مفهوم التغيير التربوي أساس تطوير العملية التعليمية

مفهوم التغيير التربوي يعد من المفاهيم الأساسية في ميدان التعليم والتربية، إذ يرتبط بعملية التطوير المستمرة التي تهدف إلى تحسين جودة التعليم. وتلبية احتياجات المتعلمين في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم. فالتغيير التربوي لا يقتصر على تعديل المناهج الدراسية فقط، بل يشمل أساليب التدريس، وطرق التقويم، ودور المعلم والمتعلم داخل العملية التعليمية. وينظر إليه كوسيلة لإعداد جيل قادر على مواكبة المستجدات، وتنمية قدراته الفكرية والاجتماعية، بما يحقق التكامل بين متطلبات المجتمع وتطلعات المستقبل.

ما هو مفهوم التجديد التربوي؟

في عالم يتغيّر بوتيرة متسارعة وأصبح مفهوم التغيير التربوي أحد الركائز الأساسية التي تبنى عليها عمليات إصلاح التعليم. وتطويره حيث لم تعد الطرق التقليدية قادرة على تلبية متطلبات الحياة المعاصرة أو إعداد المتعلم للمستقبل.

ولكن من هنا يأتي التجديد التربوي بوصفه عملية منهجية واعية تهدف إلى إحداث تحوّل جذري وشامل في المنظومة التعليمية بحيث تصبح أكثر استجابة لاحتياجات المتعلم. والمجتمع وأكثر توافقًا مع تطورات العصر الرقمي والاقتصاد المعرفي والعولمة الثقافية والفكرية.

إن التجديد التربوي لا يقصد به مجرد إدخال تحسينات جزئية أو تعديلات شكلية على المناهج أو الأدوات التعليمية بل يتعدى ذلك ليشمل مراجعة شاملة لفلسفة التعليم. وأساليبه وأدوار القائمين عليه وليصبح التعليم أداة تمكين حقيقية تُشعل شرارة التفكير النقدي. والإبداعي وتزرع في النفوس روح المبادرة. والمسؤولية المجتمعية.

تعرف أيضًا على: التعرف على مداخل التغيير التنظيمي لتحقيق تحول مؤسسي ناجح

ويتحقق ذلك من خلال تطوير المناهج لتكون تفاعلية ومتكاملة وتحويل المعلم من ناقل للمعلومة إلى ميسّر للتعلم. واستخدام التكنولوجيا التعليمية كأداة لتعزيز الفهم العميق. وتوظيف استراتيجيات جديدة في التقويم لا تقتصر على الحفظ بل تمتد إلى قياس الفهم والتحليل والتطبيق.

وفي هذا السياق، يتقاطع التجديد التربوي مع مفهوم التغيير الجذري. حيث يعني الانتقال من النموذج التقليدي القائم على التلقين. والاختبارات الموحدة و إلى نموذج مرن يرتكز على التعلُّم مدى الحياة والبحث والاستكشاف وبناء المهارات الإنسانية والرقمية معًا.

ولكن يشمل هذا التغيير إعادة النظر في سياسات التعليم ودمج مفاهيم مثل التعليم القائم على الكفايات. والتعلُّم الشخصي والعدالة التعليمية. والتعليم من أجل المواطنة العالمية.[1]

تعرف أيضًا على: تطور الفكر الإداري: من الإدارة التقليدية إلى الإدارة الحديثة

ما هو المفهوم التربوي؟

إن مفهوم التغيير التربوي يُعد من المفاتيح الأساسية لفهم التطورات التي يشهدها العالم في مجال التعليم حيث إن التربية لم تعد مقتصرة على عملية تقليدية تنقل المعارف من جيل إلى آخر بل أصبحت أداة فعالة لإحداث التحول الشامل في بنية الفرد. والمجتمع وهذا ما يجعل المفهوم التربوي أكثر اتساعًا وتطورًا مع الزمن.

فالتربية اليوم تعرّف بأنها عملية متكاملة تهدف إلى تنمية شخصية الإنسان من جميع الجوانب: العقلية والوجدانية والاجتماعية والسلوكية. وبهدف تمكينه من التفاعل الإيجابي مع بيئته. والمساهمة الفاعلة في تطورها.

تعرف أيضًا على: أسباب التغيير والتطوير التنظيمي في عصر التحول الرقمي

ويقوم المفهوم التربوي على مجموعة من المبادئ التي تسعى إلى بناء منظومة تعليمية مرنة. وقادرة على مواكبة التغيرات وتعزيز القيم الأخلاقية. وترسيخ مهارات التفكير النقدي. وحل المشكلات.ويمتد هذا المفهوم إلى خارج حدود المدرسة وليشمل كل الأوساط التي تؤثر في تكوين الفرد مثل الأسرة والإعلام والمجتمع.

ولكن في إطار هذا المفهوم تظهر أنواع التغيير التربوي التي تلعب دورًا كبيرًا في إعادة تشكيل بيئة التعلم.فهناك التغيير البنيوي الذي يركز على إصلاح الأنظمة والمؤسسات التعليمية والتغيير التكنولوجي الذي يعتمد على إدماج أدوات التقنية الحديثة في العملية التعليمية والتغيير السلوكي. والمعرفي الذي يستهدف تعديل طرق التفكير. وأساليب التعلم لدى المتعلمين. وبالإضافة إلى التغيير القيمي. والثقافي الذي يسعى إلى غرس مفاهيم جديدة تتماشى مع متطلبات العصر.[2]

تعرف أيضًا على: أسباب التغيير والتطوير التنظيمي في عصر التحول الرقمي

ما هي مراحل التغيير التربوي؟

إن مفهوم التغيير التربوي يشير إلى عملية تطوير شاملة ومستمرة في النظام التعليمي تهدف إلى تحسين جودة التعليم. ورفع كفاءته ليواكب التحديات المعاصرة واحتياجات المتعلمين والمجتمع.

ولكي يتحقق هذا التغيير بشكل فعّال فإنه يمر بمجموعة من المراحل الأساسية. و تشكّل خارطة الطريق نحو تحول حقيقي في البيئة التعليمية.

مرحلة الإدراك والشعور بالحاجة إلى التغيير:

وتبدأ هذه المرحلة عندما تبدأ المؤسسات أو المجتمعات التربوية في ملاحظة. وجود فجوة بين الواقع التعليمي الحالي. والمأمول او كضعف في الأداء أو تراجع في المهارات أو عدم مواكبة المناهج لاحتياجات العصر. وهذا الإدراك يمثل المحفّز الأول لبدء التفكير الجاد في التغيير.

مرحلة التخطيط للتغيير:

ولكن يتم في هذه المرحلة وضع رؤية. واضحة لما يجب تغييره وتحديد الأهداف التربوية المنشودة واختيار الوسائل المناسبة.يُؤخذ بعين الاعتبار تحليل البيئة التعليمية الحالية وتحديد التحديات والفرص. ومع إشراك جميع الأطراف المعنية مثل المعلمين والإداريين وأولياء الأمور.

مرحلة التنفيذ:

وهنا يُنقل التغيير من نطاق الفكرة إلى حيز الواقع.يتم تطبيق الخطط الموضوعة تدريجيًا ومع تقديم الدعم المستمر للمعلمين والمتعلمين. ومتابعة تنفيذ البرامج والمشروعات التربوية الجديدة.هذه المرحلة تتطلب مرونة ومراقبة مستمرة للاستجابة لأي عقبات قد تظهر.

مرحلة التقييم والتحسين:

لا يكتمل التغيير التربوي دون تقييم نتائجه.في هذه المرحلة يتم قياس أثر التغيير على جودة التعليم ومدى تحقيق الأهداف. ومدى رضا الأطراف المعنية.ويُستخدم التقييم لتحديد نقاط القوة والضعف واقتراح التعديلات والتحسينات لضمان استدامة التغيير وتطويره المستمر.

تعرف أيضًا على: كيف تساعد مصفوفة إدارة التغيير في تخطيط وتنفيذ التحول بنجاح؟

ما المقصود بمفهوم التغيير؟

مفهوم التغيير يقصد به التحول من حالة راهنة إلى حالة جديدة بهدف تحقيق التطوير أو التحسين في أي مجال من مجالات الحياة سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو المجتمعات.بالتأكيد يعتبر التغيير عملية طبيعية ومستمرة وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتقدم. والتطور ومواجهة التحديات والتكيف مع المستجدات.

ويتضمن التغيير الانتقال من وضع تقليدي أو نمطي إلى وضع أكثر فعالية وكفاءة. وغالبًا ما يكون مدفوعًا بالحاجة إلى التطوير أو تجاوبًا مع ظروف جديدة مثل التغيرات التكنولوجية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية.وهو قد يكون تدريجيًا أو جذريًا او فرديًا أو جماعيًا ولكنه في كل الأحوال يمثل فرصة للنمو والتجدد.

وفي السياق التعليمي يظهر التغيير بشكل أوضح من خلال مفهوم التغيير التربوي. الذي يعبر عن الجهود المنهجية المبذولة لتحديث. وتطوير أساليب التعليم والمناهج والبيئة المدرسية والأنشطة التربوية وبما يواكب متطلبات العصر ويلبي احتياجات الطلاب والمجتمع.

فالتغيير التربوي يعد أحد أركان إصلاح التعليم وتحقيق الجودة ويستلزم وعيًا عميقًا وإدارة رشيدة لضمان فعاليته واستدامته.وهكذا. فإن مفهوم التغيير يعكس ديناميكية الحياة ويؤكد أن التقدم لا يحدث إلا إذا تخلينا عن الجمود واستجبنا للفرص والإمكانات الجديدة بعقلية مرنة ومنفتحة.

تعرف أيضًا على: عوامل التغير الاجتماعي: القوى المحركة للتحول المجتمعي

في الختام ، يعد التغيير خطوة ضرورية لمواكبة تطورات العصر وتحقيق التحسين المستمر في مختلف المجالات وخاصة في قطاع التعليم الذي يحتاج دائمًا إلى التجديد والتطوير. ومن هنا تبرز أهمية مفهوم التغيير التربوي كأداة فاعلة لدفع العملية التعليمية نحو الأفضل.

• edtechbooksThe- concept Of- educational Change- is- the Basis- for Developing- the educational process_بتصرف
• mcgillThe Concept of Education_بتصرف

مشاركة المقال

وسوم