قصة نبي الله إبراهيم ونمرود

الكاتب : أميرة ياسر
02 نوفمبر 2024
عدد المشاهدات : 80
منذ شهر واحد
عناصر الموضوع
1- من هو النمرود؟
 2- كيف كان قبل أن يصبح ملكًا؟
3- إلقاء إبراهيم في النار
4- مناظرة إبراهيم مع النمرود
5- إحتيال النمرود في الوصول إلى الله
6- نهاية النمرود وعذاب الله له
7- الدروس المستفادة من قصة النمرود

عناصر الموضوع

1- من هو النمرود؟

2- كيف كان قبل أن يصبح ملكًا؟

3- إلقاء إبراهيم عليه السلام في النار

4- مناظرة إبراهيم مع النمرود

5- إحتيال نمرود في الوصول إلى إله إبراهيم

6- نهاية النمرود وعذاب الله له

7- الدروس المستفادة من قصة النمرود

عاش إبراهيم عليه السلام زمن الملك النمرود وكان شابا ذكيا يتفكر في ملكوت الله ويتدبر آياته وكان يعلم أنه لا بد من وجود خالق لهذا الكون قادر على حتى أهتدى إلى عبادة الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد و ليس له شريك فى الملك وبدأ إبراهيم عليه السلام بدعوة أهله وقومه لعبادة الله وكان أول من آمن معه زوجته السيدة سارة وابن أخيه لوط عليهم السلام، ولكن لم يؤمن به غيرهم في ذلك الوقت و مكث إبراهيم عليه السلام في دعوة قومه إلى أن وصل إلى الطاغية النمرود فلم يستجب وأبى بل وذهب يطغى في الأرض حتى أمر الله بهلاكه.

1- من هو النمرود؟

اسمه النمرود بن كنعان بن كوش بن سام من نسل نوح عليه السلام، وهو ملك بابل وهو أحد ملوك الدنيا فقد ملك الدنيا أربعة: مؤمنان وكافران، المؤمنان: ذو القرنين وسليمان والكافران: النمرود وبختنصر وهو أعظم ملوك الدنيا وأول من علمه إبليس السحر، و هو أول جبار في الأرض وأول من وضع التاج على رأسه وهو الذي بنى أحد عجائب الدنيا السبع وهو برج بابل.واستمر في حكمه أربعمائة سنة وكان قد تكبر وطغا وتجبر وعتا وآثر الدنيا، ولما دعاه إبراهيم عليه السلام إلى عبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا شريك له انكر وجود الله وادعى بجهله وضلاله أنه هو الإله الذي يحيى ويميت وبيده كل شئ وتكبر وأبى أن يستجيب للإيمان برب إبراهيم.

وكان النمرود حاكما متسلطًا جبارًا فأمر الناس بالخضوع له فكان يزعم أنه هو الإله، وكان ساحرًا فقد تعلم السحر على يد إبليس وأول شئ فعله عندما تعلم فنون السحر أنه تخلص من والده حتى يتسنى له حكم البلاد. [1]

 2- كيف كان قبل أن يصبح ملكًا؟

كان مترفًا وكان يحلم أن يصبح حاكما وفى يوم كان النمرود يغتسل وحوله مجموعة من الجواري ودخل عليه رجل عليه ثياب سوداء واستغرب النمرود كيف يدخل عليه الحمام بالقصر، وقال له هذا الرجل بسخرية أنت سوف تحكم الأرض و من عليها؟

فغضب النمرود وأمر الجنود بقتله وقتل الجواري اللاتي كن حوله بسبب سماعهن هذا الكلام من ذاك الرجل وصعد النمرود إلى غرفته فوجد الرجل نفسه الذى قتله فعجب وقال من أنت، قال أنا أمير النور يوم خلق النور فإذا أردت أن تحكم الأرض ومن عليها يجب أن تراني على هيئتي الحقيقية وتجسد بهيئته الحقيقية وكان هذا الرجل هو إبليس. وأخذ إبليس يعلمه السحر وقد استعان بإبليس كى يتخلص من والده حتى يتسنى له حكم البلاد. [2]

3- إلقاء إبراهيم في النار

 يقول القرطبي: رأى النمرود في المنام طلع فيه كوكبا في السماء فذهب ضوء الشمس حتى لم يتبق ضوء وفسر المنجمون والكهنة هذا الحلم بانه سيولد ولد يكون على يديه هلاك النمرود؛ وعندما علم النمرود بهذا أمر بقتل أي مولود ذكر يولد في هذه السنة في مملكته، وولد إبراهيم في ذلك العام وأخفته أمه حتى كبر وعندها ذهب يتحدى عبادة الأصنام والنمرود عندما أصبح إبراهيم عليه السلام شابا بدأ بمناقشة أهله وقومه يدعوهم لعبادة الله وترك عبادة النمرود والأصنام التي صنعوها بأمره، وفى يوم بينما كان القوم يحتفلون خارج المدينة ذهب إبراهيم يكسر أصنامهم كلها عدا كبيرهم ولما رجعوا من احتفالهم وجدوا الأصنام مهدمة فسألوه فقال لهم أن كبيرهم فعل ذلك فاسألوه، فغضب قومه منه وعزموا على إيذائه جزاء له على ما فعل واعدوا له نارا عظيمة بأمر من النمرود لاحراقه، ووضعوه في كفة منجنيق وأخذوا يكتفونه ويقيدونه ثم ألقوه منه إلى النار وكان عليه السلام يقول:حسبنا الله ونعم الوكيل قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾[ آل عِمْرَان: 173] وجاء أمر الله بأن تكون النار بردا وسلامًا على إبراهيم، قال تعالى: ﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ﴾ [سورة الأنبياء: 69] عن أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أٌلقى إبراهيم في النار قال:اللهم إنك فى السماء واحد،وانا في الأرض واحد أعبدك، وروى ابن عساكر عن عكرمة ان أم إبراهيم عليه السلام نظرت إليه فنادته يا بني إني أريد أن أجئ إليك فادع الله ان ينجيني من حر النار حولك.فقال: نعم، فذهبت إليه واعتنقته وقبلته ثم عادت ولم يمسها شئ من حر النار. [3]

4- مناظرة إبراهيم مع النمرود

 قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [ البقرة: 258]

بعد أن خرج إبراهيم من النار سالما أراد النمرود مجادلته ومناظرته في أمر ربه فسأله من ربك؟ قال:ربى هو الذى يحي ويميت، قال: أنا أحي وأميت ومعنى قوله أنه يحي ويميت أنه إذا أتى بالرجلين قتل أحدهما وعفا عن الآخر ثم يقول أنه أحيا هذا وأمات الآخر، فقال له إبراهيم أت بالشمس من المغرب، فسكت النمرود وانقطع؛ ولذلك قال إبراهيم (فبهت الذى كفر والله لا يهدى القوم الظالمين)، فأمر النمرود بحبسه سبعة سنين، وعن سلمان أن هذا الجبار جوع أسدان ثم أرسلهما عليه فجعلا يلحسانه ويسجدان له، وكانت هذه المناظرة يوم خرج من النار ولم يجتمع به إلا يومها فكانت بينهما هذه المناظرة وعن زيد بن اسلم أن النمرود كان لديه طعام وكان الناس يأتون إليه للميرة، فذهب إبراهيم في جملة من وفد الميرة فكانت هذه المناظرة بينهما ولم يعطه النمرود أي شئ من الطعام كما أعطى الناس، فخرج وليس معه شئ من الطعام، ولما اقترب من أهله ذهب إلى كثب من التراب فملأ عدليه فلما قدم إلى أهله وضع رحاله واتكأ فنام، فقامت زوجته سارة إلى العدلين فوجدتهما بهما طعامًا طيبا فلما استيقظ قال أنى لكم هذا؟ قالت: من الذى جئت به، فعلم أنه رزق من عند الله عز وجل. [4]

5- إحتيال النمرود في الوصول إلى الله

عندما أخرج النمرود إبراهيم من مدينته حلف أن يصل إلى إله إبراهيم فأخذ أربعة أفرخ من النسور فرباهن باللحم والخمر حتى كبرن وغلظن فقرنهن بتابوت ومكث فى ذلك التابوت فأخذ معه رجلا ولحما لهن فطرن به حتى إذا ذهبن نظر إلى الأرض فرأى الجبال تدب كالنمل ثم رفع اللحم لهن وجعل ينظر إلى الأرض فرأها يحيط بها بحر كأنها سفينة في ماء ثم رفع فوقع فى ظلمة لم ير شئ فوقه أو تحته ففزع لذلك ورمى اللحم، فأتبعته النسور، فلما نظرت الجبال إليهن وقد أقبلن وسمعن حفيفهن ففزعت الجبال وكادت تزول ولم يفعلن، وقال تعالى: ﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾[ إبراهيم: 46] وكانت طيرورتهن من بيت المقدس ووقوعهن فى جبل الدخان.وأخذ النمرود يبنى صرحه فبناه حتى أرتفع وعلا وارتقى فوقه ينظر إلى إله إبراهيم بزعمه ولم يكن يحدث وأخذ الله هذا البنيان من القواعد من أساس هذا الصرح فسقط وتبلبلت ألسن القوم يومئذ من الفزع فتكلموا بثلاثة وسبعين لسانا وكان الناس لسانهم قبل ذلك سريانيا.

6- نهاية النمرود وعذاب الله له

ارسل الله بعد إبراهيم عليه السلام ملكا إلى النمرود يأمره بالإيمان بالله وحده، فلم يستجب ثم دعاه الثانية فأبى عليه ثم دعاه الثالثة فأبى عليه، فقال له الملك:أجمع جموعك إلى ثلاثة أيام، فجمع الجموع والجيوش وأمر حينها الله ذاك الملك أن يفتح بابا، وكان ذلك وقت طلوع الشمس فأرسل الله عليه ذبابًا من البعوض فلم يروا عين الشمس وسلطها الله عليهم فأكلت لحومهم ومصت دمائهم و جعلتهم عظاما. والنمرود كما هو لم يصبه من ذلك شئ فبعث الله عليه بعوضة دخلت من انفه ثم إلى دماغه، فكان لا يهدأ إلا إذا ضرب بالمطارق على رأسه، وكان يطلب من جنوده أن يضربوه على رأسه بالمطارق وظل أربعمائة سنة يضرب فيها بالمطارق وبعدها مات مجنونا من كثرة الضرب. وكان هذا جزاء من كفر وبغى وعصى الله واستكبر عن عبادته فلعنه الله وعذبه عذابًا شديدًا. [5]

7- الدروس المستفادة من قصة النمرود

  • مهما ملك الإنسان من مال الدنيا والجاه والسلطان لا يغنيه ذلك عن الايمان بالله وعبادته وتوحيده والخضوع له جل وعلا.
  • ادعاء النمرود للألوهية كان ذنبا عظيمًا استحق به أن ينال غضب الله ولعنته.
  • اتباع الشيطان يؤدى حتما إلى الهلاك كما فعل النمرود واتبع إبليس تعلم منه فنون السحر؛ وأدى ذلك فى النهاية إلى غضب الله عليه في الدنيا والآخرة.
  • يجب على كل مؤمن أن يكون لديه حسن ظن بالله حتى في أصعب المواقف التي يمر بها لأن الله حرم على نفسه الظلم.
  • يؤيد الله عباده من المؤمنين بالحجة القوية كما حدث مع سيدنا إبراهيم عندما حاجه النمرود.

وكان العذاب الذي حل بالنمرود ما كان يستحقه جزاء طغيانه وكفره وادعائه الألوهية؛ فجزاء الكافرين عذاب في الدنيا ولعنة الله وعذاب في الآخرة إلى ما شاء الله. فعاقبة الظلم وخيمة وينبغى على كل عاقل أن يعلم ذلك فالظلم ظلمات يوم القيامة.

المراجع

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة