آيات الصيام في سورة البقرة

آيات الصيام في سورة البقرة تعد من أهم المواضع التي ورد فيها تشريع فريضة الصوم بوضوح في القرآن الكريم. بالإضافة إلى ذلك، تقدم السورة شرحًا مفصلًا للأحكام المرتبطة بالصيام، من تحديد الفريضة إلى بيان الأعذار والمواقيت. علاوة على ذلك، تحتوي على توجيهات تربوية وروحية تظهر مقاصد الصوم. بينما وردت آيات عن الصيام في سور أخرى، تبقى سورة البقرة المصدر الأشمل. في هذا المقال، نستعرض تلك الآيات، عددها، تفسيرها، وارتباطها بشهر رمضان، مع عرض مختارات من الآيات والأحاديث التي توضح فضائل هذه العبادة.
ما هي الآيات التي ذكر فيها الصيام؟
لقد جاءت أحكام الصيام مفصلة في القرآن الكريم، وتحديدًا في سورة البقرة، والتي تعد المصدر الأساسي لآيات الصيام في سورة البقرة وتفاصيلها التشريعية.
تعد الآيات من 183 إلى 187 من سورة البقرة هي الآيات المحورية التي ذكر فيها الصيام بأحكامه وتفاصيله. تبدأ الآيات بفرض الصيام وتشبيهه بصيام الأمم السابقة، وتبين الغاية منه، ثم تفصل في رخص الإفطار ووجوب القضاء أو الفدية، وتحدد وقت الصيام في القرآن، وتجيز الجماع ليلاً في رمضان، وتوضح حدود الصيام. هذه الآيات تشكل الأساس لآيات رمضان في القرآن وهي جوهر فهم آيات الصيام في سورة البقرة.
تعرف أيضاً على:حكم دفع كفارة الصيام عن شخص آخر
الآية 183: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”. هذه الآية هي بداية التشريع.
الآية 184: “أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”. تُفصل هذه الآية في الرخص والفدية.
الآية 185: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”. هذه الآية تُحدد شهر رمضان كوقت الصيام في القرآن وتُبين مقاصد الشريعة.
الآية 187: “أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ”. توضح هذه الآية أحكام الجماع و وقت الصيام في القرآن من الفجر إلى الليل.
تشير جميع هذه الآيات إلى أن الغاية الأساسية من الصيام هي تحقيق التقوى. فقوله تعالى في الآية 183 “لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” يلخص فلسفة الصيام في الإسلام. التقوى هي الامتثال لأوامر الله واجتناب نواهيه، وهي تثمر في القلب خشية من الله ورقابة ذاتية تعين المسلم على التزامه بتعاليم دينه في جميع جوانب حياته، ليس فقط خلال شهر رمضان. هذا يعزز فهمنا لتفسير آيات الصيام. [1]
تعرف أيضاً على:أكثر سورة فيها أحكام شرعية: قراءة في سورة البقرة

ما هي الآية التي تدل على أن الصيام فرض؟
الآية التي تدل على أن الصيام فرض بشكل قاطع وواضح هي الآية الأولى التي ذكرت الصيام في سورة البقرة، والتي تُعد حجر الزاوية في تشريع هذه العبادة. آيات الصيام في سورة البقرة تبدأ بهذه الآية التي جاءت بصيغة أمر مؤكد لا لبس فيه.
الآية الدالة على الفرضية: الآية الكريمة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ“ (البقرة: 183). كلمة “كُتِبَ” هنا تعني “فرض” أو “ألزم”. فهي تشير بوضوح إلى وجوب الصيام على المؤمنين، وتقرر فرضيته كأمر إلهي. علاوة على ذلك، هذا الفرض لم يأت فجأة، بل كان مشروعًا في الأمم السابقة أيضًا، مما يدل على أهميته كعبادة ربانية. بالتالي، فإن هذه الآية هي جوهر آيات الصيام في القرآن التي تثبت فرضيته بعبارة صريحة ومباشرة.
المخاطبون بالفرضية: توجه هذه الآية الخطاب إلى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا“، مما يعني أن فريضة الصيام موجهة لجميع المسلمين البالغين العاقلين، ذكورًا وإناثًا، ما لم يكن هناك عذر شرعي يبيح لهم الإفطار. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام هذا النداء القرآني يعطي ثقلاً وأهمية لما بعده من حكم. بينما يعتقد البعض أن الصيام قد يكون ممارسة شخصية أو طوعية، إلا أن هذه الآية تقطع الشك باليقين وتبرز الطابع الإلزامي لهذه العبادة. تسهم هذه الآية في فهم أبعاد تفسير آيات الصيام بشكل كامل، وتؤكد أن الصيام جزء لا يتجزأ من هوية المسلم والتزامه الديني.[2]
تعرف أيضاً على:دعاء بعد قراءة سورة البقرة
كم مرة ذكر الصيام في سورة البقرة؟
ذكرت كلمة “الصيام” أو مشتقاتها مثل “الصوم” أو “تصوموا” في سورة البقرة حوالي 8 مرات في الآيات من 183 إلى 187. هذا التكرار يبرز الأهمية الكبيرة التي أولاها القرآن الكريم لهذه الفريضة، وضرورة فهم آيات الصيام في سورة البقرة وتدبرها. هذه الآيات تعد من أهم آيات رمضان في القرآن.
لم يقتصر الذكر على مجرد الإشارة إلى الفريضة، بل جاء في سياق تفصيلي يبين أحكامها وشروطها ورخصها. من فرضية الصيام، إلى تحديد الأيام المعدودات، ثم ربطها بشهر رمضان، وبيان أحكام المريض والمسافر، وكذلك أحكام الجماع ليلاً، وانتهاء الصيام عند غروب الشمس. هذا التفصيل يوضح أن آيات الصيام في سورة البقرة لم تكن مجرد إشارة عابرة، بل كانت تشريعًا شاملًا يؤسس لعبادة عظيمة. ولزيادة فهمك، يمكنك البحث عن آيات وأحاديث عن الصيام.
تعرف أيضاً على:الصيام في شهر شعبان وأفضل الأعمال فيه
ما هي آيات كفارة الصيام في القرآن الكريم؟
تناول آيات الصيام في سورة البقرة أحكام الإفطار وكفاراته بدقة، موضحة الفروق بين من يفطر لعذر دائم ومن يفطر لعذر مؤقت. علاوة على ذلك، تبين هذه الآيات كيف راعت الشريعة ظروف الناس الصحية والاجتماعية، وقدمت حلولًا مرنة لكل حالة.
تعرف أيضاً على:شرح أحكام رمضان: الصيام والعبادات
فيما يلي أبرز الأحكام المتعلقة بكفارة الصيام:
كفارة الصيام لمن يطيقه بمشقة:
الآية الكريمة التي تُشير إلى كفارة الصيام في حالة الإطاقة بصعوبة هي قوله تعالى:
“وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” (البقرة: 184).
تفسر هذه الآية بأنها تعنى بالذين يستطيعون الصيام لكن بمشقة شديدة لا تحتمل، مثل كبار السن الذين لا يرجى برؤهم، أو المرضى بمرض مزمن يمنعهم من الصيام نهائيًا.
علاوة على ذلك، فكفارتهم هي إطعام مسكين عن كل يوم أفطروه، وهو ما يظهر الرحمة في التشريع الإسلامي.قضاء الصيام للمريض والمسافر:
أما بالنسبة للمريض والمسافر، فكفارتهم ليست الفدية، بل هي قضاء الأيام التي أفطروها بعد انتهاء شهر رمضان، كما جاء في الآيتين 184 و185 من سورة البقرة:
“فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ”.
بالإضافة إلى ذلك، يبرز هذا الحكم التيسير في الشريعة الإسلامية، حيث يمكن للمسلم أن يؤجل الصيام إلى وقت آخر عندما يصبح قادرًا عليه.التفريق بين الفدية والقضاء:
بينما يتم دفع الفدية عن الصيام في حالة العجز الدائم، فإن القضاء يكون للمؤقت كالسفر والمرض العارض.
بالتالي، فإن هذا التفريق بين حالات الإفطار وكفاراتها المختلفة يُظهر دقة آيات الصيام في سورة البقرة وشمولها في تغطية جميع الحالات المحتملة.
تعرف أيضاً على:حكم صيام يوم الإسراء والمعراج
في الختام، تعرفنا على آيات الصيام في سورة البقرة وما تحمله من تشريعات دقيقة للصيام وأحكامه. بالإضافة إلى ذلك، أوضحنا عدد مرات ذكر الصيام، وتفسير الآيات، وفرقنا بين الفدية والقضاء. بينما تناولنا أيضًا آيات الصيام في باقي سور القرآن، عرضنا أحاديث وآيات تعزز فهمنا للعبادة. علاوة على ذلك، أبرزنا وقت الصيام وآيات رمضان، مؤكدين أن التأمل في هذه الآيات يقودنا لتقوى حقيقية. بالتالي، فإن فهمها والعمل بها سبيل لنيل رضا الله وثوابه.
المراجع
- quranSurah Al-Baqarah - 183-187 -بتصرف
- islamicstudiesSurah Al-Baqarah 2:183-185 - Towards Understanding -بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

خطوات العمرة للنساء

حكم الصلاة بالحذاء

آيات الشفاء من الألم

هل يجوز السفر بدون محرم؟

حكم من زاد ركعة في الصلاة

خطبة عيد الفطر

تعريف علم أصول الفقه

حكم قراءة الفاتحة عند الخطبة وعقد الزواج

حكم الالتزام بطاعة ولي الأمر في الأمور المشروعة

تطبيقات السياسة الشرعية في عهد الخلفاء الراشدين

تفسير الآية "إن الله لا يغفر أن يشرك...

بما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم

بما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم

وقت رمي جمرة العقبة الكبرى
