أشهر شخصيات نسائية في التاريخ

شهد التاريخ عبر عصوره المختلفة شخصيات نسائية تركن بصمات خالدة في شتى المجالات؛ من السياسة والقيادة، إلى الأدب والعلم والفن. فقد أثبتت هذه الشخصيات النسائية أن دور المرأة لا يقل أهمية عن دور الرجل في صناعة الحضارة، فكنّ مثالاً للقوة والإرادة والعطاء. ومن بين أشهر النساء في التاريخ: كليوباترا ملكة مصر. والملكة فيكتوريا، وجان دارك، وماري كوري، وغيرهن كثيرات ممن صنعن المجد وأسهمن في تغيير مجرى التاريخ.

شخصيات نسائية مشهورة في العالم

• ماري كوري

ولدت في بولندا (1867 – 1934) وتخصصت في الفيزياء والكيمياء، ثم حصلت على الجنسية الفرنسية لاحقًا. تعَدّ من أول شخصيات نسائية تنَال جائزة نوبل، وتظل الوحيدة التي ربحت.

• إميلين بانكيرست

(1858 – 1928) بريطانية ناشطة سياسية وزعيمة لحركة السوفريجيت التي أسهمت في حصول المرأة على حق التصويت عام 1918.

• آدا لوفلايس

(1815 – 1852) ابنة الشاعر لورد بايرون، عالمة رياضيات وصنفت كأول مبرمجة حاسوب في التاريخ قبل ظهور الأجهزة الحديثة؛ صاغت برامج للآلة التحليلية لتشارلز باباج، وأسست قواعد أولية للغات البرمجة الحديثة، سميت لغة البرمجة آدا تكريمًا لها.

• روزاليند فرانكلين

(1920 -1958)، عالمة فيزياء حيوية بريطانية ومختصة في التصوير بالأشعة السينية، ساهمت في فهم بنية الـ DNA وشكل الفيروسات وكذلك الفحم والجرافيت.

• مارغريت تاتشر

(1925 – 2013)، سياسية بريطانية، من أول شخصيات نسائية.. التي تتولى منصب رئيسة الوزراء في تاريخ بريطانيا العظمى، وحكمت لأطول مدة بين القادة. في السنوات الأخيرة صارت من أبرز الشخصيات التي تركت أثرًا بارزًا في تاريخ المملكة المتحدة.

• إليانور آكيتاين

(1122 -1204) شغلت مناصب ملكة فرنسا ثم ملكة إنجلترا، وكانت والدة كل من ريتشارد الأول وجون ملك إنجلترا، وتزوجت من لويس السابع ملك فرنسا ثم من هنري الثاني ملك إنجلترا. تعَدّ من أغنى وأشهر وأكثر النساء نفوذًا في أوروبا الغربية خلال العصور الوسطى المتأخرة، واشتهرت بدعمها للكتاب مثل المؤرخ روبرت واس والشاعر كريتيان دي ترا.

• جاين أوستن

(1775 – 1817) روائية إنجليزية عرفت بست روايات رئيسية تنتقد وتسلط الضوء على حياة طبقة الملاك البريطانية في أواخر القرن الثامن عشر. من أكثر أعمالها شهرةً كبرياء وتحامل، التي تعدّ روايتها الثانية التي نشِرت.

• الأميرة ديانا

أميرة ويلز (1961 – 1997) تزوجت من الأمير تشارلز، الابن الأكبر والوارث الظاهري للملكة إليزابيث الثانية، واشتهرت بنشاطها الإنساني في مجالات الإيدز والجذام والسرطان، إضافة إلى جهودها في القضاء على الألغام الأرضية.

• الأم تريزا

(1910 – 1997) أو القديسة تريزا الكلكتيّة، راهبة من أصول ألبانية وهندية، فازت بجائزة نوبل للسلام عام 1979. توفيت في كالكوتا في 5 سبتمبر 1997 بسبب مرض مستعصي، واشتهرت بمبادراتها الخيرية التي تهدف إلى مكافحة الأمراض ورعاية المشردين.[1]

تعرف أيضًا على: فيلسوف قرطبة ابن رشد فيلسوف العقل والتعليل وتأثيره على الفكر الأوروبي

نساء ناجحات في العالم العربي

زها حديد

ولدت المعمارية زها حديد في 31 أكتوبر 1950 في العراق، من شخصيات نسائية. المعروفة التي بدأت بالدراسة في جمعية الهندسة المعمارية بلندن عام 1972، وأطلقت مكتبها الخاص زها حديد للمهندسين المعماريين (ZHA) عام 1979؛ كان أول مشروع واسع النطاق أنجز تحت قيادتها هو محطة إطفاء فيترا في ألمانيا. ارتقت شهرتها إلى أعلى المستويات مع عام 2000. حين تولت تصميم مركز لويس وريتشارد روزنتال للفن المعاصر في أوهايو، وهو أول متحف أمريكي صممته امرأة، وتميز بواجهة زجاجية شفافة تسمح للزوار بإطلالة داخلية واضحة. حصلت زها حديد على عدة أوسمة بارزة، من بينها جائزة ستيرلينغ الصادرة عن معهد الهندسة المعمارية البريطاني (RIBA) عن متحف ماكسي( MAXXI) في روما. وجائزة برياميو إمبيري التي يمنحها معهد الفنون المعمارية الياباني عام 2009، وكذلك الميدالية الذهبية للعمارة في 2016. والتي تعد أعلى تقدير يمنحه المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين. توفيت زها إثر نوبة قلبية مفاجئة عام 2016، وخلفتها قائمة تضم 36 مشروعًا لم تستكمل بعد.

تعرف أيضًا على: الزعيم سعد زغلول: زعيم الأمة وصاحب مقولة المطالبة بالاستقلال تامة

لبنى العليان

سيدة أعمال سعودية تبلغ من العمر 61 عامًا، احتلت الصدارة في أحدث تصنيف فوربس لأقوى 100 سيدة أعمال عربية، وتدرج أيضًا ضمن أفضل مائة امرأة على مستوى العالم. كانت أول امرأة سعودية تلقي الكلمة الافتتاحية في منتدى جدة الاقتصادي عام 2004، وتولت عدة مناصب رفيعة بما فيها تمثيل صندوق الاستثمارات العامة لدى شركة التعدين السعودية، وعضوية مجلس إدارة شركة تسويق بريطانية، ومجلس إدارة البنك السعودي الهولندي، بالإضافة إلى عضوية اللجنة الاستشارية الدولية لكل من رولز رويس (Rolls‑Royce) وسيتي جروب، كما شاركت في المجلس الدولي للأعمال التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، ولجنة المستشارين الدولية لمجلس العلاقات الخارجية. وعلى الصعيد الإنساني، ارتبطت بمؤسسة الفكر العربي ومجلس جمعية حماية متلازمة داون الخيرية في الرياض.

تعرف أيضًا على: أهم الشخصيات التاريخية الإسلامية

نساء ناجحات حول العالم

أوبرا وينفري

ولدت في ولاية ميسيسيبي عام 1954، وهي من شخصيات نسائية التي نالت لقب أغنى امرأة أمريكية من أصل أفريقي في القرن العشرين، غير أن طفولتها عانت من فقر مدقع وتعرضت لعدة حالات اغتصاب، وأدى أحد تلك الحوادث إلى إنجاب طفل مريض حين بلغت الرابعة عشرة من عمرها، توفي بعد فترة قليلة من الولادة. قررت أن تكمل مسيرتها بالدراسة في كلية الاتصالات والفنون المسرحية بجامعة ولاية تينيسي.

ثم انتقلت إلى ميدان العمل كصحفية، إلا أن أدائها لم يرضي المديريات ففصلت من عملها. أطلقت فيما بعد برنامج (The Oprah Winfrey Show) الذي بث على الصعيد الوطني، حيث تناولت مواضيع جدلية وجذابة. في عام 1998 حاز البرنامج على جائزة الإنجاز من الأكاديمية الوطنية للفنون والعلوم التلفزيونية، وتوّجت في 2011 بجائزة جان هيرشولت الإنسانية من أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية. بهذه الإنجازات خلّفت أوبرا بصمة لا تمحى، لتصبح أول سيدة أمريكية من أصول إفريقية تستضيف برنامجًا تلفزيونيًا يثري ملايين المشاهدين حول العالم، وتناقش قضايا مثل المساواة بين الجنسين، والتمييز العنصري، ومكافحة الفقر.

تعرف أيضًا على: مؤسس الأسرة الثامنة عشرة أحمس الأول: محرر مصر وطارد الهكسوس

روز باركس

لـ روز باركس مكانة بارزة في مسيرة الحقوق المدنية؛ فقد كانت ناشطة ذات جذور أفريقية أمريكية وناضلت من أجل تحقيق المساواة للمواطنين من أصول أفريقية. اكتسبت شهرتها عندما رفضت إخلاء مقعدها في حافلة عامة لصالح راكب أبيض، متحديةً توجيهات سائق العربة. أدى هذا الفعل إلى انطلاق حملة مقاطعة الحافلات في مونتغومري. التي مهدت البداية لتقويض نظام العنصرية السائد آنذاك، لتصبح أحد المحطات الكبرى في تاريخ النضال الأفريقي الأمريكي. تجسدت في روز فكرة المقاومة السلمية، وتعرف بأنها السيدة التي لم تقبل بأن تقلَّ من قدرها، ورغم تأثيرها الكبير في مجال الحقوق المدنية، ظلت متواضعة. فقد العالم هذه الشخصية الشجاعة في عام 2005 .

ايفا بيرون

تصنّف إيفا بيرون من بين شخصيات نسائية. اللواتي تركن بصمة قوية في التاريخ المعاصر. ولدت في قرية أرجنتينية صغيرة كطفلة غير شرعية لوالدة فقيرة. وعند بلوغها الأربع والعشرين عاماً التقت بالملياردير العسكري خوان بيرون، ثم تولّت دوره كمتحدثة رسمية له. كرست طاقةً هائلة لتعزيز شعبيته وتوسيع نطاق نفوذه. وساهمت في وصوله إلى رئاسة البلاد بعد زواجهما. توّج الجميع حكمه بأنه لا يقهر، وكان المفتاح هو السيدة الأولى التي سكنت قلوب الجماهير. عملت بلا كلل من أجل الفقراء وحقوق المرأة في الأرجنتين، ما أكسبها لقب سانتا إيفاتا أو القديسة إيفا الصغيرة. [2]

تعرف أيضًا على: ملك مصر رمسيس الثاني: أعظم فراعنة مصر

أشهر النساء في التاريخ الإسلامي

فاطمة الفهري

فاطمة الفهري تعَد من أبرز شخصيات نسائية. التي أحدثت تحولًا جذريًا في ميدان الثقافة والتعليم والعلم ضمن التراث العربي والإسلامي. نشأت في القيروان. ثم هجرت في صغرها إلى تونس، حيث تابعت دراستها للفقه الإسلامي واللغة العربية. في عام 859 أسست فاطمة مسجداً ضخماً سمي بـ«مسجد القرويين» على اسم موطنها الأصلي. وهذا الصرح تحول لاحقًا إلى أول جامعة معروفة عالمياً. استقطب هذا الصرح طلابًا من مختلف القارات، ولعب دورًا أساسيًا في تعميم الأرقام العربية عبر أنحاء العالم، حيث كان طلبة جامعة القرويين ينقلون هذه الأرقام إلى أوطانهم.

السلطانة رازيا 

السلطانة رازيا، التي عرِفَت أيضًا باسم (راضية)، تولت حكم دلهي في الهند بعد انتشار الإسلام فيها. نالت العرش في عام 1236 وحكمت حتى 1240، أي لمدة أربع سنوات، حيث تم اختيارها لتخلف والدها بدلاً من الإخوان الذكور. خلال فترة حكمها ساهمت في تعزيز التجارة، وأسست عدداً من المدارس والمكتبات. كما سادت أجواء من السلم والطمأنينة. إذ عملت على إلغاء جميع أشكال التمييز بين رعاياها بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية.

زبيدة بنت أبي جعفر 

زبيدة بنت أبي جعفر كانت زوجة الخليفة هارون الرشيد. واشتهرت بكونها من أقوى وأغنى نساء بغداد. عرف عنها شغفها بالشعر والأدب والفنون، وقد شيدت مجموعة من المباني في المدينة. يبقى اسمها محفوظًا إلى يومنا هذا بسبب مبادرتها في مشروع تجميع مياه يربط بين بغداد ومكة المكرمة. وعلى الرغم من عدم إكمال المشروع، ما زالت هناك بئر في مكة أسستها زبيدة، ولا يزال يطلق عليها اسم «عين زبيدة».

تعرف أيضًا على: العالم الإدريسي: جغرافي مسلم

في الختام، يتضح أن هناك العديد من شخصيات نسائية. عظيمات لم يكنّ مجرد أسماء عابرة في صفحات التاريخ. بل رموزاً للإبداع والتحدي والصمود. فقد خلّدن إرثاً إنسانياً وفكرياً وسياسياً لا يزال يلهم الأجيال حتى اليوم. ومن خلال سيرتهن ندرك أن التاريخ لا يكتب بالرجال وحدهم، بل بالنساء أيضاً. وأن بصماتهن لا تزال شاهدة على عظمة دورهن في بناء العالم.

• History extra 100 women who changed the world - بتصرف
• Fortune Most Powerful Women_بتصرف

مشاركة المقال

وسوم