كيف كانت وفاة إمرؤ القيس؟
عناصر الموضوع
1- من هو الشاعر إمرؤ القيس؟
2- حياته ونشأته
3- أشهر قصائد إمرؤ القيس
4- كيف كان غزل إمرؤ القيس؟
5- كيف توفي إمرؤ القيس؟
1- من هو الشاعر إمرؤ القيس؟
امرؤ القيس بن حجر الكندي، يُعدُّ أحد أبرز شعراء العصر الجاهلي، بل يُعتبر أمير الشعراء وأحد أصحاب المعلقات السبع. اشتهر هو بشعره الرقيق العذب الذي يصف فيه الطبيعة والحب والغزل، كما اشتهر هو بحياته المشحونة بالأحداث والمغامرات. هو ليس مجرد شاعر، بل هو رمز من رموز الشعر العربي، وأحد أهم الأدباء في تاريخ الأدب العربي. لا يزال القراء يقرأون شعره ويستمتعون به حتى يومنا هذا.
2- حياته ونشأته
ينتمي امرؤ القيس إلى قبيلة كندة، وهي من القبائل العربية العريقة. وُلد في النصف الأول من القرن السادس الميلادي. نشأ في كنف والده، ثم تولى مقاليد الحكم بعد وفاة والده، لكنه سرعان ما فقد الحكم وانطلق في حياة الترحال والصحراء. بدأ هو الشعر منذ صغره، وتأثر هو ببيئة الصحراء والحياة البدوية. اشتهر هو بمعلقته التي تعدّ من أبرز معلقات الشعر العربي.
-
أحد أصحاب المعلقات
معلقته تعدّ من أبرز المعالق السبع، وهي نموذج للشعر العربي في عصره، وشاهدة على عبقريته الشعرية.
-
أسلوبه الشعري
يتميز أسلوبه بالرقة والعذوبة، ووصفه الدقيق للطبيعة والحياة البدوية.
-
تأثيره على الشعر العربي
كان له تأثير كبير على الشعر العربي، وأصبح نموذجًا للشعراء الذين جاءوا بعده.
شهدت حياته تحولًا دراماتيكيًا بعد مقتل والده على يد بني أسد. هذا الحدث المؤلم دفع به إلى الانتقال من حياة مليئة بالترف واللهو إلى حياة العزيمة والإصرار على الثأر واستعادة كرامة العائلة. حيث استطاع حشد أنصاره واستنجاد القبائل الأخرى، مما يدل على ذكائه السياسي وقدرته على التأثير في الآخرين. [1]
3- أشهر قصائد إمرؤ القيس
-
قصيدة قالت فطيمة حل شعرك مدحه
قَالَتْ فُطَيْمَةُ حَلِّ شِعْرَكَ مَدْحَهُ أَفَبَعْدَ كِنْدَةَ تَمْدَحَنَّ قَبِيلا … وَهَمُ الكِرَامُ بَنُو الخَضَارِمَةِ العُلا سَمَيْدَعٍ أَكْرِمْ بِذَاكَ نَجِيلا
يَا أَيُّها السَّاعِي لِيُدْرِكَ مَجْدَنَا ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ هَلْ تَرُدُّ قَتِيلا … هَلْ تَرْقَيَنَّ إلى السَّماءِ بِسُلَّمٍ وَلَتَرْجِعَنَّ إلى العَزِيزِ ذَلِيلا
سَائِلْ بَنِي مَلِكِ المُلُوكِ إذا الْتَقَوانَّا وَعَنْكُمْ لا تَعَاشَ جَهُولا … مِنَّا الذي مَلِكَ المَعَاشِرَ عَنْوَةً مَلَكَ الفَضَاءَ فَسَلْ بِذَاك عُقُولا
وَبَنُوهُ قَدْ مَلَكُوا خِلافَةَ مُلْكِهِ شُبَّانَ حَرْبٍ سَادَةً وَكُهُولا … قالوا لَهُ : هَلْ أنتَ قَاضٍ ما تَرَى إِنَّا نَرَى لَكَ ذا المَقَامَ قَلِيلا
فَقَضَى لكلِّ قَبِيلةٍ بِتِرَاتِهِمْ لَمْ يَأْلُهُمْ في مُلْكِهمْ تَعْدِيلا … فَثَوَى وَوَرَّثَ مُلْكِ مَنْ وَطِئَ الحَصَى قَسْرًا أبوهُ عَنْوَةً وَنُحُولا
سَائِلْ بَنِي أَسَدٍ بِمَقْتَلِ رَبِّهِمْ حُجْرِ بنِ أُمِّ قَطَامِ جَلَّ قَتِيلا … إذا سَارَ ذو التَّاجِ الهِجَانِ بِجَحْفَلٍ لَجِبٍ يُجَاوَبُ بالفَلاةِ صَهِيلا
حتى أَبَالَ الخَيْلَ في عَرَصَاتِهِمْ فَشَفَى وَزَادَ على الشِّفَاءِ غَلِيلا … أَحْمَى دُرُوعَهُمُ فَسَرْبَلَهُمْ بِهَا والنَّارَ كَحَّلَهُمْ بها تَكْحِيلا
وأقامَ يَسْقِي الرَّاحِ في هَامَاتِهِمْ مَلِكٌ يُعَلُّ بِشُرْبِها تَعْلِيلا … والبِيْضَ قَنَّعَهَا شَدِيدًا حَرُّهُا فَكَفَى بذلكَ لِلْعِدَا تَنْكِيلا
حَلَّتْ لَهُ مِنْ بَعْدِ تَحْرِيمٍ لَهَا أَو أَنْ يَمَسَّ الرَّأسَ منه غُسُولا … حتى أباحَ ديارَهمْ فَأَبَارَهُمْ فَعَمُوا فهمْ لا يَهْتَدونَ سَبِيلا
-
قصيدة رحلت ولم تقض اللبانة من جمل
رَحَلْتَ وَلَمْ تَقْضِ اللُّبَانَةَ مِن جُمْلِ وكانَ سِفَاهًا صَرْمُ ذي الوُدِّ والوَصْلِ
وما ذاك مِن صَرْمٍ بَدَا لِي ولا قِلًى ولكنْ مُلِمَّاتٌ عَرَضْنَ مِن الشُّغْلِ
وخَطْبٌ يُعَدِّي ذا الهَوَى عن صَدِيقِهِ وَيَمْنَعُ مِن بَعْضِ الصَّبَابَةِ ذا العَقْلِ
وَرَكْبٍ يُرِيدونَ الرُّقَادَ بَعَثْتُهُمْ على لاحِبٍ يَعْلُو الأَحِزَّةِ كالسَّحْلِ
فَقَامُوا نَشَاوَى يَلْمَسُونَ ثِيَابَهُمْ يَشِيمُونَ أَبْرَاقَ المَشَقَّةِ مِن أَجْلِي
وَقُمْتُ إلى حَرْفٍ كَأَنَّ قُتُودَها إذا دُقَّ أَعْنَاقُ المَطِيِّ على فَحْلِ
شَدِيدَةِ دَرْءِ المَنْكِبَينِ جُلالَةٍ وَثِيقَةِ وَصْلِ الدَّفِّ مَفْرُوشَةِ الرِّجْلِ
ومَاءٍ كَلَونٍ البَوْلِ قَدْ عَادَ آجِنًا قِلِيلٍ به الأصواتُ في كَلإٍ مَحْلِ
لَقِيتُ عليه الذِّئْبُ يَعْوِي كأَنَّهُ خَلِيعٌ خلا مِن كلِّ مَالٍ ومِن أَهْلِ
فقلتُ له يا ذِئْبُ هَلْ لك في أَخٍ يُوَاسِي بلا أُثْرَى عليكَ ولا بُخْلِ
فقال هَدَاكَ اللهُ إِنَّك إِنَّما دَعَوتَ لِمَا لَمْ يَأْتِهِ سَبْعٌ قَبْلِي
فَلَسْتُ بِآتِيهِ ولا أَسْتَطِيعُهُ وَلاكِ اسْقِنِي إِنْ كانَ مَاؤُك ذا فَضْلِ
فَقَلْتُ عليكَ الحوضَ إِنِّي تَرَكْتُهُ وفي صَفْوِهِ فَضْلُ القَلُوصِ مِن السَّجْلِ
فَطَرَّبَ يَسْتَعْوِي ذِئَابًا كَثِيرَةً وَعَدَّيْتُ كُلٌّ مِن هَوَاهُ على شُغْلِ
-
قصيدة يا بؤس للقلب بعد اليوم ما آبه
يَا بُؤسَ لِلقَلْبِ بَعْد اليَوْمِ ما آبَهْ ذِكرَى حَبيبٍ ببعضِ الأرْضِ قد رَابهْ
قالّتْ سُلَيْمى أرَاكَ اليومَ مُكْتَئِباً والرَّأْسُ بَعدي رَأيتُ الشّيْبَ قد عابه
وحَارَ بَعْدَ سَوَادِ الرَّأْسِ جُمَّتَهُ كمِعْقَبِ الرَّيطِ إذْ نَشَّرْتَ هُدَّابهْ
ومَرْقَبٍ تَسْكُنُ العِقْبانُ قُلَّتَهُ أشْرَفْتُهُ مُسْفِراً والنَّفْسُ مُهْتَابَهْ
عَمْداً لأرْقُبَ مَا لِلجَوِّ مِنْ نَعَمٍ فَناظِرٌ رائِحاً مِنْهُ وعُزَّابَهْ
وقدْ نَزَلْتُ إلى رَكْبٍ مُعَقَّلَةٍ شُعْثِ الرُّووسِ كأنَّ فَوْقَهُمْ غابَهْ
لَمَّا رَكِبْنا رَفَعناهُنَّ زَفْزَفَةً حَتى احْتَوَيْنَا سَوَاماً ثمَّ أرْبَابَهْ [2]
4- كيف كان غزل إمرؤ القيس؟
يعتبر امرؤ القيس هو المؤسس الحقيقي للغزل القصصي، حيث قدم نموذجًا جديدًا للشعر الغزلي يجمع بين العاطفة والشعرية والسرد. حيث يعتبر شاعر غزلي بارع، قد استند في تقييمه إلى مجموعة من المعايير التي تعتبر من أهم مقومات الشعر الجيد، وهي:
- اللغة: رقة الألفاظ ورشاقة الأسلوب، مما يدل على براعة الشاعر في اختيار الكلمات وتوظيفها بطريقة فنية.
- البناء الفني: جمال الديباجة وشرف المعنى، أي القدرة على تقديم مقدمة جذابة وأفكار عميقة.
- الخيال: سعة الخيال ودقة التشبيه وروعة الكناية، وهي من أهم سمات الشعر الجاهلي عمومًا.
- الأسلوب: السلك في أسلوب قصصي، وهو ما يعتبر ابتكارًا في مجال الغزل وفتحًا لأبواب جديدة أمام الشعراء اللاحقين.
وقد ترك أسلوب امرؤ القيس أثرًا بالغًا في الشعراء الذين جاءوا بعده، مثل عمر بن أبي ربيعة الذي اعتبر من أبرز شعراء الغزل في العصر الأموي. حيث أن المعايير التي استند إليها الرأي هي في الواقع مقومات أساسية لأي عمل فني ناجح، وليست مقصورة على الشعر الغزلي فقط. [3]
5- كيف توفي إمرؤ القيس؟
بدأ مسلسل مآسي امرؤ القيس بتعرضه للتهديد من قبل الملك المنذر ملك الحيرة، الذي استعان بالقوة العسكرية الفارسية. هذا الهجوم أجبر امرؤ القيس على الهرب واللجوء إلى القبائل العربية طلبًا للمساعدة، إلا أنه لم يجد من يستجيب له. بعد فشله في الحصول على الدعم من القبائل العربية، توجه امرؤ القيس إلى تيماء، حيث استودع ثمراته، ثم سافر إلى القسطنطينية طمعًا في مساعدة الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول. ولكن على الرغم من استقبال الإمبراطور لامرؤ القيس بحفاوة، إلا أنه في النهاية خدع الشاعر العربي وأرسل إليه جبة مسمومة أودت بحياته. لذا انتهت رحلة امرؤ القيس إلى القسطنطينية بفشل ذريع ومأساة شخصية. فالشاعر الذي كان يطمح لاستعادة ملكه، وجد نفسه ضحية للمكائد السياسية. [4]
وفي النهاية تعتبر قصة رحلة امرؤ القيس إلى القسطنطينية ملحمة تاريخية وشعرية، تحمل في طياتها الكثير من الدروس والعبر. فهي قصة عن الطموح والفشل، عن الشجاعة والخيانة، عن العلاقات الدولية المعقدة. ورغم مأساوية النهاية، إلا أن هذه القصة ستظل خالدة في ذاكرة التاريخ العربي.
المراجع
- ويكيبيدياحياته ونشأته - بتصرف
- الديوانأشهر قصائد إمرؤ القيس
- هنداويكيف كان غزل إمرؤ القيس؟ - بتصرف
- إسلام ويبكيف توفي إمرؤ القيس؟ - بتصرف