ماذا يفعل من أفطر ناسيًا خلال رمضان؟

ماذا يفعل من أفطر ناسيًا خلال رمضان؟ هذا سؤال يتكرر كثيرًا في كل عام، خاصة مع انشغال الناس بأعمالهم اليومية. فقد بيّنت الشريعة الإسلامية حكم من أكل أو شرب ناسيًا في نهار رمضان، ورفعت عنه الإثم والحرج. في هذا المقال نوضح الحكم الشرعي بالتفصيل، وأقوال العلماء في هذه المسألة.

ماذا تفعل إذا أفطرت في رمضان بالخطأ؟

قد يتسبب الإفطار سهوًا في رمضان في شعور الصائم بالارتباك والضيق، لكن الشريعة الإسلامية قدمت حكمًا صريحًا وسهلًا. يتلخص رد الإجابة على سؤال ماذا يفعل من أفطر ناسيًا خلال رمضان؟ في التوقف المباشر عن كل ما يفسد الصوم والمتابعة في الصيام.

إذا كنت تأكل أو تشرب أو تقوم بأي من مبطلات الصيام غير عالم، ثم تذكرت فجأة أنك صائم، فالمطلوب منك أولًا هو التوقف المباشر. بمعنى أن تبتعد فورًا عما يبطل الصيام، إن كنت تتناول طعامًا، أخرج ما في فمك ولا تبتلعه. إن كنت تشرب، توقف عن الشرب فورًا. لا تحاول إتمام ما بدأته بعد أن تذكرت. هذا التصرف الفوري هو إشارة إلى تذكرك للصيام ورجوعك إلى الالتزام بأمره.

تعرف أيضًا على: هل وسواس العقيدة ابتلاء؟ التفسير الدينى والنفسى للوساوس

بعد الإمساك، تستمر في صيامك كالمعتاد ولا يفسد صوم، فقد أوضح الحديث النبوي الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه” (متفق عليه). هذا الحديث هو الأساس الذي استند إليه عامة الفقهاء في حكمهم. فالله عز وجل قد تولى إطعامك وإرواءك في هذه الحالة بدون أن يكون لديك نية لإفساد صومك. لذلك، لا داعي للقلق، وصومك صحيح بإذن الله، ومن أفطر في رمضان ناسيًا فليس عليه قضاء ولا كفارة. [1]

تعرف أيضًا على: تعريف التقوى: المعنى اللغوي والشرعي

ما حكم من أفطر ناسياً في رمضان؟

اتفقت الغالبية العظمى من علماء الدين على أن من أفطر في رمضان ناسيًا فليس عليه قضاء ولا كفارة، فلا يجب عليه لا قضاء ولا كفارة، هذا الحكم مستند إلى براهين قوية وواضحة من السنة النبوية المطهرة. إضافةً إلى الحديث الشريف الذي يقول: “من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”، هناك قاعدة أصولية شاملة في الشريعة الإسلامية وهي رفع الإثم عن الشخص الناسِي والمخطئ والمُجبر، مستندة إلى قول الله تعالى: “رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا” (البقرة: 286). النسيان هنا هو غياب الوعي عن أمر معلوم، وهو خارج عن سيطرة الإنسان، فلا يُطلب منه ما لا يطيقه.

تعرف أيضًا على: وسائل تثبيت العقيدة الإسلامية: منهجيات من القرآن والسنة

لذلك، صيام اليوم الذي أفطر فيه المسلم ناسيًا يعتبر صحيحاً ومقبولاً عند الله تعالى. ولا يُطلب منه أن يصوم هذا اليوم بعد رمضان، ولا يترتب عليه أي تعويض مالي أو صيام أيام إضافية. هذا من عظيم فضل الله وتسهيله على عباده. يؤكد هذا الحكم بجلاء أنه من أفطر في رمضان نسياناً، لا قضاء عليه ولا كفارة، وهو ما يجب على المسلمين الإحاطة به ليطمئنوا في مثل هذه الحالة. وبالتالي، فإن ماذا يفعل من أفطر ناسيًا خلال رمضان ؟ هو الإمساك الفوري والمواصلة في الصيام. [2]

تعرف أيضًا على: معلومات إسلامية مهمة يجب أن يعرفها كل مسلم

حكم من أفطر ناسيا في صيام القضاء عند المالكية

تتباين المذاهب الفقهية في تفاصيل أحكام النسيان، وتظهر فروقاتها في أنواع الصيام المتنوعة. وعليه، ما حكم من أفطر ناسيا في صيام القضاء عند المالكية ؟ هذا الاستيضاح يختص بصيام النافلة أو صيام القضاء، ولا علاقة له بصيام الفرض.

يعمد المذهب المالكي إلى التمييز بين صيام الفرض (شهر رمضان المبارك) وصيام القضاء أو صيام التطوع. في صيام الفرض، يتوافق المالكية مع أغلبية الفقهاء على أن من أفسد صومه بسبب النسيان، فصيامه صحيح ولا يجب عليه القضاء ولا دفع كفارة، هذا ينسجم مع القاعدة الفقهية السائدة “من أكل أو شرب ناسيًا في رمضان، فصومه صحيح”.

بيد أن الحال يختلف في صيام القضاء الأيام التي لم يتم صيامها من رمضان، وصيام النذر، والكفارات؛ حيث يرى المالكية أن من أفطر ناسيًا، فإنه ملزم بالقضاء، هذا هو الفارق الأساسي في هذا المذهب. يستندون في رأيهم هذا إلى أن الرخصة في نسيان المفطرات في صيام الفرض قد وردت في الحديث النبوي الشريف، بينما لم يرد نص شرعي مماثل يمنح هذه التسهيلات في صيام القضاء أو النذر أو الكفارات، والتي تعتبر صلوات واجبة في أصلها، لذا يتم القياس عليها، إذا، من أفطر ناسيًا في صيام القضاء عند المالكية، فإنه مطالب بإتمام صومه متى ما تذكر، ثم عليه أن يقضي هذا اليوم فيما بعد، ولا يُعتبر صومه صحيحًا. هذا يوضح الاختلاف في الجزئيات الفقهية، ولهذا، تتبين أهمية معرفة حكم من أفطر ناسيًا في صيام القضاء عند المالكية.

تعرف أيضًا على: الرسم التكعيبي تعريفه، تاريخه، وأشهر لوحاته

حكم الإفطار عن غير قصد في صيام أيام التطوع

بعد أن بيّنا ماذا يفعل من أكل أو شرب سهوًا في رمضان؟ وما الحكم الشرعي لمن أفطر ناسيًا في رمضان؟، ننتقل إلى صيام النافلة. حكم الإفطار غير المتعمد في أيام التطوع هو الأكثر سماحة بين أنواع الصيام، فلا يجب فيه قضاء ولا كفارة على رأي غالبية أهل العلم.ز

• رأي جمهور الفقهاء

بمن فيهم الحنفية والشافعية والحنابلة، لا يجب على من أفطر سهوًا في صيام التطوع أن يقضي ذلك اليوم. والسبب في ذلك أن صيام التطوع ليس فريضة في الأساس، ويمكن للمرء أن يفسد نيته فيه دون أن يرتكب ذنبًا. فإذا أكل أو شرب ناسيًا، فصيامه صحيح، ولا يجب عليه قضاؤه حتى لو أراد إبطاله عمدًا.

• المذاهب الأربعة

تتفق على أن من أفطر ناسيًا في صيام النافلة، فصومه صحيح، ولا يلزمه القضاء. هذا من باب التسهيل والتيسير على المسلم في صيام النوافل، لأن المقصد من صيام التطوع هو التقرب إلى الله، وإلزام القضاء على من نسي في هذه الحالة قد يعيق الأمر ويقلل من رغبة الناس في التطوع بالصيام.

تعرف أيضًا على: كيفية حساب زكاة المال

في نهاية هذا المقال، قمنا بدراسة شاملة لحكم من أفطر وهو ناسٍ في نهار رمضان، مع التأكيد على القاعدة الأساسية: من أفطر في رمضان ناسيًا فلا قضاء عليه ولا كفارة، وشرحنا بالتفصيل ماذا يفعل من أفطر ناسيًا خلال رمضان ؟ فلا إثم عليه وصيامه صحيح بإجماع العلماء، لقول النبي ﷺ: “إنما أطعمه الله وسقاه”. وهذه من رحمة الإسلام وتيسيره، حيث يرفع الحرج عن المسلم في حالات النسيان ويحثه على مواصلة الصيام بثقة واطمئنان

• islamqa What Happens If You Accidentally Eat during Ramadan -بتصرف
• ums 7 Fasting Mistakes That Can Invalidate Your Fast! -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم