آداب الحوار
عناصر الموضوع
1- تعريف الحوار
2- أركان الحوار
3- أنواع الحوار
4- تعريف آداب الحوار
5- مميزات الحوار
6- قواعد وآداب الحوار
النقاش هو محادثة بين شخصين أو أكثر، عن موضوع أو الكثير من الموضوعات دون الاهتمام إلى اجتماع الأطراف على وجهات النظر، لكن محاولة استبانة الحقيقة هي ما دفعتهم إلى بداية الحديث.
وعلى عكس الحوار يكون الشجار غالبا بين طرفين أو أكثر، الذي تظهر فيه النبرة المشحونة والهجوم من طرف على آخر، والهدف فيه لا يكون غالبا إظهار الحقيقة في أي موضوع، لكن يكون إبراز شخص على آخر، أو لإبداء رأي على آخر، بناء على ذلك فالحوار مختلف تمامًا عن الجدل، لأنه ليس من آداب الحوار إصدار قبل الحوار حكم مسبق، وسنتحدث عن فن الحوار، وكل ما يخصه.
1- تعريف الحوار
هو محادثة تتم بين شخصين أو أكثر، ويتم عن طريقه طرح الأفكار والآراء عبر ممارسة مشاورات ومناقشات، ولا يفترض في الحوار أن يكون أطراف الحديث متفقين في الآراء، فمن المحتمل أن يختلفوا فيه، ومع ذلك بإمكانهم أن يناقشوا حتى يصلوا إلى نقطة أو رأي مشترك، في غضون ذلك أن عدم وصولهم إلى رأي مشترك لا يعني إظهارهم العدائية لبعضهم، وقد ينشئ في الحديث بعض المفارقات والتوترات، لذلك يجب على الأطراف تذكر أن من مميزات الحوار الناجح، يسود عليه الهدوء والابتعاد عن التعصب، علاوة على ذلك التخلي عن مخاوفهم، وأفكارهم المبكرة ورغبتهم في الفوز، ويجب أخذ وقت لسماع أطراف أخرى في المقابلة، ويحاولون تقبلها أو رفضها بأسلوب مناسب. [1]
2- أركان الحوار
ينبغي للمتحاورين أن يكونوا على معرفة كافية بأن للحوار ركنين مهمان هما:
- وجود طرفين متحاورين أو أكثر.
- وجود قضية يقوم النقاش بشأنها.
3- أنواع الحوار
يحتوي الحوار بصورته الشاملة على عدة من الأنواع والأشكال التي من المحتمل أن تأتي تحت تعريفه، فالمفاوضات والمناظرات والنقاشات والجدال والمحادثات الفردية والخطابات الجماعية، كل منها يعرض شكلاً من أشكال الحوار، بناء على ذلك يصعب تحديد أنواعه، ويجب تحديد أنواع الحوارات كما يلي:
- إقناعي.
- استقصائي.
- استكشافي.
- تفاوضي.
- بحثي.
- تأملي.
- جدلي. [2]
4- تعريف آداب الحوار
آداب الحوار هي مجموعة البروتوكولات والقواعد التي لا بدَّ على المتحاورين الالتزام بها، التي من وظيفتها رفع سوية الحوار وفائدته، وتجعل منه إيجابيًا وفعالًا. إنَّ الالتزام بآداب الحوار بين المتحاورين يجعله هادفًا، ويعطي الفرصة الطرفان المتحاوران معًا، القدرة على طرح فكرة بوضوح، والاستماع للرأي الآخر، وفهم غرضه فهمًا دقيقًا دون سوء تفاهم. [3]
5- مميزات الحوار
للحوار بين الأشخاص له مميزات وآثار إيجابية عدة منها:
- جعل حالة من المودة والألفة بين الناس.
- المساعدة في حل المشكلات الغير.
- إنشاء مجتمع جديد، أسس على التفاهم مع الغير لاحترامه.
- تنفيذ العدالة في المجتمع.
- التفاهم والتواصل مع أفراد الأسرة.
- إنشاء فرص جديدة للتعامل مع الناس.
6- قواعد وآداب الحوار
إنَّ عدم الالتزام بآداب الحوار، يبدل الحديث كما يقول المصطلح الشعبي إلى حوار الطرشان؛ والمقصود به هو الكلام أو الحديث دون جدوي. وهناك بعض آداب الحوار التي لا بدَّ على المتحاورين الالتزام بها للوصول إلى حوار هادف وإيجابي:
الإنتباه لنبرة الصوت
مراعاة الانتباه لنبرة الصوت في الحوارات المباشرة بين طرفين أو أكثر، والبعد عن الخضوع خلف الانفعال ورفع الصوت على المستمعين، ومن ناحية أخرى، الصوت المنخفض جدًا الذي بصعوبة سماعه يُعَدُّ من عوائق الحوار الناجح، ويُؤدي إلى عدم فهم معظم كلمات الحوار للسامعين. لذلك، إذا أردنا الحصول على حوار جيد يسمع أطرافه جميع محتواه، يجب علينا التحدُّث بنبرة مناسبة مسموعة وغير مزعجة للآخرين؛ حيث أنَّ الصوت المرتفع الذي يمكن الوصول إليه في بعض مراحل الحماسة والاندفاع من المحتمل أن يتجنب المستمعين الكلام، ويؤثر في جودة الحوار.
الإنتباه للغة جسد المستمعين
إنَّ الانتباه للغة الجسد الخاصة بالمستمعين يتيح قراءة مواقفهم وشعورهم تجاه الحديث، فإذا ظهر عليهم الملل فيجب الاختصار قدر المستطاع أو توسيع مجال لمشاركات الآخرين في الحوار، أو تغيير الموضوع المطروح؛ وذلك حسب صفة المتكلم.
إنَّ التراجع للخلف، والتثاؤب خلال الجلسة، وفقدان التواصل البصري هي من علامات عدم اندماج المستمعين مع المتكلم ومللهم من الحديث.
حسن الإستماع
إنَّ الإنصات والاستماع الجيد من العوامل التي تؤثر في نحو إيجابي في عملية الحوار، ويُشعران المتكلم بأهمية ما يقوله. ولا بد التأكيد على أهمية التعبير عن الإنصات إلى المتحدث بوساطة الإيماء بالرأس، والاستجابة للحديث معه بلغة الجسد، كذلك لا بد التواصل المباشر معه بالعينين والاستماع إلى لغة جسده، بجانب ذلك إلى لغة حديثه.
ويجب أن نرسخ أهمية الاستماع الجيد الذي سيجمع المنصت نتائجه عندما يأتي دوره بالحديث، ويحصل من المستمعين على الإنصات الذي فعله عندما كان دورهم في الحديث. إنَّ الاستماع هو طريقة فعالة تجيز للمستمعين بفهم معلومات الحديث فهمًا بسيطًا وموثوقًا.
تجنُّب تسخيف الحديث والسخرية منه
حيث إنَّ السخرية من حديث الشخص المتحدث والاستهزاء مما يقول يُعَدُّ من أساليب التهكم بالحديث والتقليل من قيمة المتكلم، وهذا الأمر يحثه إلى التوقف عن عرض أفكاره والامتناع عن الكلام. وإنَّ هذه التصرفات من شأنها أن تؤدي إلى عمل فجوة بين المُتكلم والمُستمع، ولا سيما إذا حدثت بين الأهل وأبنائهم المراهقين.
ومن ناحية أخرى، التحدُّث بجديَّة في حوار مضحك بين العائلة والأصدقاء يعادل في أثره التحدث بسخرية خلال حوار جدي؛ لذلك فإنَّ تطبيق المثل “لكل مقام مقال” هو أنجح سياسة في الحوارات.
تجنُّب المقاطعة
مقاطعة الشخص المتحدث تُعَدُّ أكثر ما يمكن أن يضر إلى الحوار ويفقد معلوماته. وهي أمر مرفوض على الرغم أن كانت نابعة عن حماس أو انفعال، أو عن إعجاب بحديث المتحدث أو عدم اتفاق معه. وتؤدي المقاطعة في إضاعة سياق حديث، وتشتيت أفكاره، ومن الممكن أن ينسى المتكلم ما كان يريد قوله، بسبب مقاطعة الآخرين له؛ لذلك يجب على الأشخاص المستمعين تأخير أسئلتهم ومداخلاتهم حتى إنهاء المتكلم من حديثه، للابتعاد عن ضياع بعض المعلومات من الحديث وقطع سلسلتها.
التفكير قبل نطق الكلام
يجب التفكير في الكلمة وتأثيراتها وأبعادها قبل النطق بها، ومن المحتمل أنَّنا سمعنا كثيرًا عن مشكلات وخلافات كانت أسبابها تعجل أحدي المتكلمين في لفظ كلماته دون التفكير جيدا فيها. وفي حديث منقول عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يحث على أهمية التفكير في الكلام قبل التفوه به حيث يقول “ليت لي رقبة كرقبة البعير، لأزن الكلام قبل خروجه”.
التواضع في أثناء الحديث
ما من أحد يعلم كل شيء؛ لذا لا مبرر لنبرة التعجرف خلال الحديث مع الآخرين عن موضوع لا يعلموا عنه الكثير؛ وذلك لأنَّه من المحتمل وبكل بساطة ليس من دائرة اهتماماتهم، ولأنَّهم بلا شك يمتلكون معلومات عن موضوعات لا يملك المتغطرس أدنى فكرة عنها.
تحضير قائمة بالنقاط الأساسية للحوار
إن كان الحوار ذو صفة رسمية، تتيح هذه النقطة على إعداد عناوين تجذب للمستمعين، وتجهيز أسئلة للتفاعل معهم؛ وهذا يطور الحوار، ويحسن المشاركات فيه.
الإلتزام بالحدود
إنَّ التناول للموضوعات الخاصة غير مقبول في الحوارات، نستبعد منها الحوارات بين الأطباء والمرضى وبعض الحالات الخاصة. ويُعَدُّ طرح الأسئلة الشخصية من منفرات الحوار مع شخص ما، كذلك أيضًا السؤال عن الآراء الدينية والسياسية، أمرًا غير مقبول في الحوارات. كما أنَّه غير لائق سؤال الآخر عن راتبه الشهري وتفاصيل أخرى تخصه وحده فقط.
إحترام المتحدِّث
ويكون ذلك بوساطة التفرُّغ الكامل للحوار معه، دون الانشغال بالهاتف المحمول، أو تغيير الحديث فجأة، أو التقليب في محطات التلفاز. [4]
وفي الختام، الحوار الصحي الناجح هو الحوار الذي يعلم باحتمالية الاختلاف في الرأي بين البشر، وكل حوار له آدابه التي يجب الالتزام بها الطرفين المتحاوران للوصول إلى هدف الحوار الأهم والأعلى، وهي التلاقي والتواصل والتفاهم بين الناس رغم ذلك اختلافهم في الآراء والأفكار والمعتقدات.
المراجع
- ماي بيوتتعريف الحوار - بتصرف
- إسلام ويبأنواع الحوار - بتصرف
- الوعدتعريف آداب الحوار - بتصرف
- الشارقةقواعد وآداب الحوار - بتصرف