حكم الغيبة والنميمة في الإسلام

حكم الغيبة والنميمة في الإسلام . واضح وصريح، فقد نهى الله تعالى عنهما لما فيهما من أذى وفساد بين الناس. تعد الغيبة والنميمة من الكبائر. التي تفرق بين القلوب وتضعف الروابط الاجتماعية. في هذا المقال نستعرض الأدلة الشرعية وأثر هذه السلوكيات على الفرد والمجتمع.
ما هي عقوبة الغيبة والنميمة في الدنيا؟

ما أسهل الكلام، وما أصعب أن نضبط ألسنتنا! فاللسان رغم حجمه الصغير، إلا أن أثره قد يكون مدمرا للقلوب والعلاقات. ولهذا شددت الشريعة على حكم الغيبة والنميمة في الإسلام. وبينت أنها من الكبائر التي تفتك بالمجتمع وتُضعف أواصر المحبة.
في الدنيا، قد لا يدرك البعض حجم الجرم، لكن من يتورط في الغيبة والنميمة يعاني آثارا ملموسة. فمن جهة، قد يخسر ثقة الناس واحترامهم، لأن من ينقل الكلام أو يتحدث عن الآخرين بسوء، لا يؤمن شره. وقد تسقط هيبته في عيون من حوله دون أن يشعر، ويجد نفسه معزولا وإن ظلّ في وسط الناس.
والمؤلم أكثر أن النفس التي تعتاد على أكل لحوم الآخرين بالكلام، تعيش في قلق داخلي دائم، وتفقد صفاء القلب، وتشعر بثقل في الروح. كما أن الله قد يعجل له العقوبة في حياته. بسوء ظن الناس به، أو بشعور دائم بالضيق والهم.
تعرف أيضًا على: الطهارة الكبرى في الإسلام شروطها، غسلها، ومبطلاتها
ولو رجعنا إلى تعريف هذا الفعل، نجد أن معنى الغيبة في الإسلام هو: ذِكر أخاك بما يكره، في غيابه، سواء كان الكلام صحيحا أو لا. أما حديث عن الغيبة والنَّميمةُ. فقد قال فيه النبي ﷺ: “أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره…” والحديث واضح في الزجر والتعظيم لخطورة هذه الخطيئة.
عقوبة الغيبة والنميمة ليست مجرد كلام. بل قد تكون أول ما يحاسب عليه العبد من حقوق العباد، وهو ما يجعلنا ننتبه أكثر، ونراجع أنفسنا في كل كلمة تقال. [1]
تعرف أيضًا على: كل ما تريد معرفته عن الربا وأحكامه
متى تجوز الغيبة عند ابن باز؟
رغم أن حكم الغيبة والنميمة في الإسلام. معروف بتحريمهما الشديد، فإن العلماء، ومنهم الشيخ ابن باز – رحمه الله، بينوا أن هناك حالات محددة لا تعد فيها الغيبة محرمة، بل قد تكون جائزة أو حتى واجبة، إذا كانت لمصلحة شرعية راجحة.
ومن أبرز هذه الحالات التي ذكرها الشيخ ابن باز
- الشكوى لولي الأمر أو القاضي: إذا تعرض شخص لظلم، وأراد أن يبكجظونووين ما وقع عليه من ضرر. فله أن يذكر اسم الظالم وما فعله، دون أن يUد هذا من الغيبة المحرّمة.
- التحذير من شخصٍ فاسد أو مبتدع: كأن يحذر المسلم غيره من شخص عرف عنه الغش أو الخيانة. أو من صاحب بدعة، بشرط أن تكون النية لله وحده، لا لتشويه السمعة أو الشماتة.
- طلب الفتوى: إذا سأل أحدهم عن مشكلة وقعت بينه وبين شخص آخر، وذكر اسمه ضمن السؤال، فهذا لا يعد من الغيبة، بشرط ألا يتجاوز الضرورة.
وهنا يظهر بوضوح الفرق بين الغيبة والنميمة. فالنميمة نقل الكلام بين الناس لإفساد العلاقات، وهي محرّمة دائمًا، أما الغيبة فقد تباح عند الحاجة، دون قصد الإيذاء.
ولمن يسأل: ما هو تعريف الغيبة وحكمها؟ فتعريفها هو ذِكر المسلم بما يكرهه في غيابه، أما حكمها فهو حرام، إلا في الحالات الست التي أجازها العلماء بشروط دقيقة.
بالتالي، ليست كل غيبة معصية، بل النية والسياق هما الفيصل الحقيقي. [2]
تعرف أيضًا على: ما حكم من يتخلف عن صلاة الجمعة؟
ما حكم مجالسة النساء الغيبة؟
جلسات النساء – كما الرجال – قد تكون مليئة بالخير أو مليئة بالزلل، والفرق في النية والكلمة. في كثير من المجالس، تبدأ الأحاديث عفوية، ثم تنزلق فجأة إلى ذكر الغائبات بسوء، وهنا يجب أن نقف. لأن حكم الغيبة والنميمة في الإسلام. لا يختلف بين رجل وامرأة، فالذنب ذنب، والمعصية معصية، والجزاء لا يفرّق بين جنس وآخر.
تعرف أيضًا على: الطهارة في الإسلام
المرأة التي تجلس في مجلس تذكر فيه امرأة أخرى بكلام يكره أن يقال في غيابها، دون أن تنكر أو تحاول تغيير الموضوع، تعد شريكة في الإثم ولو لم تتكلم، لأن الساكت عن الباطل حين يقدر على تغييره، يأثم.
وقد شدد العلماء على أهمية تهذيب المجالس، خاصة النسائية منها، لأن الغيبة فيها قد تتسلل تحت غطاء “الفضفضة” أو “مشاركة المشاعر”، وهي في حقيقتها إيذاء واستهانة بحق مسلم.
والأمر لا يقتصر على القيل والقال، بل يدخل في الغيبة حتى التعليقات الساخرة أو الإيماءات التي تسخر من الغير دون ذكر اسم مباشر.
في هذا السياق، يطرح دائمًا: ما هي كفارة الغيبة؟ وهل يغفرها الله بسهولة؟
الكفارة تبدأ أولًا بالتوبة النصوح، أي الندم الصادق، والاستغفار، والعزم على عدم العودة. وإن كان في الإمكان طلب العفو ممن وقعت عليه الغيبة، كان ذلك أفضل، ما لم يترتب عليه ضرر أكبر.
أما عن حكم النميمة. فهو أشد خطرًا، لأنها تنقل الكلام لإفساد العلاقات، وورد فيها وعيد شديد، حتى أن النبي ﷺ قال: “لا يدخل الجنة نمّام” – رواه مسلم.
لهذا، تنظيف المجالس من الغيبة والنميمة، هو أول خطوة لبناء علاقات طاهرة ترضي الله وتطمئن القلوب.
تعرف أيضًا على: حكم إزالة شعر الوجه أثناء الصيام
ما حكم النميمة ونقل الكلام في الإسلام؟
القلوب تُربكها الكلمة، وتفسدها الهمسات، ولعلّ أخطر ما يدمّر العلاقات هو ما يقال خفية وينقل خلسة بين الناس. لهذا جاء حكم الغيبة والنميمة في الإسلام. شديدا، لأن النميمة لا تقف عند حدود الكلام، بل تهدم البيوت، وتفرّق بين الأصدقاء، وتنزع الثقة من القلوب.
النميمة تعني: نقل الكلام بين الناس بقصد الإفساد. فمثلاً، إذا قالت فلانة كلمة، وجاءت أخرى فنقلتها إلى الثالثة على وجه التحريض أو الفتنة، فهذه نميمة صريحة. وقد قال رسول الله ﷺ:
“لا يدخل الجنة نمّام” – رواه مسلم.
وهذا تحذير صريح من سوء عاقبة من اعتاد نقل الكلام، فهو لا يؤتمن، ولا تستقر له علاقة.
من يسأل عن حكم النميمة، فالجواب أنها من الكبائر. بل إنها تصنف ضمن أشد الذنوب التي تفسد المجتمع دون أن يدرك البعض حجم أثرها.
أما حديث عن الغيبة والنَّميمةُ. فقد ورد بأكثر من صيغة، كلها تظهر خطر اللسان، وأن ما يقال على غفلة قد يغضب الله، ويحبط الأعمال. وليس من الأخلاق أن ينقل الإنسان الكلام ليشعل الفتنة، مهما كانت نيته.
والسؤال الذي يطرح دائما: ما هو الفرق بين الغيبة والنميمة؟
الغيبة: أن تذكر إنسانا في غيابه بما يكره.
أما النميمة: فهي أن تنقل هذا الكلام لغيره بقصد الإفساد.
فالغيبة فيها إساءة، لكن النميمة فيها نقل للإساءة وزيادتها.
وفي النهاية، طهارة اللسان دليل على نقاء القلب، ومَن حفظ لسانه، حفظ الله له دينه وعلاقاته وراحته.\
تعرف أيضًا على: هل خروج الدم من الأنف يفسد الصيام؟
في الختام، تعتبر حكم الغيبة والنميمة في الإسلام. من الذنوب العظيمة التي يجب على المسلم الحذر منها، لما لهما من آثار سلبية على النفس والمجتمع. والابتعاد عنهما يعد طاعة لله وحفاظا على كرامة الآخرين، فالكلمة مسؤولية، والصمت أحيانًا عبادة.
المراجع
- uzairibnnasser Cases In Which Gheebah (Backbiting) Is Permitted -بتصرف
- troid Clearing Confusion about Shaykh Ibn Bāz -بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

حكم النذر بالعبادات

حكم القتل الخطأ

حكم الصلاة والكتف مكشوف

حكم الصلاة بعد شرب الخمر

حكم الحلف على المصحف

حكم ضرب الزوجة

متى يقال لبيك عمره؟ وقت التلبية وأهميتها

ما هي آفات اللسان: أخطر الأقوال المدمرة للإنسان

ما هو الإخفاء

ما معنى كف الأذى: مبدأ إسلامي في التعامل...

ما الفرق بين نية العمرة ونية الحج؟ شرح...

ما هي مهن الأنبياء: في خدمة المجتمع والاكتفاء...

ماهى فوائد ماء زمزم

هل خروج الدم من الأنف يفسد الصيام؟
