حروب داخلية وفتن سياسية: لماذا اقتتل الصحابة فيما بينهم؟

عناصر الموضوع

1- السياق التاريخي بعد وفاة النبي

2- أبرز النزاعات كالجمل وصفين

3- الدوافع والاجتهادات السياسية

4- دور الدسائس والمنافقين

5- موقف أهل السنة من فتنتهم

6- العِبر التاريخية لواقعنا المعاصر

حروب داخلية وفتن سياسية. لقد شهد تاريخ الإسلام بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الفتن السياسية والصراعات الداخلية بين بعض الصحابة الكرام. بالإضافة إلى ذلك أثار وتساؤلات عن أسباب هذه الصراعات بين من كانوا خير الناس بعد الأنبياء وعلى الرغم من مكانتهم إلا أنهم كانوا بشرا يجتهدون بل ويختلفون في الرأي وخصوصا مع اتساع رقعة الدولة الإسلامية وتعقد القضايا السياسية ولم يكن اقتتالهم بدافع أو حتى حبا للسلطة كانت نتيجة اجتهادات مختلفة في تفسير المصلحة العامة.

1- السياق التاريخي بعد وفاة النبي

الفراغ القيادي:

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الحادية عشرة للهجرة. قد عاشت الأمة الإسلامية تحديات تركت فراغًا في القيادة. مما دفع ذلك الصحابة الكرام إلى الاجتماع في سقيفة بني ساعدة لاختيار خليفة للمسلمين بالإضافة إلى ذلك تم الاتفاق على مبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

حروب الردة:

قاد الخليفة أبي بكر الصديق حروب الردة. لاستعادة وحدة الدولة الإسلامية. علاوة على ذلك وظهرت حركات ارتداء عن الإسلام وامتناع بعض القبائل عن دفع الزكاة.

التوسع الإسلامي:

بدا المسلمين في فتح بلاد الشام ومصر وفارس في عهد الخلفاء الراشدين. علاوة على ذلك ساهم بشكل هائل إلى اتساع رقعة الدولة مما زادت التحديات الإدارية والسياسية. [1]

2- أبرز النزاعات كالجمل وصفين

أولًا معركة الجمل:

لقد دارت معركة الجمل بين جيش على بن أبي طالب رضي الله عنه وجيش بقيادة عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم في البصرة. بالإضافة إلى ذلك والسبب الرئيسي كان المطالبة بالقصاص لمقتل الخليفة عثمان بن عفان. وقد اعتقد بعض الصحابة الكرام أن القصاص يجب أن يتم قبل استقرار الحكم بينما رأى على ضرورة تثبيت الاستقرار أولا ثم ملاحقة القتلة وقد انتهت معركة الجمل بانتصار جيش على بن أبي طالب.

ثانيًا معركة صفين:

استمرت الفتن السياسية بعد معركة الجمل واستمر الخلاف على الحكم ومن أبرز القادة في النزاع معاوية بن أبي سفيان وعلى بن أبي طالب الذي كان ولي الشام. بالإضافة إلى ذلك قد انتهت المعركة بتوقيع اتفاق التحكيم بين الطرفين وبعضهم مما اختار كل طرف حكما لفض الخلاف ولكن لم تحسم التحكيمات القضية. [2]

3- الدوافع والاجتهادات السياسية

الدوافع السياسية:

الخلاف على الخلافة: الصحابة يقتلون بعضهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مما نشأت التساؤلات عن مما ينبغي أن يكون خليفة للمسلمين علاوة على ذلك وكان بعض الصحابة قد يرون أن الخليفة يجب أن تكون من أهل البيت. على سبيل المثال على بن أبي طالب. والبعض الآخر قد رأى أن الاختيار يجب أن يتم بناء على المكانة والكفاءة مثل أبي بكر الصديق. بالتالي أدى هذا الاختلاف في الرؤى عن شرعية الخلافة الإسلامية وجعل الأمور أكثر تعقيدًا بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه.

الاجتهادات السياسية:

اجتهادات على بن أبي طالب: كان يرى على بن أبي طالب رضي الله عنه أن الخلافة حق شرعي له. علاوة على ذلك لأنه وصف بأقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن بعد مقتل عثمان بن عفان اختار علي أن يتعامل مع الموقف بحذر شديد وكانت لديه رؤية لإعادة لم الشمل وإنهاء الفتن. حيث رفض أن يأخذ حقه بالقوة وفضل على أن يسير في طريق الإصلاح. [3]

4- دور الدسائس والمنافقين

دور الدسائس:

التحريض على الفتن والقتل: كان يوجد محاولات دائمة من قبل أعداد الإسلام لإثارة الفتن بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه. علاوة على ذلك إثارة الفتن عبر دس السموم بين المسلمين وبعضهم البعض عن طريق نشر التحريض والشائعات.

دور المنافقين:

دورهم في إشعال الفتن: كانوا المنافقين هم أفراد في المجتمع الإسلامي. علاوة على ذلك وأعلنوا أسلامهم بينما في قلوبهم نوايا معارضة لحكم الصحابة وللإسلام. وكان المنافقين يخفون كراهيتهم للرسالة الإسلامية ويسعون إلى تقويض استقرار الدولة الإسلامية. ولم يعترفون بمبدأ الشورى. على سبيل المثال لم يعطفون باختيار الخليفة الشرعي بل كانوا يسعون دائمًا إلى زرع الفتنة من خلال تحريضهم لبعض. [4]

5- موقف أهل السنة من فتنتهم

حب الصحابة جميعا:

أهل السنة يؤمنون بحب الصحابة وتعظيمهم وكانوا يرون أنهم قد عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم ورافقوه أيضا في نشر الرسالة الإسلامية. كما أنهم يلتزمون بحب جميع الصحابة دون تفضيل أحدهم على الآخر بالإضافة إلى ذلك ويعتبرون جميع الصحابة أفرادًا عدولًا في الأصل وأن تصرفاتهم في النزاعات هي مثالية. التأكيد على عدم التكفير:

أهل السنة لا يكفرون الصحابة على كثرة الاختلافات بينهم.  بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى لو اتبعوا في معركة أو حصلت بينهم فتنة فهم يعتبرون الصحابة مجتهدين لكل منهم هدف ورؤية في الدفاع عن الدين الإسلامي. بالإضافة إلى ذلك فهم لا يعتبرون أن الصحابة أخطؤوا في كل شيء بل أيضا اجتهدوا وفقا لما يرونه. [5]

6- العِبر التاريخية لواقعنا المعاصر

أهمية الوحدة ونبذ التفرقة:

فتن الصحابة والأحداث السياسية التي وقعت بينهم قد لا تحمل عبر ودروسا على سياقها التاريخي فقط. بل تمتد أيضا لتشكل منهج يفيد في طرق التعامل مع الفتن في العصر الحديث والتحديات و الانقسام أبرز أسباب الفتن بين الصحابة في تعدد وجهات النظر عن كيفية إدارة الأمور السياسية. بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مما تعد العبرة هي التمسك بالوحدة والتواصل لحل الصراعات قبل أن تتسارع وتتحول إلى نزاعات تعصف بالدول أو المجتمع.

الاجتهاد لا يقتضي التكفير:

رغم وجود الصراعات السياسية إلا أنه لم يكفر أهل السنة وذلك لأنهم كانوا مجتهدين. علاوة على ذلك في عالمنا المعاصر هذه العبرة تكاد تكون تعني ضرورة تحلي الإنسان بالاحترام المتبادل والتسامح بين المختلفين دينيًا وسياسيًا مع رفض إقصاء الآخر أو تكفيره بسبب الاجتهاد. [6]

وفي ختام حروب داخلية وفتن سياسية. تعد الفتن السياسية التي وقعت بين الصحابة وبعضهم هي ليست طعنا في مكانتهم الشريفة أو عدالتهم. بل تعتبر أحداث تاريخية وعلى الرغم من أن الصحابة يقتلون بعضهم. وقد نتجت هذه الظروف المعقدة بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى ذلك واجبنا نحو هذا التاريخ هو التعلم من تلك التجارب المؤلمة.

• aljazeeraالسياق التاريخي بعد وفاة النبي - بتصرف
• wikipediaأبرز النزاعات كالجمل وصفين - بتصرف
• foulabookالدوافع والاجتهادات السياسية - بتصرف
• islamwebدور الدسائس والمنافقين - بتصرف
• dorarموقف أهل السنة من فتنتهم - بتصرف
• waqfeyaالعِبر التاريخية لواقعنا المعاصر - بتصرف

مشاركة المقال

وسوم