ماهي الكتب السماوية: مفهومها وأهميتها في الرسالات

الكاتب : آية زيدان
19 مارس 2025
عدد المشاهدات : 19
منذ 15 ساعة
ماهي الكتب السماوية: مفهومها وأهميتها في الرسالات
عناصر الموضوع
1- تعريف الكتب السماوية
2- التوراة والإنجيل والزبور
3- القرآن الكريم وختم النبوات
4- دور الكتب السماوية في تهذيب الأمم
5- أوجه الاتفاق والاختلاف
6- مكانتها في العقيدة الإسلامية

عناصر الموضوع

1- تعريف الكتب السماوية

2- التوراة والإنجيل والزبور

3- القرآن الكريم وختم النبوات

4- دور الكتب السماوية في تهذيب الأمم

5- أوجه الاتفاق والاختلاف

6- مكانتها في العقيدة الإسلامية

في أعماق التاريخ، وفي لحظات فارقة من الزمن، تجلت إرادة السماء في كتب مقدسة، تحمل نور الهداية للبشرية، هذه الكتب التي تعرف بالكتب السماوية، ليست مجرد كلمات منقوشة على أوراق، بل هي رسالات إلهية، تحمل في طياتها أسرار الوجود، وقواعد الأخلاق، وسبل السعادة في الدنيا والآخرة، إنها بمثابة النور الذي يضيء دروبنا في عالم مليء بالظلمات والتحديات.

1- تعريف الكتب السماوية

أ- مفهوم الكتب السماوية

الكتب السماوية هي مجموعة من الرسائل والتعاليم التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه ورسله، لكي يبلغوها إلى الناس، وهي تهدف إلى هداية الناس إلى توحيد الله تعالى، والبعد عن الكفر والشرك، وفعل الخيرات والطاعات، واجتناب كل معصية وذنب، وتكون لهم هدى ونورًا في حياتهم وتعتبر هذه الكتب المصدر الأساسي للشريعة الإسلامية، وهي تتضمن الأحكام والتعاليم الشرعية والأخلاقية التي يجب على المسلمين الالتزام بها. ومعرفة ما هي الكتب السماوية: مفهومها وأهميتها في الرسالات.

ب- أهمية الكتب السماوية

تتجلى أهمية الكتب السماوية في أنها تمثل حلقة الوصل بين السماء والأرض، فهي تحمل إلينا كلام الله تعالى، وتوضح لنا الطريق الصحيح الذي يجب أن نسلكه في حياتنا، يعتبر الإيمان بالكتب السماوية السابقة أحد أركان الإيمان الأساسية، ولا يكتمل الإيمان إلا من خلاله، كما أنه يعكس وحدة الرسالات الإلهية، ويظهر أن الإسلام يجمع بين جميع الديانات السماوية، فالمسلمون هم الأجدر بقيادة البشرية وفقاً لمبادئ الإسلام، حيث يؤمن المسلمون بأن كل طائفة من أهل الكتاب تمتلك أساسًا ودعامة لدينها، مما يجعلهم قريبين من الإسلام والمسلمين إذا ما تم التعامل معهم بإنصاف. قال تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} [الشورى: 13].[1]

2- التوراة والإنجيل والزبور

من بين الكتب التي أُنزِلت على الرسل السابقين، هناك ما أشار إليه الله تعالى في القرآن الكريم، وهناك ما لم يذكر اسمه، ومن الكتب التي تم ذكرها في القرآن الكريم:

التوراة والإنجيل والزبور

  • التوراة

هي أول الكتب السماوية وفقاً للعقيدة الإسلامية التي أنزلت على النبي موسى عليه السلام، وتحتوي على العديد من الأحكام والتعاليم والوصايا التي تتعلق بالشريعة اليهودية، وتعتبر التوراة الأساس الذي قامت عليه الديانة اليهودية، وهي تتضمن العديد من القصص والأحداث التي وردت في التاريخ اليهودي، قال تعالى ﴿ثمَّ آتَيْنَا موسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ١٥٤﴾ [الأنعام:154].

  • الإنجيل

هو أحد الكتب السماوية الذي أنزل على النبي عيسى عليه السلام وفقاً للعقيدة الإسلامية بعد أن أنزل الله التوراة على النبي موسى عليه السلام، وهو يؤيد التوراة ويوافقه في أكثر الأمور الشرعية، ويهدي إلى الصراط المستقيم، ويبين الحق والباطل، ويدعو إلى عبادة الله وحده، قال تعالى وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هدًى وَنورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمتَّقِينَ ٤٦﴾ [المائدة:46].

  • الزبور

هو الكتاب الذي أنزل على النبي داود عليه السلام، ويحتوي على مجموعة من الرسالات الإلهية  والأدعية والمزامير التي تعبر عن تسبيح الله تعالى وتمجيده، ويعتبر الزبور جزءًا من التراث الديني اليهودي والمسيحي، فقد ذكر في القرآن حيث قال الله تعالى ﴿وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا ٥٥﴾ [الإسراء:55] [2]

3- القرآن الكريم وختم النبوات

القرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية التي أنزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وهو الكتاب الجامع والشامل الذي يتضمن جميع الأحكام والتعاليم التي وردت في الكتب السماوية السابقة. ويعتبر القرآن الكريم المعجزة الخالدة التي تحدى الله تعالى بها الإنس والجن، وهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلف.وأيضًا ذكر ما هي الكتب السماوية: مفهومها وأهميتها في الرسالات.

 قال تعالى ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ٤٨﴾ [المائدة:48].

يعتبر نزول القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمثابة ختم للنبوات. حيث لم يعد هناك نبي بعده، ولا كتاب سماوي بعد القرآن الكريم. وقد جمع القرآن الكريم جميع الشرائع والأحكام والتعاليم التي وردت في الكتب السماوية السابقة. وزاد عليها أحكامًا وتشريعات جديدة. لتكون الشريعة الإسلامية هي الشريعة الخاتمة والشاملة التي لا تحتاج إلى تعديل أو تغيير.[3]

4- دور الكتب السماوية في تهذيب الأمم

بالإضافة إلى ذلك أنزل الله الكتب السماوية ليقيم الحجة على خلقه، فلا يقول أحدهم {ما جاءنا من بشيرٍ ولا نذير} فلا يبقى لهم عذر. وقد بعث الرسل بما جاءوا به من الآيات المكتوبة. ليقطعوا عنهم هذا العذر. فيحيا من يؤمن عن بينة، ويهلك من يكفر عن بينة. وتقوم الحجة على الناس بالتكليف. قال الله تعالى: {رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حِجَّة بعد الرسل وكان الله عزيزًا حكيمًا} (النساء:165)

علاوة على ذلك معرفة ما هي الكتب السماوية: مفهومها وأهميتها في الرسالات، وأعظم قضية تتعلق بإقامة الحجة هي مسألة توحيد الخالق جلّ جلاله، فالكتب لم تنزل والرسل لم ترسل إلا لتحقيق هذه الغاية العظيمة. كذلك وقد ساهمت الكتب المنزلة في تأصيلها وتذكير الناس بها بشكل واضح لا لبس فيه. حتى لم يعد هناك عذر لمعتذر.

علاوة على ذلك أنزل الله الكتب السماوية لتكون ميزان الحق بين الناس، بحيث يحصل كل ذي حق على حقه، ولا يظلم أحد. فهذه الكتب تمثل المرجعية الدائمة لهم لفهم الاستحقاقات واستنباط الواجبات. وإذا تركت الأمور للناس دون توجيه. لفسدت الأرض واندثر الحق بسبب الأهواء الفاسدة التي تعيق إقامة سلطان الحق. يقول الله تعالى: { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} (الحديد:25)[4]

5- أوجه الاتفاق والاختلاف

  • الاتفاق

تتفق الكتب السماوية في العديد من الجوانب، مثل الإيمان بالله تعالى، واليوم الآخر، والملائكة، والرسل. كما أنها تتفق في العديد من القيم الأخلاقية والإنسانية. مثل الصدق والأمانة والعدل والإحسان. قال_تعالى_: [الم (١) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مصدقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ (٣) مِنْ قَبْلُ هدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفرْقَانَ] (آل عِمْرَان:١_٤)

  • الاختلاف

تختلف الكتب السماوية في بعض الأحكام والتعاليم والتشريعات، وهذا الاختلاف يرجع إلى اختلاف الزمان والمكان. وتطور المجتمعات البشرية. علاوة على ذلك فكل كتاب سماوي جاء ليناسب الظروف والأحوال التي كانت سائدة في المجتمع الذي أنزل فيه. لكن في الأصل جاءت الكتب السماوية تدعو للإسلام كافة والاختلاف فقط في الشرائع.[5]

6- مكانتها في العقيدة الإسلامية

حيث يعتبر الإيمان بالكتب السماوية جزءًا من أركان الإيمان في الإسلام، حيث يجب على المسلم أن يؤمن بجميع الكتب السماوية التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه ورسله، والتصديق بما جاء فيها من أحكام وتعاليم. قال تعالى: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285]

يعتبر القرآن الكريم هو الكتاب المهيمن على جميع الكتب السماوية السابقة. حيث جمع فيه جميع الأحكام والتعاليم التي وردت في تلك الكتب، وزاد عليها أحكامًا وتشريعات جديدة. لتكون الشريعة الإسلامية هي الشريعة الخاتمة والشاملة. [6]

في الختام، الكتب السماوية هي نور الهداية الذي أضاء دروب البشرية عبر العصور. وحملت لنا رسائل السماء لكي نوحد الله جل وعلا ونعبد الله حق عبادته. ولكي نفوز بنعيم الدنيا ونعيم الآخرة.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة