أبو القاسم سعد الله

يُعد أبو القاسم سعد الله أحد أهم المؤرخين والمفكرين في تاريخ الجزائر والعالم العربي. لقد كرس حياته الثمينة لدراسة وتدوين تاريخ بلاده، ليصبح بذلك مرجعاً أساسياً لكل باحث ودارس. لم يقتصر دوره على التوثيق التاريخي فحسب، بل كان كاتباً وأديباً بارزاً، أثرى المكتبة العربية بمؤلفاته الغزيرة التي جمعت بين عمق البحث التاريخي وجمال الأسلوب الأدبي. لقد ترك بصمة راسخة لا تُمحى في مجال الفكر والثقافة، وأسس لمدرسة فكرية أصيلة تعنى بتاريخ وهوية الأمة، مما جعله قامة علمية وفكرية راسخة. إنه أبو القاسم سعد الله.
من هو الكاتب أبو القاسم سعد الله؟

أبو القاسم سعد الله هو كاتب ومفكر ومؤرخ جزائري بارز. ويعتبر أحد أهم أعلام الفكر والثقافة والتاريخ في الجزائر الحديثة. وقد ولد عام 1930في مدينة قمار بولاية وادي سوف جنوب شرق الجزائر. وتوفي سنة 2013. كما عرف مشروع أبو القاسم سعد الله الثقافي الضخم الذي هدف إلى إعادة كتابة تاريخ الجزائر من منظور وطني بعيدا عن الروايات الاستعمارية، علاوة على ذلك قد أطلق عليه عن جدارة”أب التاريخ الثقافي الجزائري”. ودرس سعد الله في الجزائر ثم بعد ذلك سافر إلى جامعة القاهرة.
وحصل لاحقا على درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية. ولم يكن فقط مؤرخا بل كان أدبيا وشاعرا وكاتب مقالات سياسية وفكرية. ومدافعا قويا عن الهوية العربية الإسلامية للجزائر. ومن أبرز أعماله وأكثرها شهرة هي كتابه المرجعي”تاريخ الجزائر الثقافي” في عدة مجلدات. ودراساته حول حياة الأمير عبد القادر الرمز الوطني المقاوم. وكتابه الجريء “الخوف من التاريخ” الذي تناول فيه نقدا ثقافيا وفكريا لموقف النخبة من التاريخ. ورغم الخلط أحيانا بينه وبين أسماء مشابهة على سبيل أبو القاسم خمار“أو أبو القاسم الشابي. [1]
تعرف أيضًا على: ابو فراس الحمداني
من أقوال أبو القاسم سعد الله؟
قد تميز المفكر والمؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله بأسلوبه الصريح والرصين في التعبير عن أفكاره سواء في كتاباته الأكاديمية أو مقالات الصحفية. وقد ترك لنا ثروة فكرية غنية بأقوال عميقة ومواقف جريئة تعبر عن وعيه الوطني وحرصه على الهوية الثقافية ونقده البناء للواقع الاجتماعي والسياسي في الجزائر والعالم العربي. ومن أبرز أقوال أبو القاسم سعد الله ما يتعلق بالتاريخ والهوية. إذا كان يؤمن أن من لا يدرك تاريخه لا يستطيع أن يصنع مستقبله. فكتب قائلا”الخوف من التاريخ هو أول خطوات فقدان الوعي” وفي موضوع آخر قال “نحن لا نخاف من التاريخ لأنه قاس. بل لأننا لا نملك الشجاعة لمواجهته”.
وقد كرس هذا المفهوم في كتابه الشهير “الخوف من التاريخ”الذي هاجم فيه محاولات تزييف التاريخ الجزائري” ودعا إلى إعادة كتابته من منظور وطني مستقل بعيدا عن الرواية الاستعمارية أو الأيديولوجيات المستوردة، علاوة على ذلك قد عبر عن أهمية الذاكرة الوطنية في أكثر من مناسبة “من لا يملك ذاكرة لا يملك مشروعا ولا مستقبلا”. وقد كتب أبو القاسم سعد الله كتاب تاريخ الجزائر الثقافي. الذي كان يعد مرجعا مهما لفهم تاريخ الجزائر من منظور وطني. وقد اهتم فيه بدراسة حياة الشخصيات الوطنية. مثل حياة الأمير عبد القادر أبو القاسم سعد الله الذي شكل رمزا للمقاومة الوطنية. [2]
تعرف أيضًا على: الخليل بن أحمد الفراهيدي يرسم الأوزان: من بحر الشعر إلى علم العَروض
من هو الكاتب سعد الله؟
أبو القاسم سعد الله هو واحدا من أبرز المفكرين في العالم العربي خلال القرن العشرين. وعرف بلقب “مؤرخ الجزائر الثقافي”وذلك بفضل جهوده الهائلة في تدوين وتوثيق تاريخ الجزائر من منظور وطني علمي مستقل بعيدا عن التبعية للاستعمار الفرنسي أو الانغلاق الأيدولوجي. ولد سنة 1930في بلدة قمار الواقعة في ولاية وادي سوف جنوب شرق الجزائر. ونشأ في بيئة دينية الأمر الذي أثر لاحقا في تكوينه الأدبي. وبدأ تعليمه في المدارس القرآنية المحلية. ثم واصل دراسته في جامعة الزيتونة بتونس تعرف على الفكر الإصلاحي العربي قبل أن ينتقل إلى جامعة القاهرة التي نهل منها علوما كثيرة في التاريخ والأدب بعدها أكمل دراساته العليا في الولايات المتحدة الأمريكية.
تعرف أيضًا على: أبو الأسود الدؤلي يضع النقطة: نحويٌّ أطلق العقال للغة
كما حصل أبو القاسم سعد الله على شهادة الدكتوراه ليعود إلى الجزائر ويبدأ رحلة طويلة من التعليم والبحث، لكن سعد الله لم يكن مجرد أكاديمي. بل كان مثقفا ملتزما وآمن بأن التحرر الثقافي والفكري لا يقل أهمية عن التحرر السياسي لذلك انشغل طوال حياته بتفكيك خطاب الاستعمار الفرنسي. وخاصة في ما يتعلق بتاريخ الجزائر وثقافتها مع التركيز على إعادة كتابة التاريخ الوطني بعيدا عن الرواية الاستعمارية أو الإيديولوجية المستوردة مع توضيح أن أحيانا يختلط اسمه بالآخرين. مثل أبو القاسم خمار لذا كان حريصا على توضيح هويته.
تعرف أيضًا على: جرير بين الهجاء والغزل: لسانٌ لا يعرف المهادنة
من هو شيخ المؤرخين الجزائريين؟
شيخ المؤرخين الجزائريين هو الدكتور أبو القاسم سعد الله ويلقب بهذا اللقب عن جدارة نظرا لمكانته العلمية الرفيعة وإسهاماته الكبيرة في كتابة وتوثيق التاريخ الجزائري. وخاصة من الناحية الفكرية والثقافية. قد لقب أبو القاسم سعد الله بشيخ المؤرخين. وذلك لأنه أول من كتب مشروعا متكاملا عن تاريخ الجزائر الثقافي في سلسلة من المجلدات تناول فيها الفكر والتعليم والصحافة والصراع الثقافي ضد الاستعمار، وقته العلمية ومنهجة الأكاديمي في البحث والتوثيق جعله مرجعا للباحثين.
تعرف أيضًا على: علاء الأسواني إلى المعري رحلة عبر عقول غيّرت الأدب العربي
وكان يرفض النقل الأعمى ويعتمد على المصادر الأصلية، بالإضافة إلى ذلك قد أسس لرؤية وطنية مستقلة في كتابة التاريخ بعيدا عن الروايات الاستعمارية أو الأيديولوجية وسعى لإعادة الاعتبار للرموز الوطنية. مثل الأمير عبد القادر والشيخ عبد الحميد بن باديس وغزارة إنتاجه ترك أكثر من30كتابا بين التأريخ المقالات الفكرية والترجمة والسير الذاتية وتعليمه العالي. وكان يوازي في تأثيره ما يحققه أهم أعمال أبو القاسم الشابي في الأدب العربي من أثر شعري وثقافي. وحصل على دكتوراه من جامعة مينيسوتا الأمريكية ما أتاح له الاطلاع على مناهج متنوعة في الكتابة التاريخية.
تعرف أيضًا على: سهيل إدريس ورحلة الكلمات من الرواية إلى القاموس
وفي الختام. قد شكل أبو القاسم سعد الله علامة فارقة في تاريخ الجزائر الفكري والثقافي. وهو لم يكن مجرد مؤرخ. بل مفكر ومثقف ملتزم آمن بأن كتابة التاريخ مسؤولية لا تقل عن خوض المعارك الوطنية عن طريق كتبه وعلى رأسها أبو القاسم سعد الله كتاب تاريخ الجزائر الثقافي. وقد وضع أساسا جديدة لفهم الذاكرة الوطنية، علاوة على ذلك. ولم يتردد أبو القاسم سعد الله في طرح الأسئلة الجريئة. وقد عبر عن ذلك بوضوح في كتابه الشهير أبو القاسم سعد الله الخوف من التاريخ.
المراجع
- goodreadsAbu al-Qasim Saadallah’- بتصرف
- univDoctor Abou El Kacem Saadallah, the Father of historians- بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

لي كوان يو الأب المؤسس لدولة سنغافورة الحديثة

زنوبيا ملكة تدمر التي تحدّت روما بحكمتها وقوتها

أبو القاسم الشابي

ابو الفضل العباس

إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا الشاب الذي قلب الموازين

توماس القطار القطار الودود في رحلاته اليومية

سلمان بن عبدالعزيز: قيادة الحكمة والإنجاز

جو بايدن بين التجربة السياسية وتحديات الرئاسة

جريندايزر بطل الطفولة ومحارب الفضاء

تيمي تيرنر الطفل الذي يملك جنيين سحريين

محمد الفاتح: الشاب العثماني الذي فتح القسطنطينية

بيكاتشو الرمز الأشهر في عالم البوكيمون

ابو فراس الحمداني

تيمون صديق وفيّ في رحلة سيمبا
