ما هي قصة قوم لوط كما وردت في القرآن؟

تعَدّ قصة قوم لوط من القصص القرآنية المؤثرة التي تظهر عاقبة العصيان والكفر بدعوة الحق. فقد أرسل الله نبيه لوطًا عليه السلام إلى قومه ليدعوهم إلى الإيمان وترك الفواحش التي اعتادوا عليها، لكنّهم أصروا على الضلال والعصيان. وتبرز قصة قوم لوط كعبرة عظيمة للأجيال، إذ انتهى بهم الأمر إلى الهلاك بسبب إعراضهم وتكذيبهم لنبيّهم، حتى أصبحت آثار عذابهم شاهدًا على سوء أفعالهم.

ماهي الفاحشة التي قام بها قوم لوط؟

ذكر قوم لوط في القرآن بشكل صريح بسبب ما كانوا يفعلونه من ظلم كبير، وإذا كنت تسأل ماذا كان يفعل قوم لوط؟ فإن المنكر العظيم الذي فعله قوم لوط، والذي كان سببًا أساسيًا لدمارهم، هو اللواط، أي إتيان الرجال دون النساء في علاقات جنسية. كانت هذه المعصية متفشية وشائعة بينهم على الملأ، ولم يسبقهم إليها أحد من الأمم الأخرى قاطبة. وتُعدّ قصة قوم لوط من أبرز القصص التي تناولها القرآن الكريم لبيان خطورة هذا الفعل.

يذكر القرآن الكريم هذه الفاحشة في عدة مواضع، واصفًا إياها بأنها فعل “منكر” و “فاحشة” لم يسبقهم بها أحد من البشر. ففي سورة الأعراف، يقول الله تعالى على لسان لوط عليه السلام: “أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ”. وفي سورة النمل: “أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ”.

إضافة إلى هذه المعصية الشنيعة، كان قوم لوط أيضًا كافرين بالله مكذبين لرسوله لوط عليه السلام. فقد رفضوا دعوته إلى التوحيد والالتزام بالصواب، وسخروا منه وهددوه بالإبعاد من قريتهم، قائلين: “أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ” (سورة النمل)، وهذا دليل على استخفافهم بالخير والصلاح واستهزائهم بمن يدعو إليه. [1]

تعرف أيضًا على: قصة صالح عليه السلام ومعجزة الناقة

ماهو ملخص قصة سيدنا لوط عليه السلام؟

تبدأ قصتنا بمعرفة من هو نبي قوم لوط وهو سيدنا لوط عليه السلام، بوصفه نبيًا كريمًا أرسل إلى قوم مارسوا فاحشةً لم يسبقهم إليها أحد، لذلك بعث الله لوطًا عليه السلام، إلى قوم سدوم وعمورية، المدينتين اللتين كانتا تقعان في منطقة البحر الميت (التي نعرفها اليوم). كان هؤلاء القوم فاسدين، يعلنون عن ممارستهم للواط دون حياء.

دعا لوط قومه إلى عبادة الله وحده، ونهاهم عن هذه الفاحشة القبيحة التي كانوا يمارسونها. خاطبهم قائلًا: “أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَدُونَ” (الأعراف: 80-81)، لكن قومه تكبروا ورفضوا دعوته، وسخروا منه وهددوه بالطرد من قريتهم إذا لم يتوقف عن دعوته. قالوا: “لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ” (الشعراء: 167).

لذلك ضاق ذرع لوط بقومه، وطلب من الله أن ينصره عليهم، ولقد استجاب الله لدعائه، وأرسل إليه ملائكة في صورة بشر، وهم نفس الملائكة الذين بشروا إبراهيم، عليه السلام، بولده إسحاق، حيث وصل الملائكة إلى بيت لوط كضيوف، وقد شعر لوط بالقلق والضيق الشديدين، خوفًا على ضيوفه من قومه الفاسدين.

تابع: ماهو ملخص قصة سيدنا لوط عليه السلام؟

فعندما علم قوم لوط بوجود ضيوف ذكور في بيت لوط، أسرعوا إليه بنوايا سيئة، وحاول لوط منعهم وتوسل إليهم، وعرض عليهم بناته للزواج، لكنهم رفضوا قائلين: “لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ” (هود: 79)، مما يدل على مدى انحرافهم، وفي هذه اللحظة، كشفت الملائكة عن حقيقتها لـلوط، وأخبروه أنهم رسل من الله، وأن قومه لن يتمكنوا من إيذائه. وأمروه بالخروج من القرية مع أهله في الليل، مع تحذيرهم من الالتفات إلى الوراء.

ومع بزوغ الفجر، حل عذاب قوم لوط، حيث دمرت المدن التي كانوا يعيشون فيها، “وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ” (الشعراء: 173)، والذي فسّر على أنه حجارة من سجيل، وقلب الله قراهم رأسًا على عقب، وجعلها عبرةً لمن يعتبر، كذلك لم تنجُ زوجة لوط لأنها كانت كافرة، أو كانت تميل إلى قومها، وتدلهم على ضيوف لوط، فكانت “من الغابرين”، أي من الهالكين الذين أصابهم العذاب. [2]

تعرف أيضًا على: قصة قوم ثمود والنبي صالح عليه السلام

من هم قوم لوط وما قصتهم؟

أما بالنسبة لقصة قوم لوط مختصرة، فقد كان قوم لوط جماعة من الجماعات السابقة المذكورة في القرآن الكريم، عاشوا في مدن كانت تقع في منطقة تعرف الآن باسم سدوم وعمورة (والتي غالبًا ما تنسب إلى منطقة البحر الميت الحالية، وكانت هذه المدن مزدهرة، لكن أهلها كانوا غارقين في الفساد الأخلاقي والشرك.

فأرسل الله تعالى إليهم نبيه لوط عليه السلام، الذي كان ابن أخ إبراهيم عليه السلام. كانت مهمته دعوتهم إلى عبادة الله وحده وترك الموبقات، وفي مقدمتها الفاحشة التي لم يسبقهم إليها أحد من العالمين، وهي اللواط.

عندما بلغ الطغيان ذروته، أرسل الله تعالى ملائكة على هيئة بشر إلى إبراهيم عليه السلام أولاً. ثم إلى لوط عليه السلام. عندما وصل الملائكة إلى منزل لوط، كشفت الملائكة عن هويتها لـلوط عليه السلام وأمرته بالخروج ليلاً مع أهله (عدا زوجته)، نزل العذاب على قومه عند بزوغ الفجر. قلبت قراهم رأساً على عقب. وأمطرت عليهم حجارة من طين محرق من السماء. كانت نهاية مروعة لقوم تجرأوا على الله وتجاوزوا جميع الحدود في الفساد والانحراف.

قصة قوم لوط هي تحذير صارم من عواقب الشرك والفاحشة والابتعاد عن الفطرة. وتظهر أن الله يمهل ولا يهمل. وأن عذابه شديد لمن يستمر في العصيان.

تعرف أيضًا على: قصة زكريا عليه السلام ودعاؤه المستجاب

لماذا أحرقت الملائكة زوجة سيدنا لوط؟

لم تحرق امرأة النبي لوط بالنار. بل هلكت مع من هلك من قومها. كما جاء في قصة قوم لوط. القرآن الكريم يصفها بأنها “من الغابرين” أو “من المكذبين”. وهو ما يعني أنها كانت ضمن من أهلكهم العذاب. والسبب الأساسي لهلاكها كان كفرها بالله. وعدم إيمانها بدعوة زوجها النبي لوط عليه السلام. حيث أن النجاة من العذاب كانت مقصورة على المؤمنين فقط. يقول الله تعالى: “فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ” (الأعراف: 83).

عندما أمرت الملائكة لوطًا عليه السلام بالخروج ليلاً مع أهله. أكدوا عليهم جميعًا ألا يلتفتوا إلى الوراء. قال تعالى: “فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ” (هود: 81). يذكر أنها التفتت إلى الخلف لما سمعت صوت العذاب أو رأت ما حل بقومها. ربما ندمًا أو شفقة عليهم، أو بدافع الفضول. فكان هذا الالتفات دليلاً على عدم كمال إيمانها، فلحقها العذاب.

وبوجد هناك أيضا يتساءل الكثيرون كم سنة نام أهل الكهف، والإجابة كما وردت في القرآن الكريم أنهم لبثوا في كهفهم مدة 309 سنوات. وتعدّ هذه المعجزة دليلًا على قدرة الله تعالى، إذ ألقى عليهم سكينة النوم كل هذه المدة الطويلة ثم أيقظهم سليمين، ليكونوا آية للناس وعبرة لمن تدبر أمرهم.

تعرف أيضًا على: تلخيص قصة أصحاب الكهف للأطفال والكبار

تبيّن قصة قوم لوط في القرآن الكريم عاقبة من يرتكب الفواحش ويعصي أوامر الله. وتجيب عن سؤال مهم وهو: من هو نبي قوم لوط؟ إنه لوط عليه السلام. الذي دعا قومه للحق فرفضوا. فنزل عليهم عذاب قوم لوط الشديد. وتبقى قصة قوم لوط مختصرة تحذيرًا بليغًا. وتظهر بوضوح حال قوم لوط في القرآن وما كانوا يفعلونه من فساد.

• myislamThe Story of Prophet Lut-بتصرف
• wikishiaPeople of Lut -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم