فن الاستماع الفعّال

الكاتب : بسمة وليد
27 ديسمبر 2024
عدد المشاهدات : 199
منذ شهر واحد
فن الاستماع الفعّال
عناصر الموضوع
1- ما هو الاستماع؟
2- كيف يستمع الإنسان؟
3- الاستماع الفعّال
4- أهمية الاستماع
دور الاستماع في تمكين فاقدي البصر وتعزيز التعلم في العصر الحديث
أثر مهارات الاستماع على التحصيل الدراسي لتلاميذ المرحلة الابتدائية
5- طرق تنمية مهارة فن الاستماع الجيد
أهمية الاستماع عبر العصور ودوره في نقل المعرفة وتطوير المهارات
6- فوائد الاستماع والفعال
7- الفرق بين السماع والاستماع والانصات
8- خطوات تجعل منك مستمع جيد
أولاً: امنح نفسك الفرصة لتعلم شيء جديد
ثانيًا: استمع أكثر مما تتحدث
ثالثًا: تأنَّ قبل أن تتسرع في إصدار الأحكام والاستنتاجات
رابعًا: أظهر اهتمامك من خلال لغة الجسد وتعابير وجهك
خامسا: تجنب استخدام هاتفك أثناء حديث الآخرين إليك
سادسًا: أظهر تعاطفك مع مشكلات الآخرين
سابعًا: اطلب توضيحًا واستفسر عن التفاصيل

عناصر الموضوع

1- ما هو الاستماع؟
2-  كيف يستمع الإنسان؟
3-  الاستماع الفعال
4-  أهمية الاستماع
5-  طرق تنمية مهارة الاستماع
6-  فوائد الاستماع الفعال
7-  الفرق بين السماع والاستماع والإنصات
8-  خطوات تجعلك مستمع جيد

فن الاستماع الجيد (بالإنجليزية: Listening) هو عملية تتطلب الانتباه والتركيز على الأصوات التي تسمع، وتهدف إلى فهم المحتوى أو الاستفادة منه. عندما يستمع الشخص، فإنه يولي اهتمامًا لما يقوله الآخرون ويحاول استيعاب معاني كلماتهم.

1- ما هو الاستماع؟

عند التطرق الي فن الاستماع الجيد يختلف عن الطاعة. فالشخص الذي يتلقى معلومات أو تعليمات ويفهمها، ثم يختار عدم الالتزام بها أو عدم الموافقة عليها، يكون قد استمع إلى المتحدث، رغم أن النتيجة ليست كما كان يرغب المتكلم.
يبدأ الاستماع عندما يسمع الشخص المتحدث الذي يصدر الصوت المراد الاستماع إليه. وقد أوضح عالم السيميائية رولان بارت الفرق بين السمع والاستماع، حيث قال: “السمع هو ظاهرة فسيولوجية، بينما الاستماع هو عملية نفسية.” وغالبًا ما يسمع الناس دون وعي في معظم الأحيان. أما الاستماع فهو عملية اختيارية بالكامل، وهو الإجراء التفسيري الذي يقوم به الفرد لإدراك ما يسمعه وربما فهمه.

2- كيف يستمع الإنسان؟

قد ينظر إلى فن الاستماع الجيد على أنه عملية بسيطة ومنفصلة، لكن من الأصح اعتباره عملية معقدة ومنهجية. فهو يتطلب إدراك الأصوات التي يصدرها المتحدث، وفهم أنماط التنغيم التي تبرز المعلومات، بالإضافة إلى تقدير أهمية الموضوع المطروح للنقاش.

3- الاستماع الفعّال

يشير فن الاستماع الجيد أو النشط إلى القدرة على الانتباه لما يقال ومحاولة فهمه بعمق. يمكن تعريفه بطرق متعددة، حيث يتطلب من المستمع أن يكون مركزًا، وأن يمتنع عن إصدار الأحكام، وألا يقاطع المتحدثين. يقوم المستمع النشط بتحليل محتوى حديث المتحدث، بما في ذلك المعاني الضمنية والرسائل الواضحة في التواصل اللفظي. كما يسعى المستمع النشط إلى التقاط الرسائل غير اللفظية من المتحدث لفهم المعنى الكامل لما يُقال. للاستماع الفعّال فوائد عديدة، من بينها تعزيز مهارات القيادة لدى الفرد. [1]

4- أهمية الاستماع

وفي بداية الحديث أهمية مهارة فن الاستماع الجيد كانت واضحة منذ العصور القديمة.حيث تعتبر مهارة فن الاستماع الجيد فن التواصل الفعال مع الآخرين. إذ كانت اللغة المنطوقة هي الوسيلة الوحيدة للتفاعل. في وقت لم تكن الكتابة معروفة بعد. على الرغم من التقدم العلمي والتطور في مجالات متعددة وظهور وسائل اتصال متنوعة. إلا أن مهارة الاستماع لا تزال تحتل المرتبة الأولى من حيث الأهمية. وهذا يتجلى في ما ورد في سورة الإسراء. حيث أشار الله تعالى إلى أهمية السمع بتقديمه على البصر. فقال سبحانه: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا).
تتجلى أهمية الاستماع في قول العرب القدامى حول فضله. حيث قالوا: “تعلم حُسن الاستماع قبل أن تتعلم حسن الكلام. فإنك إلى أن تسمع وتعي أحوج منك إلى أن تتكلم”. ويمكن تلخيص أهمية الاستماع في النقاط التالية:
يساهم الاستماع في نقل التراث الثقافي والحضاري من جيل إلى آخر. حيث حافظت عملية الرواية والحفظ والاستماع على الحضارات الإنسانية من الاندثار، وحمت ثقافات الأمم من الضياع.

دور الاستماع في تمكين فاقدي البصر وتعزيز التعلم في العصر الحديث

كما يلعب فن الاستماع الجيد  دورًا حيويًا في تعليم فاقدي البصر. إذ يمكنهم من تعلم مختلف العلوم من خلال الاستماع، مثلهم مثل الأشخاص المبصرين. وقد تجلى تميزهم في العديد من المجالات. كما هو الحال مع طه حسين، عميد الأدب العربي. الذي أظهر براعته في المهارات المختلفة بفضل استماعه الجيد، متفوقًا بذلك على من يمتلكون حاسة الإبصار.
في العصر الحديث. أصبحت مهارة الاستماع أكثر أهمية مع التقدم التكنولوجي وتطور الأنظمة الحديثة. فقد أصبح من السهل الاستفادة من هذه المهارة في تلقي المعلومات من علماء ومتخصصين في مجالات متنوعة، حيث تعقد المؤتمرات العلمية والمحافل الدولية التي تضم متحدثين بارزين أمام جمهور كبير من المستمعين.

أثر مهارات الاستماع على التحصيل الدراسي لتلاميذ المرحلة الابتدائية

تلعب مهارات الاستماع دورًا حيويًا في تفوق تلميذ المرحلة الابتدائية.كما أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت في أوروبا وأمريكا. يعتبر فن الاستماع الجيد العنصر الأساسي في عملية الاستيعاب والتحصيل الدراسي لدى التلميذ. فقد يتأخر التلميذ في تحصيله ليس بسبب نقص في الذكاء، بل لأن لديه صعوبة في السمع. وقد أظهرت الأبحاث وجود ارتباط قوي بين مهارة الاستماع وتطورها وبين التحصيل الدراسي.
بالحديث عن فن الاستماع الفعال فإن لة أهمية كبيرة في حفظ القرآن الكريم. خاصة في الفترة التي لم يكن فيها المصحف مكتوبا. حيث قام الصحابة بحفظه من خلال سماعه من الرسول صلى الله عليه وسلم. من خلال الاستماع النقدي، يمكن للفرد أن يميز ويدرك أهمية الكلام، ويفسر الأفكار الصحيحة من الخاطئة. مما يساعده على تحليل الموضوعات التي استمع إليها وتقييمها.
علاوة على ذلك، يسهم الاستماع في تطوير نمو اللغة لدى الطفل.حيث يُعتبر شرطا أساسيا لتكوين عملية النطق وتمييز الأصوات، مما يؤدي إلى اكتساب مهارات القراءة والكتابة.

5- طرق تنمية مهارة فن الاستماع الجيد

يمكن تعزيز مهارة الاستماع لدى الأفراد من خلال عدة أساليب ووسائل، منها:
التركيز والانتباه يجب على الفرد أن يركز انتباهه على الرسائل والمعلومات التي تبث. وأن يسعى لتفسيرها بشكل واضح. مما يساعده على تحديد السلوكيات أو الأفعال التي قد تترتب على ذلك.
التخلص من المشتتات ينبغي على الفرد أن يتخلص من جميع الأمور التي قد تزيد من تشتته. سواء كانت هذه المشتتات شعورية أو غير شعورية. وأن يستمع بعناية واهتمام للمتحدث. فالمستمع الجيد يدرك أهمية الاستماع الفعّال وتأثير العوامل الجسدية والنفسية على قدرته على الاستماع.

أهمية الاستماع عبر العصور ودوره في نقل المعرفة وتطوير المهارات

التعليم الفعّال يُعتبر التعليم الفعّال وسيلة لزيادة وعي الفرد. حيث يساعده على معرفة أساليب توجيه انتباهه وتجنب عوامل التشتت الذهني.
الاستفادة من الخبرات السابقة يمكن للفرد الاستفادة من تجاربه السابقة في هذا المجال للوصول إلى فهم صحيح وتفسير مناسب[2]
بهذه الطرق، يمكن للفرد تحسين مهارة فن الاستماع الجيد لديه بشكل ملحوظ.
تطوير مهارة الاستماع النقدي يتطلب التدريب المستمر، حيث يساعد على اكتشاف التناقضات والاساليب المستخدمة في الدعاية، بالإضافة إلى الاهداف التي يسعى المتحدث لتحقيقها. من الضروري ممارسة تفسير الكلمات وفهم معانيها بشكل صحيح من خلال السياق. حيث قد لا تتوفر وسائل مساعدة أخرى أثناء الاستماع. كما يجب تجنب الحكم على المتحدث قبل الاستماع إليه، لأن ذلك يعوق عملية الاستماع الفعّال.

6- فوائد الاستماع والفعال

يمكن أن يحقق الاستماع الجيد للفرد العديد من الفوائد في مجال التواصل مع الآخرين، ومن أبرز هذه الفوائد:
التعلم يتيح الاستماع الجيد للفرد من المعلومات .
الاهتمام يكون من خلال الاستماع الجيد يظهر الشخص للاخرين انة يهتم بهم وبما يقولونة.
تساعد مهارة الاستماع على فهم الطريقة التي يعبر بها الناس عن احتياجاتهم ودوافعهم الشخصية.
الدفاعية تعطي الاستماع الجيد  للطرف الآخر .
الاستماع الجيد  يعزيز التواصل بين الأفراد بشكل حيوي.
يمكن أن يساعدهم في توضيح المفاهيم الخاطئة وشرح الموضوعات بشكل دقيق[3]

7- الفرق بين السماع والاستماع والانصات

يوجد فرق واضح بين السماع والاستماع والانصات، وقد أوضح القرآن الكريم هذا الفرق بدقة وبلاغة.
السماع
يشير إلى القدرة على إدراك الأصوات، سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد. كما ورد في القرآن الكريم: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ)
الاستماع
يتطلب الاستماع وجود نية واضحة من الشخص، حيث يكون الهدف منه هو الاستفادة. وهذا يتضح في قوله تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ)
الإصغاء
يُعتبر أعلى درجات الانتباه، حيث يتطلب تركيزًا وتفاعلًا عاطفيًا من الشخص. كما جاء في سورة التحريم: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا)
الإنصات
هو ترك كل ما يشغل الإنسان، والدخول في حالة من السكون التام والتفرغ للاستماع. كما ورد في قوله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
يتضح أن هناك فرقاً بين السماع والاستماع والإنصات من حيث درجة الانتباه. فالسماع يعني مجرد استقبال الأذن للذبذبات الصوتية دون تركيز أو انتباه من الشخص. بينما الاستماع يتطلب انتباهاً مقصوداً للأصوات التي يتلقاها الفرد. أما الانصات، فهو يتطلب مستوى أعلى من الانتباه والتركيز، حيث يسعى الشخص للوصول الى هدف معين من خلال ما يسمعه.

8- خطوات تجعل منك مستمع جيد

 

 

أولاً: امنح نفسك الفرصة لتعلم شيء جديد

يعتمد الاستماع الذي يجعلنا محبوبين على فكرة بسيطة: تحدي معلوماتنا السابقة وتوقعاتنا المستقبلية.يعتبر الاستماع نشاطا اجتماعيا معرفييا يتأثر بتجاربنا السابقة وتصوراتنا عن المستقبل. فعندما نكون في مقابلة عمل، نركز أكثر على الاستماع مقارنة مع حديثنا مع صديق قد نلتقي به مرة أخرى. غالبا ما نكون مهتمين بالمعلومات المتعلقة بالعمل الجديد، مثل مرونة ساعات العمل، وذلك بسبب تجاربنا السابقة التي لم تكن كذلك. لكن هذا التركيز قد يفوت علينا الكثير من المعلومات المهمة، بل وقد يشتتنا. لذا، يعرف عالم النفس “مارشال روزنبرغ” الاستماع الفعال بأنه استقبال عاطفي للآخرين، مما يتطلب منا إفراغ عقولنا ونفوسنا من التصورات المسبقة والتركيز على الإستماع فقط. [4]

ثانيًا: استمع أكثر مما تتحدث

عندما نتبنى هذا الأسلوب، يصبح المتحدث هو محور تركيزنا، ونتجنب التحضير لردودنا قبل أن ينتهي حديثه. العديد من الأشخاص لا يستمعون بهدف الفهم، بل يركزون على كيفية الرد. لذلك، قام الباحث “فيراري” بتطوير نسخته الخاصة من قاعدة “80/20″، حيث ينبغي أن يتحدث شريكه في المحادثة 80% من الوقت، بينما يتحدث هو فقط 20%. كما يسعى لاستغلال تلك النسبة من وقته في طرح الاسئلة بدلا من التعبير عن ارائه الشخصية. وعلى الرغم من انه يعترف بصعوبة كبح رغبتنا في التحدث أكثر من الاستماع، إلا أنه يمكننا من خلال الصبر تعلم كيفية التحكم في هذا الدافع وتحسين جودة استماعنا.

ثالثًا: تأنَّ قبل أن تتسرع في إصدار الأحكام والاستنتاجات

تجنب القفز إلى الإجابات السريعة أو الاستنتاجات المتعجلة، ولا تقم بتصحيح الأخطاء في الحديث بشكل متكرر ومزعج، أو تقديم نصائح سريعة. بدلا من ذلك، يجب ان نسعى لفهم ما يقوله الاخر وطرح اسئلة تتناسب مع حديثه.

رابعًا: أظهر اهتمامك من خلال لغة الجسد وتعابير وجهك

يجب أن نعبر عن استماعنا بعقولنا وأجسادنا وتعابير وجوهنا، حيث تعتبر لغة العيون من أبرز أشكال لغة الجسد. كما أن وضعية أجسامنا تلعب دورا في كيفية إدراك الاخرين لأفكارنا. فالحفاظ على التواصل البصري، والإيماءات، ووضعية الجسم لا تعكس فقط أننا نستمع، بل تدل أيضا على اهتمامنا بما يقال.

خامسا: تجنب استخدام هاتفك أثناء حديث الآخرين إليك

لا تدع المشتتات تؤثر سلبًا على علاقاتك مع الآخرين. نعيش في عصر مليء بعوامل التشتيت، مثل الهواتف الذكية والإنترنت والتلفاز، مما يجعل من الصعب إجراء محادثات هادفة والاستماع بفاعلية. لذا، من المهم أن نولي المحادثة اهتمامها ونبتعد عن الأجهزة الإلكترونية المشتتة في أماكن جلوسنا أو نقوم بإيقافها.

سادسًا: أظهر تعاطفك مع مشكلات الآخرين

لا يوجد ما يعزز حب الآخرين لنا أكثر من إدراكهم أننا نتعاطف مع مشاعرهم وكلماتهم. فالتعاطف يمكننا من فهم مواقفهم وظروفهم بشكل أعمق. كما قال “رالف نيكولز”: “أبسط احتياجات الإنسان هي الحاجة إلى الفهم، وأفضل وسيلة لفهم الناس هي الاستماع إليهم”.

سابعًا: اطلب توضيحًا واستفسر عن التفاصيل

إذا كنت ترغب في إظهار مدى جدية استماعك للآخر، فلا يوجد دليل أفضل من طلب التوضيح عندما تصبح لغة المتحدث غامضة، أو عندما تشك في فهمك للرسالة. يمكنك أيضًا إعادة صياغة ما سمعته للتأكد من أن المتحدث يدرك أنك استوعبت الفكرة بشكل صحيح.

وفي نهاية الحديث عن فن الاستماع الفعال وقد وصف ابن خلدون الاستماع بأنه “أبو الملكات”، مشيرًا إلى أنه فن يتضمن عمليات معقدة، حيث يمنح المستمع اهتمامًا خاصًا وتركيزًا متعمدًا على ما تتلقاه أذنه من أصوات.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة