من هو صاحب قصيدة البردة؟

الكاتب : هدير عاطف
18 أكتوبر 2024
عدد المشاهدات : 102
منذ شهرين
عناصر الموضوع
1- مقدمة عن الشاعر البوصيري
2- نشأته وحياته
3- قصيدة البردة
4- لماذا سميت بقصيدة البردة؟

عناصر الموضوع

1- مقدمة عن الشاعر البوصيري

2- نشأته وحياته

3- قصيدة البردة

4- لماذا سميت بقصيدة البردة؟

1- مقدمة عن الشاعر البوصيري

الشاعر البوصيري، هو الإمام شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري، يُعدُّ أحد أبرز شعراء المدح النبوي في التاريخ الإسلامي. اشتهر بقصيدته الخالدة “البردة” التي نالت شهرة واسعة في العالم الإسلامي، وحظيت بتقدير كبير من العلماء والعامة.

2- نشأته وحياته

ولد البوصيري في قرية بوصير بني سويف بصعيد مصر عام 608هـ – 1213م.

ونشأ في أسرة علم ودين. تميز منذ صغره بذكائه وشغفه بالشعر والأدب. وقد تلقى تعليماً واسعاً في مختلف العلوم، وخاصة علوم الدين والشريعة. ويحتل البوصيري مكانة رفيعة في الأدب العربي، ويعتبر من أئمة الشعر العربي. وقد أثرت قصيدته “البردة” في العديد من الشعراء الذين جاؤوا بعده، وأصبحت نموذجاً يحتذى به في شعر المدح النبوي.  حيث يُعدُّ الشاعر البوصيري منارة في سماء الشعر العربي، وقصيدته “البردة” تحفة فنية خالدة، ستظل شاهداً على عبقريته وإبداعه. فالإمام البوصيري من أبرز الشعراء الذين أبدعوا في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ترك لنا إرثًا أدبيًا عظيمًا يتمثل في قصائده التي حظيت بتقدير كبير عبر العصور. اشتهر البوصيري بمدائحه النبوية التي ذاع صيتها في الآفاق، وتميزت بروحها النقية وعاطفتها الصادقة، حيث عبّر الشاعر عن حبه الشديد للرسول صلى الله عليه وسلم بأسلوب مؤثر ومشوق. كما استخدم البوصيري لغة عربية فصيحة وبلاغة عالية، مما زاد من جمال قصائده وقيمتها الأدبية.

حياة البوصيري وإنتاجه الشعري

  • البوصيري والشعر الصوفي: كان البوصيري من أبرز الشعراء الصوفيين، وقد تجلت صوفيته في قصائده، وخاصة في قصيدته الشهيرة “البردة”. حيث عبر فيها عن حبه الشديد للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ووصفه بأجمل الأوصاف، مستخدمًا أسلوبًا صوفياً رفيعًا.
  • تأثير البوصيري: تجاوز تأثير البوصيري حدود عصره، حيث أصبح مرجعاً للشعراء الصوفيين الذين جاؤوا بعده، وقد استلهموا منه أسلوبه وصوره الشعرية. كما أن قصيدته “البردة” أصبحت من أهم المصادر لدراسة السيرة النبوية والشعر الصوفي.
  • مكانة البوصيري في الأدب العربي: يعتبر البوصيري أحد أبرز شعراء الأدب العربي، وقد ترك بصمة واضحة في الشعر الصوفي، وأثرى المكتبة العربية بقصائده التي تتميز بالعمق المعنوي والجمال الفني.
  • “البردة”: تحفة شعرية فريدة: قصيدة “البردة” هي أشهر قصائده وأكثرها تأثيراً، وقد حظيت بتقدير كبير من العلماء والفقهاء والشعراء. حيث اعتبروها من أجمل القصائد التي قيلت في النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حُفظت في الكثير من الدواوين وروتها الألسنة.

ولعل أبرز ما يميز قصائد البوصيري هو قدرتها على إيصال المعاني العميقة بطريقة بسيطة وسهلة، حيث استخدم الشاعر تشبيهات واستعارات بديعة، وصورًا شعرية رائعة، مما جعل قصائده محفورة في الذاكرة. وقد أصبحت قصائد البوصيري مدرسة لشعراء المدائح النبوية من بعده، حيث تأثر بها الكثير من الشعراء وحاولوا تقليد أسلوبها، ولكن لم يتمكن أحد منهم من الوصول إلى مستوى إبداعه.

لقد تركت قصائد البوصيري أثرًا بالغًا في نفوس المسلمين، حيث أصبحت جزءًا من التراث الإسلامي، وتُتلى في المناسبات الدينية، وتُدرس في المدارس والجامعات. إن الإمام البوصيري هو رمز من رموز الأدب العربي والإسلامي، وسيظل شعره مصدرًا للإلهام والأعجاز للأجيال القادمة. [1]

3- قصيدة البردة

تُعتبر قصيدة “البردة” أبرز أعمال البوصيري، وهي قصيدة طويلة في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تتميز القصيدة بجمال العبارة وسلاسة الأسلوب، وبراعة الصياغة الفنية، وقد نالت شهرة واسعة في العالم الإسلامي، وحُفظت عن ظهر قلب من قبل الكثيرين.

  • تتميز قصيدة البردة بالعديد من المميزات التي جعلتها تحظى بهذا الشأن الكبير:

  • الوصف الدقيق: يصف البوصيري في قصيدته النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصفاً دقيقاً، يبرز فيه صفاته الخلقية والخلقية.
  • العاطفة الجياشة: تتسم القصيدة بعاطفة جياشة وحب عميق للنبي صلى الله عليه وسلم، مما يجعلها مؤثرة وقوية.
  • البلاغة والبيان: تتميز القصيدة ببلاغة لفظية وبلاغة معنوية، مما يجعلها نموذجاً للغة العربية الفصحى.
  • الأثر الديني: لها أثر كبير في تعزيز الإيمان بالله ورسوله، وتقريب الناس إلى الإسلام. [2]

جزء من قصيدة البردة

طارت قلوبُ العدا من بأسهمِ فرقاً فما تُفَرِّقُ بين البهم والبُهمِ

ومن تكنْ برسول الله نصرتُه إن تلقهُ الأُسدُ في آجامها تجمِ

ولن ترى من وليٍّ غير منتصرِ بهِ ولا مِنْ عَدُوّ غَيْرَ مُنْقصمِ

أحلَّ أمَّتَهُ في حرزِ ملَّتهِ كاللَّيْثِ حَلَّ مَعَ الأشبال في أجَم

كمْ جدَّلَتْ كلماتُ اللهِ من جدلٍ فيهِ وكم خَصَمَ البُرْهانُ مِنْ خَصِمِ

كفاكَ بالعِلْمِ في الأُمِيِّ مُعْجِزَةً في الجاهليةِ والتأديبِ في اليتمِ

خَدَمْتُهُ بِمَديحٍ أسْتَقِيلُ بِهِ ذُنُوبَ عُمْرٍ مَضَى في الشِّعْرِ والخِدَم

إذ قلداني ما تُخشى عواقبهُ كَأنَّني بهما هَدْيٌ مِنَ النَّعَم

أطَعْتُ غَيَّ الصِّبَا في الحَالَتَيْنِ ومَا حصلتُ إلاَّ على الآثامِ والندمِ

فياخسارةَ نفسٍ في تجارتها لم تشترِ الدِّينَ بالدنيا ولم تَسُمِ

وَمَنْ يَبِعْ آجِلاً منهُ بِعاجِلِهِ يَبِنْ لهُ الغَبْنُ في بَيْعِ وَفي سَلَمِ

إنْ آتِ ذَنْباً فما عَهْدِي بِمُنْتَقِضٍ مِنَ النبيِّ وَلا حَبْلِي بِمُنْصَرِمِ

فإنَّ لي ذمةً منهُ بتسميتي مُحمداً وَهُوَ الخَلْيقِ بالذِّمَمِ

إنْ لَمْ يَكُن في مَعادِي آخِذاً بِيَدِي فضلاً وإلا فقلْ يازَلَّةَ القدمِ

حاشاهُ أنْ يحرمَ الرَّاجي مكارمهُ أو يرجعَ الجارُ منهُ غيرَ محترمِ

ومنذُ ألزمتُ أفكاري مدائحهُ وَجَدْتُهُ لِخَلاصِي خيرَ مُلْتَزِم

وَلَنْ يَفُوتَ الغِنى مِنْهُ يداً تَرِبَتْ إنَّ الحَيا يُنْبِتُ الأزهارَ في الأكَمِ

وَلَمْ أُرِدْ زَهْرَةَ الدُّنْيا التي اقتطَفَتْ يدا زُهيرٍ بما أثنى على هرمِ

يا أكرَمَ الخلق مالي مَنْ أَلُوذُ به سِوَاكَ عندَ حلولِ الحادِثِ العَمِمِ

وَلَنْ يَضِيقَ رَسولَ الله جاهُكَ بي إذا الكريمُ تَحَلَّى باسْمِ مُنْتَقِمِ

فإنَّ من جُودِكَ الدنيا وَ ضَرَّتها ومن علومكَ علمَ اللوحِ والقلمِ

يا نَفْسُ لا تَقْنَطِي مِنْ زَلَّةٍ عَظُمَتْ إنَّ الكَبائرَ في الغُفرانِ كاللَّمَمِ

لعلَّ رحمةَ ربي حين يقسمها تأتي على حسب العصيانِ في القسمِ

ياربِّ واجعل رجائي غير منعكسٍ لَدَيْكَ وَاجعَلْ حِسابِي غَيرَ مُنْخَزِمِ

والطفْ بعبدكَ في الدارينَ إن لهُ صبراً متى تدعهُ الأهوالُ ينهزمِ

وائذنْ لِسُحْبِ صلاةٍ منكَ دائمةٍ على النبيِّ بمنهلٍّ ومنسجمِ

ما رَنَّحَتْ عَذَباتِ البانِ ريحُ صَباً وأطْرَبَ العِيسَ حادي العِيسِ بِالنَّغَمِ [3]

4- لماذا سميت بقصيدة البردة؟

سبب نظم الشاعر البوصيري لقصيدته الشهيرة “البردة”، والتي تعد من أبرز القصائد المدحية للرسول صلى الله عليه وسلم. فإن الشاعر أصيب بمرض شديد، فكتب هذه القصيدة رجاء في شفائه، وفي المنام رأى النبي صلى الله عليه وسلم يغطيه ببردته، وبعد ذلك شفي من مرضه.

حيث أن سبب نظم القصيدة هو مرض الشاعر الشديد ورغبته في الشفاء. هذا الدافع الديني والعاطفي يضيف عمقًا إلى القصيدة ويجعلها تحمل قيمة روحية خاصة. ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وتغطيته ببردته تعتبر من المعجزات النبوية، وهي دليل على شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم للشاعر وشفائه.

لذا تعتير قصيدة البردة لها مكانة خاصة في قلوب المسلمين، فهي تعتبر من أبرز القصائد المدحية للرسول صلى الله عليه وسلم.

المراجع

مشاركة المقال

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة