كيف يحتفل المسلمون بـ عيد الفطر في أوروبا؟

عيد الفطر في أوروبا يحمل طابعًا مختلفًا يعكس تنوع الثقافات الإسلامية وتفاعلها مع المجتمعات الغربية. فمع اقتراب نهاية شهر رمضان، تبدأ الجاليات المسلمة في دول أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بالتحضير للاحتفال بطرق مميزة تجمع بين الطابع الديني والتقاليد المحلية. وتعد تجربة عيد الفطر في أوروبا فرصة لإبراز الهوية الإسلامية وسط أجواء متعددة الثقافات، خاصة في ظل تزايد أعداد المسلمين المهاجرين والمقيمين.
صلاة العيد في المساجد الأوروبية
في أوروبا، حيث يشكل المسلمون أقلية ويعيشون في مجتمع مختلف (28 مليون شخص في 30 دولة أوروبية)، لم يتركوا عادات عيد الفطر في أوروبا من تكبيرات وصلوات وخطب، بل حافظوا عليها كجزء أساسي من هويتهم الدينية والثقافية.
في فرنسا
يذهب المسلمون بأعداد كبيرة إلى المساجد لأداء صلاة العيد، وأكثرها شهرة “الجامع الكبير في باريس” الذي أنشئ في الفترة ما بين عامي 1922 و1926، أما في بريطانيا فتقام صلاة العيد في العديد من المساجد والساحات المكشوفة، وفي لندن تقام عدة صلوات في مساجد مختلفة لتلبية احتياجات الجالية المسلمة الكبيرة.
تعرف أيضًا على: دعاء مستجاب في ليلة العيد لجلب الخير والبركة

في ألمانيا
يزدحم المسلمون بأعداد كبيرة في الجوامع لإقامة صلاة العيد، خصوصًا في المدن الكبيرة مثل برلين وكولونيا، وفي برلين، يعد “مسجد الشهادة” من الأماكن التي تشهد توافد كبير للمصلين في العيد، حيث يتقدم السفير التركي لدى ألمانيا، علي كمال أيدن، والدبلوماسيون الأتراك، صفوف المصلين في هذا المسجد.
في هولندا
يتوجه المسلمون إلى المساجد والمؤسسات الإسلامية لأداء صلاة العيد. على سبيل المثال، شهد أحد المراكز الإسلامية التابعة لمنظمة مجتمع مدني تركية في مدينة سخيدام غربي البلاد إقبالًا كبيرًا من المصلين الذين أقاموا صلاة العيد وتبادلوا التبريكات بحلول العيد.
في سويسرا
تقام صلاة العيد في الجوامع والمراكز الإسلامية التي تستقبل عدد كبير من المصلين، وفي جنيف، أدى السفير التركي الدائم لدى الأمم المتحدة، غوڤن بَغَتش، صلاة العيد في “جامع أوقاف الجالية الإسلامية”، حيث تبادل المسلمون التهنئة وشاركوا فرحة العيد. [1]
تعرف أيضًا على: آيات قرآنية عن العيد وأهميته في الإسلام
تجمعات الجاليات المسلمة
تحرص الجاليات المسلمة في أوروبا على إحياء طقوس وتقاليد الاحتفال بالأعياد والمناسبات الدينية، بهدف تقوية الروابط وتماسك العلاقات بين المسلمين في الديار الأوروبية، ويعد عيد الفطر في أوروبا مثالًا بارزًا على هذا التلاحم، إذ تتشابه مظاهره واستعداداته الاحتفالية بين مختلف الجاليات الإسلامية.
في فرنسا
توجد أكبر جالية مسلمة في القارة العجوز، لذا يتميز العيد هناك بلمسة فريدة، خصوصًا في باريس، وبالرغم من أن أيام عيد الفطر ليست عطلة رسمية في ألمانيا، إلا أن الجاليات المسلمة تحرص على إظهار مظاهر الاحتفال عبر تزيين الشوارع والمجمعات السكنية، وتبادل التهنئة بين أفراد الجالية والأقارب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وإرسال رسائل التهنئة عبر البريد.
تعرف أيضًا على: كيف تستمتع بإجازة العيد بأفضل طريقة؟
في السويد
تجتمع الجاليات المسلمة في المراكز الإسلامية، والمساجد، والأماكن المفتوحة لإقامة صلاة العيد، خصوصًا وأن أغلبية المسلمين تتركز في العاصمة ستوكهولم التي تضم ما يزيد على 40 مسجدًا.
المجر وايطاليا
بالإضافة إلى ذلك، تهتم الجاليات المسلمة في المجر بتبادل الأطباق والوجبات خلال أيام العيد، وفي مدن مثل روما وميلانو، حيث تتركز الجالية الإسلامية، يتجمع المسلمون لأداء صلاة العيد في المساجد، ويتبادلون التهاني بعد الصلاة.
تعرف أيضًا على: أفضل الأماكن للخروج في عيد الفطر
أشهر الأكلات في العيد بأوروبا
عيد الفطر في أوروبا يمثل مناسبة عظيمة للمسلمين يحتفلون فيها بانتهاء شهر رمضان، مع حرص الجاليات المسلمة على الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم الخاصة. من أبرز هذه الطقوس إعداد وتقديم أطعمة تقليدية تعبّر عن تنوع الثقافات والأصول، حيث تختلف الموائد باختلاف البلدان، ومن أشهر هذه الأكلات ما يلي:
الكعك والبسكويت
في عدة دول أوروبية، خاصةً تلك التي بها جاليات مسلمة ذات أصول عربية. يعتبر إعداد الكعك والبسكويت من العادات الثابتة في عيد الفطر.
الفسيخ والأسماك المملحة
في بعض الجاليات المصرية بأوروبا، يُرى أكل الفسيخ (السمك المالح) عادة مرتبطة بعيد الفطر. ويتم إعداد الفسيخ عبر تمليح وتجفيف السمك لأيام، ويقدم مع البصل والليمون.
الكبسة والثريد
تحرص الجاليات الخليجية في أوروبا خلال عيد الفطر على إعداد أكلات تقليدية كـ”الكبسة” و”الثريد”. الكبسة: طبق أرز مطبوخ مع لحم أو دجاج وبهارات، أما الثريد: فهو خبز مغموس في مرق اللحم والخضار. هذان الطبقان يمثلان مظاهر الكرم والاحتفال.
المعمول
المعمول هو نوع من الحلوى المحشوة بالتمر أو المكسرات، وتصنع بأشكال متنوعة وتزخرف بنقوش تقليدية. حيث تهتم الجاليات الشامية في أوروبا بإعداد المعمول وتقديمه في عيد الفطر، فهو يمثل رمزًا للبهجة والاحتفال.
تعرف أيضًا على: أفضل أدعية عيد الفطر المستجابة بإذن الله
الفعاليات والمهرجانات
تنظم في عدد كبير من المدن الأوروبية احتفالات ثقافية وفنية بمناسبة عيد الفطر، بهدف إبراز الحضارة الإسلامية والفنون الأصيلة، حيث تشمل هذه المهرجانات عروضًا موسيقية، ورقصات تقليدية، ومعارض للفنون والحرف اليدوية.
وتعد الأسواق الخيرية والأسواق الشعبية من الفعاليات المنتشرة خلال عيد الفطر في أوروبا، حيث تعرض منتجات تقليدية وأطعمة وحرف يدوية، وتخصص إيرادات هذه الفعاليات لدعم المشروعات الخيرية والمجتمعات المحلية.
بالإضافة إلى ذلك، تحتفل تركيا بعيد الفطر بأسلوب مميز يجمع بين التقاليد القديمة واللمسات الحديثة. يبدأ اليوم بالصلاة في الجوامع. حيث يتوجه الكثيرون إلى المواقع الدينية كجامع آيا صوفيا بإسطنبول، وبعد انتهاء الصلاة، تتبادل العائلات والأصدقاء التهاني. وتعم موائد الطعام التي تحتوي على الأطباق التركية المعروفة مثل الكباب والمقبلات.
الاحتفالات في تركيا لا تقتصر على ذلك. بل تشمل فعاليات ثقافية. مثل المهرجانات والحفلات الموسيقية بأنواعها، إلى جانب المعارض الفنية التي تعرض الإنتاج المحلي. كما تشهد الأسواق والمراكز التجارية ازدحامًا ملحوظًا في أيام العيد. ويزداد الإقبال على السلع والهدايا التي تعبر عن الثقافة التركية.
العيديات والهدايا في أوروبا
العيدية هي هدية نقدية أو عينية تقدَّم للأولاد والأهل بمناسبة عيد الفطر. وتعد من العادات الإسلامية القديمة التي تهدف إلى إدخال السرور على قلوب المستفيدين. حيث تعود جذورها إلى عهد الخلفاء الذين كانوا يوزعون الهدايا والنقود في الأعياد. وفي سياق عيد الفطر في أوروبا، تحرص الجاليات المسلمة على إحياء هذا التقليد، إذ يقوم الآباء والأقارب بتقديم مبالغ مالية أو هدايا للأطفال عقب صلاة العيد. مما يسهم في تعزيز شعور الانتماء للثقافة الإسلامية ويضفي أجواءً من البهجة والاحتفال. [2]
تعرف أيضًا على: كيف تعكس احتفالات العيد التراث الثقافي للدول؟
التحديات التي تواجه المسلمين في العيد
يواجه المسلمون تحديات متعددة عند الاحتفال بـ عيد الفطر في أوروبا، تتنوع بين ما هو ثقافي، اجتماعي، وحتى قانوني. ففي ألمانيا. على سبيل المثال، لا يعترف رسميًا بعيد الفطر كعطلة، مما يضطر الكثير من الموظفين المسلمين إلى تبرير غيابهم. وقد يسجل بعضهم كغائبين أو يخصم من رواتبهم، رغم أن أصحاب الديانات الأخرى يحصلون على إجازات في مناسباتهم. وتعد ألمانيا دولة اتحادية، مما يعني اختلاف السياسات من ولاية لأخرى، وفي بعضها لا يزال الإسلام غير معترف به كدين رسمي.
كما تواجه الجاليات المسلمة في عدد من الدول الأوروبية مشكلة غياب هيئة إسلامية مركزية تعلن رسميًا عن بداية شهر شوال. وهو ما يؤدي إلى اختلاف موعد عيد الفطر بين جالية وأخرى. إذ تعتمد بعض الجاليات على بيانات دولها الأصلية، بينما يتبع آخرون إعلانات دول إسلامية كبرى مثل السعودية أو تركيا.
هذا إلى جانب القيود المفروضة على بعض الشعائر الدينية، مثل حظر بناء المساجد في مناطق معينة أو منع رفع الأذان بمكبرات الصوت. ما يجعل من الصعب على المسلمين ممارسة طقوسهم الدينية في العلن، ويقلص من مظاهر الاحتفال بـ عيد الفطر في أوروبا.
تعرف أيضًا على: كيف يؤثر العيد إيجابيًا على النفس والمجتمع؟
في الختام، يظهر عيد الفطر في أوروبا كمشهد احتفالي يجمع بين الروح الدينية والاندماج الثقافي. حيث تحتفل الجاليات الإسلامية وسط أجواء تعكس هويتهم وتمسكهم بتقاليدهم. هذه المناسبة تمثل فرصة لتقوية الروابط المجتمعية والتعريف بجماليات الإسلام في بيئات غربية متعددة الأعراق والثقافات.
أسئلة قد تهمك
فيما يلي مجموعة من الأسئلة الشائعة التي تساعدك على فهم موضوع عيد الفطر في أوروبا بشكل أوضح:
ما هي الدول التي أعلنت عيد الفطر؟
أعلنت دول عديدة أن أول أيام عيد الفطر لعام 2025 سيكون يوم 30 مارس 2025، بناءً على رؤية الهلال في ليلة 29 رمضان. من أبرزها: الإمارات، السعودية، البحرين، الكويت، قطر، اليمن، تركيا، بالإضافة إلى المملكة المتحدة وغيرها.
تعرف أيضًا على: عيد الفطر: كيف تحتفل في أجواء أسرية مميزة بأقل التكاليف؟
ما هو العيد في أوروبا؟
في أوروبا، يُعرف “العيد” عند المسلمين بـعيد الفطر، وهو عيد ديني يحتفل فيه المسلمون بانتهاء شهر رمضان بأداء صلاة العيد في الصباح، تبعها زيارات عائلية وتبادل التهاني، وتجمعات اجتماعية، وتوزيع العيدية، وتناول الأطعمة التقليدية.
ما هو يوم العيد في أوروبا؟
يعتمد موعد أول يوم العيد على رؤية الهلال في مختلف الدول الأوروبية؛ وفي عام 2025 من المرجح أن يكون 30 مارس 2025 في معظم الدول، بانتظار تأكيد رؤية الهلال مساء 29 مارس.
متى أول يوم العيد في ألمانيا؟
في ألمانيا، تختلف التواريخ حسب الولاية وتوقيت رؤية الهلال، لكن المصادر الحديثة تشير إلى أن عيد الفطر لعام 2025 سيصادف يوم الاثنين 31 مارس 2025 في ولايتي بريمن وهامبورغ، مع احتمالية الاحتفال فعلياً بـ 30 مارس إذا تم رؤية الهلال.
المراجع
- aa.comEurope marks Eid with prayer and messages of goodwill -بتصرف
- arab newsGiving eidiya persists as a tradition in the GCC -بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

ما هو تاريخ يوم الشجرة العالمي؟

أفضل العادات والتقاليد في اليابان

المسابقات الترفيهية الثقافية

أغرب العادات والتقاليد

أهم العادات و التقاليد في لبنان

فوائد التضامن الإجتماعي

ما هي أبرز العادات الاجتماعية القديمة وتأثيرها اليوم؟

عبارات جميلة لصديقتي في المناسبات

أحدث موديلات ملابس العيد للرجال والنساء والأطفال

أهمية العادات والتقاليد

مهرجان مدل بيست 2024: أحدث عروض الأزياء والفعاليات

دعاء مستجاب في ليلة العيد لجلب الخير والبركة

حكم زكاة الفطر وقيمتها وطريقة إخراجها

آيات قرآنية عن العيد وأهميته في الإسلام
