حكم نفخ الشفاه

في البداية تعد التعديلات التجميلية من المواضيع التي تثير تساؤلات كثيرة. ومن بينها حكم نفخ الشفاه الذي أصبح شائعًا بين النساء في الآونة الأخيرة. ويهتم كثيرون بمعرفة الرأي الشرعي في هذا النوع من التجميل وخاصةً عندما يتعلق بتحسين الشكل دون ضرورة طبية.
هل نفخ الشفايف حرام أم حلال؟

هذا السؤال يطرح كثيرًا في ظلّ انتشار عمليات التجميل الحديثة وخاصةً بين النساء. ويعدّ حكم نفخ الشفاه من المسائل التي اختلف فيها العلماء. حيث يتوقف الجواز أو التحريم على عدّة عوامل تتعلق بالنية والدافع والنتائج المترتبة على هذا الفعل.
في الشريعة الإسلامية التجميل في الأصل مباح إذا لم يتضمن ضررًا أو تغييرًا دائمًا في خلق الله من غير حاجة. أما التجميل الذي يتعدى حدود الزينة الطبيعية إلى تغيير الخِلقة بهدف لفت الانتباه أو اتباع الموضات فقد حذّر منه الفقهاء. واعتبروه من المحرمات إذا خلا من الضرورة و خاصة إن أدى إلى الغرور أو الفتنة.
فيما يخص حكم الفيلر للشفايف عند ابن باز. فقد أكّد أنه لا يجوز استخدام هذه الإجراءات إلا في حالة وجود عيب أو تشوه يحتاج إلى إصلاح. وبيّن أن التجميل المبالغ فيه لا يدخل في باب المباح. أما حكم نفخ الشفايف عند ابن عثيمين فقد فرّق بين نوعين من التجميل: الضروري الذي يراد به إزالة ضرر أو عيب خلقي. وهذا جائز والتجميل التحسيني الذي يقصد به فقط الزيادة في الحسن فهذا غير جائز لأنه يدخل في تغيير خلق الله دون حاجة معتبرة.
كما يشترط العلماء في كل الحالات أن يكون الإجراء آمنًا طبيًا. وأن لا يترتب عليه ضرر دائم أو إهدار للمال بغير وجه حق.
بالتالي فإن الجواب عن هذا السؤال لا يكون بالإطلاق بل يحدّد بحسب الغرض من نفخ الشفاه وظروف الشخص. والحالة الصحية والنفسية له و مع استشارة أهل العلم والأطباء المختصين.[1]
تعرف أيضًا على: حكم الرموش الصناعية
هل نفخ الشفايف حرام عند ابن باز؟
يعدّ موضوع حكم نفخ الشفاه من المسائل الفقهية المعاصرة التي تناولها كبار العلماء. نظرًا لتكرارها وانتشارها وخصوصًا في مجالات التجميل الحديثة. يرى الشيخ ابن باز و رحمه الله و أن أيّ نوع من أنواع التجميل الذي يندرج تحت تغيير خلقة الله من غير ضرورة يعتبر غير جائز شرعًا. وإذ يدخل في باب المحظورات الواردة في قوله تعالى: “ولآمرنّهم فليغيرن خلق الله” ويدخل في مفهوم العبث بالجسد. وتحريف ما خلقه الله دون عذر أو حاجة طبية.
أما إذا كان الغرض من النفخ هو علاج عيب أو إصلاح تشوّه سواء كان خِلقيًا أو نتيجة حادث أو مرض. فإن حكم نفخ الشفايف دار الإفتاء يميل إلى التيسير في مثل هذه الحالات. و بشرط أن يكون ذلك تحت إشراف طبي آمن ولا يؤدي إلى ضرر دائم أو غرور أو فتنة. فدار الإفتاء المصرية مثلاً تفرّق بين التجميل التحسيني والتجميلي العلاجي وتجيز الأخير إن اقتضته الضرورة أو الحاجة الملحة.
وفيما يتعلق بسؤال: هل يجوز نفخ الشفايف للزوج؟ فالعلماء يرون أن تزيّن المرأة لزوجها أمر مشروع ومطلوب. ولكن ينبغي أن يكون ذلك في حدود المباح وبوسائل لا تضر بالجسد أو تغيّر خلق الله بشكل دائم. وبالتالي فإن نفخ الشفايف بهدف تحسين العلاقة بين الزوجين يمكن أن يكون جائزًا بشروط. و منها: الأمان الطبي وعدم المبالغة وعدم التشبّه بالكافرات أو الوقوع في الإسراف أو الضرر الجسدي.
الخلاصة: الشيخ ابن باز يشدّد على ضرورة عدم تغيير خلقة الله دون حاجة. ويرى أن ما كان من باب التجميل الزائد غير جائز. أما دار الإفتاء فتفتح المجال بشرط الضرورة والحاجة وعلى أن يكون الإجراء آمنًا ومحدودًا ومقصورًا على الزوج. ولا لغرض الظهور أو لفت الأنظار.
تعرف أيضًا على: حكم استخدام الفيلر لإزالة الهالات السوداء
هل فيلر الشفاه حرام أم حلال؟
يعدّ موضوع حكم نفخ الشفاه أو ما يعرف بتقنية “فيلر الشفاه” من المسائل التي أثارت جدلًا بين العلماء والفقهاء في العصر الحديث خاصة بعد انتشار الإجراءات التجميلية غير الجراحية مثل الفيلر والبوتوكس. وبالرجوع إلى فتاوى العلماء فإن حكم فيلر الشفاه يختلف باختلاف النية والهدف من العملية. فإذا كان الغرض هو إزالة عيب أو إصلاح تشوّه أو تحسين مظهرٍ مشوّه خِلقيًّا أو ناتجًا عن حادث فغالبية العلماء يجيزون هذا النوع من الإجراءات كعلاج وليس كتجميل زائد. أما إذا كان الهدف هو التكبير التجميلي فقط دون وجود حاجة حقيقية و فيندرج ذلك تحت “تغيير خلق الله” الذي نهى عنه الشرع.
أما فيما يخصّ حكم نفخ الشفايف طبيعيًا باستخدام زيوت أو خلطات منزلية لا تتسبب في ضرر دائم أو تغيّر دائم في شكل الشفاه فإن ذلك لا يدخل ضمن المحظورات و لأنه مؤقت ولا يعد تغييرًا جوهريًا في الخلقة. وبالتالي فهو مباح ما لم يكن فيه ضرر أو تشبّه بالعرف غير السويّ.
وقد تناول الشيخ عبد العزيز ابن باز أيضًا هذه المسائل وصرّح بأن حكم نفخ الخدود ابن باز يدخل في باب المحرّمات إذا كان لغرض تجميلي بحت دون حاجة ضرورية واعتبره نوعًا من تغيير خلق الله وقد شبّه ذلك بالوشم والنمص والتفليج وهي من الأعمال التي ورد بها الوعيد في السنة النبوية. أما في حال وجود تشوه أو ضرر حقيقي فإن العلاج مباح إذا توفر الأمان الطبي وكان الغرض مشروعًا.
الخلاصة: فيلر الشفاه حلال إذا كان لعلاج عيب واضح أو إصلاح ضرر وممنوع إذا كان للتجميل الخالص وتغيير الشكل فقط. أما الوسائل الطبيعية المؤقتة فهي مباحة ما دامت لا تسبب ضررًا أو مفسدة والنية فيها تلعب دورًا محوريًا في الحكم الشرعي و مع التأكيد على أن حكم نفخ الخدود ابن باز يؤكد على التحريم إذا لم يكن هناك داعٍ طبي معتبر.
تعرف أيضًا على: حكم قراءة الأبراج
ما حكم الفيلر للشفايف في الإسلام؟
يعدّ حكم نفخ الشفاه باستخدام الفيلر من المسائل المعاصرة التي اختلف فيها أهل العلم بحسب النية والغرض من الإجراء. في الشريعة الإسلامية و التجميل يباح إذا كان لإزالة عيبٍ ظاهر او خِلقي أو مكتسب كآثار الحروق أو الحوادث أما إذا كان لغرض التجميل المطلق دون حاجة فإن ذلك يدخل تحت بند “تغيير خلق الله وهو مما ورد فيه النهي في السنة النبوية. من هذا المنطلق و يتفرّق حكم نفخ الشفايف المطلق بحسب القصد: فإن كان لغرض التزيّن الزائد أو محاكاة المشاهير أو تقليد ثقافات دخيلة فقد أفتى بعض العلماء بتحريمه وخاصة إن كان دائمًا أو يترك أثرًا دائمًا في الجسم.
أما حكم الفيلر المؤقت ابن باز فقد أشار الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله- في فتاوى مشابهة إلى أن أي تعديل في الجسد بقصد التجميل البحت دون داعٍ طبي يدخل في دائرة المحرّم و ما لم يكن مؤقتًا ولا يترك ضررًا. وعلى هذا الأساس فإن استخدام الفيلر المؤقت الذي لا يسبب تغييرات دائمة ولا يشكل خطرًا طبيًا و قد يعتبر جائزًا عند بعض العلماء إذا خلت النية من الرياء أو تغيير خلق الله لغير حاجة.[2]
تعرف أيضًا على: حكم إزالة شعر الوجه أثناء الصيام
في الختام، يبقى حكم نفخ الشفاه مرتبطًا بالنية والضرورة و لذا ينصح بالتروي وسؤال أهل العلم قبل الإقدام على أي إجراء تجميلي دائم أو مؤقت.
المراجع
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

أول من بنى الكعبة من الأنبياء

شروط المسح على الجوارب

أول خلق الله

أول من أسلم من النساء

دعاء بعد قراءة سورة البقرة

هل الموسيقى حرام

حكم استخدام الفيلر لإزالة الهالات السوداء

هل يمكن الشراء بعد أداء طواف الوداع؟

أحكام الصيام شروط، مفسدات، وكفارات

أمثلة على فرض العين

قصة خبيب بن عدي الانصاري

أواخر سورة البقرة مكتوبة

أبناء أبي بكر الصديق

أحكام البيع والشراء في الشريعة
