مظاهر الشرك: خطورة صرف العبادة لغير الله

الكاتب : آية زيدان
19 مارس 2025
عدد المشاهدات : 16
منذ 14 ساعة
مظاهر الشرك: خطورة صرف العبادة لغير الله
عناصر الموضوع
1- تعريف الشرك
2- شرك الألوهية والربوبية
3- أمثلة من التاريخ
4- تحريم التعلق بالأوثان والأضرحة
5- طرق الوقاية من الشرك
6- مصير المشركين في الآخرة

عناصر الموضوع

1- تعريف الشرك

2- شرك الألوهية والربوبية

3- أمثلة من التاريخ

4- تحريم التعلق بالأوثان والأضرحة

5- طرق الوقاية من الشرك

6- مصير المشركين في الآخرة

في البداية وقبل أن نتحدث عن مظاهر الشرك: خطورة صرف العبادة لغير الله، الشرك بالله هو أكبر الكبائر وأشدها خطورة، وهو يفسد العقيدة والإيمان، ويحرم العبد من رحمة الله تعالى، الشرك هو أن يعبد الإنسان شيئًا آخر مع الله، أو أن ينسب إلى شيء من الخلق صفات الربوبية أو الألوهية، وقد تنوعت صور الشرك عبر العصور والأزمان، ولكنها جميعًا تؤدي إلى الهلاك في الدنيا والآخرة، علاوة على ذلك في هذا المقال، سنتناول تعريف الشرك بالله وأنواعه، وأمثلة تاريخية على الشرك، وتحريم التعلق بالأوثان والأضرحة، وطرق الوقاية من الشرك. كذلك ومصير المشركين في الآخرة.

1- تعريف الشرك

الشرك لغةً يعني الشركة والمشاركة، وشرعًا يعني إشراك غير الله في العبادة. أي أن يعبد الإنسان شيئًا آخر مع الله. أو أن ينسب إلى شيء من الخلق صفات الربوبية أو الألوهية، الشرك هو أكبر الكبائر عن التوحيد، وعلاوة على ذلك هو يفسد كل عمل صالح ويحرم العبد من ثوابه، قال الله جل وعلا: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88] وقال سبحانه: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنََّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65].

ينقسم الشرك بالله إلى نوعين رئيسين:

ينقسم الشرك بالله إلى نوعين رئيسين:

  • الشرك الأكبر

كذلك وهو ما يخرج صاحبه من الملة، أيضًا ويحرمه من دخول الجنة، ومن أمثلته: عبادة الأصنام والأوثان، والاستغاثة بالجن والأضرحة، والتوسل بغير الله، والاعتقاد بأن الكواكب أو الأجرام السماوية لها تأثير في حياتنا.

  • الشرك الأصغر

هو ما ينقص الإيمان، ولا يخرج صاحبه من الملة. ولكنه قد يؤدي إلى الشرك الأكبر إذا لم يتوب منه. ومن أمثلته: الرياء، والسمع، والعجب بالنفس، والحسد، والبغضاء، والشك في الله أو في رسله.[1]

2- شرك الألوهية والربوبية

شرك الألوهية هو أكبر الكبائر أخطر أنواع الشرك بالله. وهو أن يعبد الإنسان شيئًا آخر مع الله. أو أن ينسب إلى شيء من الخلق صفة الربوبية، أي صفة الخلق والإيجاد والتدبير، هذا النوع من الشرك يعتبر كفرًا أكبر. علاوة على ذلك ويخرج صاحبه من الملة. يشمل شرك الألوهية عبادة الأصنام والأوثان، والاستغاثة بالجن والأضرحة، والتعلق بالكواكب والأجرام السماوية، والاعتقاد في التبرك بالأشياء، والاعتقاد في القدرة على الضر والنفع لغير الله.

قال الله تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ}(فاطر:3:2)، وقال تعالى: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِه}(يونس:107)، الشرك الأكبر يمحو كل الحسنات، ويوجب دخول النار، ولا يغفره الله إلا بالتوبة النصوح.[2]

3- أمثلة من التاريخ

بالإضافة إلى أن تاريخ البشرية مليء بأمثلة على الشرك بالله، فقبل بعثة الأنبياء والرسل كان الناس يعبدون الأصنام والأوثان. ويعتقدون في قوى خارقة للطبيعة. وبعد بعثة الأنبياء. ظهرت بدع وشركيات جديدة، مثل النصرانية واليهودية المشوهة.

  • الشرك في عصور الجاهلية: كان العرب قبل الإسلام يعبدون الأصنام والأوثان، ويعتقدون في الجن والشياطين، وكانوا يقدمون القرابين والذبائح لهذه الأوثان.
  • الشرك في العصور الوسطى: انتشر في العصور الوسطى عبادة القديسين والأولياء. والتبرك بالأشياء، والاعتقاد في الخرافات والشعوذة.

علاوة على ذلك ومن خلال دراسة تاريخ الأديان والشعوب. نتعلم أن الشرك هو طريق الهلاك. وأن التوحيد هو السبيل السليم إلى السعادة والفلاح.[3]

4- تحريم التعلق بالأوثان والأضرحة

حيث أن التعلق بالأوثان والأضرحة هو نوع من أنواع الشرك بالله. وهو محرم شرعًا، علاوة على ذلك فالأوثان والأضرحة لا تضر ولا تنفع، وهي مجرد أحجار وأخشاب، أيضًا ولا تستحق العبادة أو التوسل.

قال الإمام ابن القيم :” ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تعلية القبور ولا بناؤها بآجر، ولا بحجر ولبن، ولا تشييدها، ولا تطيينها، ولا بناء القباب عليها. فكل هذا بدعة مكروهة، مخالفة لهديه صلى الله عليه وسلم، وقد بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى اليمن. ألا يدع تمثالًا إلا طمسه، ولا قبرًا مشرفًا إلا سواه” رواه مسلم.

علاوة على ذلك لا تجوز زيارة الأضرحة والمقامات، وذلك لأنها أماكن يعصى الله تعالى فيها غالبًا، ولأن ضررها على الزائر أكثر من نفعها للزائر، لكن يجوز السلام على الأموات عند المرور بالضريح أو غيره من الأماكن التي يدفن فيها الموتى، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: أرأيت يا رسول الله إن مررت بالقبور ماذا أقول؟ فقال :” قولي السلام عليكم دار قوم مؤمنين. “الحديث رواه مسلم.[4]

5- طرق الوقاية من الشرك

بالإضافة إلى أن الشرك بالله هو أكبر الكبائر وأشدها خطورة. وهو يهدم صرح الإيمان ويحرم العبد من رحمة الله. كذلك وللحفاظ على التوحيد والبعد عن الشرك. يجب على المسلم أن يتبع مجموعة من الطرق والوسائل التي تساعده على تحصين إيمانه وحماية نفسه من الوقوع في هذا الشرك العظيم، ومن أهم هذه الطرق:

  • التحصن بالقرآن والسنة:

قراءة القرآن الكريم والتفكر في معانيه، والالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. هما أفضل وسيلة للحفاظ على التوحيد.

  • التوكل على الله:

يجب على المسلم أن يتوكل على الله في كل أمر. وأن يعلم أن الله هو القادر على كل شيء.

  • الاجتناب عن الشركيات:

علاوة على ذلك يجب على المسلم أن يجتنب كل ما يؤدي إلى الشرك بالله. كالتعلق بالأوثان والأضرحة، والتوسل بغير الله.

  • التذكير بقدرة الله:

حيث يجب على المسلم أن يذكر نفسه دائمًا بقدرة الله تعالى، وأن كل ما يحدث في الكون بقدرته وإرادته.

  • الصحبة الصالحة:

بالإضافة إلى أن الاختلاط بالصالحين له أثر كبير في تقوية الإيمان وحماية النفس من أكبر الكبائر.[5]

6- مصير المشركين في الآخرة

المشركون هم أشد الناس عذابًا في الآخرة، فهم محرومون من رحمة الله. ومأواهم النار، سيذوق المشركون عذاب النار الأليم. وهو عذاب لا يوصف.

ورد في القرآن الكريم أوصاف كثيرة لجهنم وألوان وأشكال العقوبات التي تحل بالكفار والعصاة في جهنم. حتى إنه لا يمكن أن تقرأ سورة في القرآن إلا وتجد فيها ذكر العقوبات التي تحل بهم، قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴾، وفي قوله جل وعلا﴿ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾

كما جعل الله تعالى النار دركات، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴾ ومنها الحطمة، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ﴾[6]

في الختام، وبعد أن تحدثنا عن مظاهر الشرك: خطورة صرف العبادة لغير الله، الشرك بالله هو أكبر الكبائر. وهو يفسد العقيدة والإيمان. ويحرم العبد من رحمة الله تعالى، علينا جميعًا أن نحذر من الشرك بجميع أنواعه، وأن نتبع دين الإسلام على الوجه الأكمل، فالإسلام دين التوحيد. ودين العبودية لله وحده لا شريك له.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة