من هو أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبَرِّد؟

الكاتب : آية زيدان
23 أغسطس 2025
عدد المشاهدات : 55
منذ 5 ساعات
نبذة عن الواقدي
من هو محمد بن يزيد؟
لماذا لقب محمد بن يزيد بالمبرد؟
ما هي أبرز أعمال أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي؟
لماذا سمي المبرد بهذا الاسم؟

يعد أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبَرِّد من أبرز أعلام النحو واللغة في العصر العباسي. بالإضافة إلى ذلك قد ترك بصمة علمية لا تنسى في تاريخ الأدب العربي. جمع بين عمق المعرفة وسلاسة التعبير، فكان واحدًا من روّاد المدرسة البصرية في النحو، وممن حفظوا للغة العربية مكانتها بين علوم عصرهم. عرف بمواقفه العلمية الجريئة، وبأعماله التي أصبحت مرجعًا للدارسين والباحثين. في هذا المقال، نلقي الضوء على شخصيته، وأبرز محطات حياته، وأعماله الخالدة التي أثرت في الأجيال حتى يومنا هذا.

من هو محمد بن يزيد؟

أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبَرِّد

يعد أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبَرِّد من أعلام اللغة والأدب في العصر العباسي. وقد خلّف بصمة لا تنسى في تاريخ النحو العربي. ولد في مدينة البصرة عام 210هـ. ونشأ في بيئة علمية غنية كان لها الأثر الأكبر في تكوينه الثقافي. تلقى تعليمه على يد كبار نحاة البصرة مثل المازني والأخفش. فنهل من علوم النحو والبلاغة واللغة. حتى صار من كبار النحويين في زمانه.

تعرف أيضاً على:أشهر علماء علم النفس العرب وإنجازاتهم

وعند التساؤل عن من هو المبرد. فإننا لا نتحدث عن مجرد عالم لغوي. بل عن شخصية بارزة ساهمت في تأسيس قواعد النحو وشرحها بأسلوب منهجي دقيق. كان حاد الذكاء. واسع الحيلة. بارعًا في الجدل والمناظرة. بالإضافة إلى ذلك امتاز بأسلوب نقدي علمي جعل كتبه مرجعًا مهمًا للدارسين.

عرف المبرد أيضًا بعلاقته الوثيقة بالخلفاء والولاة. بينما دعي إلى بغداد ليكون أحد علماء بلاط الخليفة المتوكل. وهناك أتيحت له فرصة نشر علمه وإلقاء دروسه التي أثرت في أجيال من طلاب اللغة.

إن شخصية المبرد تجمع بين عمق المعرفة وسعة الاطلاع. وبين القدرة على التفسير والتحليل. وهو ما جعل اسمه خالدًا في ذاكرة اللغة العربية حتى يومنا هذا. [1]

تعرف أيضاً على:أشهر علماء الكيمياء في العصر الحديث وإنجازاتهم المتقدمة

لماذا لقب محمد بن يزيد بالمبرد؟

أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبَرِّد

اشتهر أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبَرِّد بهذا اللقب الفريد الذي أصبح جزءًا من هويته العلمية. وتعددت الروايات حول سبب إطلاق هذا الاسم عليه. في إحدى الروايات المتداولة. يقال إن الخليفة المتوكل سأله ذات يوم عن معنى كلمة “المبرد”. فأجابه إجابة بليغة نالت إعجاب الحاضرين. فصار يعرف بها منذ ذلك الحين. وفي رواية أخرى. يذكر أن اللقب جاء من لفظة عامية كانت تستخدم في بغداد. بمعنى “الحادّ الذكاء” أو “الدقيق الفهم”. بالإضافة إلى ذلك هي صفات اشتهر بها المبرد في أوساط العلماء والطلاب.

لكن هناك تفسيرًا لغويًا أقرب للمنطق؛ إذ يرى بعض المؤرخين أن لقب “المبرد” جاء تصحيفًا للفظ “المقرئ”. بسبب انتقال الاسم عبر اللهجات المختلفة. ثم استقر في شكله المعروف “المبرد”. وقد غلب عليه حتى أصبح اسمه الأشهر متجاوزًا اسمه الحقيقي.

ومهما كان أصل التسمية. فإن ما لا يختلف عليه اثنان هو أن أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبَرِّد استحق لقبه عن جدارة. فقد كان عالِمًا بارعًا. سريع البديهة. حاضر الحجة. فكان في كل مجلس علمي يبهر من حوله بدقة استنتاجاته وصرامة حججه اللغوية. ما جعله يعرف بـ”المبرد” كما لو كان آلةً تصقل اللغة وتقوم اعوجاجها.

لقد أصبح اللقب علامة على نبوغه. وعنوانًا لشخصية فذة نذرت حياتها لخدمة اللغة العربية. فاستحق أن يخلَّد اسمه بين الكبار في تاريخ النحو العربي. [2]

تعرف أيضاً على:إليك أسماء علماء المسلمين في الطب عبر العصور

ما هي أبرز أعمال أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي؟

يعد أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبَرِّد أحد أركان المدرسة النحوية البصرية، وواحدًا من أعظم علماء العربية في القرن الثالث الهجري. تميز أسلوبه بالتحقيق والدقة، فجمع بين عمق النظر وسلاسة الطرح، مما جعل مؤلفاته مرجعًا لا غنى عنه للباحثين والدارسين في علوم اللغة والأدب.

أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبَرِّد

من أبرز مؤلفاته:

  • الكامل في اللغة والأدب“: يعتبر من أشهر كتبه وأهمها، ويجمع بين النحو والبلاغة والأدب، ويستعرض فيه كثيرًا من الشواهد القرآنية والشعرية والنوادر الأدبية.
  • المبرد المقتضب: وهو كتاب نحوي مهم، ألّفه المبرد بأسلوب مختصر ومركز، استعرض فيه قواعد النحو بشكل واضح ومنظم. يعد “المقتضب” أحد أعمدة المدرسة البصرية في النحو، ويعكس مدى تمكن المبرد من أدوات اللغة واستيعابه لقواعدها.
  • التعازي والمراثي”: تناول فيه فنون الرثاء والتعبير عن الحزن، مستشهدًا بما قيل من أشعار العرب في هذا الباب.
  • شرح لامية العرب”: عني فيه بشرح القصيدة الشهيرة المنسوبة إلى الشنفرى، وهو شرح لغوي وأدبي عميق.
  • الروضة”: من كتبه التي تناولت الأدب العربي وتاريخه.
  • الأمثال”: جمع فيه أمثال العرب مع تفسير معانيها وسياقات استخدامها.
  • ما اتفقت ألفاظه واختلفت معانيه”: بحث لغوي دقيق في ظاهرة الاشتراك اللفظي في اللغة العربية.

لقد أثرت مؤلفات المبرد بشكل مباشر في تطور الدرس اللغوي والنقدي في العصور اللاحقة، وظلت مرجعًا لأجيال من العلماء. بالإضافة إلى ذلك هو ما يبرز مكانته الرفيعة كأحد أعمدة التراث العربي الخالد.

تعرف أيضاً على:إليك أسماء أبرز علماء المسلمين المعاصرين في مختلف المجالات

لماذا سمي المبرد بهذا الاسم؟

أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبَرِّد

لقب أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبَرِّد بهذا الاسم لسبب طريف تناقلته كتب التراجم. فقد كان في الأصل يعرف بـ”المِزَبِّد”. وهو لقب أطلقه عليه أستاذه نتيجة موقفٍ معين. لكن الخليفة العباسي المتوكل. حين أراد استدعاءه إلى مجلسه العلمي. استثقل لفظ “المِزَبِّد”. فحرّفه إلى “المبَرِّد” لسهولة النطق وجمال الوقع. ومنذ ذلك الحين. اشتهر بهذا اللقب وأصبح ملازمًا لاسمه.

تعرف أيضاً على:تعرف على أسماء أشهر العلماء الفرنسيين في التاريخ

أما عن وفاة المبرد. فقد وقعت في سنة 285 هـ في بغداد. بعد مسيرة علمية امتدت لعقود قضاها بين التدريس والتأليف والمناظرات. وفاته كانت فقدًا كبيرًا لعلماء اللغة والنحو. فقد كان يعد من أعمدة المدرسة البصرية. وصاحب تأثير بالغ في تطوير الفكر اللغوي والنقدي آنذاك.

وقد ترك لنا المبرد إرثًا علميًا ضخمًا. ظل حاضراً في دراسات النحو واللغة. وأثره امتد إلى الأجيال اللاحقة التي نهلت من كتبه مثل الكامل في اللغة والأدب والمقتضب.

وبرغم مرور الزمن. لا تزال سيرة أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبَرِّد حيّة في ذاكرة التراث العربي. كشخصية فريدة جمعت بين عمق المعرفة وبلاغة الأسلوب.

ومن الجدير بالذكر أن هذا اللقب لم ينقص من شأنه. بل صار علامة مميزة له. تعرف بها كتبه ومجالسه. وتسجّل بها آراؤه النحوية والبلاغية. وقد صار “المبَرِّد” رمزًا للعقل النحوي المتزن والمنهج العلمي الرصين. فاستحق أن يخلّد اسمه في ذاكرة اللغة العربية على مر العصور.

مهما اختلفت التفسيرات. يبقى اسم أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبَرِّد شاهدًا على تأثيره العميق في علوم العربية. وشخصيته التي جمعت بين الحضور الطاغي والهيبة الهادئة.

تعرف أيضاً على:تعرف على قائمة أهم علماء الفيزياء في التاريخ

وفي الختام. يمكننا القول أن سيرة أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبَرِّد تكشف عن عالِم نادر في زمانه. اجتهد في خدمة اللغة العربية. وترك إرثًا أدبيًا ولغويًا لا يزال يدرّس في الجامعات والمجالس العلمية. لم يكن مجرد نحويّ فحسب. بل كان مفكرًا ومربِّيًا وأديبًا موسوعيًا. من خلال مؤلفاته وتلاميذه. امتد تأثيره لعصور متعاقبة. ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة التراث العربي.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة