فاتن حمامة: سيدة الشاشة العربية وأيقونة الفن الراقي

من هي فاتن حمامة؟ إنها ليست مجرد ممثلة. بل هي رمز للفن الرفيع وتذوق الجمال الذي أثر في عقول وقلوب أجيال عديدة. أفضل أفلام فاتن حمامة ، سيدة الشاشة العربية، لم تكن فقط وجهًا محبوبًا في السينما. بل كانت مدرسة في الأداء وأيقونة تعكس الرقي والالتزام، وأسهمت في تحسين مستوى الفن العربي. كان تواجدها على الشاشة يحمل رسائل اجتماعية وإنسانية.وتاريخها المهني يمثل رحلة فريدة من نوعها.

ما هو الاسم الحقيقي لفاتن حمامة؟

الاسم الحقيقي لفاتن حمامة هو (فاتن أحمد حمامة) ولدت فاتن حمامة في السابع والعشرين من مايو عام 1931 بمدينة المنصورة في مصر. أظهرت قدراتها في التمثيل منذ صغرها. حيث شاركت في مسابقة جمال خاصة بالأطفال وحققت الفوز. مما جذب انتباه المخرج محمد كريم الذي ساهم في اكتشاف موهبتها. بعد ظهورها في فيلم “يوم سعيد” عام 1940 مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، بدأت مسيرتها في السينما.

توجهت فاتن حمامة للدراسة في معهد التمثيل بالقاهرة، مما ساعدها في تطوير مهاراتها وإتقان فنها. كان تسجيلها في المعهد خطوة مهمة مكنتها من الحصول على أدوار أكثر أهمية في الأفلام المصرية.

تعرف أيضًا على:أمين الهنيدي: فنان لا يقلّد… مدرسة في خفة الدم والتلقائية

سبب انفصال فاتن حمامة وعمر الشريف؟

عند ذكر اسم فاتن حمامة، يتبادر إلى الأذهان الفنان عمر الشريف. إذ شكلا ثنائيًا مميزًا في السينما المصرية وقدما معًا عدة أفلام ناجحة. أبرزها صراع في الوادي، الذي كان بداية قصتهما العاطفية. سرعان ما أصبح الثنائي رمزًا للحب، وعندما أقاما حفل زفافهما عام 1955 كتبت مجلة الكواكب: “فرح فاتن وعمر.. النهاية السعيدة لقصة حب جميلة”.

اعتنق عمر الشريف الإسلام من أجل الزواج منها. واختار اسم “عمر الشريف” بدلًا من ميشيل شلهوب. في حفل الزفاف، قدّم لها هدية ذهبية، وكان مؤخر الصداق ألفي جنيه. حتى المخرج عز الدين ذو الفقار، الزوج السابق لفاتن، رحب بالعروسين. وقدما معًا أفلامًا بارزة مثل نهر الحب، سيدة القصر، وصراع في الوادي، ورُزقا بابنهما طارق.

تعرف أيضًا على:محمود شكوكو: ملك المونولوج الساخر الذي غنّى للناس والشارع

لكن بعد زواجهما، تم اختيار عمر الشريف للمشاركة في الفيلم العالمي لورانس العرب، الذي فتح له أبواب الشهرة العالمية. غير أن هذه الشهرة كانت سببًا في ابتعاده لفترات طويلة عن زوجته، ما أدخل الغيرة إلى قلبها. حاولت فاتن العيش معه في أوروبا لكنها لم تجد فرصًا فنية مناسبة، فعادت إلى مصر لمواصلة مسيرتها، بينما واصل هو نجاحه في هوليوود.

ورغم الحب الكبير بينهما، كان نجاح عمر الشريف العالمي أحد أسباب الانفصال. فقد كان يخشى أن يؤثر بُعده وشهرته على حياتهما الزوجية، فاختار الانفصال حتى لا يجرح مشاعرها. وقع الانفصال الأول عام 1966، ثم تم الطلاق رسميًا عام 1974، ليُنهي بذلك واحدة من أشهر قصص الحب في تاريخ السينما المصرية.

تعرف أيضًا على:نور الشريف: بين السينما والتلفزيون، تاريخ من الإبداع

من هي فاتن حمامة

بدايات فاتن حمامة الفنية كانت في سن صغير، وبعد أن قدمت عدة أفلام. التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي أُسس على يد زكي طليمات. وكانت من الدفعة الأولى التي درست فيه في عام 1946، وتخرجت بعد عام مع نجوم مصريين مثل فريد شوقي وشكري سرحان. وشاركت في فيلم (ملاك الرحمة) الذي جذب انتباه يوسف وهبي لتظهر معه في فيلم (القناع الأحمر).

عملت أيضًا مع المخرج عز الدين ذو الفقار في (أبو زيد الهلالي). وبعد ذلك دخلت فاتن حمامة عالم التمثيل بقوة. وعرفت نفسها من خلال تمثيل عشرة أفلام فقط خلال عامين بين 1948 و1950. من أبرز تلك الأفلام كانت (المليونيرة الصغيرة). (الحلقة المفقودة)، (حياة حائرة)، (اليتيمتين). (خلود)، (نحو المجد)، (ست البيت)، و(كرسي الاعتراف). وبحلول عام 1954. أصبحت فاتن حمامة ممثلة ذات مكانة بارزة في السينما المصرية. وعندما مثلت مع عمر الشريف في فيلمه الأول (صراع في الوادي)، أصبحت الأعلى أجرًا بين جيلها. وبعد عرض فيلم (موعد مع الحياة)، منحها النقاد لقب (سيدة الشاشة العربية). [1]

تعرف أيضًا على:عادل إمام: الزعيم الذي رسم تاريخ الكوميديا في العالم العربي

إنجازات فاتن حمامة

• بدأت فاتن حمامة مسيرتها الفنية مبكرًا حين اعترف المخرج يوسف وهبي بموهبتها ومنحها بطولة فيلم ملاك الرحمة. الذي حقق نجاحًا كبيرًا وفتح لها باب النجومية. تلت ذلك أعمال مميزة مثل العقاب واليتيمين عام 1948. وسيدة البيت عام 1949، والأب أمين عام 1950.

  في الخمسينيات، التي تُعد من أزهى عصور السينما المصرية، قدمت أفلامًا مهمة مثل: لك يوم يا ظالم (1952)، وعبيد المال (1953)، والله معنا (1955)، والطريق الممنوع (1958). ورغم نجاحها الكبير. واجهت أزمات في الستينيات بعد ادعائها تعرضها لمضايقات من المخابرات، مما أدى إلى منعها من السفر والمشاركة في المهرجانات. وبعد محاولات عدّة سمح لها بمغادرة البلاد. وقدمت أفلامًا بارزة منها: لا وقت للحب (1963) والخطيئة (1965) للمخرج هنري بركات، حيث أدت دور فلاحة فقيرة تعرضت للاغتصاب لتصبح رمزًا لقضية الفلاحين.

  مع التقدم في العمر، قلت أعمالها لكنها واصلت النجاح من خلال أفلام مثل الخيط الرفيع (1971)، وحبي (1974)، وأفواه وأرانب (1977). وليلة القبض على فاطمة (1985)، وأرض الميعاد (1993). وكان آخر أدوارها البارزة بطولة مسلسل وجه القمر (2001)، الذي نال جائزة أفضل مسلسل في مهرجان الإذاعة والتلفزيون المصري.

  كما عملت منتجة في أفلام مثل الحب والدموع (1955) وأغنية الموت (1973). وعلى مدار مسيرتها.حصلت على جوائز دولية منها جائزة خاصة بمهرجان طهران السينمائي (1971) عن فيلم الخيط الرفيع، وأخرى من مهرجان موسكو عن الإمبراطورية ميم. كذلك نالت أوسمة رفيعة مثل وسام الإبداع من لبنان (1953)، ووسام العظمة من الرئيس أنور السادات عام 1976.[2]

تعرف أيضًا على:عبد الفتاح القصري: صاحب أشهر “أفيهات” السينما المصرية

تاريخ وفاة فاتن حمامة

سبب وفاة فاتن حمامة أنها عانت من عدة مشاكل صحية وخلال الفترة الأخيرة من حياتها. تفاقم المرض، مما استلزم احتجازها في مستشفى دار الفؤاد في مدينة السادس من أكتوبر. حيث ظلت تتلقى العلاج تحت رعاية زوجها الطبيب محمد عبد الوهاب. لكن المرض كان أقوى منها. وتوفيت يوم السبت 17 يناير عام 2015 عن عمر يناهز 84 عامًا، تم الإعلان عن وفاة فاتن حمامة. وقد رحلت بعد مسيرة طويلة مليئة بالأعمال والإنجازات، مما جعل خبر وفاتها صدمة لكثير من محبيها ومشجعي أفلامها.

في الختام، الحديث عن فاتن حمامة هو حديث عن فترة مشرقة في تاريخ الفن العربي. وعن امرأة آمنت بأن الفن هو رسالة يجب أن تعبر عن الاحترام والوعي. رحلت سيدة الشاشة. ولكن ذكرها يظل حيًا في قلوب محبيها، وفي كل عمل عدة اسمها كقدوة فنية وإنسانية لا تُنسى.

• American university Beirut Faten Hamama - بتصرف
• Mashallah news Faten Hamama Egyptian legend _بتصرف

مشاركة المقال

وسوم