر تؤثر على مجاري الأنهار وتسبب تغييراً في نمط تدفق المياه.
  • معالجة هذه القضايا تتطلب استراتيجيات شاملة للحفاظ على المياه وتحسين إدارة الموارد.

4- تحدي الجفاف

حول مشكلة جفاف الأنهار، أشار الباحث الدكتور مصطفى آباء، الخبير في التنوع البيولوجي ورئيس الجمعية المغربية لتربية الأسماك القارية، إلى أن المغرب “يعاني من تكرار سنوات الجفاف على مدى ثلاث سنوات، مما أدى إلى تعرض الأحواض المائية في مختلف جهات المملكة للجفاف بسبب قلة هطول الأمطار”.

وأضاف آباء أن “الحجم الفعلي للمياه المخزنة في السدود الرئيسية قد انخفض خلال معظم السنوات العشر الماضية، وفقًا لتقرير (مرصد الوضع الاقتصادي للمغرب 2022) الصادر عن مجموعة البنك الدولي”.

تزايد تكرار مواسم الأمطار الضعيفة قد يجعل الجفاف أحد التحديات البيئية الكبرى في المغرب، مما سيؤثر بشكل طويل الأمد على منسوب مياه الأنهار والأودية، خاصة في المناطق الجنوبية وأعالي الجبال وسفوح الجنوب الشرقي”.

من تداعيات الانخفاض الكبير في منسوب المياه في الأحواض المائية، نتيجة لنقص التساقطات الثلجية والأمطار في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى الاستغلال المفرط للمياه السطحية والجوفية في أنشطة الري والزراعة بشكل غير مستدام، هو تهديد الثروة السمكية الموجودة في هذه الأنظمة البيئية. يشمل ذلك أنواعًا نادرة تعيش في المياه العذبة، خاصة في أنهار وبحيرات أعالي جبال الأطلس المتوسط في المغرب، مما يعرضها لخطر الانقراض.[2]

5- حملات توعية

حول خطورة وضع الأنهار في المغرب، أكد الباحث يوسف الكمري، المتخصص في البيئة والتنمية المستدامة، أن “تكرار سنوات الجفاف، بجانب الاستغلال المفرط للمياه السطحية والجوفية في الأنشطة الزراعية، أدى إلى اختفاء بحيرات وأنهار، أو تراجع مستوى مياهها بشكل غير عادي في المناطق الجنوبية ووسط المغرب وجبال الأطلس المتوسط، مما أثر أيضًا على السدود والوديان”.

كما دعا إلى “تكثيف الحملات التوعوية للمزارعين حول أهمية تعديل أساليب الري، والتحول إلى زراعات بديلة ذات إنتاجية أعلى، بالإضافة إلى دعم المزروعات المتكيفة مع التغيرات المناخية”. وأكد على أهمية إشتراك مستخدمي المياه في جميع جوانب إدارة هذه المادة الحيوية”، مشددًا على ضرورة دعمها “من خلال سياسات وبرامج تهدف إلى إدارة استغلال المياه في الاستخدامات المنزلية والزراعية والصناعية لتعزيز الموارد المائية بشكل مستدام وفعال وعادل”.

يمثل نهر ملوية جزءًا مهمًا من النظام الزراعي والبيئي في المغرب، ويحتاج  لإدارة مستدامة لضمان استمراريته.

المراجع

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة